#شخصية_من_ريمة رقم الشخصية ( 56 )
اذا زرت رباط النهاري او مررت من المصباح الضبارة او صعدت الى شزهب خضم او تحركت الى وادي السيد بني احمد في طريقك الى علوجة او اخذت استراحة في قبر الشرف بني نفيع او عرجت على الهجرة الرييم او فضلت زيارة بني محمد يامن اوصلك حظك الى الحدية مركز مديرية الجعفرية . و سترى خلال هذه الرحلات وفي هذه الاماكن وغيرها ، قبابا ضخمة تحتها اضرحة رجال شغلوا مساحة زمنية من تاريخ هذه المنطقة الرائعة وكانوا محل اجلال وتقدير السكان ، وسواءا اتفقنا او اختلفنا مع الصوفية اليوم فاننا نتكلم عن تاريخ منطقة كان لها في تلك الفترات مرجعية روحية لو لم يكن من انجازاتها الا انها تمكنت من حل الكثير من مشاكل المجتمع وزرعت فيهم الثقة للرجوع اليهم ، لكفى
ان رجال الصوفية التي لازالت قبابها وأضرحتها قائمة ، تستحق الاشادة خصوصا وانها تجاوزت حدودها الزمنية فاصبحت مزاره في ريمة حتى وقت قريب كما تجاوزت شهرتها حدودها المحلية في ريمة إلى بقية أنحاء اليمن، وبعضها تجاوز الحدود اليمنية إلى العالم الإسلامي، فقد ازدهرت الصوفية في العصر الرسولي في اليمن كما ازدهرت في بقية الأقطار الإسلامية فنحن نسمع في الأناشيد الدينية عن عبدالقادر الجيلاني ولا ندري بأنه في العراق، وبالمثل ما يردده العامة في الأقطار الإسلامية عن الخرقة الصوفية(للحداد) وعشرة أهل اليمن ومنهم النهاري وبلاع العلوم ولا يعرفون أن الحداد والنهاري والبلاع في ريمة وجميعهم من مشاهير الصوفية في اليمن.
سنعرض في الحلقات القادمة عدد من هؤلاء كما تعرضنا سابقا لبعض منهم مثل الحداد في شزهب خضم والنهاري في رباطه الشهير وسنكمل في هذه الحلقة باحدى تلك الشخصيات ومن العشرة اهل اليمن و هو البلاع حسب شهرته في ريمه ، وعندما تسأل عن سبب تسميته بالبلاع تجد اهل الحدية يردون عليك بانه بلاع العلوم .
ويقال ان الشيخ محمد بن عيسى الوليدي من ذريته ومن ذرية الاخير الشيخ محمود اليمانية ومن اليه . والان الى بلاع العلوم الاسدي كما ورد ت ترجمته في طبقات الشرجي :
""أبو محمد عبدالله بن علي الاسدي. أصله من قوم يقال لهم آل خلاد يسكنون ناحية جيزان خرج منهم إلى مدينة زبيد وصحب الشيخ الصياد والشيخ على الحداد والشيخ على بن أفلح وكانوا يجتمعون على عبادة الله حتى ظهر أمر الشيخ عبدالقادر الجيلاني واشتهر ذكره في اليمن وصل الخبر بأنه خارج في تلك السنة، والتقى به في عرفات فأخذ عنه اليد وسمع عليه شيئا من الحديث النبوي وكان قد أخذها عن ابن الحداد قبل هذا كما سيأتي.
ودخل بلاد الروم المسلمين وأقام بها مدة طويلة وله هناك زاوية وتلامذة ومآثر.
وقد دفن في موضع يقال له الحدية بفتح الحاء وكسر الدال وفتح المثناة من تحت المشددة.
كان يسافر بالقوافل إلى مكة المشرفة وعمر عمرا طويلا حتى جاوز المائة، بل يقال أنه عمر مائة وثمانون عاما منها ستون في السياحة ودخل بلاد الروم وستون كان يحج بالناس وستون في موضعه، ظهرت له كرامات وتواترت البركات.
كانت وفاته بالقرية المذكورة سنة (620هـ) وقبره مشهور مقصود للزيارة والتبرك وله بها ذرية صالحون يقومون بالموضع وهم أولاد ابنته وأسمها "جميله" على ما ذكر الفقيه حسين الأهدل في تاريخه أولهم الشيخ عبدالله يوسف بن على المعروف "بالصامت" عرف بذلك لكثرة صمته كان من كبار الصالحين وكان جده المذكور قد صحب الشيخ عبدالله الأسدي صحبة تامة فزوج ابنه يوسف بابنة الشيخ المذكور فأولدها عبدالله الصامت المذكور فخلف جده علي الموضع.
ويقال أن جدهم عليا المذكور كان قريبا للشيخ عبدالله وقيل بل كان غريبا من أهل موزع صحب الشيخ عبدالله وأنتفع به والله أعلم أي ذلك كان.
أما أولاده من صلبه فهم في بلدهم جيزان ولهم هناك شهرة وزاوية محترمة وغالبهم الخير والصلاح وممن انتفع به ولده الشيخ محمد وهو جد الأسديين الذين بجيزان و الشيخ عبدالله يوسف وهو جد الأسديين الذين بالحديه وممن انتفع به الشيخ مفتاح صاحب الزاوية التي بناحية سردد "" انتهى
بقلم المؤرخ الدكتور حيدر علي ناجي العزي
#شخصية_من_ريمه
رابط المنشور على صفحة شخصية من ريمه على فيسبوك هنا