banner
recent
أخبار ساخنة

الشيخ عباس بن علي الثابتي

 #شخصية_من_ريمة  رقم الشخصية (06)


 أقدم صوفي  حنفي في ريمه في الطريق الواصل  بين مغرم  بني الشماخ الضبارة الى جدبون - الى كسمة تصادفك قرية الجلح وفي الاسفل الى الشمال منها  وعلى الطريق الصاعد من الوادي يواجهك محل  فريد اسمه المصبح او بالاصح المصباح، كلاهما من بني الشماخ الضبارة مديرية كسمة ، و تتصدر المصباح قبة ضخمة  مبنية على ضريح احد الصوفيين يعرفونه الأهالي باسم الثابتي  ولا يعرفون اكثر من ذلك ولكنهم لا يزالون يزورونه جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن حتى الان .  يدل على استمرار هذه الزيارات الروائح الطيبة التي تعبق في وجه الداخل الى القبة من بقايا البخورالمحترق  والعطرالمضمخ منذ ساعات او ايام معدودة ، وهي على هذا المنوال  منذ تسعة قرون تقريبا حينما توفى ، والذي يعتبرمن اقدم الصوفيين قبل انتشار المذهب الشافعي في القرن السادس الهجري. 

  بحثنا عن الثابتي هذا في المصادر المحدودة وهي عموما مصادر متخصصة باوضاع وشخصيات مجاورة لمؤلفيها ذات طابع محلي او مناطقي خارج ريمه  وكلها لا تهتم الا بمنطقتها ولا تذكر من خارجها الا من كان له تأثير او صلة بالتراجم التي خصص كتابه لها ومن هذه الكتب وافضلها كتاب طبقات الخواص اهل الصدق والاخلاص لمؤلفه عبد اللطيف الشرجي من زبيد فقد خصص فصل في التراجم الاجمالية ومنها ما ذكره عن الثابتي بقوله )) ومن ذلك الشيخ علي بن عباس الثابتي من اهل الجبل ذكره صاحب سيرة الشيخ احمد الصياد ، وانه صاحب زاوية وفقراء ، وذكر ان الشيخ احمد الصياد كان يطلع اليه في ايام بدايته ، وقد تقدم ذكر شيئ من ذلك في ترجمة الفقيه ابراهيم الفشلي   )) 

ولكي نعرف العصر الذي عاش فيه ومكانته العلمية والروحية انذاك فلابد من العودة الى نفس الكتاب والاجابة على السؤالين التاليين : 

- من هو الصياد الذي كان يقطع السهول والجبال من زبيد الى ريمه ليتلمذ ويدرس على يد الثابتي ويتبرك به ؟ والذي يبدوا انه اصغر من الثابتي  سنا واحدث  زمنا؟  

- وماهي القصص التي ذكر الشرجي بعضها في ترجمة الفشلي ؟ 

 يقول الشرجي عن الصياد بأنه: ((  الشيخ الكبير ، الولي الممكن المشار اليه ، صاحب الاحوال العظيمة والمواهب الجسيمة ، كان المذكور حنفي المذهب ...)) وسرد له عدد من الحكايات مستندا الى كتاب تلميذ الصياد ابراهيم بشارة الذي يشتمل على سيرة الصياد الذي توفى سنة تسع وسبعين وخمسمائة . وهذا يدل على ان الثابتي كان قد توفى قبل هذا التاريخ من القرن السادس وهو وقت مبكر على ازدهار وانتشار الصوفية في عهد السلاطين الرسولين  والذين اعتنقوا المذهب الشافعي وانتشر بفضلهم المذهب في اليمن. (فالناس على دين ملوكهم ) 

وفي ترجمته لابراهيم الفشلي يقول الشرجي (( ومن كراماته ما اخبر عنه الشيخ الصياد ايضا قال: طلعت مره الى الجبل فتعرض لي بعض المريدين وقال لي : هل عندكم في تهامة مشايخ مثل مشايخنا؟ فقلت له نعم وحصل بيني وبينه كلام كثير فشكاني الى شيخه فتوعدني وخفت منه خوفا شديدا ... )) 

     هذا الحوار يدل مكانة الثابتي الروحية الى الحد ان الصياد المشهور خاف منه خوفا شديدا كما يدل على ان الثابتي لم يكن وحده من المشايخ في ريمه فتساؤل الريمي  بصيغة الجمع (مشايخنا ) يدل على التعدد والكثره . وهذا يعطي لنا بعض مفاتيح المقبرة الغارقة في غابة (ارميخ )  التي تحدثنا عنها في التعريف بالجبوب مجنة او غابة ارميخ والتي هي غابة طويلة عريضة غامضة غريبة في مكان معزول عن السكان على الطريق الواصل بين جدبون الجبوب وبني الشماخ الضبارة  تحت اشجارها مئات المقابر ذات طابع صوفي تضم رفات عدد ممن يسمونهم الاهالي بالاولياء حتى جاء في الموروث عنها 

            مجنة ارميخ يا سبعين ولي     اولهم محمد واخرهم علي

هذه المقبرة الواسعة تظهر من الجبال المقابلة لها وكانها غابة واسعة ففيها مئات المقابر المظلله بالاشجار الباسقة التي لم تمتد اليها يد انسان لقطعها او الاستفاده منها ويقال – كما اخبرني الاستاذ مهدي الحيدري - ان هذه الاشجار لا تشتعل بالنار وتسمى اشجار الحرب وهي اشجار نادرة في ريمه غير متوفرة في مكان اخرمن المنطقة ، ويعتقد الاهالي ان أي انسان يعتدي لقطع أي شجرة منها سيسلط عليه ثعبان يقضي عليه، هذا الاعتقاد ابقى هذه الغابة كثيفة رائعة المنظر.  ويبدوا ان هذا العدد من الاضرحة والمراقد المميزة في (ارميخ ) تضم عدد من هولاء (مشايخنا) الذين فاخر بهم المريد الريمي اما الصوفي الضيف الوافد من تهامة.   

بقلم المؤرخ الدكتور حيدر علي ناجي العزي

تم النشر على صفحة شخصية من ريمه على فيسبوك  رابط المقال هنا

google-playkhamsatmostaqltradent