recent
أخبار ساخنة

السيد يوسف بن علي الكبير النهاري .. أبو الأيتام 1303 هـ -1391 هـ عامل الأمام في الجعفرية وشيخ مشائخها

  #شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (230)

السيد يوسف علي النهاري
السيد يوسف علي النهاري 


السيد يوسف بن علي الكبير النهاري .. أبو الأيتام

1303 هـ -1391 هـ

عامل الأمام في الجعفرية وشيخ مشائخها

الولادة والنشأة: 

ولد الشيخ السيد يوسف بن علي الكبير بن يحيى بن محمد النهاري عام  1303 هـ في الحيم ببني سعيد مديرية الجعفرية محافظة ريمة 

السيد يوسف بن علي الكبير النهاري .. أبو الأيتام

بقلم د ثابت الأحمدي

السيد يوسف كركعة الوتر الأخيرة :

السيد يوسف كركعة الوتر الأخيرة فلا سيد بعده هكذا قال أحدهم سابقاً وهو يرتجل معلومة على استرخاء لم يكن يعرف حينها أن التاريخ سيخطفها من فيه مسجلاً إياها ولو بعد حين وسواء اتفقنا مع هذه المقولة أو اختلفنا فلن ينقص من حق الرجل شيئاً،فلقد كان أخر إشراقه في روابع نيسان يمد الآخرين بضياء لازوردي دون أن يعرف هو ذلك .. غيمة حب تنداح غيمات بلا حدود، ثمة نفس حاتمي حملته شرايين القرون الماضية لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي ذلك الغضنفر

الرئبال المتهامي حباً وعشقاً لكل طيب وجميل ومن ذلك كرمه

الفياض المتفق عليه بالإجماع عند كثير اليوم.

أناس إذا ما الليل أظلم وجهه

فايديهم بيض وأوجههم زهرُ

يصونون أحساباً ومجداً مؤثلاً

ببذل أكف دونها المزن والبحر

أضأت لهم احسابهم فتخالمت

بنورهم الشمس المنيرة والبدر

فلو لامس الصخر الأصم أكفهم

لفاض ينابيع الندى ذلك الصخرُ

حقاً لم تبل في ثيابه غير جيوبه فقط وللعلم فجيوب البخلاء نظيفة .. أليس كذلك؟؟؟

يا من رحلت إلى بعيد:

يا من رحلت إلى بعيد يا من رحلت وقد زرعت فسائل

المعروف في أنحاء البلاد لك من ذلك ثواب الله وشكر الناس

كاكبر ارث أثمرته تلك السنابل. ها أنذا أسجل من ذاكرة التاريخ لذاكرته أيضاً وبريشة من جناح الفل حروفاً من سفر

الفضيلة يترنم بها الاحفاد اعتزازا بنغمة من الحان داود

رجل أدرك أنه لم يخلق لنفسه فقط فكان يحمل شعوراً

انسانياً بروح إنسانية مجردة عن خناس (الآنا الأعلى) خلافاً على كثير

من أقرانه الذين زرعوا جمرات الاستبداد في نفوس الناس طيلة تسلطهم فحصدوا نار الشظايا وجحيم الغضب

الفكرة لأحمد مطر الناطق الرسمي باسم الشعوب .

أستطيع أن أجزم بصحة ما قلت مؤخراً وذلك من خلال

خطوة إنسانية اقدم عليها في ذلك الزمن وهي تحرير العبيد

جميعاً الذين كانوا متوارثين لدى الأسرة كارث عقاري

يتوارثونه واحداً بعد واحد إنه شعور إنساني فياض يستضيئ هذا الإنسان اللام للجنس رغم أنه لم يتعمق

كثيرا في العلوم والدراسات إلا أنه عمل بحكمة كنفوشيوس حكيم الصين التي تقرر أن من صفت سرائره وزكت

أخلاقه غنى عن التعليم واعتبر مجرد الأخلاق الحسنة

في حد ذاتها غاية الغايات على المتعلم أن يسعى إليها وإن

حصلت بدون العلم فلا حاجة إليه والرأي نفسه يذهب إليه

الفيلسوف المعروف "فيخته " بعيداً عن "كونفوشيوس" و"فيخته"

كان ركعة الوتر رحمه الله محباً للخير مكرماً لأهله يكفل

ايتام ويكسوهم على مر السنة حتى لقب بأبي الايتام وكذا المولود فإنه يتحمل نفقته في أسبوعه الأول ، ويضحي من البقربثور كل عيد أضحى إحياء للسنة وكفالة للمساكين وأيضاً كان يكفل المساجين الذين لا يستطيعون تحمل نفقاتهم في سجن عامل الإمام بالأمهين وإذا توفي احد من أبناء العزلة قدم له الكفن والحنوط.

هكذا كان ذا ثراء واسع وكرم فياض وقبل أن يرزقه الله المال الكثير رزقه يدأ معطاءة لا تعرف الانقباض حتى لكأن إحدى يديه ضرة على أختها أو لكأن الله خلق الكرم وأسكنه كفه الكريمة

تعود بسط الكف حتى لو انه

اراد انقباضا لم تطعه انامله

فلو لم يكن في كفه غير نفسه

لجاد بها فليتق الله سائله

أبو اليتامى:

كان أبو الايتام يرحمه الله على اتصال بعامل قضاء #ريمة في #الجبين ودائماً كثير الترحال اليه ومع كل رحلة له كانت تصحبه قافلة محملة بكل حاجيات السفر من الطعام والشراب والسمن والعسل والقاز والفراش على الجمال وكذا المرافقون له فيأكل هو ومرافقوه ومن حضر معهم مدة إقامته سواء في مركز القضاء أو غيره كمطعم متنقل أبت نفسه الكريمة إلا أن تلازم الخير في الحل والترحال وإلى جانب هذا فقد رزقه الله جاها واسعاً وحظاً وافراً فقد كان يمثل مرجعية مشائخية لصراحته وشجاعته ورجاحة عقله وسداد رأيه في زمن انتهل فيما انتهل الشجاعه والصراحة ورجاحة العقل وسداد الرأي إذ طا لما  كان يعمل على إخراج المسجونين ظلماً من سجن عامل الإمام بالناحية ويواجه العامل بنفسه حتى لقد كان ذات مرة وراء عزل العامل عبد الخالق بن حنش الذي طالما تعسف الناس والرعية على استداد الناحية مواجهه وجها لوجه عند الإمام حتى استطاع عزله ودفع مقابل ذلك (ألف ريال فرائصي) وعند ما علم الناس فرحوا كثيراً واستقبلوه عند عودته إلى مشارف تهامة مؤيدين ومناصرين ومن ثم فقد كان يزوره مشائخ الناحية في كل المناسبات مع الوجهاء والأعيانف يستقبلهم بالزوامل والهتافات الترحيبية ودق الطبول مع أبناء عزلته وإلى جانب كونه مرجعية مشائخية، فقد كان يمثل مرجعية اقتصادية أيضاً فلقد جرى المال على يديه كما جرى الكرم بين نفسه، فكان الطوافة يقدرون محصوله السنوي من البن فقط بأكثر من الفي قدح (أربعة الاف قدح صنعاني) أما بالنسبة للحبوب فقد توفي وعنده أربعة الاف وخمسمائة قدح من جميع أنواع الحنطة التي كانت تحفظ في المدافن ولقد كان يقرض في معظم السنوات التي تزداد فيها المجاعة ما يقارب ثلاثة آلاف قدح إلى مختلف العزل هذا فضلاً عما يتصدق به .

بعض من النحاس في ديوان الحيم

جوانب من حياته:

دعم العلم والمتعلمين:

ومن جوانبة العلمية المشرفة هو إقامته حلقة علمية لقراءة صحيح البخاري سنوياً ما بين عشرين إلى ثلاثين قارئا وعلى نفقته وتستمر ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر وكان يذبح ثوراً يوم الختم وثوراً يوم البدرية كما كان يستقدم فقها، من مناطق أخرى ولا أظنهم إلا من بني هتار وذلك لتعليم أبناء القرية القرآن الكريم مجاناً بعد أن بنى لهم معلامة على نفقته وقد استكتب أحد هؤلاء الفقهاء (ياسين  الهتاري) وهو خطاط فكتب له صحيح البخاري نسختين وكذا المصحف الشريف فقد خطه هذا الفقيه الخطاط في نسختين كل نسخة ثلاثون مجلداً ولا تزال هذه المخطوطات محفوظة حتى الآن.

مخطوطات بدار الحيم

مخطوطات بدار الحيم

مخطوطات بدار الحيم

مخطوطات بدار الحيم

الذكر والقرآن الكريم:

 كان له  ورده اليومي مع هذا الفقيه(ياسين الهتاري) جزأين من القرآن الكريم على مدار العام.

إلا أنه يزيد في رمضان إلى ستة أجزاء. وماذا بعد ؟ إلى الآن لم اكتب شيئاً عن رجل بسطت له العظمة ردأها وثوت أركان المجد بين يديه طائعة عاملاً بمبدأ "خير الناس أنفعهم للناس" رجل أتى بما لم يأت به الأوائل من اقرانه حين كانت إرادة العزم أو عزم الإرادة فوق خناس الوهن والضعف .


تنفيذ مشاريع خدمية :

 كان سوق "علوجه" يعاني أزمة مائية كانت قوة الإرادة فوق شبح الأزمة فقد قام بتوصيل الماء إلى السوق من مجمع غيول وادي جبش   بني الحرازي حيث اختط اولا شريجاً (ساقية)  للماء وحفر  له مسافة طويلة في الجبل تقدر باثنين كيلومتر مصبوباً بالقضاض والنورة والحصى حتى أوصل هذا الشريج إلى نهايته في "رجن" وبنى هناك بركة تستقبل الماء من الشريج  ينتفع به الأهالي هناك والمارون من السوق لتكون هذه البركة نقطة تصريف أولى لأن ثمة مسافة كبيرة بين هذه النقطة وبين نقطة التوصيل الأخرى التي يسعى إليها (سوق علوجه) هي مسافة الوادي الكبير الذي يعد من أحد أكبر أودية ريمة حيث يصب فيه سبعة أودية تقريباً فكيف يتم تصميم شريح للماء خلال الوادي ، والشريج آنذاك وحده هو وسيلة توصيل المياه من مكان إلى آخر عند الناس كلهم, لم يعجز أو يياس فقد ربط الخبطة حديدية بين الجبلين مثبته بماسورتين كل منها في جبل (على ضفتي للوادي) وكانت هذه الخبطة في حد ذاتها مثار تساؤل عند كثير إذ كيف حصل عليها، ومن ثم وصل عليها الواحاً من الصفيح  ببعضها يقدر قطرها بـ ٣٠سم كانت هذه الصفائح بمثابة الأنابيب ومن ثم أجرى الماء بين هذه الصفائح جوا إلى الجبل المقابل وصمم له بركة استقبال هناك مصمما شريجاً آخر بنفس مواصفات الأول إلى الجامع الكبير بالسوق تقدر مسافة الشريج الثاني بكيلو متر واحد ومن ثم فقد استفاد منه المئات من السكان المقيمين وكذا من المتسوقين في هذا السوق .

ومعروف في ذلك الوقت زحمة سوق علوجه الذي كان يبتدئ من ليلة الثلاثاء حتى صباح الخميس، وحقيقة فهذا عمل صعب وعملية معقدة نوعا ما يصعب تصميمها اليوم مع وجود الوسائل الحديثة (حسب راي الكاتب عندما ) ويصعب ايضاً للكاتب تصويره بالحرف.

علاقات خارجية قويه :

 صورته الواضحة لدى الوالد القدير طلال يحيى زيد (رحمه الله )، ثم ماذا؟ صدق أولا تصدق أن رجلا ما في شماريخ جبال ريمة الشماء كركعة الوتر وفي زمن مثل ذلك الزمن كانت تربطه علاقات واسعة وجيدة مع بعض الأسر والبيوت في الهند بالمراسلات عن طريق التجار عبر عدن حاضرة الشرق الأوسط آنذاك، لقد تجاوز ظروف الزمان والمكان في ذلك الوقت موقناً أن لا شيء فوق على الهمة أو الهمة العالية فقد كانت تصله أفخر أنواع العطور والعود الهندي بكميات مهولة كهدايا من أصدقائه حتى أفرد لها مخزناً في ردهات قصره في دور " الحيم " الشامخة والخبر اليقين هنا لدى الشيخ محمود حسن الغزي .

دور الحيم:

ولما كان يتمتع به من حسن جمالي وذوق رفيع استقدم بنائين من أكثر من منطقة وبني ( الاصح أن من بناهما هو ابوه واعمامه) ذلك القصرين بطراز رفيع جمع بين عراقة الفن المعماري الأصيل وبين ذوق العصر الأسر الذي يجعل الزائر مندهشا لا يمل من تكرار الرؤية متعجباً كل تلك الروعة الفنية والتصميم العجيب. وكم عساك أن تستمتع من الجمال وأنت بداخل ذلك الديوان الذي يعد – كما سمعت – آية فريدة من آيات الجمال العجيبة على مستوى المحافظة بل واعتبره البعض واحدة من آيات الجمال على مستوى اليمن أجمع حيث استقدم له بنائين ونجارين مهرة من صنعاء احتوت ابواب ونوافذه على أروع فنون النجارة الصنعانية وكذا فقد تم شراء القمريات أيضاً من صنعاء وحملت فوق الجمال حتى وصلت اليه بقيمة تزيد عن خمسمائة ريال فرانصي بعملة ذلك الوقت، أضف إلى ذلك ما كان يزخر به هذا الديوان من نقوش فنية ومفارش رومية ومزهريات نحاسية و نوارات الإضاءة وغير ذلك من التحف الثمينة والرائعة ويقال أن مساحة هذا الديوان تتسع لأكثر من ثلاثمائة شخص وهو ما لا أستوعبه بعقلي رغم ثقة من حدثني بذلك واقترح على جهة الاختصاص في التنمية السياحية بالمحافظة أن تجعل منه معلماً سياحياً للسواح وخاصة الأجانب.


سقف ديوان دار الحيم




الدار القديم في الحيم بني سعيد

هل بقي  شيء من اشياء وغابت اشياء ؟ هل تستطيع أن تدثر النجم بين ثيابك؟ على حد تعبير الأخ مهدي الحيدري (رحمه الله) أو تجمع ماء البحر بين كاسك وهل تستطيع أن تجعل من قلمك عدسة لأمة تجمع آيات الشمس وشعاع القمر جميعاً وهل يختفي الجبل تحت حافر الحرف الواحد، أو تحجبه ظل جملة مبعثرة اثمة حلم يعانق شوقا وحنين يهمي بلحن وتر خفاق بهمس هيليني يجعل من ركعة الوتر مناط الثريا  دون الوصول إليه عرق الجبين أو يقدر ذلك من مداد القلم.

موقفه من الثورة الدستورية عام 1948م:

غابت عنده مصلحة الفرد أمام مصلحة المجموع حتى لكان شخصه هو ذلك المجموع كله ولذا فلا تستغرب إن قلت لك إنه واحد من رجالات ثورة ٤٨ الدستورية هذا جملة أما تفصيلاً فحدق بعين القلب واستمع بأذن العقل حيث كان رحمه الله على صلة دائمة بالمناضل الكبير الخادم غالب الوجيه وكانا على اتصال ببعض منذ ما قبل الحديث عن الثورة من خلال اللقاءات والمراسلات بينهما مستغلين مكانتها الاجتماعية في تغییر نظام الحكم الملكي الجائر وقد جمعتهما وثيقة العهد الواحدة التي كانت بمثابة ميثاق شرف بين الثوار انفسهم وللأسف فلم يتحقق الحلم لهما كما لم يتحقق لغيرهما وارسل الخادم غالب رسوله ومعه الوثيقة إلى صاحبه طالباً شطب اسمه من الوثيقة مقابل شطب الاسم الآخر أيضاً بعد تأكدهما من فشل الثورة حتى لا يتعرضا للخطر الماحق واسألوا في هذا أستاذ الاساتذة مهدي عبد الوهاب (رحمة الله تغشاه) راوي هذه الحكاية.

ايامه الأخيرة ووفاته:

رحم الله ابا الايتام وشريف ريمة كما أطلق عليه الإمام الذي ما إن غادر دنيانا هذه حتى استنفد دوره وأكمل واجبه مستشعرا واجبه في هذه الحياة ومتحسساً الآم الآخرين وحاجياتهم، وقد ابتلاه الله يفقدان بصره فعاش فترة كفيفاً وقد عوضه الله بإدراك ليس له مثيل إذ كان يتعرف على الناس متحسساً إياهم بيده ،فيعرف مباشرة مصافحه كما سمعت ذلك من الأخ عبد الباري الوليد(رحمه الله) 

لقد كان ابا رحيما وثائراً شجاعاً وشيخاً كريماً تتخاطر أطيافه کنورس باسم في فضاء الذاكرة وتشع بسماته الحانية مع نبض كل قلب متجدد حديثا للأباء وتاريخاً الأبناء يستلهمون منه قيم الفضيلة ومعاني الطهر في أبهى حللها . 

 رحم الله السيد يوسف بن علي الكبير بن يحيى بن محمد النهاري سليل سبط رسول الله وهو يتوسد مكارمة الخالدة.

بعد رحلة ٨٩ عاماً (۱۳۰۳ – ۱۳۹۱) وسلام عليه في الخالدين.

ماكتبه الراحل مهدي الحيدري (رحمه الله) عن دور الحيم:

دور الحيم

على شامخات الحيم من قبل القلل

                      شوامخ مرقاها على مرتقى زحل

حماها إله العرش من قاب قوسه

                      وأسكنها الأشراف بالحل والحلل

بناها علي الصغير و إخوتة

                      علي ومحمود بهم غاية الأمل

رفعها وأعلاها وتابع بناءها

                     ثلاثة أشراف أشقاء لهم رجل

 تحلت حلت جفت لمكانها زهت

                  و صرها يحال الرقم حالية الفعل

 كبيرهم الموسوم مدير مقدم

                    غضنفر قصير الذراع مشتهر بطل

علي بن يحي من له المجد تالد

                     آکابر عن كابر ورث غاية الأمل

حطم المكارم ضارب للجماجم

                   بأصل الملاحم راغم كل من عدل

و مقدامه الصمصام ما يرهب الجهام

                هو الباسل المحمود بالقول والفعل

لمن أفطر الشهرالكريم يسوقه.

             سقاه بكأس البأس بالحبس فاختجل

عفوا عن خزان الدور من كان فاعلاً

                 بصفح وإحسان مع الجهل والزلل

وما هي بأول للجمالي جمالية

                           جمائله تشهد له بالذي فعل

أحاطت رحا باسة بتلك النواحي

                    اخذ بالنواحي كل عاصي فاتحجل

ولولا خطر في القلب إشفاقه بهم

                       بقبلان عفو الأمل في الزمن الأول

لأجلاهم مجلا النظير إشارة

                      لمن كان يفهم رمز يضرب به المثل

فيا نعم هذا الصفح يتبعه رضا

                       بتغليق ما كانت ديون الدماء أحل

بواسطة البحر المسمى بأحمد

                    شریف عظيم القدر في سائر الملل

وفي ختمها يارب صلى على الذي

                       أتانا بقول الحق بالحق قد نزل

محمد المختار من آل هاشم

                   مع الآل والأصحاب ما وابل حمل

وإن رمتهم مالي تاريخ احصه

                    فلا زلتة في ال... في نايف القلل

فدوموا بحمد الله في الجيم دائماً

                        بأمركم المشهود كالرعد في زحل

ويا نائب الشرع الشريف تفضيلاً

                       قراءتها بالوضع والسجع والمثل

إذا تم فيها النقص من النظر لها

                  تصفح واصلحها من العيب والخلل

حد وها من الفرع المحب الندي

               سمي بياسين للأعراض منكم له أنهزل

مخطوطة للقصيدة

هل قرأت فيما قرأت ؟أو سمعت فيما سمعت ؟ بنيانا استحق التقريض بمثل هذا القصيد إلا أن يكون قصرا لملك أو قلعة لسلطان وهو كذلك وما هذا إلا من ذاك .. والبيتان المدونان أعلاه (كتبنا للقصيدة كلها لكم وارفقنا صورة للمخطوطه ) هما مطلع أحدى قصائد التقريض المدونة على رقعة الديوان الكبير في الدار الشمالي من دور الحيم مؤرخة 1312هـ للشاعر ياسين الهتاري . بمناسبة افتتاح الدار ..

دور الحيم 

دور الحيم .. هذا ما اشتهر به القصران الشامخان المنيفان المتربعان على الكتف الشمالي لجبل يحي المطل على ستة أودية هم ( وادي ظفون – والظهرة – طنقان – مضناي الحيم – وادي علوجة ) ..

تستطيع أن تراهن بكل ثقة على أن دور الحيم هم من أفخم وأضخم القصور المجايلة لها عمارة في اليمن أن لم يكونا هما الأفخم والأهم .. حيث اسسا على غرار تأسيس قصور الحكم .. بأسوارها الفخمة ومحتوياتها من الساحات , والبرك , والسجون , والسراديب , والمداخل , والأبواب ,المتعددة والمتنوعة يعود تاريخ الدار الجنوبي إلى القرن العاشر الهجري أما الدار الشمالي فقد فرغ من بنائة عام 1312هـ يتكونان من بدروم ( طابق أرضي )وخمسة طوابق فوق ذلك ..

لك دار مدخلان أحدهما خاص والآخر عام .. ولكل مدخل بوابة ضخمة من الخشب المزخرف بروائع النقشات , وفوق كل من الدارين ديوان كبير هو مجلس الحاكم . وهذا الديوان له مدخل من الباب العام حيث يعرج الداخل في سلم ضيق كالنفق لا يشاهد فيه فتحة لباب جانبي خلال الطوابق الخمسة . والغريب أن هذا السلم الضيق جدا يقابله سلم واسع جدا ولكن من الجهة الخلفية التي لاترى.






ويستوقفك الديوان ( مجلس الحكم ) بعرض سبعة أمتار وطول خمسة عشر متر وله سقف على غرار أسقف الجوامع بدفتها وزخارفها وفنيتها وأخشابها التي لا نظير لها الزخرفة إياها منقوشة في غاية الدقة والجمال على خشب الشبابيك السبعة المطلة على الجنوب والغرب والشمال والباب من جهة شرق وكل شباك أكبر سعة من حجم الباب المعتاد ..

تلاحظ على أن صناعة هذا الديوان صناعة لا نظير لها في المنطقة ذلك لأنه تم استقدام فنيين في كل مجال من خارج البلاد كما قيل لنا ..

وفي الديوان بقايا تحف نحاسية وفضية ( مداع – مجامر – نوارة ......... أشياء من أشياء الملوك ). ارفقنا صورة لما تبقى 

وفي الديوان مقدمات وصناديق خشب تحتوي مجموعة من أجمل المخطوطات بما في ذلك مقدمتان للمصحف الشريف في كل مقدمة خمسة عشر مصحفا ..


أن هذا المجلس تحفة ومتحف وإطلال مجد ورائحة تاريخ عملاق لا تزال تعبق في أرجاء المكان على أرض الجعفرية وفي تقديري الشخصي لو عملت مقارنة لمجالس الأمراء قبل 112 سنة(133سنه) لحصل على المركز الأول مجلس شريف ريمة كما كان يسميه الأئمة السيد / يوسف علي النهاري .

قمريات البن ( البيات ) 

مقال للأستاذ مهدي الحيدري (رحمه الله)


قد لا يختلف اثنان أن أرض الجعفرية في ريمة  أو ما كان يسمى سابقا بالجعافر هي مزرعة البن الأولى في اليمن، فالزائر لهذه المديرية يتأكد له من أول زيارة لها أن هذه النظرية لا تحيد عن الحقيقة قيد انمله .


 أنها أكبر مزرعة بن في اليمن , المزرعة الكبيرة كبر الجعفرية الصاعدة بصعود جبالها الهابطة بهبوط سفوحها الممتدة امتداد مدرجاتها المتعددة بتعدد وديانها المتنوعة بتنوع فصولها المتكاتفة إلى حد الغابات في وديان  (طنقان – بني الحرازي – ضفون -  بني الجعدي – بني الغزي – ذكور - بني نفيع – مضناي الحيم – غرب يفوز ...) .


وهناك مزارع البن المتسلقة التي ليست في وديان ولا سفوح لكنها معلقة تحت آباط القمم وسراديب الشواهق الشديدة الإنحدار والمضيقات الخطرة  وهذه مزارع غاية في الخطورة ومدرجاتها صغيرة وصعبة جدا إلى حد أن بعض المدرجات لا تستوعب أكثر من غرسة واحدة ولا تتسع لأكثر من الشخص الذي سيجني هذه الغرسة ...


 وما كانت مثل هذه الأرض لتزرع لولا خصوبتها ونشاط أهلها وحرصهم على استغلال كل متر مربع في الأرض الطيبة .. وهذا التوسع الزراعي القديم والخصوبة الاستثنائية والنشاط النوعي للمزارعين هو ما جعلنا نستوعب حقيقة الأرقام المهولة التي ينقلها إلينا الآباء عن صدق  تجربة ومعرفة في أحجام ومقادير المحاصيل من البن قديما .. ومنها على سبيل المثال أن إقطاعات السيد / يوسف علي النهاري في الجعفرية كان محصولها السنوي يصل إلى أربعة ألف قدح من البن(قدح ريمي أي ثمانية ألف قدح صنعاني ) .


على أن أروع ما تتفرد به زراعة  البن في مناطق الجعفرية هي تلك الطريقة المتبعة في السفوح شديدة الانحدار المعروفة بالبيات حيث تتشكل المدرجة بعرض يتراوح بين متر إلى متر ونصف على الأكثر وامتدادات طويلة مختلفة يرصف سطح المدرجة بأحجار مسطحة وبشكل هندسي بديع بحيث تعطي سطح المدرجة كاملا باستنثاء شريط من الفتحات النصف دائرية التي تشبه تماما بالقمريات المتفاوتة العمق , ويمتد هذا الشريط في أحواف  المدرجات على طول امتدادهن وفي شريط القمريات المرصوصة هذه تغرس شتلة البن ..فتظهر المزارع الجديدة بهذه الطريقة الزراعية البديعة لوحة فنية في منتهى الجمال والروعة وكأنها رسمت بأنامل فنان تشكيلي بارع.


أما الجدوى الاقتصادية من  الزراعة بهذه الطريقة فقد تحدث إلينا المزارع النشيط جدا العم / علي محمد حيدر من منطقة يفوز قائلا: هي طريقة ورثناها عن آبائنا وورثنا جدواها عنهم بأنها تساعد على خزن المياه والرطوبة أكبر فترة ممكنة من الوقت , وأنها طريقة تحتكر الماء والسماد لغرسة البن فقط . فلا تنمو الأشجار والحشائش اللاتي يشاركن غرسة البن ماءها وسمادها وأنها لذلك تكون أكثر انتاجا من غيرها  ونحن بدورنا نضيف إلى ما قاله العم / علي محمد حيدر : بأنها تعكس إلى جانب قدرة ومهارة وحذق المزارع اليمني في الجعفرية مدى ما يتمتع به هذا الزارع من جمال النفس ورقة المشاعر والإحساس . وكيف لا يكون كذلك وهو الذي ولد في قلب هواء الجمال الخلاب وفيه نشأ.

صور من على سطح دار الحيم:








.....

كتابها و اعاد صياغتها  :

م.محمد غالب السعيدي

غرة رمضان 1445هجرية 

11/3/2024

المراجع :

- مقال الدكتور د ثابت الأحمدي في صحيفة ريمة العدد (٢٣) اكتوبر ٢٠٠٥م وجدت لدى العلامة علي يوسف صالح النهاية.

- منشور الاستاذ مهدي الحيدري (رحمه الله) على حسابه في فيسبوك 

عن دور الحيم 

- الشيخ /محمد حسن يوسف النهاري حفبد السيد يوسف و ابناء اخوه الأستاذ يحيى حسن يوسف الشيخ علي يحيى 

ملاحظة 

حقوق النشر محفوظة للكاتب 

google-playkhamsatmostaqltradent