#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (281)
![]() |
الاستاذ / فيصل عمران |
السيرة الذاتية للأستاذ فيصل علي عمران (1954-2024)
الميلاد والنشأة:
وُلد فيصل علي سعد عمران في 25 ديسمبر 1954 في قرية المنصورة، عزلة قدرة، مديرية السلفية، محافظة ريمة، اليمن. نشأ في بيئة ريفية تفتقر إلى الخدمات التعليمية، مما دفعه إلى مغادرة قريته بحثًا عن فرص التعليم.التعليم:
- تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في المملكة العربية السعودية، حيث كان والده مغتربًا.
- عاد إلى صنعاء لمواصلة تعليمه الثانوي، فالتحق بالقسم الداخلي في معهد المعلمين، الذي أصبح لاحقًا كلية الآداب بجامعة صنعاء.
- حصل على منحة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث درس إدارة الأعمال، وكان من القلائل الذين اختاروا البقاء في لبنان رغم الحرب الأهلية لإكمال دراستهم دون تأخير.
الحياة المهنية:
1. البداية في الصحافة:
2. الالتحاق بالخطوط الجوية اليمنية:
- - تولى مناصب قيادية متعددة، منها:
- - مدير مكتب جدة.
- - مدير مكتب عدن.
- - مدير مكتب رئيس مجلس الإدارة.
- - مدير مكتب باريس (آخر منصب شغله)
- - تميز ببصمات متميزة في تطوير الشركة، وأشاد الجميع بأخلاقه العالية وصفاته الإيجابية .
3. إنجازات في باريس:
الحياة الشخصية:
- كان متزوجًا وله أربعة أبناء، اثنان منهم ذكور.
- عُرف بعصاميته وكفاحه، واتسم بالحكمة والصبر والعقلانية، مبتعدًا عن الانتماءات السياسية، ساعيًا إلى بناء مستقبله بجهده وكفاءته.
- ظل وفيًا لليمن، مؤمنًا بضرورة التغيير والإصلاح، وحافظ على علاقاته الطيبة مع الجميع.
الوفاة:
- وافته المنية في 29 ديسمبر 2024 في باريس، فرنسا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء، وشُيع في وداع مؤثر حضره العديد من أصدقائه وأفراد الجالية اليمنية هناك.
المصادر:
- مقال الدكتور علي محمد زيد، مستشار منظمة اليونسكو في باريس.
- منشورات حول مسيرته في وسائل الإعلام اليمنية.
- معلومات من أخوه الأستاذ كمال علي عمران
- حساب الشخصية على فيسبوك هنا
فيصل عمران
ابن الجمهورية العصامي المجتهد
بقلم أ.د / علي محمد زيد
رحل مؤخرا في باريس الأستاذ فيصل علي عمران، قبل الأوان، ولكنه قدر الله الذي لا يرد. وكان في وداعه عدد كبير من اليمنيين في فرنسا، من أصدقائه وأصدقاء أو لاده وأعضاء السفارة اليمنية في باريس، ومن عملوا معه في آخر محطة في عمله كمدير لمكتب الخطوط الجوية اليمنية في باريس.
تعود معرفتي بفيصل عمران إلى أواخر الستينات ومطلع السبعينات من القرن العشرين، حين كان طالبا عصاميا مجتهدا في المرحلتين الإعدادية والثانوية في صنعاء، ويتردد بين صنعاء والسعودية التي يغترب والده وبعض أقاربه فيه، وحيث التحق بالدراسة هناك في بعض سنوات دراسته الابتدائية والإعدادية. وكان مثل القليل من أطفال ريمة وشبابها الطموحين الذين عانوا من انعدام التعليم العام في منطقتهم فهجروا قراهم البعيدة المعزولة في أقاصي الريف المحروم ليلتحقوا بما يوفر النظام الجمهوري الجديد من فرص لمن يبذل الجهد ويثابر للتخلص من تركة النظام البائد وحرمانه لمواطنيه من أبسط حقوق المواطنة، وهي حقوق بدون توفيرها يصبح تولي أي نظام للحكم والسلطة اغتصابا وظلما واعتداء على حياة المواطنين.
كان فيصل حين عرفته في مطلع شبابه مفعما بالطموح، مليئا بالآمال في أن يكون من اليمنيين الذين يعملون للنجاة من الفقر والجهل بفضل ما فتح أمامهم النظام الجمهوري من فرص، يبذل كل الجهود لاكتساب المعارف الجديدة بعزيمة لا تلين وصبر على شظف العيش. ومثل جميع الطلبة من أبناء المزارعين القادمين من الريف كان في حاجة إلى المساعدة التي لا تستطيع أسرته أن توفر له ليواصل الدراسة، وقد وجدها بالالتحاق بالقسم الداخلي في معهد المعلمين في صنعاء، وهو المعهد الذي تطور فيما بعد إلى كلية الآداب في جامعة صنعاء، وهناك ثابر واجتهد وتفوق حتى حصل على شهادة الثانوية العامة. وإذا كنت لم ألتق به على مقاعد الدراسة فقد حصل بسبب تفوقه على منحة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت حين كانت تلك الجامعة الخاصة حلم الطلبة اليمنيين ليجيدوا اللغة الإنجليزية التي كانت مفتاحا للعمل في الاقتصاد الحديث في اليمن وفي الشركات الأجنبية العاملة في السعودية والخليج العربي. وفي هذه الجامعة التقينا من جديد وتزاملنا. وقد كان فيصل عمليا في خياراته الدراسية، يمضي نحو هدفه مباشرة دون التواء ودون ضياع أي وقت، فاختار التخصص في إدارة الأعمال بهدف الحصول على فرصة عمل ككادر في المؤسسات الحديثة في اليمن وفي الشركات خارج اليمن.
وحين قرر المانحون نقل الطلبة الدارسين معه من الجامعة الأمريكية في بيروت إلى أمريكا بسبب الحرب اللبنانية التي بدأت في تلك الفترة وتواصلت بشكل متقطع حتى الآن، اختار أن يبقى في بيروت وينتهي من دراسته خلال وقت قصير دون ضياع بعض الوقت في الانتقال من جامعة إلى أخرى حتى لو كان ضمن النظام الأكاديمي لأمريكي، وتجنب معادلة المواد بين الجامعات خوفا من محذور خسارة بعض المواد التي كان قد أخذها وليست مطلوبة في الجامعة الجديدة التي سينتقل إليها في أمريكا، فكان من الطلبة القلائل الذين لم يُغرهم بريق الانتقال إلى أمريكا ويجعلهم يضحون ببعض المواد وبعض الوقت ليتعرفوا على العالم الجديد.
ولذلك واصل دراسته في بيروت وتخرج قبل الكثير من زملائه الذين فضلوا الانتقال إلى أمريكا ليندهشوا بالحياة والدراسة في عالم مختلف. وأسرع بالعودة إلى اليمن فور تخرجه من الجامعة، لأنه كان من الجيل الأول الذي تخرج من الجامعات في الخارج بعد قيام الجمهورية وكان يحركهم الشوق للعودة والمساهمة في البناء الجمهوري الجديد ويبدؤون بناء أسرهم الجديدة.
كان فيصل مجتهدا وعمليا، لا يشغل نفسه بغير دراسته فمع أنه كان قريبا من زملائه من جميع الاتجاهات السياسية ومن جميع الفئات الاجتماعية، وكان في منتهى اللطف مع أصدقائه وزملائه من الطلبة من جميع أطياف المجتمع، ظل حذرا من المغامرة غير المحسوبة بالدخول في أي تيار سياسي في ظل النظام القمعي، خشية على حياته وحياة أسرته، يمشي إلى الأمام دون تردد ودون أن يخوض تجربة الانغماس السياسي مثل جيله من المراهقين ومن الشباب في مقتبل العمر الذين استحبوا خوض التجربة حتى ولو من باب إثبات الذات والشعور بالقيمة الوجودية، واضعا نصب عينيه تجنب المطبات المعيقة لسير حياته كي لا يكون ضحية سوء فهم أنظمة أمن قامعة لا ترحم، وإذا ظفرت بأي شخص لا تترك له فرصة الدفاع عن نفسه وإثبات براءته. لذلك كان يبتسم للجميع ويمضي نحو بناء حياته مجردا من أي دعم قبلي أو سياسي أو اجتماعي، لا يعتمد سوى على نفسه وعلى كفاءته وقدراته.
وصادف أن احتاجت صحيفة 26 سبتمبر، الناطقة باسم القوات المسلحة في تلك الفترة، إلى من يترجم لها التقارير الصحفية عن اليمن من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وساعده أحد الأصدقاء بتقديمه إلى المسئولين عن الصحيفة، وبذلك كانت الصحيفة بوابته للالتحاق بالخطوط الجوية اليمنية، في وقت كان الالتحاق بهذه المؤسسة يحتاج إلى ضمان الثقة وعدم اعتراض أجهزة الأمن. وفي هذه المؤسسة العريقة أثبت فيصل جدارته وظهرت كفاءته فكانت السلم الذي صعده لشق طريقه المهني بصعوبة ولكن بثبات فحاز على الثقة التي يستحقها من المؤسسة، حتى تولى منصب مدير مكتبها في جدة ثم في عدن، كما تولى منصب مدير مكتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة قبل أن يعين أخيرا مديرا لمكتبها في باريس.
ومن حسن حظه أن باريس كانت آخر محطة عمل فيها مما سمح له بان يبقى في فرنسا خلال مأساة الحرب اليمنية التي دمرت مؤسسات اليمن وبناه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واقتلعت ملايين اليمنيين من بلادهم ومن أعمالهم وشتتتهم في الآفاق، وحرمت ملايين آخرين من مرتباتهم ودخولهم، وأغلقت أبواب العمل والرزق والكسب في وجوههم. ولأن فرع شركة اليمنية في باريس كان يدفع التزاماته في الضمان الاجتماعي الفرنسي ويساهم في نظام تقاعد العاملين وفقا للقانون استطاع في السنوات الأخيرة من حياته أن يحظى ببعض الحقوق
وبمعاش تقاعدي متواضع يتناسب مع السنوات القليلة التي عمل فيها في باريس، وبتأمين صحي استفاد منه في سنواته الأخيرة.
وقد التقينا معا لآخر مرة قبل رحيله بنحو شهر، وأمضينا وقتا ممتعا في مقهى باريسي عريق بمعزل عن أي أشخاص آخرين لنسعد باستعادة لحظات العمر الجميل وكأننا كنا نودع بعضنا البعض لآخر مرة، ونعيد ذكرياتنا المشتركة من بداية الرحلة المحملة بأعباء العمر ومباهج الحياة ومتاعبها، حظوظنا الحسنة فيها ومصاعب الطريق، ومحطات الرحلة المفعمة بالأمال العراض والحصاد المر والخيبات الخاصة والعامة في النهاية، فوجدته كما عهدته دائما، عقلانيا رصينا وحكيما، يفلسف الأمور كما ينبغي، ويتناول الحياة حتى أصعب لحظاتها بصدر رحب لا يجزع للحادثات الكبار ولا تهزه الخيبات، يحاول فهم المأساة التي عصفت بحياته وبحياة اليمنيين، صابرا على ما انتهت إليه حياتنا وحياة بلادنا من أوضاع صعبة ومآزق لا سبيل إلى تجاوزها، يحدونا الأمل أن يثوب اليمنيون المتصارعون إلى العقل، وأن تهتدي النخب السياسية والاجتماعية اليمنية إلى اجتراح معجزة تغلب مصالح ملايين المواطنين اليمنيين على مغامرات الحرب وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني والعبث بمصير البلاد، حتى تخرج اليمن من المأساة التي غرقت في خضمها.
وكنا في ذلك اللقاء نردد في أسى حقائق بديهية لا سبيل إلى تجنبها، أن لكل حرب نهاية، وأن الحرب طول الزمان عبث بدماء الناس وبكرامتهم وبأحوالهم المعيشية وبحاضرهم ومستقبلهم وبحق الأجيال القادمة في الأمن والسلام وبناء حياة أفضل لهم ولأبنائهم من بعدهم. كنا نسأل ونردد السؤال على أنفسنا، متى يؤوب المتصارعون إلى إدراك هذه الحقائق الأولية البسيطة ويدركون أن أي سلطة وأي تسلط على رقاب الناس لا يستحق جلب هذا الدمار المادي والمعنوي الذي تغرق البلاد فيه من طرفها إلى طرفها، وأي ارتباط بالمشاريع الخارجية لا يخلف سوى الدمار والخسران والمزيد من معاناة ملايين اليمنيين من الفقر والجهل والمرض واستدامة التخلف متى تدرك النخب السياسية والاجتماعية أن مسئوليتها الأولى والأخيرة المساهمة مع بقية المواطنين في تمهيد الطريق الأمن أمام اليمنيين كي يبنوا بلادهم على أسس المساواة في الحقوق وضمان طريق آمن نحو بناء بلد مستقر قادر على أن يبني حاضره ويسهم في نهضة عالمه ويحقق الخبز والحرية والكرامة لجميع مواطنيه دون تمييز ودون غلبة واستبداد وظلم، لأن عدم تحقيق هذا الهدف عبث ورعونة وجريمة في حق اليمن واليمنيين.
اعداد م.محمد غالب السعيدي
هااااااااام:
ــــــــ❀•▣ 💠▣•❀ــــــــ
يتم نشر السير الذاتية لشخصيات من ابناء محافظة ريمة من جميع التيارات و الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية والدينية دون تمييز في العرق والجنس واللون والانتماء السياسي والمذهبي والفكري
ملاحظة :