#شخصية_من_ريمة رقم الشخصية ( 13 )
اولا : مختصر السيرة الذاتية
المناضل السبتمبري “اللواء الركن يحيي مصلح مهدي” نائب رئيس مجلس الوزراء سابقا، وأحد أبرز الثوار الأحرار في العاصمة المصرية القاهرة.نسبة و ولادته :
إسمه الكامل ((يحيى بن الحاج مصلح بن الشيخ مهدي بن الشيخ على بن الحاج عمر بن حسن بن أحمد بن ناصر بن سعد بن سعيد بن إبراهيم بن على بن موسى بن إبراهيم العمري )). وينتسب بني العمري إلى الفقيه العالم محمد بن عبدالله العمري الذي تفقه على يد الإمام يحيى بن أبي الخير من أئمة اليمن في القرن السابع الهجري ذكره أبن سمره الجعدي في طبقات فقهاء اليمن (ص198) ، هاجر إبراهيم العمري من بني العمري المغارم مديرية كسمه إلى عزلة عدّن قرية البرار مديرية الجبينمن مواليد 13 جماد الأول( 1357هـ ) الموافق 11 يوليو من العام 1938م في قرية البرار عزلة عدن (بضم العين وتشديد الدال مع الكسر وسكون النون) ناحية الجبي المعروفه حاليا بمديرية الجبين محافظة ريمة
تعليمة الأولى:
- انتقل إلى المراوعة وهو في السابعة والنصف من عمره وتعلم بها القرآن ومبادئ علوم الفقه.- انتقل إلى الحديدة وعمره عشر سنوات وتعلم في مدارسها.
عاد إلى مسقط رأسه ريمة وهو في الخامسة عشر من عمره.
- رحل إلى صنعاء عام 1956م وأكمل بها دراسته العسكرية وابتدأ نضال الوطني.
زواجه وخلفته:
تزوج عام 1961م من “آسيا” ابنة أمير المدفعية “الشهيد العميد قاسم الثور”، وأنجب منها أربعة أبناء:1- عبد الله يحيي مصلح، ولد في بداية سبتمبر 1962م، قبل الثورة بأسابيع، ويعمل طيار مدني.
2- أمل يحي مصلح، ولدت حينما كان والدها لاجئا سياسيا بالقاهرة 1969م.
3- أروى يحيى مصلح، ولدت حينما كان والدها محافظا لمحافظة إب 1979م
4-محمد يحي مصلح، ولد حينما كان والده سفيرا في تشيكوسلوفاكيا 1979.
المناصب التي شغلها من بداية نشأته حتى حركة 5 نوفمبر1967م:

*قاد معركة حجة عند هجوم الإمام “محمد البدر” عليها بعد قيام ثورة ۲۹ سبتمبر 1962م بیومين فقط.
*تنقل بعدها في معارك عادة منها في “شوابة” و”خولان” مع “الشهيد محمد محمود الزبيري” – وقبله – وفي “القفلة” في حاشد، وفي “حرض”.
*شارك في إعداد الحرس الوطني، حيث كان الموجه العام لحشدهم الشباب في المعارك.
*ذهب إلى القاهرة وأخذ فرقة التوجيه المعنوي خلال الفترة 7/9/1963-17/10/1963مع زميله “العقيد/ سعيد الجرادي” رحمهما الله، وكانا أول ضابطين يمنيين أخذا هذه الفرقة.
*درس فرقة قائد كتائب في القاهرة مع زميله “العميد/ أحمد النهمي” و”العميد/ محمد الإرياني” خلال الفترة (11/1/1964-23/7/1964).
*عند عودته إلى اليمن عين قائدا لإدارة تدريب الجيش.
*أرسل لأخذ دراسة أركان حرب في القاهرة مع زميله “عميد. ركن/ علي المصباحي) خلال الفترة (1964-1966)، وكانا أول ضابطين أخدا شهادة الماجستير في الجيش اليمني
*عند عودته عين مدير الإدارة تدريب الجيش مرة أخرى.
*رحل مع الحكومة وضباط الجيش والقيادة السياسية المكونة من القاضي “عبد الرحمن الإرياني”، والفريق “حسن العمري”، والأستاذ “أحمد محمد نعمان” وغيرهم عند الخلافات بينهم وبين “المشير/ عبد الله السلال” رحمهم الله أجمعين، وسجنوا بالقاهرة إلى ما بعد حرب 1967م مع العدو الصهيوني، ثم عادوا إلى اليمن.
المناصب التي شغلها بعد قيام حركة 5 نوفمبر 1967م، حتى قيام حركت 13 يونيو 1974:
عند عودة الحكومة اليمنية وضباط الجيش والقيادة السياسة من السجن بالقاهرة إلى اليمن قاموا بحركة 5 نوفمبر 1967م، وكان أحد قادتها.
* عين قائدا للمركز الحربي في تعز، وغير اسمه إلى مركز القادة، وكان يدرب فيه شباب المقاومة من محافظات تعز وإب والبيضاء وغيرها من محافظات اليمن، ليرسلون إلى صنعاء للدفاع عن العاصمة.
* عند اشتداد المعارك في الحصار على صنعاء عين رئيسا لعمليات الجيش حتى انتهاء حصار صنعاء.
* عين ملحقا عسكريا في القاهرة، وبعدها بثلاثة أو أربعة أشهر عزل من الملحقية بسبب فتنة أغسطس 1968م عقب حصار صنعاء عند القتال بين الوحدات التي دافعت عن صنعاء والوحدات التي شكلت بعد عودة الضباط الهاربين من الحصار على أساس طائفي والذين تدربوا في “السخنة” ثم نقلوا إلى تحت “جبل عصر” في مدخل صنعاء الغربي.
*عند عودته إلى اليمن عام 1969م عين قائدا للواء صعده خلفا للعميد “محمد صالح الكهالي.
*عام 1970 عين عضوا في مجلس الشورى الذي كان يرأسه “الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر”، ممثلا للقوات المسلحة.
*في عام 1974م عين كأول وزير للتموين والتجارة في حكومة “الدكتور/ حسين مكي” وهي الحكومة رقم (۲۲).
بعد حركة 13 يونيو 1979م بقيادة “الشهيد ابراهيم محمد الحمدي” عين للأعمال الأتية:

صور للواء يحي مصلح مهدي مع الشهيد الحمدي
*وزير للتموين، ثم عين عضوا في اللجنة العليا للتصحيح في 1 / 3 / 1974م.
*محافظا لمحافظة ذمار للمرة الأولى خلال الفترة (1974-1975).
*محافظا لمحافظة إب عام 1979م.
*محافظا لمحافظة صنعاء بما في ذلك أمانة العاصمة 1977م.
بعد مقتل الشهيد “إبراهيم محمد الحمدي” شرد إلى بغداد وسوريا لمدة عام خلال الفترة (1977-1978)م.
![]() |
صورة من مطلع التسعينات من القرن الماضي بعدسة ذاكرة اليمن الفنان عبدالرحمن الغابري |
المناصب التي شغلها بعد تولي الرئيس “على عبد الله صالح”:
*سفيرا ومفوضا فوق العادة للجمهورية العربية اليمنية لدى جمهورية تشيكوسلوفاكيا في 18/8/1979.
*سفيرا ومفوضا فوق العادة لدى دولة قطر ودولة البحرين عام 1983م.
*محافظا لمحافظة صعدة للفترة (1983م-1984م)
*محافظا لمحافظة ذمار للمرة ثانية خلال الفترة ( 1985-1987 ).
*عضوا في اللجنة العليا للمؤتمر الشعبي العام.
*عضوا منتخبا في مجلس النواب قبل الوحدة 1987م، عن ناحية السلفية وبلاد الطعام، الدائرة (248)
*عضو منتخبا في مجلس النواب بعد الوحدة 1993ـ عن ناحية الجبين، الدائرة (244).
*ذهب إلى أمريكا رئيسا لوفد مجلس النواب في 13 نوفمبر 1993م حتى 4 ديسمبر 1993، وحاز على العلم الأمريكي من فوق قبة البرلمان مع شهادة تقدير، ولم يسبق لأخد من الشرق الأدنى، بما في ذلك الدول العربية أن أعطي هذا الشرف.
*صدر أمر من رئيس الجمهورية بترقيته إلى نائب رئيس وزراء ومستشار لمجلس الرئاسة ثم لمكتب رئاسة الجمهورية، ثم درجة رئيس وزراء كمعاش.
وفاته:

عرج إلى ربه بعد مسيرة زاخرة بالكفاح والنضال يوم الثلاثاء 20 جماد الاخره 1442هجرية الموافق 2 فبراير 2021، في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية، عن عمر ناهز الـ(83) عاما، وأوصى أن يدفن فيها. ودفن يوم الاربعاء 3 فبراير 2021 م في مقبرة الدكتور عبدالولي الشميري في القاهرة.
![]() |
صورة اثناء دفن اللواء يحي مصلح |
الاعداد :
كتبها:
م.محمد غالب السعيديEng.Moh'd Ghaleb Alsseidi
المراجع :
- صفحة م.وضاح السعيدي- منتدى السعيدي
*************************
#أعلام_اليمن_الجمهوري
*****************ثانيا ملخص لكتاب مذكرات اللواء الركن يحي مصلح :

![]() |
اللواء يحي مصلح مهدي رحمه الله مع مذكراته |
صدرحديثا كتاب يحتوي مذكرات اللواء المناضل يحي مصلح مهدي وهو من رموز الثورة واحد الشخصيات اليمنية من محافظة ريمة التي ساهمت مع الثورة اليمنية بالشيء الكثير من رجالها الذين تم تجاهلهم في تاريخ الثورة بشكل متعمد وغير متعمد والان ونحن نعيد كتابة تاريخنا يجب جمع كل المعلومات ويكفينا فخرا هذا العملاق يحي مصلح فعلى جميع الشباب قراءة مذكراته فهي مفيدة وسجل كفاحه وقد ساهمت في هذا الكتاب بمقدمة متواضعة تغني المتعجل وتلخص حياته وسانشرها في هذه الحلقة والحلقات التالية كما وردت في الكتاب وهي كما يلي :
((حينما شرّفني اللواء الركن/ يحيى مصلح بتقديم هذه المذكرات شعرت بهيبة وتردد وإضطراب لأسباب عديدة لعل أهمها:-
أولاَ:- من الصعب الإحاطة بشخصية اللواء الركن/ يحيى مصلح برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف والمناصب والمشاركة في صنع القرار ، وبصماته التي أثّرت في وعينا ووجدنا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها بل على مستوى الساحة اليمنية فهو علمٌ شامخ معروف بذاته ولا يحتاج إلى تعريف ، وحتى عندما كتب مذكراته التي بين أيدينا لم يستطرد ولم يتحدث عن نفسه بقدر ما حرص على تخليد الحقائق لا على تخليد الذات .
ورغم أن حياته أصبحت ملكاً لنا ولأجيالنا، ومن حقنا معرفة جميع تفاصيلها لأنها أنطلقت من واقع كان يعيشه شعبنا اليمني ونسجت واقعاً جديداً كان يتوق إليه المجتمع اليمني. وحيث أن شهرته وشعبيته قد سهلت علينا كثيراً للنزول عند رغبته بعدم الإسهاب في إبراز المواقف المدهشة في حياته, فأننا سنكتفي فقط بالإشارة إلى ما يجهله ربما الكثيرون عن نسبه وعشيرته،فمن مشجر عائلته المخطوط في مقدمة بعض المصاحف الموقوفة والمزخرفة والمخطوطه بأقلام بني هتار نجده من أسرة فاضلة وارفة الظلال كريمة المنبت وأسمه الكامل ((يحيى بن الحاج مصلح بن الشيخ مهدي بن الشيخ على بن الحاج عمر بن حسن بن أحمد بن ناصر بن سعد ين سعيد بن إبراهيم بن على بن موسى بن إبراهيم العمري )). وينتسب بني العمري إلى الفقيه العالم محمد بن عبدالله العمري الذي تفقه على يد الإمام يحيى بن أبي الخير من أئمة اليمن في القرن السابع الهجري ذكره أبن سمره الجعدي في طبقات فقها اليمن (ص198) ، هاجر إبراهيم العمري من بني العمري المغارم مديرية كسمه إلى عزلة عدّن قرية البرار مديرية الجبين وكلاهما من العزل المشهورة بإنتاج وتسويق اللبن ، ومدارس العلم .
ثانياً:- أن الفترة التي تغطيها المذكرات وهي تزيد عن نصف قرن ، من أهم الفترات التاريخية اليمنية ، ومن منا لا يتوق إلى معرفة تفاصيل الثورة اليمنية؟ التي تربينا في ظلها وتغنينا بأناشيدها وعايشنا إنتصاراتها وإنكساراتها ومنعطفاتها المتداخلة والمتناقضة أحياناً ولا نزال بحاجة إلى صدق التوثيق والدراسة والبحث من مصادرها الموثوقة ورموزها وصانعي أحداثها . واللواء الركن / يحيى مصلح أحد هؤلاء وأكثرهم تميزاً بالدقة والصراحة والصدق .
ثالثاً:- أن القيمة التأريخية لمحتوى مذكراته لا تنحصر في موضوعيتها وخلوها من السيرة الذاتية وتمجيد الذات ، بل أن قيمتها أيضاً في تناولها لقضايا وفترات وأحداث لم تتطرق إليها مذكرات وكتابات من سبقوه حتى الآن وكشفت حقائق وملابسات جديدة. وحيث أن هذه المقدمة لا تهدف أولا يمكنها أن تقدم اللواء الركن/ يحيى مصلح لأنه أكبر من أن يتم إستيعابة في أسطر ، ولا تهدف إلى تقديم الفترة اللتي شارك في صنع أحداثها لأنها ميدان واسع له فرسانه. ولا تقديم المذكرات لأنها تتحدث عن نفسها.
فسأكتفي كباحث وقارئ أن أضع بعض السمات والخصائص التي تميز شخصيته اللواء عن غيره من القادة والثوار ويظهر أثرها جلياَ على مذكراته وأثارهُ على ما تركه من سجل حافل بالعطاء والمنجزات.
السمات والخصائص التي تميز شخصية اللواء يحي مصلح عن غيره من القادة والثوار ويظهر أثرها جلياَ على مذكراته وأثارهُ على ما تركه من سجل حافل بالعطاء والمنجزات.
السمه الأولى:- التنوع في الخبرات والمعارف
وإذا كانت تجربته الأولى مع الأسرة المالكة اليمنية قد بدأت بكلمة خطابية ألقاها في الحديده أمام الامام احمد حميد الدين مرة وأمام ولي عهده الأمير محمد البدر مرة أخرى وهو لا يزال طالباً فإن الخطابه لم تخفف معاناة الشعب ولم تثنيه عن قناعته بضرورة الإستعداد الثوري للتغيير الجذري ، فالتحق بالكلية الحربية وتمكن من التعرف على زعماء الحركة الوطنية ومطالبهم وتجاربهم السابقة، وأشترك في تنظيم الضباط الأحرار الذين كان على عاتقهم مسؤلية تفجير الثورة. فلم تكن الكلية الحربية مدرسة عسكرية فقط ، وإنما كانت مدرسة سياسية أيضاَ في مرحلة مخاض حقيقي صنعت من طلابها قيادات عسكرية وسياسية ناجحة ومشهوره .
وفي مجال المعارك العسكرية قاد معارك عديده وأنتصر في حجه وشوابه وخولان والقفله وحرض وأنتقل من المعارك الميدانيه إلى معارك إعداد الأفراد المؤهلين فعمل على إعداد الحرس الوطني وأهتم بالتأهيل العسكري فالتحق بأكثر من برنامج تأهيلي وتدريبي في القاهره بين عامي 1963- 1966م مثل فرقة التوجيه المعنوي ، وفرقة قيادة كتائب ، وأركان حرب الذي تخرج منها عام 1966م .
وإلى جانب هذه التجارب والمناصب والخبرات والدراسات المتنوعة فأنه كان بحاجه إلى خبرة السجين السياسي وفعلاً كان ضمن المعتقلين في القاهره مع الاستاذ احمد محمد نعمان والفريق العمري حتى حرب 1967م حيث عاد الجميع ليشتركون في إنقلاب 5نوفمبر 1967م ويتوجون كفاحهم العسكري والسياسي بأعداد وقيادة المقاومة للدفاع عن صنعاء إبان حصار السبعين يوما .
السمه الثانية :-
الدفع بأبناء ريمه للدفاع عن الثورة :
وهناك جانب أخر في هذه المرحلة لا يعرفه الكثيرون فمنذ إنطلاق الشراره الأولى للثوره لم ينس هذا القائد الذي يقود المعارك الميدانية أن عليه واجب أخر متمثل في أستغلال نفوذه وتأثيره على أبناء منطقة ريمه لتحريضهم ودفعهم للتجنيد والألتحاق بخنادق الشرف والبطوله لتحقيق النصر المؤزر فتم التواصل مع الشيخ يحيى محسن الجعماني والشيخ على محمد الحيث والشيخ محمود محمد أمين وأخوانه والعميد أبراهيم طاهر البلول وغيرهم من مشايخ ريمه وأعيانها فتم تجنيد أكثر من الفي جندي في أول دفعه ، حيث ساهم هؤلاء المقاتلين في تحقيق النصر في معارك عديده في حرض ووشحه والجميمه ودافعو ببساله شهد لهم معظم من عاصر الفتره وعايشها ومنهم رئيس محكمة إب القاضي يحيى عبدالله العمري الذي تحدث للفقيد يحيى مصلح حينما كان محافظاً في إب قائلاً أن أخواننا أبناء ريمه أكلت لحومهم في جبالنا الطيور والسباع وهم يدافعون بأخلاص عن النظام الجمهوري .
وحتى أثناء حصار السبعين يوما طلب القاضي عبدالسلام صبره من الفقيد حث أبناء ريمه للأشتراك في الدفاع عن النظام الجمهوري والعاصمه صنعاء وبالفعل أندفع أعداد كبيره تفوق الأعداد السابقه وساهموا ببساله وكانو هم الجنود المجهولين الذين لم يمنو ولم يشترطو الثمن قبل ألتحاقهم أو بعد أدائهم الواجب.
السمه الثالثة :- استمرارية الثورة
التي نلمحها في حياة الفقيد يحيى مصلح هي أستمرارية الثورة فلم تكن الثورة مجرد مدفع ودبابه في المواقع العسكريه ، بل كانت بناء مؤسسي وبناء تنموي وقبل هذا بناء الإنسان اليمني الذي هو محور التنمية وصانعها . فأشترك في بناء المؤسسات الدستورية فعمل عضواً في جميع المجالس البرلمانية التي نمت مع نمو التجربة الديمقراطية في اليمن ، عن طريق التعيين ضمن الـ20% المنصوص عليهم في الدستور الدائم في لجنة الدفاع والأمن ، أو عن طريق الإنتخاب في المجالس اللاحقه وكانت ريمه كلها موطنه الإنتخابي فتم إنتخابه في مدرية السلفية وبلاد الطعام عام 1988م وفي الجبين عام 1993م ، بل أن معظم اليمنيين كانوا يتمنون أن يترشح في مديرياتهم ممن عرفوه في محافظاتهم أو من تابعوا جلسات مجلس النواب التي تعرض في التلفزيونات منذ مطلع التسعينات وعرفوا حماسه ونشاطه ومواقفه في أبرز القضايا التي تمس حياة الناس وضرورات حياتهم بشجاعه ووضوح خصوصاً وأنه كان يعمل رئيساُ للجنة الشكاوي والتظلمات في مجلس النواب .
وكما ساهم في بناء المؤسسه البرلمانية فقد إشترك في بناء السلطة التنفيذيه كأحدى المؤسسات الدستورية ، فكان أول وزير تموين في اليمن وهي الوزارة التي تهتم آنذاك بأهم القضايا الأقتصاديه ومطالب المجتمع المعيشيه في حكومة الدكتور حسن مكي ، ولا ننسى أن هذا القائد العسكري المنتصر والوزير الناجح والبرلماني المفّوه كان أيضاً دبلوماسياً متميزاً خدم اليمن ووطد علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة حينما عمل سفيراً بتشيكوسلوفاكيا وقطر والبحرين ورأس عدداً من الوفود اليمنية إلى الخارج وحصل على أوسمه ونياشين وشهاده من الولايات المتحدة الأمريكية .
ولعل أبرز نشاطاته المؤسسيه المترسخه في وجدان اليمنيين هي مساهمته في بناء السلطه المحليه فتولى منصب محافظ في أكثر من محافظة ، في ذمار وإب وصنعاء وكانت صنعاء تضم محافظات ( الأمانه وصنعاء وريمه والمحويت وعمران والجوف ) تقريباً ، ثم تولى في عهد الرئيس علي عبدالله صالح محافظتي صعده وذمار للمره الثانية . خلالها كانت معركته الحقيقية مع الرواسب القديمه بما فيها مراكز القوى المتشبثه بتسلطها وإمتيازاتها الموروثه من قبل الثوره والتي كانت تحدياً للمناضلين والقيادات التي تؤمن بضرورة التطور وإرساء دعائم الدوله المركزيه الحديثه دولة النظام والقانون.
فواجه صعوبات ولكنه حقق إنتصارات لا يزال جيل السبعينات يذكرها إلى اليوم بنبرات الإعجاب والتقدير لانه عاملها بحزم وصرامه حينما تكون ضروريه ، وعاملها معاملة الطبيب لمريضه حينما تقتضي المواقف ذلك وعمل حكماً ومحكماً قبلياً حينما لايوجد حل إلا باللجوء إلى القواعد والأسلاف والأعراف القبليه والتي تنسجم مع الشرع والقانون فحقن الدماء وأوصل الحقوق لأصحابها بأسرع وسيله ولديه عشرات الأحكام التي أخمدت خلافات ومعارك وحروب قبليه في المحافظات التي عمل فيها فأحتل في قلوبهم مكانه متميزه.
السمه الرابعة :-
إشتراك المجتمع في الثورة التنموية ( التعاونية ) والبدء بأعماق الريف والأكثر صعوبه . فلم ينس الفقيد وهو وزيراً أو محافظاً أو برلمانياً أن على قادة الثورة تحمل مسؤلياتهم التأريخية وواجب المساهمه في إحداث ثورة تنموية تبدأ من أعماق الريف ، ولكن كيف ؟ فحتى عام 1970م لم يكن قد تحقق من أهداف الثوره إلا الجانب الشكلي من الهدف الأول وهو إقامة نظام جمهوري والقضاء على الإمامه والأستعمار ( وبقت مخلفاتهما ) . وكيف تتمكن الحكومه في ظل ندره في الموارد أن تبدأ بمشوار التنمية التي قامت لأجلها الثورة. فبدأ التفكير إلى الأتجاه بإيجاد حركه تعاونيه تستغل حماس وأستعداد المجتمع للتغيير. ودعوتهم للمساهمه في إحداث نقلة تنموية تحقق الحد الأدنى من المشاريع التعليمية والصحية والطرقات وبناء القدرات ، فبدأت بشكل مبادرات شعبيه صغيره ثم أستمرت في النمو المتعاظم من حيث الحجم والمضمون والمردود والنتائج .
فتم تأسيس هيئة تعاون قضاء ريمه في عام 1971م بقيادة يحيى مصلح الذي تم تدشينها والإعتراف بها رسمياً في 15/2/1972م بحفل أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة حضره رئيس مجلس الوزراء آ نذاك الأستاذ/ محسن العيني وكان تعاون ريمه حينها ضمن الخمس التعاونيات الناشئة في اليمن . (( هيئة تعاون الحجريه برئاسة عبدالرحمن نعمان ، و هيئة تعاون آنس برئاسة عبدالله الحلالي ، و هيئة تعاون صنعاء برئاسة محمد عبدالملك المتوكل ، و هيئة تعاون ريمه برئاسة يحيى مصلح مهدي ، و هيئة تعاون إب برئاسة محمد حسن دماج )) . ثم توالت الهيئات التعاونيه وبدأت تبحث عن مصادر للتمويل رسميه وشعبيه وعن ضمانات الإستمراريه والنجاح فأقترح عبدالرحمن نعمان إقامة أتحاد للتعاونيات اليمنية وحضور رسمي وشعبي كبير ، فتولى يحيى مصلح إقناع العقيد/الشهيد إبراهيم الحمدي نائب القائد العام الذي كان له شعبيه في الحكومه والقوات المسلحه والمتنورين وكان حينها قد عاد إلى القياده العامه بعد إستقالته من منصب نائب رئيس الوزراء ، فتحمس للفكره وأسس هيئة تعاون المنطقة الغربية الشمالية وكانت اللجنه التحضيريه تجتمع في مقر تعاون ريمه جوار القصر الجمهوري تحضر للمؤتمر العام الأول بعد أن حصلت على موافقة الرئيس / عبدالرحمن الإرياني على إقامة المؤتمر وتوجيه الدعوات للهيئات التي نشأت حيث أنعقد المؤتمر يوم 25/6/1973م حضرته (28) هيئة تعاونية .
ورغم أن الحركه التعاونية في مرحلة التأسيس بحاجه إلى دراسه مستفيضه ومنصفه ليس هذا مكانها فأن مايهمني هو الأقتصار على بعض الفوائد التي لمستها أنا وغيري من مواطني ريمه والتي كانت بصماتها ولمساتها في البدايه و لاتزال أثارها ماثله إلى اليوم .
فقد ركزت هيئة تعاون ريمه برئاسة الفقيد يحيى مصلح أهتمامها على المعركه التنموية في مجالات التعليم والصحه والمياه والطرقات ، وكان الأهتمام بكل مجال من هذه المجالات يشمل أنشاء المرفق وإيجاد الكادر المؤهل لتشغيله وإيجاد الأداره المتحمسه التي ستحافظ على المبنى والكادر وتضمن الأستمراريه والنمو فضلاً عن البحث عن التمويل وضمانات النجاح بما فيها خلق مجتمع متحمس يشارك بفاعليه بالجهد والمال والوعي وقد القينا الضوء على هذه العناصر في المقدمة التي تصدرتها مذكرات الفقيد يحي مصلح رحمه الله والموزع بعضها عليكم اليوم ويكفي ان اذكر اهم النقاط الاتية
1 ان هناك مشاريع تم انجازها بتمويل كامل من الحكومة او الخارج مثل :-مدرسة الفتح بالجبين على حساب السعودية ومستشفى الثلايا على حساب الكويت واربع مدارس على حساب العراق وطريق المنصورية الجبين على حساب الحكومة
2 مشاريع تم تمويلها على خساب تعاون ريمة بالكامل وهي مدرسة ابتدايية في مركز كل مديرية وطرقات كل من الحدية وعلوجة والرباط وطريق بلاد الطعام فضلا عن المراكز الصحية في مراكز المديريات الاربع
3 مشاريع تمت بالمشاركة بين التعاون والمواطنين وتشمل مدارس في كل عزلة ومشاريع المياه
4 تم توجيه الدعوه لكبار مسؤلي الدولة لمعرفة معاناة ريمة فزارها القاضي الأرياني رئيس المجلس الجمهوري والقاضي الحجري رئيس مجلس الوزراء كما زارها العقيد إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القياده والدكتور حسن مكي رئيس الوزراء كما زارها السفير الأمريكي بصنعاء وعدد من السفراء وعدد من الوزراء خلال الأربع السنوات الأولى من عمر هيئة التعاون ولولا هذه الجهود ماتمكن هؤلاء المسؤلين من زيارتها والتعرف على أحوالها وبدأت ريمه تطفو على السطح
5 بالنسبة للكادر المؤهل فقد حصل على إهتمام موازي بل لا أبالغ إذا قلت أن الكوادر حققت فوائد أسرع وأشمل من المرافق فقد تلاحق إرسال المعلمين من خريجي الثانوية الملزمين من عام 1973م فتم توزيعهم على معظم عزل مديريات ريمه وكنا نؤمن أن التعليم يحتاج إلى المعلم و الكتاب فقط وماعداهما يمكن التعليم تحت شجره أو في المسجد أو حتى في العراء ورغم أن الوصول إلى ريمه شاقاً ومتعباً فقد تحمل هؤلاء المدرسون كل المتاعب بكل سرور أثار أستغرابنا وعندما سألناهم فيما بعد لماذا فضلوا التدريس في ريمه على مناطقهم قالوا أن يحيى مصلح كان يضمن لهم المنح الدراسية إلى الخارج بعد التدريس في ريمه سنه واحده وقادر على الوفاء بالتزامه فلا ينته العام حتى تكون هيئة تعاون ريمه قد أكملت معاملاتهم وملفاتهم وفعلاً لم يتخلف منهم أحد رغم أن البرنامج الأنمائي الثلاثي 1973- 1976م كان يستهدف إبتعاث سبعين طالباً (70 ) للدراسة في الخارج في حين يوجد في ريمه سنوياً اكثر من هذا العدد ، وهو ما يعني أن الحكومه تجاوزت المخطط في عدد البعثات وأن ريمه كانت تستأثر بعدد كبير منهم مما يبرز أمامنا حجم الجهد الذي يبذله يحيى مصلح بصفته التعاونية وثقله الشخصي لخدمة منطقته التي ظهر أثرها بإنتشار التعليم مبكراً أكثر من المديريات الأخرى من محافظة صنعاء التي كنا جزاء منها .
ويرتبط بالكادر التخطيط المستقبلي لتحقيق أكتفاء المنطقه من مخرجات أبناءها فعملت هيئة تعاون ريمه وبعدها الهيئات اللاحقه على تشجيع
الطلاب للألتحاق بمعاهد المعلمين والمعاهد الصحية وشجعتهم بالحوافز المادية .
أما إيجاد الأداره فقد سعت هيئة التعاون إلى ضمان الأستمرارية والديمومه والمحافظه على المشاريع التعاونيه فعملت على إقتناص الأشخاص الذي يمتلكون الحد الأدنى من التأهيل والخبره وإقناعهم بضرورة العوده إلى مديرياتهم وتحمل مسؤلياتهم في قيادة العمل التنموي كمعركه وطنيه ضمن تجربه تعاونية ومبادرات ذاتيه وكنت واحداً من هؤلاء حيث أنتقلت من مجلس الشورى عام 1974م كمدير لأول مدرسه أنشئها التعاون في مركز كسمه ومشرفاً عل إدارة كل مدرسه يتم انشاءها باقناع الفقيد شخصيا . فكان لنا شرف المشاركة في خدمة منطقتنا الجميلة وتمكنا خلال الأشتراك في قيادة العمل التعاوني من إستغلال الموارد المحدوده لصالح نشر التعليم كما تم إستغلال التعليم لإيجاد مجتمع تعاوني واعي متحمس فتحققت قفزه مبكره في مجال التعليم في ريمه .بفضل حماس الققيد يحي مصلح الذي كان يقود العمل التعاوني وهو في قمة انشغاله وكان يسخر العطلة الاسبوعية لزيارة ريمه للإشراف على الأعمال الميدانية . وقبل ان نغادر قضية تأسيس الحركة التعاونية في ريمة يجدر الاشارة الى اربعة اشخاص كان لهم دور مشرف في هذا التاسيس وهم الشيخ يحي محسن الجعماني وكان نائب الرئيس والاستاذ عبدالله عزي النوفاني وكان الامين العام والاستاذ المرحوم طلال يحي زيد وكان سكرتير الهيئة واصبح اول مدير مدارس في ريمة والعميد المرحوم عبدالله الضيفي وكان المدير التنفيذي للهيئة.
السمه الخامسة والاخيرة :-
الجانب الخيري في شخصية الفقيد يحيى مصلح رحمه الله :
وإذا كانت الحركة التعاونية في محصلتها النهائية عملاً خيرياً إلى جانب ما يمليه الواجب الوطني تجاه منطقة ريمه كواحده من مناطق الريف المحروم من المشاريع التنموية فأن هذه النزعه الخيريه ظلت تغدق بالعطاء حتى بعد إنفصال المديريات بتعاونيات خاصه فقد ظل يحيى مصلح يتعهد الفقراء والمعوزين والذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف بالمساعدات النقدية والعينية دورياً كما عمل على بناء سته وعشرين مدرسه ذات ثلاث فصول مقسمه على مديريات ريمه الخمس بمبلغ قدرة مليوني ريال سعودي كما عمل على تشغيل مستشفى الثلايا بالحديده ، وتجهيزه بمعدات بلغت تكلفتها مليون ريال سعودي عن طريق الغرفة التجاريه بالحديده .
أخيراً اقول أنني عاجز عن الأحاطه بشخصية الفقيد يحي مصلح وكفاحه الذي كان له تأثير علينا في ريمه خاصه ولكنها مجرد أشاره إلى الأب الروحي لأبناء ريمه جميعاً .
سائلاً الله ان يجزيه عنا جميعا خير الجزاء وان يرحمه رحمة الابرار وان يلحقنا به صالحين
توفى صباح الثلاثاء ٢٠ جماد الاخرة ١٤٤٢هجرية الموافق ٢ فبراير ٢٠٢١م
#شخصية_من_ريمة
بقلم الاستاذ المؤرخ حيدر علي ناجي العزي
*****************
اللواء يحيى مصلح… ايقونة سبتمبر المجيد
مرثيات فقيد الوطن اللواء يحيى مصلح
سنرفق لكم تباعا رسائل التعازي والمواساة من اعلام اليمن في فقيد الوطن:سنرفق لكم تباعا رسائل التعازي والمواساة من اعلام اليمن في فقيد الوطن:
١- مؤرخ ريمة الاستاذ حيدر علي ناجي العزي
كتب ضمن رسالة العزاءمن الصعب الإحاطة بشخصية اللواء الركن/ يحيى مصلح برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف والمناصب والمشاركة في صنع القرار ، وبصماته التي أثّرت في وعينا ووجداننا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها بل على مستوى الساحة اليمنية فهو علمٌ شامخ ومن رواد الثورة السبتمبرية ،ومن رواد الحركة التعاونية ومن رواد الحركة التصحيحية ومن رواد الضباط الأحرار ومن القيادات الإدارية العلياء في الدولة فقد كان من أنجح الوزراء والمحافظين والسفراء في اليمن . سيخلده التاريخ اليمني في انصع صفحاته
ورغم أن حياته أصبحت ملكاً لنا ولأجيالنا، ومن حقنا معرفة جميع تفاصيلها لأنها غيرت الواقع الذي كان يعيشه شعبنا اليمني ونسجت واقعاً جديداً كان يتوق إليه المجتمع اليمني فانه سيظل مخلدا في قلوبنا نحن واجيالنا التي تربت في المدارس التي بناها والمعالم التي رسمها
رحمه الله رحمة الابرار
وانا لله وانا اليه راجعون
------------------
الى جنة الخلد ايها الاب الروحي لابناء ريمة
دمعة وفاء وحزن وامتنان في فقيد الوطن اللواء يحيى مصلح مهدي
بقلم : حيدر علي ناجي العزي
----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وهو القايل سبحانه الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.
والصلاة والسلام على من كان يجب ان يخلد من دون البشر ولكن سنة الله في هذا الوجود ضرورة العودة الى دار البقاء وهي حقيقة ابدية لم يستثنى منها حتى سيد الخلق صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين
اما بعد
والله لا ادري كيف اعبر عن هذه الخسارة الكبيرة و الفاجعة الاليمة بوفاة المناضل اللواء يحي مصلح مهدي الريمي الريمي كما كان يحب ان يطلق عليه فقد كان اعتزازه وانتماءه الى ريمة مصدر اكبار واجلال اليمنيين جميعا فهو بلا منازع رمزا لريمة وعنوانا لمجدها ومفخرة لأبنائها
والله لقد تعطلت حواس الكلمات وعجزت القواميس ان تسعفني بتعبير يليق بهذا الرجل الذي هو اكبر من كل الكلمات وانصع من كل الصفات الجميلة والفاضلة فلا اجد غير ان ادعوكم للابتهال معي الى الله ان يجزيه عن اليمن عموما وعن ريمة خصوصا جنات عدن تجري من تحتها الانهار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا امين
وساكتفي في هذا الحفل التابيني ان نلقي الضوء على حياته واهم نشاطاته ونضاله كما يلي:
أولاَ:- من الصعب الإحاطة بشخصية الفقيد يحيى مصلح برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف والمناصب والمشاركة في صنع القرار ، وبصماته التي أثّرت في وعينا ووجداننا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها بل على مستوى الساحة اليمنية فهو علمٌ شامخ معروف بذاته ولا يحتاج إلى تعريف ،
ورغم أن حياته أصبحت ملكاً لنا ولأجيالنا، ومن حقنا معرفة جميع تفاصيلها لأنها أنطلقت من واقع كان يعيشه شعبنا اليمني ونسجت واقعاً جديداً كان يتوق إليه المجتمع اليمني ايضا . وحيث أن شهرته وشعبيته قد سهلت علينا بعدم الإسهاب في إبراز المواقف المدهشة في حياته, فأننا سنكتفي فقط بالإشارة إلى ما يجهله ربما الكثيرون عنه وعن عشيرته،فمن مشجر عائلته المخطوط في مقدمة بعض المصاحف الموقوفة والمزخرفة والمخطوطه بأقلام بني هتار نجده من أسرة فاضلة وارفة الظلال كريمة المنبت وأسمه الكامل ((يحيى مصلح مهدي على بن الحاج عمر بن حسن بن أحمد بن ناصر بن سعد ين سعيد بن إبراهيم بن على بن موسى بن إبراهيم العمري )). وينتسب بني العمري إلى الفقيه العالم محمد بن عبدالله العمري الذي تفقه على يد الإمام يحيى بن أبي الخير من أئمة اليمن في القرن السابع الهجري ذكره أبن سمره الجعدي في طبقات فقها اليمن (ص198) ، هاجر إبراهيم العمري من بني العمري المغارم مديرية كسمه إلى عزلة عدّن قرية البرار مديرية الجبين
ثانياً:- أن الفترة التي تغطيها حياته النضاليه تزيد عن نصف قرن ، وهي من أهم الفترات الوطنية و التاريخية اليمنية ، ومن منا لا يتوق إلى معرفة تفاصيل الثورة اليمنية؟ التي تربينا في ظلها وتغنينا بأناشيدها وعايشنا إنتصاراتها وإنكساراتها ومنعطفاتها المتداخلة والمتناقضة احيانا.
وحيث أنه لا يمكننا أن نقدم الفقيد يحيى مصلح لأنه أكبر من أن يتم إستيعابة في أسطر ، ولا يمكننا تقديم الفترة اللتي شارك في صنع أحداثها لأنها ميدان واسع له فرسانه.
فسأكتفي أن أضع بعض السمات والخصائص التي تميز شخصيته اللواء عن غيره من القادة والثوار ويظهر أثرها على ما تركه من سجل حافل بالعطاء والمنجزات.
وانا لله وانا اليه راجعون
الاسيف / حيدر علي ناجي العزي
**************
٢- الدكتور ثابت الاحمدي
أعلام خالدةيحيى مصلح.. بطل سبتمبري ومناضل جمهوري
بين يدينا تاريخٌ عظيم لشخصية استثنائية في مسيرة النضال اليمني منذ منتصف القرن الماضي، وحتى اليوم، إنه الوالد المناضل يحيى مصلح مهدي الريمي، المولود عام 1938م في قرية البرار، من عزلة "عُدّن" غربي مديرية الجبين، عاصمة المحافظة، وفيها تربى ونشأ صغيرا.
انتقل بعد ذلك مع والده إلى الحديدة، والتحق بأحد كتاتيب "المراوعة" شرق الحديدة، وفيها تعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب واللغة وعلوم الدين، بذهنية فتى متطلع طموح، استطاع بعد ذلك أن يشق طريقه بثقة وكفاءة عالية.
في العام 1956م التحق بالكلية الحربية، بأمر خاص من ولي العهد البدر حينها، كأول طالب يلتحق بالكلية من المنطقة كلها، ومن مذهبية مغايرة للمذهب المحتكر لهذه المزايا، وفيها زاد تميزه ونبوغه، ليتخرج منها في العام 1959م.
عمل بعدها موظفا في الحديدة، حتى قامت الثورة، وبعدها انخرط في صفوف المناضلين الأحرار باستماتة وبطولة، إذ غادر الحديدة عقب قيام الثورة إلى صنعاء، ومن صنعاء توجه فورا إلى حجة، معقل الإمامة، وفي حجة ابتدأت أولى فصول بطولاته التاريخية، في مطاردة فلول المخلوع البدر، واستطاع حسم الموقف العسكري في حجة خلال أيام قليلة فقط، إذ كان يعمل بجد ونشاط طوال اليوم ولا يكاد يستريح أو ينام إلا سويعات معدودة في تلك الأيام العصيبة، وفي تلك البيئة التي تعتبر الحاضن الأول للإمامة، وقد كان يدرك ذلك.
بعد حسم الموقف عسكريا لصالح الثورة في مدينة حجة عاد إلى صنعاء، والتقى الرئيس السلال، ثم توجه بعدها إلى جبهات ثوابة والعرقوب والأعروش وصرواح والتقى أبا الأحرار الشهيد مع محمد محمود الزبيري وعمل معه في خولان. وحين تأسست بواكير الحرس الجمهوري عمل مدربا للملتحقين الجدد؛ حيث كان يتم إعدادهم قتاليا في دورات مكثفة لأيام أو أسابيع، ثم إلحاقهم بجبهات النضال لمواجهة فلول الإمامة.
ولكون الرجل ذا طموح عسكري وسياسي فقد سافر إلى القاهرة، وأخذ فرقة قادة كتائب هناك، عام 64م، فتم تعيينه قائدًا لإدارة تدريب الجيش، لما يقارب السنة، وعاد مرة أخرى إلى القاهرة، ودرس أركان حرب، وتخرج عام 66م كأول ضابط يمني يحصل على الماجستير في العلوم العسكرية.
بعد عودته من القاهرة تم تعيينه قائدا للمركز الحربي في تعز، ثم استدعي إلى صنعاء حين اشتد حصار السبعين يوما، وتولى منصب رئيس عمليات الجيش، وكان من قادة عمليات فك الحصار إلى جانب القادة الثوار الآخرين. وتقديرا لبطولاته العسكرية تم تعيينه بعد ذلك ملحقا عسكريا في القاهرة حتى أغسطس من العام 1968م.
ولأن جبهات صعدة على وجه التحديد لا تزال في يد الإماميين حتى ذلك العام فقد تم تعيينه قائداً للواء صعدة، في عام 1970م، لأشهر معدودة، تم تعيينه بعدها عضواً في مجلس الشورى ممثلاً للقوات المسلحة بقرار من رئيس المجلس الجمهوري. وفي البرلمان بدأت اهتماماته السياسية أكثر، فجمع بين بطولة القائد العسكري وحنكة الرجل السياسي.
وفي حكومة الدكتور حسن محمد مكي تم تعيينه وزيرا للتموين والتجارة عام 1974، كما عين عضوا في اللجنة العليا للتصحيح التي شكلت إثر حركة 13 يونيو 1974 بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي. وكان من المتأثرين كثيرا بالرئيس إبراهيم الحمدي، ومن أقرب الناس له. وفي عهده شغل محافظا للواء ذمار، ثم إب، ثم محافظا للواء صنعاء، ولهذا فقد غادر اليمن نهائيا إلى العراق وسوريا عقب مقتل الرئيس الحمدي، ولم يعد إلا مع بداية فترة الرئيس علي عبدالله صالح؛ حيث تم تعيينه سفيرا ومفوضا لدى تشيكوسلوفاكيا في أغسطس من عام 1979، وحتى 1982م، وفي عام 1982م عين سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى دولة قطر الشقيقة.
عاد بعدها إلى اليمن وتم تعيينه محافظا لصعدة خلال الفترة ما بين 1983 – 1984، ثم محافظا لذمار مرة أخرى خلال الفترة 1985 – 1987م.
في العام 1988م تم انتخابه عضوا في مجلس الشورى عن مديرية السلفية وبلاد الطعام، ثم عضوا في مجلس النواب عن مديرية الجبين في العام 1993م. بعدها عمل مستشارا لرئيس الجمهورية، ولزم منزله متأملا بين الكتب ومتابعة كل جديد.
يقول الكاتب والمؤرخ اليمني حيدر علي ناجي العزي عنه: "إن من الصعب الإحاطة بشخصية مثل شخصية اللواء يحيى مصلح. فهو برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف ومشاركته في صنع القرار ترك بصماته التي أثرت في وعينا ووجداننا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها؛ بل على مستوى الساحة اليمنية، فهو علمٌ شامخ معروفٌ بذاته ولا يحتاج إلى تعريف".
د. ثابت الأحمدي ــ المقال نشر بموقع الساحل الغربي
كتب منشور اخر على صفحته الرابط هنا للقراءة
********
٣- م.محمد اسماعيل الابارة
كتب ضمن رسالة التعزيةالمناضل الكبير اللواء يحيى مصلح مهدي أحد رموز ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأحد أهم رجالات اليمن الجمهوري إلى جوار ربه، بعد سنين من العطاء العظيم للوطن والجمهورية والوحدة في كافة مراحل النضال من أجل تحقيق الغايات العظيمة للوطن وللشعب ، ومن خلال المواقع المفصلية التي تولاها كقائد عسكري وكوزير وكمحافط وكبرلماني محنك نذر للوطن وللشعب ولقيم الحرية والعدالة والتنمية روحه ، وخاض فارسا لا تثنيه العقبات والنتوءات والاصطفافات الضيقة مهما كانت في مختلف ميادين العطاء والبذل العظيم لينتصر الوطن ، ومضى غير هياب ليُسمع هدير صوته الملايين من خلال الاصطفاف مع قضايا الشعب من خلال عمله كبرلماني لفترتين منحازا لآمال وتطلعات الملايين.
إليكم ومن خلالكم إلى كل أبناء الشعب اليمني وكل محبيه في ريمة و كل أفراد أسرتكم الكريمة ، نرفع أحر عبارات العزاء ..سائلين الله له المغفرة والرضوان وفسيح الجنان..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
************
٤-الاستاذ / محمد الوسد الحسني
" إنّا لله وإنّا اليه راجعون ".. ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا فاجعة رحيل اللواء الركن / يحي مصلح مهدي أحد رجالات اليمن العظام بعد عطاء قل نظيره ، أخلص فيه ، بلا حدود ، لوطنه وأمته ، ومضى ـ كما عاش ـ نظيف اليد عاطر الذكرى وانموذجا وملهما للأجيال .. رحمة الله عليه وأسكنه واسع جناته..
**********************
٥- الشيخ محمد علي محمود الروم
خسارة محافظة ريمة والوطن بشكل عام برحيل الهامة الوطنية.. اللواء يحيى مصلح مهدي.رحمه الله برحمته الواسعة.. ووالدينا جميعا.
وتعازينا لريمة ورجالها العظماء.. وكافة أهل الفقيد.
**************************
٦- الاستاذ عبدالله عزي النوفاني
رحمة الله تغشى الوالد اللواء الركن يحي مصلح مهدي..هذا الرجل المخضرم الذي كان مبهراً في أداءه أثناء توليه الكثير من المناصب سواءً العسكرية أو البرلمانية أو السياسية أو الدبلوماسية.. كان كالمطر حيثما وقع نفع..
تولى في الجانب العسكري قيادة عدد من معارك الدفاع عن الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة، ثم تم تعيينه قائداً لإدارة تدريب الجيش، واشترك في حركة 5 نوفمبر 67م التي أطاحت بالرئيس عبد الله السلال وكان القائد الميداني لها، وعين قائداً للمركز الحربي في تعز، وعندما اشتد حصار السبعين تم طلبه إلى العاصمة صنعاء وعين رئيساً لعمليات الجيش حتى تم دحر الحصار، ثم عين قائداً للواء صعدة.
وقد بدأ عمله البرلماني كعضو في مجلس الشورى ممثلاً للقوات المسلحة، ثم كان عضواً منتخباً عن مديرية السلفية، ثم عن مديرية الجبين.
وقد كان وزيراً للتموين والتجارة وعضواً في اللجنة العليا للتصحيح التي تشكلت بعد حركة 13 يونيو، وقد عين محافظاً لمحافظات صنعاء وإب وذمار وصعدة.
كما أنه تقلد عدداً من المناصب الدبلوماسية، حيث عين سفيراً ومفوضاً لدى تشيكوسلوفاكيا، ثم سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى دولة قطر.
مواقف اللواء يحيى مصلح الوطنية وحكايات نجاحاته الإدارية يعرفها الكثير وتحتاج لكتاب كبير للإحاطة بها، لكن يكفي أننا نعلم أنه قد عرف عنه امتلاكه للمهارات الإدارية المتميزة، والقدرة على ابتكار الحلول ومعالجة المشاكل، كما عرف عنه النزاهة والأمانة والصدق والإخلاص.
**********************
٧- البرلماني الاستاذ /غالب احمد مهدي
اللواء الركن يحي مصلح مهدي أحد ثوار ال٢٦ من سبتمبر الظافره الظافره عام ١٩٦٢ م وأحد رواد وقادة حركة ١٣يونيو التصحيحيه عام١٩٧٤م عمل وزيرا ومحافظا لأكثر من وزاره ومحافظه دأب في مسيرته العطره على ترسيخ مبدأ النظام والقانون والثواب والعقاب على الجميع كذالك عهدناه في مجلسي الشورى و النواب زميلا مدافعا عن المكتسبات الوطنيه؛ وعلما برلمانيا قادرا على إيصال الفكر الذي يود إيضاحه بقدرات ثقافيه وجرأة وطنية رحم الله فقيد الوطن رحمة الأبرار واسكنه الله جنات تجري من تحتها الأنهار وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة****************
٨- علاء الضباره
أيُّها الراحِلُ الكبيرُ سلاماًقد تسَامى مجدُ البلاد ِ بمَجدهْ
أنتَ سيفٌ وهذهِ الأرضُ غمدٌ
أعجيبٌ يعودُ سيفٌ لغمدهْ
نجمٌ يمانيٌ آخر يغيب عن سمائنا وشمس من شموس الحرية ورجل وطني من الطراز الأول وثائر اختار طريق الكفاح والتحرير مع زملائة الضباط الأحرار ضد الظلم .أحد أبطال الجمهورية واحد أبطال حصار السبعين واحد الأصوات الحره في مجلس النواب يعرفه الجميع بوقفاته القوية في صفوف الحق
رحم الله المناضل الجسور اللواء الركن يحي مصلح مهدي أحد من صنع لنفسه واسمه مكانة في وجدان اليمنيين كثائر جمهوري برز في ميدان السياسة ورجل من رجالات الدولة المميزين بالقدرة والكفاءة والسمعة الطيبة .
رحمه الله وتعازينا لأبنائه وأحفاده وكافة أقاربه ومحبيه..
****************************
٩- د . محمد صالح عبد الله الريمي
يحيى الذي سَطّرَ التأريخُ صولتَهُبالنًُورِ و التبرِ ، ما أسمى اعِنَّتَهُ !
للهِ دَرُّهُ إكسيرًا و مِئذنةً
للمجدِ ، و الخُلدِ ، حيَّا اللهُ عِفَّتَهُ !
مهما المَعالي تَجِشْ بالدمعِ مُبدِيَةً
حُزْنًا عليهِ فَلمْ تُنصِفْ مَجَرَّتَهُ
مِن حُسْنِ ظَنٍّ بِمولانا نقولُ : لقدْ
أهْدى لِيَحيَى بلِمحِ الطَّرْفِ جَنَّتَهُ
ابيات من قصيدة رثاء في الفقيد ل / د . محمد صالح عبد الله الريمي
*******************
١٠- الشيخ محمد صالح الحوري
ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة والدكم المناضل السبتمبري اللواء / يحيى مصلح مهدي الذي وافاه الأجل يومنا هذابعد حياة حافله بالنظال والتضحيه والمواقف الوطنيه وبرحيله خسر الوطن واحداً من رجالاته الافذاذ ، ورجلاً من جيل المناظلين الكبار الذين تقدموا الصفوف لتحرير الشعب اليمني من براثن الإمامة والكهنوت، وأفنوا حياتهم في إرساء دعائم الدولة وبسط الأمن وإيصال خير الدولة والجمهورية لعموم ابناء اليمن.
▪️وقد جمع رحمه الله بين العطاء الوطني المنقطع النظير كأحد ابرز رجالات ثورة ٢٦سبتمبر المجيدة، وبين الصلاح والعطاء والإخلاص في كافة المجالات والاعمال التي شغلها، ولم يدخر جهداً في خدمة ابناء وطنه في كل المناصب التي تولاها بنزاهة وعفه تحكمه مبادئ نبيله عاش ومات عليها.
**********
يتميز السجل النضالي للواء الركن / يحيى مصلح بالتنوع في الخبرات والمعارف، والتدرّج في المهام العسكرية والمناصب القيادية، والأدوار النضالية المختلفة، مما يعد مصدراً لمعظم المواقف والقضايا التي تشغل بالنا جميعاً . فقد كان أول من تحدث عن معاناة ما قبل الثورة بإحساس المحكومين لا بإحساس الحكّام فتدفقت الصور والمشاهد والوقائع متجانسة من حيث المعاناة ،ومختلفة بإختلاف المناطق التي عايشها في ريمه ،والمراوعه ،والحديده وصنعاء مع ماتحملة كلاً منها من خصوصيات في البيئة، وتنوع في الصعوبات فضلاً عما عرفه من معاناة بقية المناطق وكفاح بعض الشخصيات التي كان لها كبير الأثر في تكوين شخصيته، ورصيد تجاربه مثل الحاج محمد مكي الذي كان له تجارب قاسيه في كل ً من السعودية واليمن قبل الثورة .في قضايا سياسية وإقتصادية . فتراكمت الخبرات والتجارب والصور وتنوعت المعاناة والذي تفاعل معها هذا المهاجر الباحث عن العلم والتوّاق إلى مستقبل أفضل بحسب مداركه وقدراته وشكلت مصدراً من مصادر معارفه ومكونات شخصيته ومنطلقات أفكاره الثورية.