#شخصية_من_ريمة رقم الشخصية (07)
موقر تقع في عزلة الضبارة - مديرية #كسمة محافظة #ريمة
كتب الاستاذ حيدر علي ناجي العزي عن هذه الشخصية الاتي :
وما دمنا انخنا رحالنا الاسبوع الماضي في الضبارة ضيوفا على الثابتي فلن نغادرها حتى نعرج على العلامة احمد بن حسين الموقري وهو شيخ علم ولكي ندرك قيمته العلمية علينا ان نتعرف على احد تلامذته من زبيد وهو العلامة عبد الرحمن بن سليمان الاهدل المتوفي 1250هـ فقد طلب شيخ الاسلام الامام الشوكاني اجازة الاهدل له فألف كتاب اسمه النفس اليماني في اجازة القضاة بني الشوكاني ذكر المؤلف في كتابه مشايخه وهم الطبقة الاولى ومن هولاء احمد بن حسن الموقري . فالموقري هو شيخ الاهدل والاهدل شيخ الامام الشوكاني ، وبهذا المدخل يمكننا لن نستحضر شخصيته بكل توقير واجلال واحترام
ترجمته في كتاب النفس اليماني في اجازة القضاة بني الشوكاني:
قال عنه الاهدل :( شيخنا الولي الكبير صفي الاسلام احمد بن حسن الموقري نفعنا الله بعلومه ، كان من العلماء العاملين له اليد الطولى في علم السلوك انقطع لعبادة الله في اخر عمره ....)) وترجمته كبيرة
وقال عنه ايضا (( وكان له على طريق القوم من منظوم ومنثور ما يستحق ان يكتب بسواد االاحداق في بياض الاوراق ، وقد اعتنى بعض تلامذته بجمع شيء من ذلك ومن نظمه :
نزه فؤادك عن مثال او خيال واطلق جوادك لا تقيد بالمحال
ابدل نعوتا بالتضرع والدعاء قل رب ابدل نقص ذاتي بالكمال
بين الرجالة والبطالة خصلة صدق التعلق بالمهيمن ذي الجلال
الله يقضي حاجة العبد التي يدعوا اليها ما تضرع بالسؤال
راجع ترجمته كاملة في الاهدل ، النفس اليماني ص ( 53,54,55,56,57 )
ترجمته في كتاب مصادر الفكر العربي والاسلامي في اليمن:
ويقول عبد الله الحبشي في مصادر الفكر العربي والاسلامي في اليمن (( كان الموقري من اكابر العلماء رحل الى مكة واخذ عنه جماعة من علماء اليمن وهو من اهل القرن الثاني عشر الهجري
من مؤلفاته:
- مسطور الافادة بما يعين على الحضور والعبادة منها نسخة مخطوطة بمكتبة تريم حضرموت برقم 1167
- مجموع رسائله ومكاتباته جمعها تلميذه محمد بن ابراهيم الاسلافي ))
ويذكر الحبشي في تحقيق النفس اليماني بانه توفى علم 1201هـ
الكاتب:
بقلم المؤرخ الدكتور حيدر علي ناجي العزي
ترجمة الموقري للمورخ الزبيدي احمد الغَزي
مع طلابي بارك الله فيهم في رحلة معرفية لتعريفهم بتاريخ علمائهم:
#الولي_الكبير_صفي_الإسلام_احمد_بن_حسن_الموقري_ت_1206 هجرية:
كلما زرت قبر الشيخ أحمد بن حسن الموقري تذكرت الفتوحات والفيوضات والألحاظ والعناية الربانية ، ورحت أتأمل تلك العناية التي تلحق بالإنسان نتيجة تعلقه بالصالحين وحبه لهم ..
فشيخنا ممن اختارتهم العناية الربانية وشملتهم لطائف الأسرار ، فكلما غدوت أهيم في سيرته العطرة تمثل أمامي قول الشاعر :
احب الصالحين ولست منهم ...
عسى تنالني منهم شفاعة .
وأيقنت أن الترقي في منازل الأبرار والحضوة من رب العالمين يكون بإفاضة اللطائف والأسرار ، وكأني به يقول لي ( يا ولدي هذه الحال التي أنا فيها ثمرة فاتحة وقعت لي من سيدي الشيخ يحي بن عمر مقبول الأهدل ) وراح يسرد لي ما وقع له وأنا في ذهول وانبهار كما يقول، ولنتركه يروي لنا ذلك ...
كنت درسيا من بلدة موقر من جهة #السلفية ووصلت آلى مدينة زبيد ، وأوقع الله وقذف في قلبي المحبة العظيمة لسيدي الشيخ يحي بن عمر ، فكنت أكثر من التردد عليه وهو يدرس في الجامع الكبير بزبيد لاغرض لي إلا النظر إليه وتقبيل يده وحضور مجلسه ، فاتفق في بعض الأيام أني خرجت أريد الجامع الكبير كعادتي فبينما أنا أمشي في الطريق إذ أنا بالسيد يحي بن عمر قادم من الجامع في ملأ عظيم من العلماء والأولياء أهل زبيد وأهل المنصورية والمراوعة والزيدية ، فلما رأيتهم مقبلين اختفيت في زقاق في طريق آخر منتظرا مرورهم لأذهب في شأني وكان السيد يحي بن عمر قد رآني مقبلا فلما وصل إلى المكان الذي اختبئت فيه وقف ووقف معه ذلك الملأ واستدعاني بصوته حتى خرجت إليه ، فقال لأولئك الحاضرين من العلماء والأولياء ادعو الله واقرأوا الفاتحة أن الله عز وجل يجعل هذا الولد من أكابر العلماء والأولياء ويفتح عليه فتوح العارفين ففعلوا ...
فمن ذلك الوقت قذف الله في قلبه الإنشغال بالعلوم والعبادة والإقبال على الله حتى أصبح من العلماء العاملين له اليد الطولى في علم السلوك عليه من المهابة والجلالة الأمر العظيم حيث سنة الله من يخلص سريرته يعظم بين الناس مشهده فالوجه للقلب كالمرآة تظهره والقلب للوجه كالمشكاة تعلنه ..
ومما وقفت عليه من إبتهالاته :
نزه فؤادك عن مثال أو خيال ..
أطلق جوادك لا تقيد بالمحال
أبدل نعوتا بالتضرع والدعا..
قل رب أبدل نقص ذاتي بالكمال
بين الرجالة والبطالة خصلة..
صدق التعلق بالمهيمن ذي الجلال
الله يقضي حاجة العبد التي..
يدعو إليها ما تضرع بالسؤال.
واضب على حاله من العبادة والإنقطاع للذكر آخر عمره فاشتهر بذكره تعالى أليف المسجد والمنزل حتى لحق بربه يوم الأحد بعد شروق شمس ذلك اليوم 6 شوال من سنة 1206هجرية ودفن إلى جوار شيخه السيد يحى بن عمر مقبول الأهدل ليكون رفيقه في الحياة والممات .. رحمهم الله وغفر لهم ونفعنا بعلومهم آمين.
ومن أهم مؤلفاته : تنبيه أهل العصر على تفسير قطرة من سورة العصر وغيرها من المؤلفات.
حرر بمدينة زبيد المحروسة بالله تعالى صبح يوم الجمعة 13 جمادى الآخرى سنة 1444هجرية، الموافق 6 يناير 2023م.
كتبه فقير عفو ربه: أحمد الغزي.
اما الصور ادناه فهي لدار ينتمي اليها هذه الشخصيه في لبون بالضبارة اقرأ عنها ماكتب في صفحة ريمه ٢١
بقلم عبدالرحمن المحيا
قف أنت في ريمة...
هنا يتجسد لك التاريخ أحرفاً من ذهب يتلألأ على مشارف إبداع إنساني منقطع النظير على بعد (200) كيلو متر تقريبا جنوب غرب صنعاء، ستجد نفسك مجبراً على الوقوف تحيةً لتلك الأنامل التي خلفت كل هذا الإرث الحضاري الحافل بآيات الأعجاز وبالتأكيد ستأخذك مشاهد جمال آسر لمحافظة تحوي آثارها كنوزاً لمنظومة التراث الإنساني.
تمثلُ ريمة في القدم نمطاً معمارياً متفردا في لفت أنظار كل شغوف باستقصاء أسرار فن العمارة وتتبع خطوط إبداع ذلك الرعيل من الأجداد القدامى الذين ترجموا انفعالاتهم النفسية والروحية في الزخرفة إما على عقود الجبس والأبواب الخشبية، أو في الأحزمة على عقود الحجر والطين، التي تقدم آيات من الإبداع غير المألوف المرتكز إلى قاعدة من المعرفة، والإحاطة بانعكاسات اللون وحضور الشكل ومقاييس المسافة.
وتعال معي لتستمتع بمعرفة أسرار إحدى تلك الآيات الجمالية والقلاع الحصينة.. إنه دار وقيشة.
يَتربع دار وقيشة على تلة بديعة في موقر عزلة الضبارة - مديرية #كسمة التاريخية وتهوي أطرافه على جوانب جبلٍ يحمله على أكتافه.
وحتى تعرف قيمة هذه التحفة لا بد أن تعرف أولاً شيئاً عن بقعة الأرض التي بنيت فيها:
بُنيت هذه القلعة الأثرية والتاريخية في التلة الأحصن والأبهى من سوح لبون موقر الضبارة التابعة لمديرية كسمة - محافظة ريمة. التلة من لبون الخير التي ليس أمامها أي تبةٌ أو جبل يستطيع الأعداء الضرب منه وفقاً لمعطيات القوة العسكرية في ذلك الزمن.
لبون الذي اشتق له اسما من الخير والبركة في إشارة للسمن واللبن وباقي الخيرات. أما تسمية السوح فهي الرقعة المستوية البهية من الأرض.
وموقر الذي اشتق له اسماً من المواقر أي الأحمال الثقلية التي لها وقر على الراحلة والحمال في إشارة إلى مقدار الخيرات التي كانت تنقل منها على ظهور الدواب والناس فتوقر عليها ويثقل حملها، أو أن التسمية جاءت من أن أشجار تلك الأرض موقرة مثقلة بثمارها، أو أن رجالها أهل تأثير وثقل، وهل الوقر في اللغة إلا الثقيل المستقر!!
أما الضبارة فدلالة اسمها ومعناه لا يحتاج سوى عودة بسيطة للقاموس المحيط ومعجم اللغة لتجد أن معناها في العربية الفصحى (تجمع الرجال) أو (القبيلة العظيمة من الناس).
لذلك عندما تكون في سوح لبون من موقر الضبارة فإنك تكون في المكان الذي يجتمع فيه الجمال البهاء مع الجود والعطاء مع القوة والتأثير، وكل شيء من حولك يجود بما لديه إنساناً وحيواناً وأرضاً.
انتقى مهندسو هذا الدار مكاناً مهيمناً وبهيجا يعكسُ قدرة الأجداد على تطويع الطبيعة في تحصين المباني الرمزية السيادية من الإقتحام والسطو في الحروب وحمايتها من الكوارث الطبيعية كالسيول والأمطار مع الاستئثار بأبهى المناظر الخلابة من مختلف اتجاهات الدار وإطلالاته.
وفي عام 1107هجرية . وعلى يد الشيخ / محسن بن حسن محمد الموقريُّ. بني هذا الدار الذي يتألف من أربعة طوابق مبنية بإتقان منقطع النظير، يتحكم فيه بابان بابٌ من جهة الشرق وهو الباب الرئيسي، وباب من جهة الجنوب تجده معلقاً في الدور الثاني!! لماذا في الدور الثاني؟ لن أخبرك فالسر الحربي والأمني يجب أن يبقى حكراً على من بيده مقاليد ذلك الدار!!!
إذا أردت أن تعرف مكونات الدار من داخله فهو مكون من أربعة أدوار بل خمسة إن أردت التحقيق في كل دور ست غرف واسعة، بالإضافة إلى ملحقاتها.
قد تراه الآن بعينيك ثلاثة أدوار فقط بالإضافة إلى منور، فإن سألت عن الدور الرابع فقد تم نقضه حجراً حجراً في سبعينات القرن الماضي خشية سقوط الدار فكان قرار النقض من باب التضحية بالبعض حفاظاً على الكل حيث لم تكن هنالك دولة تحمي الآثار وترممها.
أما الدور الخامس إن سألته عنه فهو منحوت في الصخر الذي بني عليه الدار وتلك الصهاريج التي كان يطلق عليها المدافن تحوي المخزون الاستراتيجي من الطعام وأحياناً الماء.
الدور الأول يتكون من غرف مُحكمة كمخازن للحبوب والأعلاف يدخرونها لأعوام ويذروها فيها لزمن الشدة والقحط، وبعضها اسطبلات للبهائم.
والدور الثاني ديوانية استقبال لأصحاب القضاء والحكم بين القبائل ومرافقه.
أما الدور الثالث فمخزنٌ للسلاح يظهر جلياً للعامة ومخازن سرية في منعطفاته.
الدور الرابع مناظر ومفارج ومربط للسُجناء أصحاب الخطورة.
وفي أعلى الدار يجد الزائر (بَرّادة) مائية أنيقة عميقة تزين المكان. ولك أن تتخيل أن الضباري القديم قد بنى بركة للماء في الدور الخامس من قصره المشيد في العصر الذي لم يكن فيه اسمنت ولا حديد وإنما فقط (القضاض) الصخري الذي يحتاج ملء الكف منه ربما ليوم كامل لاستخراجه وتجهيزه.
تقول الروايات أن سطوة الشيخ صاحب الدار وقوته كانت ترغم الجميع للانقياد فقد كان حاسماً في قراراته لا يتردد في تنفيذها ولا يتردد في إظهار قواته حتى أنه كان ينفذ الأحكام بالإعدام بوضع (عيار ميزان) بوزن خمسة كيلو تقريباً يعلقها على صدر المحكوم عليه حتى تتساقط أجزاءه ويموت.
كما أن من مظاهر قوته وسطوته أن أحجار الدار قد نُقلت من بني يعفر ومن الشزب ومن الجون ومن قرية العسل ومن قرية قُبل ومن الشِرّق ومن شرف يزيد ومن حُفِرة ومن أماكن متعددة من الضبارة فكان من خالف أمر يحكم عليه بأحجار مُجبرة مربعة كَدَفْعة تسلم إليه واستمر على جمع الأحجار لمدة ثلاث سنوات وكلّ من أتى بحجر يستلم ورقة استلام على أنه تم دفع ما عليه.
وأتى حينها البنِّاؤون الأفذاذ من خارج البلاد وداخلها وتم بناء الدار بمواصفات حربية مدرعة وكان من ذكائهم وعبقريتهم أن جعلوا له باب من المنتصف (مغور أو منطلّ) كما يحلو للقدامى تسميته بحيث يتم التحكم فيه من الأعلى فأي شخص يقف على الباب وهو من الأعداء كان يتم صبّ الماء المغلي عليه ويُسلخ كما يُسلخ العصفور في المِقلى.
أما سقف الدار والأخشاب التي في هذه القلعة التأريخية فهي أخشاب لشجرة القات أتوا بها من الجون وكانت الخشبة الواحدة تحتاج الليالي ذوات العدد والفئات من الناس لجلبها وهذا بعض ما يميز الدار عن كل المباني في المنطقة.
ومن أروع القصص البطولية التي تناقلها الأجداد جيلٍ بعد جيل أنه أيام غزو الأتراك على اليمن أرادو غزوا الدار وأتوا إليه وحاصروه من كل الجهات وحاولوا اقتحامه وكان لا يوجد في ذلك الوقت الاّ بنتٌ واحدة فقط ..!
فحاول الأتراك فتح الباب فظهرت البنت عليهم وقالت لهم انتظروا قليلاً سأفتحُ لكم ...! وكان لديها ماء مغلياً كفيلٌ بأن يحرق كل عنفوانهم وأن يقضي على أحلامهم فصعدت على شرفةٌ مخفيةٌ زائدة على باب الدار فصبت عليهم الماء صبّا وهو كالنار الموقدة فأحرقت ثلاثة ممن وقفوا على باب الدار فماتوا ولم يستطع الجنود انقاذهم خوفاً أن يلقوا مصير صرعاهم على عتبة دار وقيشة .
عندها بدأ الخوف يغلي في قلوب الجنود كما يغلي ماء الصّبِية فخارت قواهم ولاذوا بالفرار مذعورين وجلين.
وهذا بعض ما تميزت به البنت الضبارية من ذكاء وشجاعة وفطنة ووعي فبنت الضبارة في البيت عبلة وفي الحرب خولة؛ تسطر أروع الأمثلة من التربية والتهذيب للأجيال ومن الحب والحنان والوفاء للأزواج.
واستمر الدار سنوات طويلة وعندما بدأت آثار تعاقب الليل والنهار تظهر على هذه القلعة أراد الأحفاد إعادة ترميمها بجهد ذاتي فاستعانوا بأحد شباب الأسرة المتقدون ذكاءً، والمتميزون قوة وعنفواناً، وهو الوالد محمد حيدر محسن الذي تولى مهمة ترميمه، فبدأ بنقض الدور الرابع كما أسلفنا وهي مهمة لم تكن باليسيرة ثم قام بتلييس الدار من خارجه وبعض أجزاء داخله، أما أسفل الدار والأطواف السفلى منه فقد تم تأخيرها حتى إذا ما تماسك الدار بدأ بنقض الأحجار الأساسية حجراً حجراً كل يوم يقوم بتغيير
حجر مجبرة بنفس مقاس الأولى وكأنها نسخ لصق تماماً فبنى الطوف السُفلي كله على هذا المنوال وهذا يعدُ من دهاء هذا الرجل وحكمته وشجاعته.
فأضاف إلى قلعة وقيشة أعجوبة فقد كان أساس الدار آخر ما بني فيه، لا بل تم بناءه بعد الدار بمئات السنين!!
تريد أن تعرف أكثر عن أهل الدار وصاحبها وبانيها ودوره التاريخي والعسكري وثقله القبلي في ذلك التاريخ؟؟!!
تابعونا في الجزء الثاني........................!!
✍🏻 /عَبدالرَّحمن المُحيَّا