banner
recent
أخبار ساخنة

الشيخ علي بن يحيى المنتصر

 #شخصية_من_ريمة  رقم الشخصية ( 46 )

  


الجزء الأول 

اولا : نشأته شخصيته واعماله قبل عام 1247هـ

شخصية عصامية قوية اثارت جدلا وسطع نجمها في ريمه وفي اليمن كله في القرن الثالث عشر ظلت المصادر تتحدث عنه اكثر من ثلاثين عاما .   يبدوان البحري مؤلف مخطوط (ذخرة الاحياء في مناقب الشبخ علي بن يحي) ، كان مهتما بالوقائع والانتصارات التي تحققت على حاشد اكثر من اهتمامه بالسيرة الذاتية للمنتصر فلم يذكر تاريخ مولده ولا تعليمه ولا مشائخه ولا نسبه واسرته واولاده ، بل لم تتجاوز الوقائع عام واحد هو عام 1284هـ  ومع هذا فنستطيع تكوين صورة تقريبية لحياته واعماله كما رسمتها له المصادر المتوفرة ، فاسمه الكامل علي بن يحي بن علي المنتصر . ويبدوا ان بيت المنتصر ينتسبون الى قبيلة بني جبر بن غلاب من خولان حسب القصيدة التي رفعها القاضي محمد بن علي الهتاري بقوله : 

المنتصر نصرة المولى حميد الفعالي    من ذاك يعيبه من 

من ال جبر بن غلاب اهل سود الطيال    قلاعه للدمن 

وهذا يعني وجود قرابه بينهم وبين اهل #الأبارة كما  وضحنا انتسابهم الى جبر بن غلاب منذ القرن الحادي عشر الهجري ،  في تعريف عزلة  الأباره .

 تربى المنتصر في  مديرية  #السلفية ربما في عزلة #الاسلاف كما قيل لي  وانه نبغ منذ صغره في وسط مشحون بالسيطرة من خارج ريمه والعداء  والتنافس بين الوجهاء داخل ريمه خصوصا في السلفية ، فحاول ان يكون له مكان في هذه المنطقة فتولى المشيخ ، لكنه سرعان ما وجد العداوة في طريقه اذ كان كبار القوم في #السلفية يكرهونه ويناصبونه العداء ويؤذونه في اهله وعشيرته ولكنه تمكن ان يصدهم وان يشتهر في المنطقة .  

وحتى يدافع عن مكانته وعشيرته ويستطيع ان يفرض نفسه ويصد الباطل أي كان مصدره ، كان لابد له فريق صلب  وافراد محاربين ورفقاء مخلصين  فكون علاقة مع سكان الوديان من المهمشين والذين سماهم  البحري (الصعاليك  و المزاينه )الذين التفوا حوله وكانوا انصاره واصبحوا أطوع له من العبيد والمماليك،  وكان عددهم ثمانين فردا متمكنين من فنون القتال والمواجهة يمتلكون روح المغامرة والتضحية يستطيعون مقاومة مئتين(٢٠٠) حسب ما ذكر البحري .  والحقيقة ان تسميتهم بالصعاليك و المزاينه تنقيص في حقهم ومخالف للواقع التاريخي فهؤلاء كانوا من المماليك الذين شاركوا في حكم اليمن خلال الدولة الرسولية وهم قادة الدولة وامراؤها. بعضهم من سلالات كرديه من ايام الايوبيين وبعضهم شركس من بقايا حملة المماليك على اليمن .  ولما حاولت الدولة الرسولية وبعدها الدولة الطاهرية التخلص من نفوذهم تمردوا عليها في زبيد وكان  منهم مماليك سموهم عبيد فشال (رماع )  الذين توغلوا على جوانب الوادي حتى سيطروا على السوق الواقع بين #ريمه وانس واتخذوه مدينة لهم وسميت باسمهم (مدينة العبيد ) وحسب ما ذكر السعيدي(العلامة احمد بن عبدالعليم الناهي السعيدي) في الشمعة المضيئة فانهم كانوا  يعملون في الزراعة حينما  تكون الدولة قوية  ويعملون في اشعال الاضطرابات وتكوين  العصابات عند ضعفها ،للحصول على احتياجاتهم . وهم الذين انتظموا تحت قيادة المنتصر آنذاك  وانتظموا تحت قيادات الجبهة الوطنية في الثمانينات . وكان ائمة بيت القاسم تستخدم المماليك ولاة وقيادات وكان منهم سعد العلفي احد عبيد يحي العلفي الذي تولى عاملا على ريمه اكثر من مرة آنذاك وللدكتور حسين العمري كتاب اسمه (الامراء المماليك في اليمن )، فقط حاولنا تصحيح المفهوم . 

  عموما فقد تمكن بهم المنتصر من النفوذ وفرض هيبته  على اقرانه من المشائخ واستطاع ان  يتولى الى جانب المشيخ نيابة عزل  السلفية عدة مرات واصبح عونا للعمال المعينين من قبل الامام  والذين يقيمون في المركز الضلاع . وكان مستجيبا لتوجيهات الامام وعماله،  فجنب السلفية اطماع قبائل حاشد ومطالب  ونوائب العمال وشرورهم  التي غرقت فيها ريمة  آنذاك،  يدل على ذلك خلو عزل السلفية من السيطرة الحاشديه التي شملت سته واربعين معقلا لم يكن أي منهم من حصون السلفية  وسنتحدث عن دوره مع العمال الذين تعينوا في ريمه قبله عند عرضهم في حلقة خاصة (تم ارفاقها في المنشور)  

ويبدوا من قصيدة للشيخ عبد الرحمن الجعدي رفعها للشيخ المنتصر ان للمنتصر اربعه ابناء محمد ويحي وغالب وسعد وكان يكنى  بابي غالب يقول الجعدي  

 واولاده العزي ويحي وغالب     وسعد ضياء الدين يا لك من سعدي 

كما تتجلى ثقافته ومستوى تعليمه من القصائد الشعرية فقد نسبت اليه قصيدة مطلعها 

يا لله يامن بالسرائر عالم        يامن اليك افواهنا طلابه 

كما نجد بيتين من الشعر ردا على البحري الذي رفع قصيدة معاتبه بعدم حصوله على القات الذي معتاد له من المنتصر فرد عليه 

ابياتكم جت على حرفين   نعطيك من طيب الانفاس 

مطلوب حسن مننا غصنين تراه صدر طي ذا القرطاس 

كما تظهر مهارته في استخدام السلاح وتصويب الرماية من قصائد هنأته على فوزه بتصويب الرماية على نصع بعيد الغور بعد ان فشل اكثر من اربعمائة من المتسابقين المهره بعد عيد الفطر 

ثانيا : فساد حاشد والوضع في ريمه قبل توليته 

تمردت حاشد على الامام المهدي عبدالله منذ تولى هو على ريمه في ايام ابيه المتوكل احمد عام 1224هـ  نتيجة عزل بيت العلفي من الوزارة والمناصب الهامة ومنها عزل حميد العلفي من ريمه والذي استدعى قبيلة حاشد لنصرته . وبعد معارك كثيرة في ريمه تم الوصول الى صلح بإقطاعه جبل برع الذي كان حينها جزء من ريمه ،  والتي سنناقشها في مكان اخر ، ورغم ان المهدي قد اعاد بعض من عزلهم ابوه ومنهم بيت العلفي الى بعض المناصب الا ان رغبة حاشد بالسيطرة على ريمه ظلت تراودهم خصوصا بعد موجة الجفاف التي دفعت السكان في المناطق الشمالية الى الهجرة الى مناطق ريمه واليمن الاسفل . وحسب المخطوطة فقد بدأ نفوذ حاشد من جديد عام 1239هـ حينما تولى حسين محمد حنش على ريمه وقسمها بين اصحابه قبائل حاشد والذي تعذر بعدها كبح جماحهم او اخماد تمردهم نتيجة المطالب التعجيزية التي كانوا يطالبون بها أي عامل ،  فقد بنوا الحصون التي بلغت ستة واربعين حصنا واحدثوا مزارعا وبيوتا وممتلكات وكانوا يطالبون بخسائرهم فيها ، وطبعا كان العمال غالبا من حاشد وهم فصيلة واحدة ، فضلا من ان هؤلاء العمال  الذين كانوا  يتولون على ريمه لم يكونوا يقودون حملات عسكرية لمحاربة المتمردين، فاذا اضفنا مناعة الحصون التي تحت سيطرتهم وعلوها وتحصيناتها وعدم ميول المواطنين الى القتال مالم يتم اعدادهم واجبارهم وقيادتهم بصدق،  وتقديم ما تحتاجه الحرب من المؤن والذخائر ، اذا راعينا هذه الظروف والعوامل ، أدركنا التركة التي سيرثها المنتصر والتحديات التي سيواجهها والمهمة الصعبة التي تحملها على عاتقه. 

  لقد تضرر سكان ريمه  من هذا الفساد والتمرد والذي كان قوامه اكثر من الفين واربعمائة مقاتل من حاشد وهو عدد ربما يفوق عدد الاسر المقيمة في العزل الواقعة تحت سيطرة الحصون التي اقاموا فيها ، وبما يحتاجونه من نفقات واموال ، وكانت ترتكب من قبلهم الكثير من اعمال السلب والنهب بل والقتل ايضا ليس من قبل هؤلاء المتمردين فقط ، بل حتى من المرافقين وعساكر العمال والمسؤولين الذين يفترض انهم حماة المواطن ، فقد كانوا يقتلون وينهبون بدون سابق انذار واصبح حاميها حراميها.

ويمكن التدليل والاستشهاد بوثيقة واحدة من وثائق تلك الفترة التي ساهم بها الاخ العزيز/غالب احمد مهدي عضو مجلس النواب السابق و المؤرخة شهر رمضان الكريم عام 1246هـ ، حكت وصول  الحرة درة بنت ناصر حسن حودة الى المحكمة  في كسمة وشكت ان من قبائل حاشد عسكر العامل النقيب يحي مفلح ناشر هجموا على قرية حودة واستحكموا على جميع من فيها وما فيها من بشر و قراش (المواشي) واثاث وطعام وحنطة وان ولدها سعد بن حسن سقط قتيلا وطلبت من الحاكم ناظرة للاطلاع على الواقع.  ويقول الناظرة (فامرني الحاكم ونفذت الى تلك القرية ووجدت المذكور قتيلا بجناية كان بها زهاق روحه فوقع التعريف به والسؤال عن ورثته الذين هم والدته المذكورة واخت له قاصره وابن عم .. والقضية موجعة موحشة ونعوذ بالله ممن ورط نفسه الخسران وكانت الدعوى على العسكر من العصيمات وبني معمر  فهذا ما وقع عليه الاطلاع ...وباعلاه بقلم الحاكم الحظراني قد رقم المأمور في هذا ما وقف عليه وهذه حادثة فضيعة مغضبة للرب جل جلاله ... وسيذوق الفاعل وبال امره ) 

وهكذا لم تتمكن المحكمة من فعل أي شيء على الاطلاق. ولم تجد هذه المرأة الغاضبة المكلومة الا ان تصرخ ضد الظلم وتحتفظ للأجيال بقضيتها في هذه الوثيقة المؤلمة والمؤثرة ،  فاذا كان هذا حال عساكر الدولة وحماة الامن في البلاد ، يقومون بنهب وسلب وقتل بدون أي رادع فماذا نتوقع من المتمردين على الدولة ، يكفي هذه المرأة شرفا انها طرقت باب العدالة باسم القرية كلها وليس ابنها وحده ، واحتفظت بحقها للتاريخ الذي لم يضع ، فقد هبت ريمه بقيادة المنتصر لإجلاء حاشد من ريمه بعد عام واحد. 

ثالثا  توليه عمالة ريمه شعبان 1247هـ

يقول البحري ( فلما علم الله ، واراد لريمة الخلاص من الاقفاص تجلى عليها الخالق بإلهام الامام المهدي عبدالله  بالترجيح الشريف في عمالة ريمه للشيخ علي بن يحي المنتصر في شهر شعبان عام 1247هـ فعلقت في رؤوس المعاقل المناير (اشعال شعل النار ليلا وتكون متراصه على اطراف اسطح المنازل) وضربت البشائر وبات كل واحد مسرور الخاطر من القبائل والعساكر والخرائب والعمائر)

وقد باشر مهامه بتوجيه الرسائل الى البلاد باستدعاء المشائخ والعقال كما ارسل رسائل الى كل المعاقل والحصون  لحضور نقباء حاشد اليه،  فكان مطرح السبت في  السلفية يموج بكثرة الواصلين من الطرفين قدرهم البحري  بألف ومائتين شخص  غير المخططين عند القبائل ورتب المعاقل الذين قد يصل عددهم مثلهم . 

ويبدوا ان المنتصر قد حاول تجنب المواجهة العسكرية واللجوء الى القوة حتى يتم استنفاذ الوسائل السلمية  فقد استمرت المراجعة والمناقشة اكثر من خمسة اشهر، الامر الذي استهلك في اقامتهم اكثر من ثمانية الاف قدح من الطعام خارجا عن الذبائح والسمن والشموع والقات وفضلا عن النقود التي بذلها المنتصر  كتعويضات لبعضهم  ورشوة المؤثرين منهم ،حتى تجاوزت المبالغ التي تحملها لهم  خمسة الاف ريال وهو مبلغ كبير بقياس ذلك الوقت . 

ظلت مطالبهم للخروج من الحصون تتجاوز المعقول فادرك المنتصر انه لابد من إظهار الحزم و الجدية ،  فجمع القبائل من ريمه وامر بانتشارهم حول المطرح فاحكموا السيطرة على الطرقات وفرضوا الحصار على مطرح السبت ومنع عودتهم الى معاقلهم او الخروج من مطرحهم الذي تحول الى سجن كبير ورفض  قبول شفاعتهم و التماساتهم فاضطروا الى الاستجابة والرضى  وفوضوا المنتصر  بشأنهم،  واعادوا اليه امرهم ، فطلب منهم الضمناء من كل عشرة واحد ، فلما استجابوا وسلموا الرهائن اعطى كل منهم ما يستحقه من نقود او نحاس او سلاح او كسوة او انعام و قراش (مواشي) وخيول ونحوها  تعويضا  عما خسره و تطييب خاطره او مقابل  ما انفقه  في بناء الحصون واستحداث الارض والمزارع 

 وبالتأكيد كانت مطالبهم تعجيزية كما كانوا يفعلون مع العمال السابقين لكن المنتصر بعد ان فرض عليهم الحصار وتسلم رهائنهم ، تجاوز هذه المطالب ولم  يستجب لها كلها، ولم يهمل حقهم  فقد قدر لهم  ما رجحه هو لكل منهم وتم الاتفاق على الاتي :

1- تنفيذ الصلح وتسوية الاوضاع وخروجهم من الحصون خلال فترة اقصاها محرم 1249هـ 

2- هدم وتدمير المعاقل والبيوت والنوب وكل مكان تحصنوا  فيه او استحدثوه  بعد خروجهم منها خلال فترة اقصاها شهر جمادي الاخرة عام  1249هـ 

3-  عودتهم بلادهم مع التعويضات التي قدرها لهم   

4- من اختار الاقامة في ريمة فيبقى براسه وسلاحه كأي مواطن عادي ويجري عليه ما على غيره من المواطنين.

 استجاب لهذا الصلح معظم نقباء الحصون  السته والاربعين الا حصن حلبه والمعاقل المجاورة له في الجعفرية التي يسيطر عليها يحي الشويع واصحابه وحصن النمر الذي يسيطر عليه شعلان الغزي في شعبون فتم اعتقال يحي الشويع وايداعه السجن والاستعداد لمواجهة المتمردين عن الصلح جنبا مع جنب في تنفيذ الصلح  وتسوية الاوضاع.

#شخصية_من_ريمة 

 الشيخ علي بن يحي المنتصر (الجزء الثاني) 

اولا: اثار الصلح مع نقباء حاشد والحملة على بني الضبيبي 

يظهر من المخطوطة ان الشيخ المنتصر كما اوضحنا كان يتجنب اللجوء الى الحرب فطالت فترة المفاوضات في السلفية كما كانت العادة مع العمال السابقين فلما فرض عليهم الحصار ووجدوا انصاف في التعويض وقدرة على التسديد جنحوا الى الصلح وسلموا الرهائن وبدأ التنفيذ

  وكان الصلح الذي اوضحناه آنفا  يتضمن حرية البقاء لمن احب الاستيطان في ريمه بأملاكه وبيوته واولاده باستثناء الحصون ، ويبدوا كما هو قائم اليوم في التركيبة الاجتماعية والسكانية في ريمه ان معظمهم قد فضل البقاء كمواطني ريمه ، وامتزج النسيج الاجتماعي ليثبت للدنيا ان بالإمكان التعايش المتكافئ بين ابناء الوطن الواحد بين أي جزء من اجزاءه دون اشاعة الكراهية والطائفية والتمييز بين فئة حاكمة وفئة  محكومة .

وبالفعل  تماهى القادمون من حاشد داخل المجتمع المحلي في ريمه ولا يزال افراد العشائر في ريمه  يحتفظون بانتسابهم الى حاشد في معظم العزل التي استمرت اقامتهم فيها ويشكلون نسبة كبيرة من السكان ، يمكن الاشارة اليهم عند التعريف بهذه العزل . 

 والدليل ان المنتصر قد ضمن لهم حرية الاقامة والتصرف ونبذ العداء والعدوان بعد  مغادرة  الحصون انه قد جهز حملة لتأديب قبيلة بني الضبيبي لم نكن نعرف اسبابها الا من خلال قصيدة شعرية رفعها حسين بن احمد العلفي وهو من وجهاء حاشد الامويين الذين اصبحوا ايضا من وجهاء ريمه وذلك في رجب 1248هـ يناشد فيها المنتصر ويستنكر قتل اثنين من حاشد على يد بني الضبيبي عيب في السوق قال فيها 

قال القريشي في ابياته وزن     حكم مصاريع فيها الحسن دار 

من ما جرى من قليلين الثمن     عابوا في اثنين ما جوهم جهار 

في سوقه الفسل ما يعرف سنن      ولا النقاء يعرفه عند المثار 

ولا دري من موزب له كفن          يخلي بلاده يخليها قفار 

المنتصر من به المام استظن          والله في الحكم اعطاه الوقار  

ويبدوا ان هذا الحادث  قد ادى عدم التجاوب مع المنتصر وبالتالي التمرد عليه مما دفعه الى تجهيز وتوجيه حملة بقيادة قحطان ردمان وجال ارحب على بني الضبيبي وتم اعتقال عشرين من عقالهم وايداعهم الحبس وتأديب الباقين حتي يتمكن الجميع من التعايش والمنطقة تتسع للجميع  

ثانيا اعتقال يحي الشويع وردود الأفعال 

وكان النقيب يحي الشويع المسيطر على اهم القلاع في ريمه يحاول فترة المفاوضات على الصلح كسب الوقت بإطالة المفاوضات والانتظار لما سيحدث مع الباقين ، و كان المنتصر يدرك اهميته  واهمية الحصون التي يسيطر عليها وضرورة التفاوض معه واستمالته وترويضه فاغدق عليه العطايا وكرم الضيافة ، وظل يوالي له الهدايا ، وهو لا يزال كل يوم يطرح الشروط ويوالي التسويف حتى اعتقد العامة ان المنتصر مثل من سبقوه من الولاة خائفا من الشويع مترددا في حسم امره عاجزا عن السيطرة عليه .

 ايقن المنتصر انه لا ينفع معه الصلح فقرر اعتقاله وايداعه حبس قلعة الضلاع مغلولا بالحديد فانتشرت البشارات وخاف من كان مترددا من النقباء وبدأ التنفيذ الجدي لما تضمنه الصلح السابق ذكره  وايده الامام وشجعه على هذه الخطوة وشجعه على حسم ما تبقى من عوائق . اما في ريمه فقد  رفع الشعراء قصائدهم بهذه المناسبة نختار من بينها بعض ابيات من قصيدة القاضي محمد علي الهتاري قال فيها 

هذا علي بن يحي المنتصر علم     على العدا قاهر لا زال ينتصر 

يكفيه مفخرة تطهير ريمتنا         من البغاة وفسق شانه البطر 

وحبس قائدهم يحي الشويع لهم      راس الفساد الذي بالبغي يشتهر 

ظنوه ممن مضوا هيهات باشرهم     بقوة الجأش لا تبقي ولا تذر 

ثالثا الحملة الى الجعفرية للسيطرة على الحصون المتمردة 

 

بعد القبض على الشويع بعث المنتصر الى المسيطرين على المعاقل المجاورة لحصن حلبه  بما فيهم جارالله الشويع شقيق  يحي الشويع المعتقل عنده ، للدخول في الصلح الذي تم التوصل اليه مع بقية النقباء الا انهم رفضوا الاستجابة وتمردوا عن الطاعة ، فقرر طلب المشايخ والنواب وكل من يحمل سلاح ، وفي نفس الوقت قرر الاستعانه بأفراد من خارج ريمه تحسبا لأي خذلان من الداخل فكاتب الشيخ العفيف شيخ بني مسلم في وصاب فوصل اليه على راس عدد كبير من الافراد فشكل منهم ومن الافراد الذين تسارعوا اليه من مختلف عزل ريمه حملة مشتركة تحت قيادتين هما الشيخ محمد الغزي والشيخ العفيف على اصحابه ووجههم بالسيطرة على ما يلي بني العامري فكانت اول محطة حصن الاكمه الذي وقع تحت الحصار حتى سقط وفر من كان مسيطرا عليه. 

تم التقدم على حصن شاكمة الواقع في بني القحوي الشرف والذي تعذر على الحملة السيطرة عليه فقرر المنتصر  تكليف نائبه على الجعفرية الشيخ داود بن احمد الواقدي بجمع المدد اللازم من المسلحين تحت قيادته ومساندة القائمين بمحاصرة حصن شاكمة فتوجه الى هناك ليصبح على  راس ثمانمائة شخص تمكنوا من السيطرة على حصن شاكمة المنيع 

كانت الخطة تستدعي اسقاط الحصون الواقعة على طريق الحملة الى حصون بني وليد حتى يتم السيطرة على اهمها  وهما حصني القفل  وحلبه المتحصن فيهما  اصحاب الشويع  ويستلزم ابقاء قوة  كافية في كل الحصون التي يتم اسقاطها حتى تحمي ظهر الحملة وتمنع من اعادة التحصن بها من قبل المتمردين الهاربين . 


ان جبل بني وليد ينتصب  بشكل شبه مستطيل متجه من الجنوب الى الشمال  حاد الانحدار في الزاوية الشمالية التي تسيطر على سوقي الحدية ونخلة  والاول مركز مديرية الجعفرية اليوم وتنحدر بشكل تدريجي من جانبية الشرقي (شرقي بني وليد ) والغربي (غربي بني وليد ) وعلى الجانبين تتدرج التحصينات والقلاع والبيوت والنوب التي استحدثتها او سيطرت عليها حاشد بحيث يتعذر الوصول الى قمة بني وليد الا اذا تم تطهير وترتيب هذه الحصون والتحصينات من الشرق والغرب .  

ان عملية كهذه بحاجة الى مضاعفة القوة البشرية والمادية التي ستقوم بتنفيذ المهمة وبشكل متزامن ، فقرر المنتصر تكليف نائبه في كسمة الشيخ يوسف احمد المحجر للتوجه على راس حملة من كسمة والعزل المجاورة . 

 تم تكليف  الشيخ يوسف المحجري ومن معه بمهمة اسقاط الحصون والتحصينات الواقعة شرقي بني وليد والسيطرة عليها وترتيبها صعودا الى الاعلى من جهة الشرق فقام بنشر قواته على وادي نخلة ثم باشر من نخلة تنفيذ مهمته فسيطر على حصن الذرحة ثم تلاه حصن العنبة صعودا الى دار يحي بن يحي وبعدها تم السيطرة على حصن بيت النجار واخير تم السيطرة على بيت الجندبي .

في نفس الوقت كان  الشيخ الواقدي واصحابه المكون من ثمانمائة مقاتل ومعه الشيخ عبدالرحمن الجعدي واصحابه ، يقومان  في الجهة الغربية من بني وليد،  بمهمة اسقاط الحصون والتحصينات الواقعة في طريقهما من حصن شاكمه صعودا الى الاعلى فتم السيطرة على نوب  الضاهية ثم حصن دار القحيم صعودا الى حصن الحقيب ثم نوبة المحرسة واخيرا الوصول الى عوالي بني وليد 

تزامن الوصول الى عوالي بني وليد من الشرق والغرب ولم يكن امامهما الا القفل الذي يعتبر مقدمة ضرورية لحصار واسقاط حصن حلبه المعقل الرئيسي المطلوب وتم فرض الحصار على القفل من الجنوب والشرق والغرب وبعد تبادل اطلاق النار واحكام الحصار لمدة طويلة سقط القفل بيد المحاصرين ، وكان سقوط حصن القفل قد احدث ردود فعل وبشائر فرح في ريمه وتلقى المنتصر عددا من القصائد منها قصيدة محمد علي الهتاري مطلعها 

مفتاح عزمك زحزح الاقفالا     ولواء نصرك خافق الاجبالا 

وعلو همتك التي تعلو بها        تذر الجبال الشامخات رمالا 

حلبه اليك  تجر سربالا لها   وتقول هذا يقطع الآجالا 

فالجيش انت ولو تقود ثعالبا     اضحت بفضل شجاعتك اشبالا 

حصار حلبه والصلح مع الشويع 

كان حصن حلبه يحتل اهمية خاصة حتى ان البحري يقررانها عديمة النظير في جميع معاقل وحصون اليمن كله  وانها تعادل بقية حصون ريمه الخمسين وقال فيها بعض الشعراء 

حلبه اذا عطشت فتسقى من سحاب المزن رغما 

حيث انها ترقى فوق مرقى الجو  زعما 

كانت تريد عناق عنقاء  تاهت على الهضبات لما 

كلت عيون الناس رمقا  وكأنها الشمس المسمى 

يا مشتهيها ليس تلقى الا اذا طلسمت اسماء 

لقد كان  اسقاط القفل والسيطرة على الحصون الشرقية والغربية  ايذانا بإمكانية السيطرة على حلبة لتعذر المقاومة الا اذا كان لدى المقيمين فيها من العتاد والمؤن ما يكفيهم للمقاومة فاذا نفذ هذا المخزون فليس امامهم الا الاستسلام فكان عملية اسقاطها بحاجة الى عامل الوقت فقط 

يقول البحري ان عدد المتحصنين القيمين في حصن حلبه كان يزيد عن مائة وخمسين مقاتل ومثلهم من النساء والاطفال بينما كان عدد الجيش الريمي القائم بفرض الحصار ما يزيد عن الف ومائتين كان مصروفهم وتغذيتهم  تكلف مبالغ كبيرة تزيد عن المائة الريال رغم ان اغلبهم متطوعين وهذا يدلنا على قيمة الريال حينها . 

استمر  الحصار عدة أشهر حتى نفد مخزون المحصورين من الذخيرة والطعام والماء فاعلنوا الاستسلام وطلبوا إعطاءهم وجه المنتصر بعدم الغدر بهم حتى يتم التفاوض والصلح بعد ارسال مندوب عنهم للتفاوض معه. 

#شخصية_من_ريمة 

 الشيخ علي بن يحي المنتصر (الجزء الثالث والاخير ) 

اولا/ الصلح مع الشويع ونهاية تمرد حاشد 

سبق ان ذكرنا الحصار حول حصن حلبه قد استمر عدة أشهر حتى نفد مخزون المحصورين من الذخيرة والطعام والماء فاعلنوا الاستسلام وطلبوا إعطاءهم وجه المنتصر بالأمان وعدم الغدر بهم حتى يتم التفاوض والصلح بعد ارسال مندوب عنهم للتفاوض معه

تم الاتفاق على خروج لطف الله احمد الشويع ممثلا لمن معه من قادة حاشد في الحصن ، وسفره الى الشيخ المنتصر على ان يتوقف اطلاق النار واستمرار الحصار حتى يتم التوصل الى صلح. 

يقول البحري في مخطوطته ان لطف الله الشويع عند وصوله الى المنتصر  قدم العقائر ورمى بثيابه بين يديه (الجاه) محكما ومسلما  وملتزما بما يحكم به طال او قصر ولا خروج له عما يحكم به ، فقط اشترط خروج شقيقه يحي احمد الشويع من سجن المنتصر واعطائه الامان في الطرقات حتى يعود الى اهله في حاشد . 

بعد تسليم الضمناء ارسل المنتصر الى قواته المحاصرة لحلبه برفع الحصار والارتفاع بالجنود  باستثناء المكلفين بحراسة حصن القفل وحصن شاكمة ونوب الضاهية والمغربة. 

تم رفع نص الصلح الى الوزير الواسطة لاستكمال موافقة الامام في امان الشويع والتصديق على ما سلمه المنتصر لحاشد وللشويع من الاموال النقدية ، وان تبقى البلاد بيد المنتصر حتى يتم تسديد مقدماته .

تمت الموافقة من الامام  على ما اتخذه المنتصر من اجراءات بما فيها الحكم للشويع ومن معه بمبلغ الفين وخمسمائة ريال التي سلمت الى الضمناء وتم بالفعل اطلاق الشويع في 26 القعدة عام 1248هـ 

وقد وافق مشائخ ريمه عامة و مشائخ الجعفرية خاصة على الصلح وتم مغادرة حصن حلبه وحل محلهم رتبة من قبل العامل المنتصر بينما تم خراب الحصون المجاورة لحصن حلبه مثل القفل والمغربة ونوب الضاهية ونوبة المحرسة وغيرها 

ثانيا /اسقاط حصن النمر في شعبون 

يقول البحري ان اصل السيطرة على هذا الحصن تعود الى ايام عمالة السيد اسماعيل الامير والذي توطدت علاقته مع شعلان الغزي احد نقباء حاشد وقد اضطر الامير الى الاقتراض من شعلان الغزي مبلغ عشره الف ريال وارهنه حصن النمر والذي لا يستطيع احد على اسقاطه لمناعته فتعذر على العمال اقناع الغزي او تسديده مطالبه فلما ظهر المنتصر وعقد الصلح مع قادة الحصون اضطر الى المصالحة مع المنتصر مقابل جزء مما يطالب به  المذكور وتم مغادرة الحصن وتسليمه لرتبة خاصة من قبل المنتصر وكان اخر حصن يتم تصفيته واسقاطه بيد المنتصر في الحجة 1248هـ  

ثالثا / تجديد ولاية ريمه واخماد تمرد في الضبارة وخضم 

اشار البحري بشكل مختصر الى  الاحداث الواقعة بعد الصلح مع حاشد ومنها ان الامام قد ابدى ارتياحه من النتائج التي  توصل اليها المنتصر فجدد له الولاية على ريمه واقطعه عزلة الجباهي مكافئة لنجاحه ، فبنى المنتصر على الطويلة (جبل الجباهي ) حصنا فخما اطنب المؤرخون في وصفه سنتطرق اليها لاحقا  وقد قال البحري عند بناء هذ الحصن :  

عمر الحصن السعيد المنتصر  واصطفاها من تهامة الى رمع  

كما اشار البحري ان عزلة الضبارة و الموقريين وبني يعفر في طرف ريمه مما يلي وصاب خالفوا وافسدوا كما يعتادوا مع كل عامل لبعدهم من محل العامل ، الامر الذي دفع المنتصر الى توجيه حملة بقيادة علي بن محسن المنتصر مكونه من رجال من المنطقة وخلطهم من حاشد لتأديبهم . 

في نفس الوقت حسب البحري  كان الاتراك قد وصلوا الى تهامة (تمرد بيلماز)وان عقال عزلة خضم وهي اكبر عزلة في حواز ريمه قد ذهبوا الى هؤلاء الاتراك وبايعوهم على الدخول الى ريمه،  فارسل المنتصر قوة تحت قيادة اثنين مقادمة من حاشد وقوم حاشد وخالطهم بالقبائل البكيلية فتمكنوا من طرد الاتراك كما تمكنوا من طرد من كان منهم في علوجه وهم يزيدون عن الثمانمائة شخص تحت قيادة مقدمي عليهم من المعازبة .

رابعا / الشيخ المنتصر والامام المتوكل  محمد يحي المنصور 1260هـ 

ادت كثير من العوامل الى سيطرة القوات المصرية على تهامة مما ادى الى قيام البريطانيون باحتلال عدن والضغط على الباب العالي بسحب قوات محمد علي من تهامة. 

ورغم انسحاب القوات المصرية من تهامة الا ان تهامة ظلت تحت السيادة العثمانية  يحكمها الشريف حسين بن علي بن حيدر الذي تلقى توجيهات بدعم محمد يحي المنصور الذي كان قد عزم الى مصر لطلب دعم العثمانيين للسيطرة على اليمن بدلا عن الامام المهدي علي بن المهدي عبد الله . 

صادف وجود مشايخ من ريمه يطلبون  تعيين عاملا عليهم من لديه ويشكون جور العامل السابق فعين محمد يحي المنصور الطامح الى الامامة وزوده بأربعة الآف مقاتل ، وعند وصوله الى ريمه جمع منها جيشا كبيرا وعين على ريمه الشيخ علي بن يحي المنتصر، وتوجه الى أنس واعلن دعوته اماما وتلقب بالمتوكل وخاض مع المهدي صراعا ادى الى تنازل المهدي للمذكور محمد بن يحي المنصور  ودخل صنعاء إماما 

ولأن سمة الغدر وعدم الوفاء كانت من سمات هذا الامام فقد عاد الى ريمه بعد ان عمل على تمويه المنتصر انه قاصدا وصاب ، وبالفعل عاد من وصاب وعمل خطة على الغدر بالمنتصر واعتقاله ونهب قصوره وخرب حصن الجباهي .

واصلت ريمه اضطراباتها واحتجاجاتها ولم يتمكن من اخمادها . وخلال قيام الامام بإعداد لحملة جديدة للقضاء على الشريف حسين الذي كان له الفضل في وصوله الى الامامة ، حاول ان يكسب الشيخ المنتصر الى جانبه فاطلقه من سجن في ذمار وكان قد نقله اليه سرا من صنعاء واعاده الى عمله عاملا على ريمه عام 1254هـ وهو ما تؤكده وثائق صادرة من تلك الفترة تحت توقيع المنتصر وهو عاملا على ريمه. 

خامسا /المنتصر والامام الهادي 1277هـ 

قتل الامام المتوكل محمد يحي المنصور بعد ان بايع العثمانيين واوصلهم الى صنعاء مما دفع العامة الى الثورة عليه وعلى الاتراك وتم اعتقاله وعودة علي بن المهدي الى الامامة فامر بقتله في سجنه ودفع ثمن غدره بكل المحيطين به،  ودخلت اليمن في فترة مظلمة استمر فيها المنتصر نافذا في ريمه حتى قرر الامام الهادي حسين ان يزور ريمة فاستقبله الشيخ المنتصر وتعاون معه في حل مشكلة احد المدعيين بالإمامة في ريمه ولكن الهادي غدر بالمدعي دون علم المنتصر مما ادى الى تورط الامام وتعرضه للحصار والنهب من قبائل ريمه  وعدم تمكنه من العودة الى صنعاء الا بصعوبة 

اخيرا لقد تعرضنا لشخصية المنتصر الذي عاش الى بعد 1276هـ ولا ندري متى مات ورغم الملابسات التي حدثت بين المنتصر والامامين المتوكل والهادي فإننا حاولنا عدم اقحام هذه التفاصيل حفاظا على تسلسل الشخصية مع الوعد اننا سنواصل البحث في  هذه الفترة وملابساتها عند عرض المراجع التي تحدثت عنها ومناقشة وتحليل ما ورد فيها 

    رحم الله المنتصر علما من اعلام ريمه قائدا وكريما وشجاعا،  لم تخل اسرته ممن ورث شجاعته كالشيخ احمد علي المنتصر في القرن العشرين.  وعلى شبابنا تتبع هذه الشخصيات وابرازها فنحن لم نتحدث الا عن الشخصيات التي ابرزتها مصادرها وهم نموذج على من كان قبلهم ومن جاء بعدهم. 

بقلم المؤرخ الاستاذ حيدر علي ناجي العزي

#شخصية_من_ريمه 

ملحق من حفيد الشيخ المنتصر :

كتب حفيد الشيخ المنتصر يحي المنتصر على فيسبوك منشورا بتاريخ ٢٥ يونيو ٢٠١٦م نقلناه لكم كما هو مع تصحيح بعض الاخطاء 

تفاعلاً مع ما ينشره  الأستاذ المؤرخ حيدر علي ناجي عن حياة وشخصية وتاريخ جدي الشيخ علي يحيى المنتصر  انشر للمرة الأولى  إحدى قصائده. واهمها والتي نضمها ووثقت ضمن مخطوطة. المنتصر   

هذه القصيده الفاخره العذبه الفريده من كلام المالك الجمالي الشيخ الهمام الاوحد علي بن يحيى ابن علي المنتصر عفى الله  عنه واعلم أن كلام الملوك ملوك الكلام  وهذه قالها في شهر شوال سنة ١٢٢٨هجريه

بسم الله الرحمن الرحيم 

يالله يامن بالسرائر عالم

يامن اليك أفواهنا طلابه

يامن اذا كان الفؤاد كاظم

يدعوك لبيته بحسن أجابه

وان ضل عبدك بارتكاب مآثم

وتاب يوما ما تركت متابه

بل شأنك المعروف فينا دايم

وسترك المسبل لمن يُغشى به

من لاذ بك لا يخشى من ظالم

ومن قصد بابك فتحت أبوابه 

لي فيك حسن الظن وانت الراحم

لما جنى عبدك بتيه شبابه

اغفر فغفرانك يحل عظائم

والعفو عن ذنبي وانت أدرى به

وأسالك صلي ما تشن غمائم

أو ما الحمائم بالغنا طرابه

على الحبيب المصطفى من هاشم 

واشياعه وأنصاره وأصحابه 

ما قال ابو يحيى علي الناظم 

المنتصر هذ الخطاب خطابه

ماكنت اشتي ان اكون مقاسم 

في الشعر لكني عرفت صوابه 

وناهضا من بحري المتلاطم

أقبل فكلفني ارد جوابه

قد كان سري عن نظامي كاتم 

حتى تملا واعتصر دولابه 

لما نظرت صواهلاً وصوارم

وجيوش غلبنا نارهم شبابه 

تجتال بين الريمتين عوالم 

من كل عصبه طاغيه غلابه 

ما عاملاً ينزل براي جازم 

الا وخبا الرأي تحت ثيابه 

حتى يرى نوع الجحيم الحاطم 

وهول يبقى في اليم عذابه 

بعدا يعود الأمر مثل التاهم 

علاه ولكن من يخاف عقابه 

شهرين يتعمل وقد هو عازم 

يبكي بدمعة عينه الصبابه

عامل بعامل آخراً في قادم 

ما فيهم من يقبلون ثوابه 

ما كان في ريمه أحدهم حاسم 

ولا يقع عنقود من تولابه 

إلا مظالم  هامية  ومآثم

وغليبة في الف الف غلابه 

قالوا تعمل يا علي  النايم

فقلت ما انا بحاجة الملعابه 

مالي بريمه والأمور سلايم 

ما حاجتي للهول والمضرابه

والآخر اقبل يستعين الحاكم 

واقف بحكامه وفي كتابه

ما كان رأي الامام إلا هاضم 

ما فاح من عرفه وشم اطيابه 

ومن تعمل بخت يرجع سالم 

لما علم بالفعله ابن ترابه 

حتى أراد الله كنت القايم 

من بعدما راجعت كل ضبابه

لم يعذروني بحور حضارم 

لاقيتها في الف الف عصابه 

والعز في بطش الهزبر النايم

إذا بطش حنا بياض أنيابه 

كم مركزاً أشبعت فيه الحايم 

والذيب دما في المعارك نابه 

والوحش اشبعنا حشاه الصايم 

والنسر حنى بالدماء مخلابه

قومت للرأي الشريف علايم

وأظهرت في ريمه عُلا ومهابه 

وأظهرت في طبع الكرام مكارم 

وكل مولا حق شل حسابه 

ومن تمنع فالجيوش تزاحم 

حتى يرى إبن الفاعلة ما جابه 

جيشت في حلبه جيوش ركايم

مثل الجبال نيرانهم لهابه 

وأرض الضبارة كل جيش مصادم 

فيها وحد الموقري واربابه

وآل الضبيبي في السرات جواثم 

والجيش يعلوهم بكل حرابه

والترك لما بان منهم قادم

إلى خضم لاقيتهم اجنابه

بجيش مثل الساحب المتراكم 

ذوقتهم كأس البلاء وأسبابه 

رويت خلق الله مناقب حاتم 

وحكم عنتر في خيار شبابه 

عمالنا زرعوا الفساد الناقم 

وعلى يدي في اللروميات صرابه

لما نظرت الأمر فيهم فاقم 

خليت أصوات العدا صلابه

واحنا فعلنا للطريق معالم

وحميناها باللابة الثلابه 

سرلك ولا تخشى كلام اللايم

وعليك من ثوب الأمان سحابه

بسيوفنا تلقا الرجال زمازم 

متسمعين لعدلنا و شطابه

واحنا تركنا كل حصناً طاهم 

بعد التنفنانه دحاح خرابه 

والعز تحت ألدبي الصارم 

وتحت صافن لو عليت ركابه

من لم يلعب سيفه فوق كل جماجم 

فلا يُعلا  ولا يُعلى به 

من لم يُرقص سيفه المتلاحم

فوق الأعادي نسبته كذابه 

وإذا بغيت العالمين خوادم 

فأكرم تجدهم بالزمان قرابه 

من لم يكن عند المكارم غاشم 

إذا علا صوته فما حد جابه 

والمجد سوينا لأل القاسم 

ومن فعل مثلي كشف جلبابه 

وازكى صلاتي ما تشن غمايم 

او ما الحمائم بالغنا طرابه 

على الحبيب المصطفى من هاشم 

وأشياعه وانصارهِ وأصحابه

........................

اعداد وتجميع م.محمد غالب السعيدي

اليكم رابط منشور زيارة فريق مكتب الثقافة محافظة ريمة عام ٢٠١٤م لموقع قصر الشيخ علي بن يحي المنتصر في الضلاع بمديرية السلفية . الرابط هنا

 

#شخصية_من_ريمه رابط المنشور على صفحة شخصية من ريمه على فيسبوك هنا 

google-playkhamsatmostaqltradent