banner
recent
أخبار ساخنة

اللواء الركن/ يحيى مصلح مهدي الريمي  (1357هـ - 1442هـ )(1938م-2021م)

#شخصية_من_ريمة رقم الشخصية ( 13 )




اولا : مختصر السيرة الذاتية  

 المناضل السبتمبري “اللواء الركن يحيي مصلح مهدي” نائب رئيس مجلس الوزراء سابقا، وأحد أبرز الثوار الأحرار في العاصمة المصرية القاهرة.

نسبة و ولادته :

إسمه الكامل ((يحيى بن الحاج مصلح بن الشيخ مهدي بن الشيخ على بن الحاج عمر بن حسن بن أحمد بن ناصر بن سعد بن سعيد بن إبراهيم بن على بن موسى بن إبراهيم العمري )). وينتسب بني العمري إلى الفقيه العالم محمد بن عبدالله العمري الذي تفقه على يد الإمام يحيى بن أبي الخير من أئمة اليمن في القرن السابع الهجري ذكره أبن سمره الجعدي في طبقات فقهاء اليمن (ص198) ، هاجر إبراهيم العمري من بني العمري المغارم مديرية كسمه إلى عزلة عدّن قرية البرار مديرية الجبين
من مواليد 13 جماد الأول( 1357هـ ) الموافق   11 يوليو من العام 1938م في قرية البرار عزلة عدن (بضم العين وتشديد الدال مع الكسر وسكون النون) ناحية الجبي  المعروفه حاليا بمديرية الجبين محافظة ريمة

تعليمة الأولى:

- انتقل إلى المراوعة وهو في السابعة والنصف من عمره وتعلم بها القرآن ومبادئ علوم الفقه.
- انتقل إلى الحديدة وعمره عشر سنوات وتعلم في مدارسها.
عاد إلى مسقط رأسه ريمة وهو في الخامسة عشر من عمره.
- رحل إلى صنعاء عام 1956م وأكمل بها دراسته العسكرية وابتدأ نضال الوطني.

زواجه وخلفته:

تزوج عام 1961م من “آسيا” ابنة أمير المدفعية “الشهيد العميد قاسم الثور”، وأنجب منها أربعة أبناء:
1- عبد الله يحيي مصلح، ولد في بداية سبتمبر 1962م، قبل الثورة بأسابيع، ويعمل طيار مدني.
2- أمل يحي مصلح، ولدت حينما كان والدها لاجئا سياسيا بالقاهرة 1969م.
3- أروى يحيى مصلح، ولدت حينما كان والدها محافظا لمحافظة إب 1979م
4-محمد يحي مصلح، ولد حينما كان والده سفيرا في تشيكوسلوفاكيا 1979.

المناصب التي شغلها من بداية نشأته حتى حركة 5 نوفمبر1967م:


*دخل الكلية الحربية في صنعاء من عام ۱۹۵۷ – ۱۹۵۹، وتخرج في دفعة الشهيد أحمد مطهر زید
*قاد معركة حجة عند هجوم الإمام “محمد البدر” عليها بعد قيام ثورة ۲۹ سبتمبر 1962م بیومين فقط.
*تنقل بعدها في معارك عادة منها في “شوابة” و”خولان” مع “الشهيد محمد محمود الزبيري” – وقبله – وفي “القفلة” في حاشد، وفي “حرض”.
*شارك في إعداد الحرس الوطني، حيث كان الموجه العام لحشدهم الشباب في المعارك.
*ذهب إلى القاهرة وأخذ فرقة التوجيه المعنوي خلال الفترة 7/9/1963-17/10/1963مع زميله “العقيد/ سعيد الجرادي” رحمهما الله، وكانا أول ضابطين يمنيين أخذا هذه الفرقة.
*درس فرقة قائد كتائب في القاهرة مع زميله “العميد/ أحمد النهمي” و”العميد/ محمد الإرياني” خلال الفترة (11/1/1964-23/7/1964).
*عند عودته إلى اليمن عين قائدا لإدارة تدريب الجيش.
*أرسل لأخذ دراسة أركان حرب في القاهرة مع زميله “عميد. ركن/ علي المصباحي) خلال الفترة (1964-1966)، وكانا أول ضابطين أخدا شهادة الماجستير في الجيش اليمني
*عند عودته عين مدير الإدارة تدريب الجيش مرة أخرى.
*رحل مع الحكومة وضباط الجيش والقيادة السياسية المكونة من القاضي “عبد الرحمن الإرياني”، والفريق “حسن العمري”، والأستاذ “أحمد محمد نعمان” وغيرهم عند الخلافات بينهم وبين “المشير/ عبد الله السلال” رحمهم الله أجمعين، وسجنوا بالقاهرة إلى ما بعد حرب 1967م مع العدو الصهيوني، ثم عادوا إلى اليمن.

المناصب التي شغلها بعد قيام حركة 5 نوفمبر 1967م، حتى قيام حركت 13 يونيو 1974:


عند عودة الحكومة اليمنية وضباط الجيش والقيادة السياسة من السجن بالقاهرة إلى اليمن قاموا بحركة 5 نوفمبر 1967م، وكان أحد قادتها.
* عين قائدا للمركز الحربي في تعز، وغير اسمه إلى مركز القادة، وكان يدرب فيه شباب المقاومة من محافظات تعز وإب والبيضاء وغيرها من محافظات اليمن، ليرسلون إلى صنعاء للدفاع عن العاصمة.
* عند اشتداد المعارك في الحصار على صنعاء عين رئيسا لعمليات الجيش حتى انتهاء حصار صنعاء.
* عين ملحقا عسكريا في القاهرة، وبعدها بثلاثة أو أربعة أشهر عزل من الملحقية بسبب فتنة أغسطس 1968م عقب حصار صنعاء عند القتال بين الوحدات التي دافعت عن صنعاء والوحدات التي شكلت بعد عودة الضباط الهاربين من الحصار على أساس طائفي والذين تدربوا في “السخنة” ثم نقلوا إلى تحت “جبل عصر” في مدخل صنعاء الغربي.
*عند عودته إلى اليمن عام 1969م عين قائدا للواء صعده خلفا للعميد “محمد صالح الكهالي.
*عام 1970 عين عضوا في مجلس الشورى الذي كان يرأسه “الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر”، ممثلا للقوات المسلحة.
*في عام 1974م عين كأول وزير للتموين والتجارة في حكومة “الدكتور/ حسين مكي” وهي الحكومة رقم (۲۲).

بعد حركة 13 يونيو 1979م  بقيادة “الشهيد ابراهيم محمد الحمدي” عين للأعمال الأتية:


صور للواء يحي مصلح مهدي مع الشهيد الحمدي
*وزير للتموين، ثم عين عضوا في اللجنة العليا للتصحيح في 1 / 3 / 1974م.
*محافظا لمحافظة ذمار للمرة الأولى خلال الفترة (1974-1975).
*محافظا لمحافظة إب عام 1979م.
*محافظا لمحافظة صنعاء بما في ذلك أمانة العاصمة 1977م.
بعد مقتل الشهيد “إبراهيم محمد الحمدي” شرد إلى بغداد وسوريا لمدة عام خلال الفترة (1977-1978)م.
صورة من مطلع التسعينات من القرن الماضي
 بعدسة ذاكرة اليمن الفنان عبدالرحمن الغابري

المناصب التي شغلها بعد تولي الرئيس  “على عبد الله صالح”:


*سفيرا ومفوضا فوق العادة للجمهورية العربية اليمنية لدى جمهورية تشيكوسلوفاكيا في 18/8/1979.
*سفيرا ومفوضا فوق العادة لدى دولة قطر ودولة البحرين عام 1983م.
*محافظا لمحافظة صعدة للفترة (1983م-1984م)
*محافظا لمحافظة ذمار للمرة ثانية خلال الفترة ( 1985-1987 ).
*عضوا في اللجنة العليا للمؤتمر الشعبي العام.
*عضوا منتخبا في مجلس النواب قبل الوحدة 1987م، عن ناحية السلفية وبلاد الطعام، الدائرة (248)
*عضو منتخبا في مجلس النواب بعد الوحدة 1993ـ عن ناحية الجبين، الدائرة (244).
*ذهب إلى أمريكا رئيسا لوفد مجلس النواب في 13 نوفمبر 1993م حتى 4 ديسمبر 1993، وحاز على العلم الأمريكي من فوق قبة البرلمان مع شهادة تقدير، ولم يسبق لأخد من الشرق الأدنى، بما في ذلك الدول العربية أن أعطي هذا الشرف.
*صدر أمر من رئيس الجمهورية بترقيته إلى نائب رئيس وزراء ومستشار لمجلس الرئاسة ثم لمكتب رئاسة الجمهورية، ثم درجة رئيس وزراء كمعاش.

وفاته:


عرج إلى ربه بعد مسيرة زاخرة بالكفاح والنضال يوم الثلاثاء 20 جماد الاخره 1442هجرية الموافق  2 فبراير 2021،  في مدينة القاهرة بجمهورية مصر العربية، عن عمر ناهز الـ(83) عاما، وأوصى أن يدفن فيها. ودفن يوم الاربعاء 3 فبراير 2021 م في مقبرة الدكتور عبدالولي الشميري في القاهرة.
صورة اثناء دفن اللواء يحي مصلح 


الاعداد : 

كتبها:

م.محمد غالب السعيدي
Eng.Moh'd Ghaleb Alsseidi 

المراجع :

-  صفحة م.وضاح السعيدي 
- منتدى السعيدي
*************************

#أعلام_اليمن_الجمهوري

*****************

ثانيا ملخص لكتاب مذكرات اللواء الركن يحي مصلح :

اللواء يحي مصلح مهدي رحمه الله مع مذكراته



صدرحديثا كتاب يحتوي مذكرات اللواء المناضل يحي مصلح مهدي وهو من رموز الثورة واحد الشخصيات اليمنية من محافظة ريمة التي ساهمت مع الثورة اليمنية بالشيء الكثير من رجالها الذين تم تجاهلهم في تاريخ الثورة بشكل متعمد وغير متعمد والان ونحن نعيد كتابة تاريخنا يجب جمع كل المعلومات ويكفينا فخرا هذا العملاق يحي مصلح فعلى جميع الشباب قراءة مذكراته فهي مفيدة وسجل كفاحه وقد ساهمت في هذا الكتاب بمقدمة متواضعة تغني المتعجل وتلخص حياته وسانشرها في هذه الحلقة والحلقات التالية كما وردت في الكتاب وهي كما يلي :
((حينما شرّفني اللواء الركن/ يحيى مصلح بتقديم هذه المذكرات شعرت بهيبة وتردد وإضطراب لأسباب عديدة لعل أهمها:-
أولاَ:- من الصعب الإحاطة بشخصية اللواء الركن/ يحيى مصلح برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف والمناصب والمشاركة في صنع القرار ، وبصماته التي أثّرت في وعينا ووجدنا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها بل على مستوى الساحة اليمنية فهو علمٌ شامخ معروف بذاته ولا يحتاج إلى تعريف ، وحتى عندما كتب مذكراته التي بين أيدينا لم يستطرد ولم يتحدث عن نفسه بقدر ما حرص على تخليد الحقائق لا على تخليد الذات .
ورغم أن حياته أصبحت ملكاً لنا ولأجيالنا، ومن حقنا معرفة جميع تفاصيلها لأنها أنطلقت من واقع كان يعيشه شعبنا اليمني ونسجت واقعاً جديداً كان يتوق إليه المجتمع اليمني. وحيث أن شهرته وشعبيته قد سهلت علينا كثيراً للنزول عند رغبته بعدم الإسهاب في إبراز المواقف المدهشة في حياته, فأننا سنكتفي فقط بالإشارة إلى ما يجهله ربما الكثيرون عن نسبه وعشيرته،فمن مشجر عائلته المخطوط في مقدمة بعض المصاحف الموقوفة والمزخرفة والمخطوطه بأقلام بني هتار نجده من أسرة فاضلة وارفة الظلال كريمة المنبت وأسمه الكامل ((يحيى بن الحاج مصلح بن الشيخ مهدي بن الشيخ على بن الحاج عمر بن حسن بن أحمد بن ناصر بن سعد ين سعيد بن إبراهيم بن على بن موسى بن إبراهيم العمري )). وينتسب بني العمري إلى الفقيه العالم محمد بن عبدالله العمري الذي تفقه على يد الإمام يحيى بن أبي الخير من أئمة اليمن في القرن السابع الهجري ذكره أبن سمره الجعدي في طبقات فقها اليمن (ص198) ، هاجر إبراهيم العمري من بني العمري المغارم مديرية كسمه إلى عزلة عدّن قرية البرار مديرية الجبين وكلاهما من العزل المشهورة بإنتاج وتسويق اللبن ، ومدارس العلم .
ثانياً:- أن الفترة التي تغطيها المذكرات وهي تزيد عن نصف قرن ، من أهم الفترات التاريخية اليمنية ، ومن منا لا يتوق إلى معرفة تفاصيل الثورة اليمنية؟ التي تربينا في ظلها وتغنينا بأناشيدها وعايشنا إنتصاراتها وإنكساراتها ومنعطفاتها المتداخلة والمتناقضة أحياناً ولا نزال بحاجة إلى صدق التوثيق والدراسة والبحث من مصادرها الموثوقة ورموزها وصانعي أحداثها . واللواء الركن / يحيى مصلح أحد هؤلاء وأكثرهم تميزاً بالدقة والصراحة والصدق .
ثالثاً:- أن القيمة التأريخية لمحتوى مذكراته لا تنحصر في موضوعيتها وخلوها من السيرة الذاتية وتمجيد الذات ، بل أن قيمتها أيضاً في تناولها لقضايا وفترات وأحداث لم تتطرق إليها مذكرات وكتابات من سبقوه حتى الآن وكشفت حقائق وملابسات جديدة. وحيث أن هذه المقدمة لا تهدف أولا يمكنها أن تقدم اللواء الركن/ يحيى مصلح لأنه أكبر من أن يتم إستيعابة في أسطر ، ولا تهدف إلى تقديم الفترة اللتي شارك في صنع أحداثها لأنها ميدان واسع له فرسانه. ولا تقديم المذكرات لأنها تتحدث عن نفسها. 
فسأكتفي كباحث وقارئ أن أضع بعض السمات والخصائص التي تميز شخصيته اللواء عن غيره من القادة والثوار ويظهر أثرها جلياَ على مذكراته وأثارهُ على ما تركه من سجل حافل بالعطاء والمنجزات.
 السمات والخصائص التي تميز شخصية اللواء يحي مصلح عن غيره من القادة والثوار ويظهر أثرها جلياَ على مذكراته وأثارهُ على ما تركه من سجل حافل بالعطاء والمنجزات.
 السمه الأولى:-  التنوع في الخبرات والمعارف
وإذا كانت تجربته الأولى مع الأسرة المالكة اليمنية قد بدأت بكلمة خطابية ألقاها في الحديده أمام الامام احمد حميد الدين  مرة وأمام ولي عهده الأمير محمد البدر مرة أخرى وهو لا يزال طالباً فإن الخطابه لم تخفف معاناة الشعب ولم تثنيه عن قناعته بضرورة الإستعداد الثوري  للتغيير الجذري ، فالتحق بالكلية الحربية وتمكن من التعرف على زعماء الحركة الوطنية ومطالبهم وتجاربهم السابقة، وأشترك في تنظيم الضباط الأحرار الذين كان على عاتقهم مسؤلية تفجير الثورة. فلم تكن الكلية الحربية مدرسة عسكرية فقط ، وإنما كانت مدرسة سياسية أيضاَ  في مرحلة مخاض حقيقي صنعت من طلابها قيادات عسكرية وسياسية ناجحة ومشهوره . 
وفي مجال المعارك العسكرية قاد معارك عديده وأنتصر في حجه وشوابه وخولان والقفله وحرض وأنتقل من المعارك الميدانيه إلى معارك إعداد الأفراد المؤهلين فعمل على إعداد الحرس الوطني وأهتم بالتأهيل العسكري فالتحق بأكثر من برنامج تأهيلي وتدريبي في القاهره بين عامي 1963- 1966م مثل فرقة التوجيه المعنوي ، وفرقة قيادة كتائب ، وأركان حرب الذي تخرج منها عام 1966م .
وإلى جانب هذه التجارب والمناصب والخبرات والدراسات المتنوعة فأنه كان بحاجه إلى خبرة السجين السياسي وفعلاً كان ضمن المعتقلين في القاهره مع الاستاذ احمد محمد نعمان والفريق العمري حتى حرب 1967م حيث عاد الجميع ليشتركون في إنقلاب 5نوفمبر 1967م ويتوجون كفاحهم العسكري والسياسي بأعداد وقيادة المقاومة للدفاع عن صنعاء إبان حصار السبعين يوما .
السمه الثانية :- 
الدفع بأبناء ريمه للدفاع عن الثورة :
وهناك جانب أخر في هذه المرحلة لا يعرفه الكثيرون فمنذ إنطلاق الشراره الأولى للثوره لم ينس هذا القائد الذي يقود المعارك الميدانية أن عليه واجب أخر متمثل في أستغلال نفوذه وتأثيره على أبناء منطقة ريمه لتحريضهم ودفعهم للتجنيد والألتحاق بخنادق الشرف والبطوله لتحقيق النصر المؤزر   فتم التواصل مع الشيخ يحيى محسن الجعماني والشيخ على محمد الحيث والشيخ محمود محمد أمين وأخوانه والعميد أبراهيم طاهر البلول وغيرهم من مشايخ ريمه وأعيانها فتم تجنيد أكثر من الفي جندي في أول دفعه ، حيث ساهم هؤلاء المقاتلين في تحقيق النصر في معارك عديده في حرض ووشحه والجميمه ودافعو ببساله شهد لهم معظم من عاصر الفتره وعايشها ومنهم رئيس محكمة إب القاضي يحيى عبدالله العمري الذي تحدث للفقيد يحيى مصلح حينما كان محافظاً في إب قائلاً أن أخواننا أبناء ريمه أكلت لحومهم في جبالنا الطيور والسباع وهم يدافعون بأخلاص عن النظام الجمهوري .
وحتى أثناء حصار السبعين يوما طلب القاضي عبدالسلام صبره من الفقيد  حث أبناء ريمه للأشتراك في الدفاع عن النظام الجمهوري والعاصمه صنعاء  وبالفعل أندفع أعداد كبيره تفوق الأعداد السابقه وساهموا ببساله وكانو هم الجنود المجهولين الذين لم يمنو ولم يشترطو الثمن قبل ألتحاقهم أو بعد أدائهم الواجب.
السمه الثالثة :-  استمرارية الثورة
 التي نلمحها في حياة الفقيد  يحيى مصلح هي أستمرارية الثورة فلم تكن الثورة مجرد مدفع ودبابه في المواقع العسكريه ، بل كانت بناء مؤسسي وبناء تنموي وقبل هذا بناء الإنسان اليمني الذي هو محور التنمية وصانعها . فأشترك في بناء المؤسسات الدستورية فعمل عضواً في جميع المجالس البرلمانية التي نمت مع نمو التجربة الديمقراطية في اليمن ، عن طريق التعيين ضمن الـ20% المنصوص عليهم في الدستور الدائم في لجنة الدفاع والأمن ، أو عن طريق الإنتخاب في المجالس اللاحقه وكانت ريمه كلها موطنه الإنتخابي فتم إنتخابه في مدرية السلفية وبلاد الطعام عام 1988م وفي الجبين عام 1993م ، بل أن معظم اليمنيين كانوا يتمنون أن يترشح في مديرياتهم ممن عرفوه في محافظاتهم أو من تابعوا جلسات مجلس النواب التي تعرض في التلفزيونات منذ مطلع التسعينات وعرفوا حماسه ونشاطه ومواقفه في أبرز القضايا التي تمس حياة الناس وضرورات حياتهم بشجاعه ووضوح خصوصاً وأنه كان يعمل رئيساُ للجنة الشكاوي والتظلمات في مجلس النواب .
وكما ساهم في بناء المؤسسه البرلمانية فقد إشترك في بناء السلطة التنفيذيه كأحدى المؤسسات الدستورية ، فكان أول وزير تموين في اليمن وهي الوزارة التي تهتم آنذاك بأهم القضايا الأقتصاديه ومطالب المجتمع المعيشيه في حكومة الدكتور حسن مكي ، ولا ننسى أن هذا القائد العسكري المنتصر والوزير الناجح والبرلماني المفّوه كان أيضاً دبلوماسياً متميزاً خدم اليمن ووطد علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة حينما عمل سفيراً بتشيكوسلوفاكيا وقطر والبحرين ورأس عدداً من الوفود اليمنية إلى الخارج وحصل على أوسمه ونياشين وشهاده من الولايات المتحدة الأمريكية . 
ولعل أبرز نشاطاته المؤسسيه المترسخه في وجدان اليمنيين هي مساهمته في بناء السلطه المحليه فتولى منصب محافظ في أكثر من محافظة ، في ذمار وإب وصنعاء وكانت صنعاء تضم محافظات ( الأمانه وصنعاء وريمه والمحويت وعمران والجوف ) تقريباً ، ثم تولى في عهد الرئيس علي عبدالله صالح محافظتي صعده وذمار للمره الثانية . خلالها كانت معركته الحقيقية مع الرواسب القديمه بما فيها مراكز القوى المتشبثه بتسلطها وإمتيازاتها الموروثه من قبل الثوره والتي كانت تحدياً للمناضلين والقيادات التي تؤمن بضرورة التطور وإرساء دعائم الدوله المركزيه الحديثه دولة النظام والقانون. 
فواجه صعوبات ولكنه حقق إنتصارات لا يزال جيل السبعينات يذكرها إلى اليوم بنبرات الإعجاب والتقدير لانه عاملها بحزم وصرامه حينما تكون ضروريه ، وعاملها معاملة الطبيب لمريضه حينما تقتضي المواقف ذلك وعمل حكماً ومحكماً قبلياً حينما لايوجد حل إلا باللجوء إلى القواعد والأسلاف والأعراف القبليه والتي تنسجم مع الشرع والقانون فحقن الدماء وأوصل الحقوق لأصحابها بأسرع وسيله ولديه عشرات الأحكام التي أخمدت خلافات ومعارك وحروب قبليه في المحافظات التي عمل فيها فأحتل في قلوبهم مكانه متميزه.
السمه الرابعة :-
 إشتراك المجتمع في الثورة التنموية ( التعاونية ) والبدء بأعماق الريف والأكثر صعوبه . فلم ينس الفقيد وهو وزيراً أو محافظاً أو برلمانياً أن على قادة الثورة تحمل مسؤلياتهم التأريخية وواجب المساهمه في إحداث ثورة تنموية تبدأ من أعماق الريف ، ولكن كيف ؟ فحتى عام 1970م لم يكن قد تحقق من أهداف الثوره إلا الجانب الشكلي من الهدف الأول وهو إقامة نظام جمهوري والقضاء على الإمامه والأستعمار ( وبقت مخلفاتهما ) . وكيف تتمكن الحكومه في ظل ندره في الموارد أن تبدأ بمشوار التنمية التي قامت لأجلها الثورة. فبدأ التفكير إلى الأتجاه بإيجاد حركه تعاونيه تستغل حماس وأستعداد المجتمع للتغيير. ودعوتهم للمساهمه في إحداث نقلة تنموية تحقق الحد الأدنى من المشاريع التعليمية والصحية والطرقات وبناء القدرات ، فبدأت بشكل مبادرات شعبيه صغيره ثم أستمرت في النمو المتعاظم من حيث الحجم والمضمون والمردود والنتائج . 
 فتم تأسيس هيئة تعاون قضاء ريمه في عام 1971م بقيادة يحيى مصلح الذي تم تدشينها والإعتراف بها رسمياً في 15/2/1972م بحفل أقيم في نادي ضباط القوات المسلحة حضره رئيس مجلس الوزراء آ نذاك الأستاذ/ محسن العيني وكان تعاون ريمه حينها ضمن الخمس التعاونيات الناشئة في اليمن . (( هيئة تعاون الحجريه برئاسة عبدالرحمن نعمان ، و هيئة تعاون آنس برئاسة عبدالله الحلالي ، و هيئة تعاون صنعاء برئاسة محمد عبدالملك المتوكل ، و هيئة تعاون ريمه برئاسة يحيى مصلح مهدي ، و هيئة تعاون إب برئاسة محمد حسن دماج )) . ثم توالت الهيئات التعاونيه وبدأت تبحث عن مصادر للتمويل رسميه وشعبيه وعن ضمانات الإستمراريه والنجاح فأقترح عبدالرحمن نعمان إقامة أتحاد للتعاونيات اليمنية وحضور رسمي وشعبي كبير ، فتولى يحيى مصلح إقناع العقيد/الشهيد  إبراهيم الحمدي نائب القائد العام الذي كان له شعبيه في الحكومه والقوات المسلحه والمتنورين وكان حينها قد عاد إلى القياده العامه بعد إستقالته من منصب نائب رئيس الوزراء ، فتحمس للفكره وأسس هيئة تعاون المنطقة الغربية الشمالية وكانت اللجنه التحضيريه تجتمع في مقر تعاون ريمه جوار القصر الجمهوري تحضر للمؤتمر العام الأول بعد أن حصلت على موافقة الرئيس / عبدالرحمن الإرياني على إقامة المؤتمر وتوجيه الدعوات للهيئات التي نشأت حيث أنعقد المؤتمر يوم 25/6/1973م حضرته (28) هيئة تعاونية .
     ورغم أن الحركه التعاونية في مرحلة التأسيس بحاجه إلى دراسه مستفيضه ومنصفه ليس هذا مكانها فأن مايهمني هو الأقتصار على بعض الفوائد التي لمستها أنا وغيري من مواطني ريمه والتي كانت بصماتها ولمساتها في البدايه و لاتزال أثارها ماثله إلى اليوم .
فقد ركزت هيئة تعاون ريمه برئاسة الفقيد يحيى مصلح أهتمامها على المعركه التنموية في مجالات التعليم والصحه  والمياه والطرقات ، وكان الأهتمام بكل مجال من هذه المجالات يشمل أنشاء المرفق وإيجاد الكادر المؤهل لتشغيله وإيجاد الأداره المتحمسه التي ستحافظ على المبنى والكادر وتضمن الأستمراريه والنمو فضلاً عن البحث عن التمويل وضمانات النجاح بما فيها خلق مجتمع متحمس يشارك بفاعليه بالجهد والمال والوعي وقد القينا  الضوء على هذه العناصر في المقدمة التي تصدرتها مذكرات الفقيد يحي مصلح رحمه الله والموزع بعضها عليكم اليوم ويكفي ان اذكر اهم النقاط الاتية 
1 ان هناك مشاريع تم انجازها بتمويل كامل  من الحكومة او الخارج مثل :-مدرسة الفتح بالجبين على حساب السعودية ومستشفى الثلايا على حساب الكويت واربع مدارس على حساب العراق وطريق المنصورية الجبين على حساب الحكومة 
2 مشاريع تم تمويلها على خساب تعاون ريمة بالكامل وهي مدرسة ابتدايية في مركز كل مديرية وطرقات كل من  الحدية وعلوجة والرباط  وطريق بلاد الطعام  فضلا عن المراكز الصحية في مراكز المديريات الاربع 
3 مشاريع تمت بالمشاركة بين التعاون والمواطنين وتشمل مدارس في كل عزلة  ومشاريع المياه 
 4  تم توجيه الدعوه لكبار مسؤلي الدولة لمعرفة معاناة ريمة  فزارها القاضي الأرياني رئيس المجلس الجمهوري والقاضي الحجري رئيس مجلس  الوزراء كما زارها العقيد إبراهيم الحمدي رئيس مجلس القياده والدكتور حسن مكي رئيس الوزراء  كما زارها السفير الأمريكي بصنعاء وعدد من السفراء وعدد من الوزراء خلال الأربع السنوات الأولى من عمر هيئة التعاون ولولا هذه الجهود ماتمكن هؤلاء المسؤلين من زيارتها والتعرف على أحوالها وبدأت ريمه تطفو على السطح 
5  بالنسبة للكادر المؤهل فقد حصل على إهتمام موازي بل لا أبالغ إذا قلت أن الكوادر حققت فوائد أسرع وأشمل من المرافق فقد تلاحق إرسال المعلمين من خريجي الثانوية الملزمين من عام 1973م فتم توزيعهم على معظم عزل مديريات ريمه وكنا نؤمن أن التعليم يحتاج إلى المعلم و الكتاب فقط وماعداهما يمكن التعليم تحت شجره أو في المسجد أو حتى في العراء ورغم أن الوصول إلى ريمه شاقاً ومتعباً فقد تحمل هؤلاء المدرسون كل المتاعب بكل سرور أثار أستغرابنا وعندما سألناهم فيما بعد لماذا فضلوا التدريس في ريمه على مناطقهم قالوا أن يحيى مصلح كان يضمن لهم المنح الدراسية إلى الخارج بعد التدريس في ريمه سنه واحده وقادر على الوفاء بالتزامه فلا ينته العام حتى تكون هيئة تعاون ريمه قد أكملت معاملاتهم وملفاتهم وفعلاً لم يتخلف منهم أحد رغم أن البرنامج الأنمائي الثلاثي 1973- 1976م كان يستهدف إبتعاث سبعين طالباً (70 ) للدراسة في الخارج في حين يوجد في ريمه سنوياً اكثر من  هذا العدد ،  وهو ما يعني أن الحكومه تجاوزت المخطط في عدد البعثات وأن ريمه كانت تستأثر بعدد كبير منهم مما يبرز أمامنا حجم الجهد الذي يبذله يحيى مصلح بصفته التعاونية وثقله الشخصي لخدمة منطقته التي ظهر أثرها بإنتشار التعليم مبكراً أكثر من المديريات الأخرى من محافظة صنعاء التي كنا جزاء منها .
ويرتبط بالكادر التخطيط المستقبلي لتحقيق أكتفاء المنطقه من مخرجات أبناءها فعملت هيئة تعاون ريمه وبعدها الهيئات اللاحقه على تشجيع
 الطلاب للألتحاق بمعاهد المعلمين والمعاهد الصحية وشجعتهم بالحوافز المادية .
أما إيجاد الأداره فقد سعت هيئة التعاون إلى ضمان الأستمرارية والديمومه والمحافظه على المشاريع التعاونيه فعملت على إقتناص الأشخاص الذي يمتلكون الحد الأدنى من التأهيل والخبره وإقناعهم بضرورة العوده إلى مديرياتهم وتحمل مسؤلياتهم في قيادة العمل التنموي كمعركه وطنيه ضمن تجربه تعاونية ومبادرات ذاتيه وكنت واحداً من هؤلاء حيث أنتقلت من مجلس الشورى عام 1974م كمدير لأول مدرسه أنشئها  التعاون في مركز كسمه ومشرفاً عل إدارة كل مدرسه يتم انشاءها باقناع الفقيد شخصيا . فكان لنا شرف المشاركة في خدمة منطقتنا الجميلة   وتمكنا خلال الأشتراك في قيادة العمل التعاوني من إستغلال الموارد المحدوده لصالح نشر التعليم كما تم إستغلال التعليم لإيجاد مجتمع تعاوني واعي متحمس فتحققت قفزه مبكره في مجال التعليم في ريمه .بفضل حماس الققيد يحي مصلح الذي  كان يقود العمل التعاوني وهو في قمة انشغاله وكان يسخر العطلة الاسبوعية لزيارة  ريمه للإشراف على الأعمال الميدانية . وقبل ان نغادر قضية تأسيس الحركة التعاونية في ريمة يجدر الاشارة الى اربعة اشخاص كان لهم دور مشرف في هذا التاسيس وهم الشيخ يحي محسن الجعماني وكان نائب الرئيس والاستاذ عبدالله عزي النوفاني وكان الامين العام والاستاذ المرحوم طلال يحي زيد وكان سكرتير الهيئة واصبح اول مدير مدارس في ريمة والعميد المرحوم عبدالله الضيفي وكان المدير التنفيذي للهيئة.
السمه الخامسة والاخيرة :- 
الجانب الخيري  في شخصية الفقيد يحيى مصلح رحمه الله :
وإذا كانت الحركة التعاونية في محصلتها النهائية عملاً خيرياً إلى جانب ما يمليه الواجب الوطني تجاه منطقة ريمه كواحده من مناطق الريف المحروم من المشاريع التنموية فأن هذه النزعه الخيريه ظلت تغدق بالعطاء حتى بعد إنفصال المديريات بتعاونيات خاصه فقد ظل يحيى مصلح يتعهد الفقراء والمعوزين والذين يحسبهم الجاهل  أغنياء من التعفف بالمساعدات النقدية والعينية دورياً كما عمل على بناء سته وعشرين مدرسه ذات ثلاث فصول مقسمه على مديريات ريمه الخمس بمبلغ قدرة مليوني  ريال سعودي كما عمل على تشغيل مستشفى الثلايا بالحديده ، وتجهيزه بمعدات بلغت تكلفتها مليون ريال سعودي عن طريق الغرفة التجاريه بالحديده .
أخيراً اقول  أنني عاجز عن الأحاطه بشخصية الفقيد  يحي مصلح وكفاحه الذي كان له  تأثير علينا في ريمه خاصه ولكنها مجرد أشاره إلى الأب الروحي لأبناء ريمه جميعاً .
سائلاً الله ان يجزيه عنا جميعا خير الجزاء وان يرحمه رحمة الابرار وان يلحقنا به صالحين 
توفى صباح الثلاثاء ٢٠ جماد الاخرة ١٤٤٢هجرية الموافق ٢ فبراير ٢٠٢١م
#شخصية_من_ريمة
 بقلم الاستاذ المؤرخ حيدر علي ناجي العزي

*****************
مقال للعميد علي محمود يامن 
🔴اعلام من ريمة  🔴🇾🇪


اللواء يحيى مصلح… ايقونة سبتمبر المجيد 


  بقلم / علي محمود يامن

الذين يحفرون اسمائهم في عمق الذاكرة الوطنية الجمعية الأكثر إشراقاً نضالا باذخ العطاء وفداءً وافر  البذل ونزاهة عالية الحساسية وروحا وثابة السمو .

تبقى مآثرهم منارة وضاءة السطوع للأجيال القادمة حتى قيام الساعة . 
لهم وحدهم دون سواهم كل معاني المجد وكل حضور الخلود ، بهم لا بغيرهم تتشبث ارواحنا التي أرهقتها عاديات الزمن . 

ثوار سبتمبر هم صحابة العصر وملائكة الزمان وكواكب السمو ،
هم من زرعوا الابتسامة في شفاه الشعب المقهور وأناروا له دروب الحرية والكرامة ، واسرجوا الزمن الأكثر عَتمةً ،
هم وحدهم من يستحقون المجد بعد الله 
لهم تنحي القامات إجلالا ، وعند ثرى قبورهم تذرف دموع الإخبات ، على مبادئهم نحياء وفي سبيلها نموت وبها نلقى الله 
كيف لا وهم من أعادوا لنا الحرية ، وازلوا عن كاهل الشعب رباعية الجهل والفقر والمرض والإمامة 
سلام الله عليهم في الأولين وسلام الله عليهم في الآخرين وسلام الله عليهم في كل وقت وحين 
لروح فقيد الوطن السلام وعليه صلوات ورحمات  الملك العلام ودعوات صالحي ابناء اليمن وكل احرار العالم 
لك المجد ي موطني يكفيك في  العلاء فخرا 
انك انجبت من هؤلاء العظماء الكثير 

  نقف اليوم مع علم شامخ من اعلام اليمن الحبيب وقامة سامقة من قامات سبتمبر المجيد المناضل السبتمبرية الجسور الفريق الركن / يحيى مصلح مهدي  مستعرضين في عجالة الزمتنا بها المساحة التحريرية عن نشأة ونضال هذا المهاتما العظيم 
                                                         (1)

تعد محافظة ريمة من أوائل محافظات اليمن تلبية لنداء الوطن في كل المحطات التاريخية الحاسمة والمفصلية في مسيرة النضال الوطني للشعب اليمني؛ فمع البواكير الأولى لفجر الثورة السبتمبرية الخالدة هرع أبناء محافظة ريمة من كل حدب وصوب.. وحداناً وزرفات إلى مواقع الشرف ودروب البطولة، مشكّلين العمود الفقري لقوام الجيش الجمهوري، وقدموا ضربية حب الوطن شلالاً فياضاً من الدم الحرّ في الدفاع عن الثورة والانتصار للجمهورية، واستمرهذا ديدنهم كلما صدح  للوطن نداء أو أنّ للشعب جراح، وشكلوا واحد من أهم روافد ثورة التغيير السلمية، فلم يخلو منهم ميدان نضال ولم يتغيبوا عن ساحة فداء.. مقدّمين قوافل من الشهداء وكتائب من الجرحى في محراب الوطن المقدس، إلا أن المُطّلع على التراث الوطني المؤرخ للثورة بشقيها الرسمي والشعبي أو المذكرات الشخصية يجد غبناً شديداً وإغفال واضح ومتعمّد لدور هذه المحافظة وأبنائها وهو ما يلزم الواجب الوطني الوقوف بمنهجية ومصداقية لإحياء الذاكرة التاريخية النضالية انتصاراً للحقيقة المجردة، ولقد تلقى أبناء ريمة بامتنان عالٍ ما قرره المناضل السبتمبري اللواء/ مجاهد القهالي، الذي لم تؤثر عاديات الزمن ورواسب السياسة في إيمانه الراسخ وقناعاته الوطنية الصلبة بالنظام الجمهووي وحق الشعب اليمني في الحرية والكرامة؛ ففي إحدى الأمسيات عن الدور المشرق والمشرّف لأبناء هذه المحافظة في الثورة اليمنية الأم (سبتمبر) مستذكراً وهو في مهمة وطنية في إحدى محافظات الشمال ما أوصاه به الراحل العظيم/ إبراهيم الحمدي، بالاعتماد على أبناء ريمة الذين كانوا يمثلون جزءاً رئيسياً   من قواته قائلاً له (أبناء ريمة هم من أشجع الرجال وأصدقهم وأوفاهم وأصلبهم في الدفاع عن الوطن)  

                                                       (2)

يجمع علماء الاجتماع أن بيئة النشأة والظروف المصاحبة لمراحل  العمر والمبكرة منها على وجه الخصوص، والحاضن الاجتماعي والتربوي، هي عوامل مؤثرة ومحددات حاكمة لجزء كبير من تكوين الشخصية، إلا أن الشخصية التي تناولتها هذه السطوركسرت قيود الحرمان، وتغلّبت على عوائق الزمان والمكان، ونحتت في الصخر لتشق درباً غاية في الوعورة، وتصنع حضوراً متميزاً بالغ التعقيد بإرادة الواثق بالله جلّ شأنه وعزيمة لا تلين خاض الفتى/ يحيى مصلح معركته مع الحياة مبكراً ليهاجر وهو في السابعة من عمره، مودعاً قريته إلى تهامة الخير لينهل من علومها ومعارفها، مُقاسيا كبد العيش وضيق الحال ومرارة الاغتراب في بيئة تصرخ من الظلم والحرمان ويخيّم عليها ثالوث الفقر والجهل والمرض، متجاوزاً الكثير من أبناء جيله الذين استسلموا لهذا الواقع الكئيب وقنعوا من الحياة بالبقاء.. ومثل هكذا تجاوز لمحددات الزمان والمكان في عُرف المؤرخين هو إحدى فلتات التاريخ وهدايا الأقدار. 

من خلفية جغرافية مهمشة تجمع بين ريمة وتهامة قاسمها المشترك الظلم والإقصاء، ويقعان عند الحاكم المستبد في خانة من خلقهم الله تعالى لخدمته وتعبدهم بالتقرب إليه، وبسياسة التسلط والتحكم وزرع الانقسامات وتأجيج الصراعات بينهم وخلق الخلافات يدير الحاكم هذه الجغرافيا، ومن هكذا إحباط وظلم اقتحم الفتى/ يحيى مصلح أبواب عاصمة الحاكم الفرد، التي لا مكان فيها إلا لفئة معينة وطبقة مصطفاة لينهل من علومها المحتكرة ويكون أول طالب في الكلية الحربية ذو خلفية مذهبية مختلفة عن ما يدعو إليه الإمام ليتخرج ضمن الدفعة الأولى في العام 1959م.  

                                                       (3)

بدأ حياته العملية كضابط محترف في صفوف الجيش اليمني في ميناء الحديدة عقب تخرجه من الكلية الحربية، مستفيداً من الخلفية العلمية والتجربة الحياتية المتميزة وتأهيل عسكري عن جدارة ليكون أول ضابط ركن في الجمهورية حاصل على شهادة عليا، وقدّم للمؤسسة الدفاعية عصارة أفكاره وريعان شبابه في كل مواقع العطاء الإداري والتدريبي والتخطيط العملياتي وإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية في مركز إعداد وتأهيل القادة وقيادة فرع التدريب العام للجيش، إلا أن العمل الإداري يحتاج إلى قدرات شخصية وهو ما جسّده القائد الإداري/ يحيى مصلح في ترؤسه قيادة العمل الإداري والتنظيمي للعديد من المواقع الإدارية المتقدمة في الدولة كوزير ناجح ومحافظ متمرّس، يرسي دعائم التنمية.. وتعاوني نشط لتنمية المجتمع.. ودبلوماسي ناجح ومتميز في خدمة قضايا وطنه وأمته.

تعرّض للإقصاء والتهميش واضطر إلى اللجوء السياسي ثمناً لمواقفه الوطنية الصادقة، وقد ترك بصمات واضحة ومتميزة في كل المواقع الذي تشرّف فيها بخدمة وطنه ومجتمعه، وكان له تأثير إيجابي على الكثير من مرؤوسيه والذين عملوا معه، ولعل الأجمل والأروع هو ذلك الإجماع الذي يحظى به الرجل من محبيه وخصومه السياسيين المجمعين عليه والمختلفين معه.. إنه من أكثر القيادات السياسية والإدارية نزاهةً، ولم تؤثر في تاريخه الناصع شبهة فساد أو استغلال نفوذ؛ فقد حافظ على سجلّه نظيف اليد والقلب واللسان.                                              

                                                          (4) 

عند تناول المسيرة النضالية والنزعة التحررية والبسالة الكفاحية للمناضل/ يحيى مصلح - أيقونة النضال الوطني وأحد الأعلام الشامخة لليمن الحبيب- يجب أن نقف على العوامل الموضوعية التي صنعت هذه الروح الوقّادة لتنصهر في حنايا الوطن بسالةً وفداءً، ويمكن استخلاص ذلك من مذكرات الرجل، التي أشار فيها إلى ما عانته اليمن عموماً من ظلم واستبداد وجور حكم الإمامة والكهنوت، وما لقته ريمة (مرتع طفولته) وتهامة (مرابع نشأته وفتوته) من قهر مضاعف وعسف متصّل وجراحات لا تندمل إلا وتُنكى من جديد بنفَسٍ طائفي بغيض واستعلاء سلالي ما أنزل الله به من سلطان، فأخذتا نصيبيهما كفلين من العذاب وأضعافاً من المهانة.. وهنا تأبى النفوس الحرة أن تستكين، وتستعصي الإرادات الصلبة على الانكسار، وكلما ارتفع منسوب الطغيان تفجّرت براكين الثورة في صدور الأحرار، فامتطى هذا الفارس صهوات النضال الوطني مبكراً ضمن طلائع فرع تنظيم الضباط الأحرار في الحديدة، وهو ينتمي إلى مدرسة النضال الوطني النقية التي أسسها الرعيل السبتمبري ومنهم البطلين السبتمبريين: علي عبدالمغني ومحمد مطهرزيد، وغيرهما كُثر ممن قدموا أرواحهم في محراب الوطن وسقوا بدمائهم الزكية شجرة الحرية، التي ينعم بظلالها الوارفة أجيال الجمهورية -ربما غاب عن الكثير منهم ماعانته اليمن من ظلم وقهر وما قُدّم في سبيل الوطن من تضحيات جسام- وأنصح عشاق الحرية من شباب اليمن الصاعد التزود من معين التاريخ المشرق للثورة ومن ذلك السفر اليماني (شاهد عل الحركة الوطنية) للمناضل/ يحيى مصلح، الذي عاصر الأحداث، وكان أحد صنّاعها وشريكاً أصيلاً في انتصاراتها، بدءاً بمعركة حجة التي قادها باقتدار عالٍ وسجّل أول انتصارات الثورة من المعقل الرئيس والعمق التاريخي للإمامة عاصمة الثورة المضادة في العام 1948م ليقلب معادلة التاريخ والجغرافيا معاً، واستمر يلبّي نداء الوطن في معارك الدفاع عن الجمهورية في الجوف ومناطق الشمال والشرق، وشارك ببسالة في معارك خولان ومأرب وصرواح مع أبو الأحرار الشهيد/ محمد محمود الزبيري، رحمه الله، وتنقّل في مواقع الشرف والبطولة بتكليف من المشير السلال والقيادة العسكرية العليا في عمران والقفلة وحجة وحرض وغيرها من ساحات النضال الوطني.

كما أنه أحد أبطال ملحمة السبعين ورئيس عمليات القوات المسلحة المدافعة عن العاصمة صنعاء والمرسية لدعائم النظام الجمهوري، والتي دحرت فلول الملكية والإمامة، وساهم بدور بارز في حشد وتدريب المقاومة الشعبية في المركز الحربي بتعز وتجنيد ما يربو عن ثلاثة آلاف مقاتل من أبناء محافظة ريمة إلى صفوف الجيش الجمهوري، الذي حقق انتصارات معارك السبعين يوماً ليسجّل رصيداً نضالياً مشرقاً في سِفْر الوطن المجيد. 

                                                       (5)  

التميز في الجانب السياسي للواء/ يحيى مصلح هو امتداد لتكامل الشخصية الوطنية العامة في رؤى ومسيرة الرجل؛ فهو الطالب الذي وقف في بواكير عمره أمام حكام اليمن: الإمام أحمد ووليّ عهده -رحمهما الله- أكثر من مرة، رغم الهيبة والسطوة التي صاغوها في نفوس اليمنيين بالقهر والطغيان.. يقف الفتى رافضاً للولاءات الضيقة ومُلخّصاً لأهم مشكلات اليمن التي خلقتها أنظمة الإمامة وهي التقسيم الطبقي والفرز الطائفي والاضطهاد السياسي والعنصرية المناطقية.. وهو السياسي المحنك الذي يصدح بآرائه بقوة وصراحة في ظروف استثنائية ومواجهة لتيار معاكس وجارف أحياناً في الكثير من القضايا، والتي سبّبت له الكثير من الجراحات ودفع ثمناً باهضاً لبعض تلك المواقف التي أثبتت الأيام أنها كانت صائبة سواء في ما يتعلق بصراعات أطراف النظام الجمهوري أو بمواجهة المدّ الملكي، فهو مع تقديره العالي لدور ومحورية الدعم المصري وتضحياتهم الجسام في سبيل انتصار الثورة اليمنية وترسيخ النظام الجمهوري ومع ذلك فإنه انحاز بالمطلق لاستقلال القرارالوطني، وقد تجلّى ذلك بتفضيله للاعتقال في القاهرة من 21 /8/ 1966م وحتى 26 / 10 /1967م مع القيادة اليمنية، رافضاً عرض السلطات المصرية عليه بالعودة إلى اليمن لتولي منصب رئيس الأركان، وكان دوره محورياً في إنجاح وسلمية حركة 5 نوفبر1967م، وسيسجل التاريخ أنه جاهر الراحل العظيم إبراهيم الحمدي بما يحاك ضده وتجنّب الرجل   الانحياز لفريق على حساب آخر، وسيجد المطّلع على مذكراته الكثير من تلك المواقف، ولعلّ رؤيته الثاقبة في تأييد الحق الكويتي في الدفاع عن وطنه ومطالبته لليمن بالوقوف الحازم والقوي مع دولة الكويت، مستشهدا بمواقف الكويت المشرفة تجاه اليمن، وظل يسعى في كل الاتجاهات السياسية والحكومية، وتحت قبة البرلمان، وفي محاضن العمل الشعبي ومنظمات المجتمع المدني، مؤيداً للكويت، واستخدم رصيده الشخصي وتجربته الرائدة في ردم الهوة بين اليمن وأشقائه في الخليج، وتمتين عرى الأخوة والمحبة والروابط بين شعب إقليم الجزيرة بما يخدم شعبه وأمته.

يحتاج العمل الجماهيري إلى قدرات خاصة وقيادات نوعية وأساليب مبتكرة للتواصل مع الجماهير والتأثير في جموع الشعب، وهو ما أتقن فنّه وأحسن مراسه الرجل باقتدار؛ فهو البرلماني المفوّه والمحاور المحترف والصوت المجلجل تحت قبة البرلمان، ينتصرلحقوق الضعفاء، ويقارع من أجل مصلحة الوطن، يحارب أوكار الفساد، لا ينحني لعواصف السلطة، ولا يغريه ذهب المعز، ولا يكبح جماح صوته الناقد إرعاد المستبد.. تعرفه كل جماهير اليمن صلباً في الحق.. قوياً في مقارعة الظلم، وهو في الإصلاح الاجتماعي وترميم ذات البين الصبور المثابر الصادق، الذي حلّ الكثير من المشاكل والصراعات التي استعصت على الكثير، وسقى بذور الفتنة فيها تجار الحروب وعشاق الفتن، وشواهد ذلك كثيرة يستطيع الباحثون الرجوع إليها في الخارطة الزمنية والمكانية لتاريخ الرجل ومسيرة حياته. على الصعيد الإنساني فإنه يميل إلى العفو والسلم، وبالرجوع إلى الكثير من الشواهد فلم يُشرْ يوماً باستخدام العنف وسيلة لحسم الصراع السياسي، وهو ما جنّبه الكثير من المؤمرات التي حيكت ضدّه، وحفظه بذلك المولى جلّت قدرته من سنة التداين (كما تدين تدان). 

                                                      (6) 

من الصعوبة بمكان أن يرضى الإنسان كل من حوله، وتحقيق كل مطالب واحتياجات الآخرين ضرب من الخيال وأعداء النجاح وحسّاد الإنجاز هم من يستحيل مصالحتهم، ومع ذلك تظل الحقيقة نسبية والقصور البشري سنة كونية، فيأخذ البعض على الرجل -وهم قليل- من أبناء محافظته أنه قصّر في دعمهم على المستوى الشخصي أثناء نفوذه وحضوره القوي في الشأن العام، ولا تزال ترنّ في مسامعي كلمات لوالدي -رحمة الله عليه- وأنا طالب في الابتدائية وهو يردّ على أحد منتقديه قائلاً: "يحيى مصلح من أخلص قيادات اليمن لوطنه وأمّته" وإطلاق الاتهامات جزافاً دون امتلاك الأرضية المعرفية والظروف المحيطة بمسيرة الرجل حتماً يخلق استنتاجات غير صحيحة. ونظراً لتقديس الرجل للعمق الوطني فقد كانت لديه نظرة واحدية لكل أبناء الوطن بمختلف امتدادته الجغرافية وتنوع أطيافه الاجتماعية والسياسية، ومع ذلك فبصمات الرجل واضحة في محافظة ريمة، وخصوصاً في جانب ازدهار التعليم مبكراً وتأسيس وقيادة هيئة تعاون ريمة التي كانت من أوائل هيئات التعاون في اليمن، ولها شواهد واقعية في التنمية على بساطتها ومحدودية إمكانياتها، فاليمن هي ملهمة المناضل/ يحيى مصلح وفي القلب منها إقليم تهامة. 

 وفي ختام هذه العجالة، هل لي أن اعترف بأنني والكثير من أبناء الوطن قصّرنا كثيراً في حق هذا الرجل وفي حق الكثير من المناضلين الشرفاء من أبناء اليمن الحبيب وهذه المحافظة على وجه الخصوص، الذين سجلوا سطوراً من نور وأحرف من ذهب عطاءً فياضاً في سِفْر النضال الوطني الخالد، ولئن تجاهلتهم أقلام الرصد والتحليل وتنكرت لهم أدوات السلطة والحكم فإن الله جلّت قدرته لن يَتِرهم أعمالهم وهو الحاكم  العدل الكريم، وأدرك تماماً أن تناول شخصية وطنية بحجم وقامة وقيمة المناضل يحيى مصلح في سطور صحفية معدودة هو ظلم فادح وتقصير أكيد، لكنه جهد المقلّ، تاركاً لعشاق الحقيقة وفرسان الكلمة الصادقة وأقلام المؤرخين الشرفاء  الغوص في أعماق هذه الشخصية وإثراء سجل النضال الوطني بإشراقات يمانية هي حقاً للأجيال القادمة، وموعدنا في الإطلالة القادمة بمشيئة الله تعالى مع قامة من قامات الوطن وعلم من أعلامه الشامخة الأديب والشاعر والفقيه والمؤرخ المناضل الأستاذ/ محمود حسن الجباري، فإلى الملتقى، والله نسأل أن يحفظ اليمن وأهله.. والله من وراء القصد.

3فبراير 2024م
**************

مرثيات فقيد الوطن اللواء يحيى مصلح 

سنرفق لكم تباعا رسائل التعازي والمواساة من اعلام اليمن في فقيد الوطن:
سنرفق لكم تباعا رسائل التعازي والمواساة من اعلام اليمن في فقيد الوطن:

١- مؤرخ ريمة الاستاذ حيدر علي ناجي العزي 

كتب ضمن رسالة العزاء
من الصعب الإحاطة بشخصية اللواء الركن/ يحيى مصلح برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف والمناصب والمشاركة في صنع القرار ، وبصماته التي أثّرت في وعينا ووجداننا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها بل على مستوى الساحة اليمنية فهو علمٌ شامخ ومن رواد الثورة السبتمبرية ،ومن  رواد الحركة التعاونية ومن رواد الحركة التصحيحية ومن رواد الضباط الأحرار ومن القيادات الإدارية العلياء في الدولة فقد كان  من أنجح الوزراء والمحافظين والسفراء في اليمن . سيخلده التاريخ اليمني في انصع صفحاته 
ورغم أن حياته أصبحت ملكاً لنا ولأجيالنا، ومن حقنا معرفة جميع تفاصيلها لأنها غيرت الواقع الذي  كان يعيشه شعبنا اليمني ونسجت واقعاً جديداً كان يتوق إليه المجتمع اليمني فانه سيظل مخلدا في قلوبنا نحن واجيالنا التي تربت في المدارس التي بناها والمعالم التي رسمها 
رحمه الله رحمة الابرار 
وانا لله وانا اليه راجعون
------------------
الى جنة الخلد ايها الاب الروحي لابناء ريمة 
         دمعة وفاء وحزن  وامتنان  في فقيد الوطن اللواء يحيى مصلح مهدي
بقلم : حيدر علي ناجي العزي
---------------- 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وهو القايل سبحانه الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.
والصلاة والسلام على من كان يجب ان يخلد من دون البشر ولكن سنة الله في هذا الوجود ضرورة العودة الى دار البقاء وهي حقيقة ابدية لم يستثنى منها حتى سيد الخلق صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين 
اما بعد 
والله لا ادري كيف اعبر عن هذه الخسارة الكبيرة و الفاجعة الاليمة بوفاة المناضل اللواء يحي مصلح مهدي الريمي الريمي  كما كان يحب ان يطلق عليه فقد كان اعتزازه وانتماءه الى ريمة مصدر اكبار واجلال اليمنيين جميعا فهو بلا منازع رمزا لريمة وعنوانا لمجدها ومفخرة لأبنائها 
والله لقد تعطلت حواس الكلمات  وعجزت القواميس ان تسعفني بتعبير يليق بهذا الرجل الذي هو اكبر من كل الكلمات وانصع من كل الصفات الجميلة والفاضلة فلا اجد غير ان ادعوكم للابتهال معي الى الله ان يجزيه عن اليمن عموما وعن ريمة خصوصا جنات عدن تجري من تحتها الانهار مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا امين 
وساكتفي في هذا الحفل التابيني ان نلقي الضوء على حياته واهم نشاطاته ونضاله كما يلي: 
أولاَ:- من الصعب الإحاطة بشخصية الفقيد يحيى مصلح  برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف والمناصب والمشاركة في صنع القرار ، وبصماته التي أثّرت في وعينا ووجداننا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها بل على مستوى الساحة اليمنية فهو علمٌ شامخ معروف بذاته ولا يحتاج إلى تعريف ، 
ورغم أن حياته أصبحت ملكاً لنا ولأجيالنا، ومن حقنا معرفة جميع تفاصيلها لأنها أنطلقت من واقع كان يعيشه شعبنا اليمني ونسجت واقعاً جديداً كان يتوق إليه المجتمع اليمني ايضا . وحيث أن شهرته وشعبيته قد سهلت علينا بعدم الإسهاب في إبراز المواقف المدهشة في حياته, فأننا سنكتفي فقط بالإشارة إلى ما يجهله ربما الكثيرون عنه وعن عشيرته،فمن مشجر عائلته المخطوط في مقدمة بعض المصاحف الموقوفة والمزخرفة والمخطوطه بأقلام بني هتار نجده من أسرة فاضلة وارفة الظلال كريمة المنبت وأسمه الكامل ((يحيى  مصلح مهدي  على بن الحاج عمر بن حسن بن أحمد بن ناصر بن سعد ين سعيد بن إبراهيم بن على بن موسى بن إبراهيم العمري )). وينتسب بني العمري إلى الفقيه العالم محمد بن عبدالله العمري الذي تفقه على يد الإمام يحيى بن أبي الخير من أئمة اليمن في القرن السابع الهجري ذكره أبن سمره الجعدي في طبقات فقها اليمن (ص198) ، هاجر إبراهيم العمري من بني العمري المغارم مديرية كسمه إلى عزلة عدّن قرية البرار مديرية الجبين 
ثانياً:- أن الفترة التي تغطيها حياته النضاليه تزيد عن نصف قرن ، وهي  من أهم الفترات الوطنية و التاريخية اليمنية ، ومن منا لا يتوق إلى معرفة تفاصيل الثورة اليمنية؟ التي تربينا في ظلها وتغنينا بأناشيدها وعايشنا إنتصاراتها وإنكساراتها ومنعطفاتها المتداخلة والمتناقضة احيانا.
 وحيث أنه لا  يمكننا  أن نقدم الفقيد  يحيى مصلح لأنه أكبر من أن يتم إستيعابة في أسطر ، ولا يمكننا تقديم الفترة اللتي شارك في صنع أحداثها لأنها ميدان واسع له فرسانه. 
فسأكتفي أن أضع بعض السمات والخصائص التي تميز شخصيته اللواء عن غيره من القادة والثوار ويظهر أثرها على ما تركه من سجل حافل بالعطاء والمنجزات.

وانا لله وانا اليه راجعون 
   الاسيف /                                                                                                                       حيدر علي ناجي العزي
**************

٢- الدكتور ثابت الاحمدي

أعلام خالدة
يحيى مصلح.. بطل سبتمبري ومناضل جمهوري
بين يدينا تاريخٌ عظيم لشخصية استثنائية في مسيرة النضال اليمني منذ منتصف القرن الماضي، وحتى اليوم، إنه الوالد المناضل يحيى مصلح مهدي الريمي، المولود عام 1938م في قرية البرار، من عزلة "عُدّن" غربي مديرية الجبين، عاصمة المحافظة، وفيها تربى ونشأ صغيرا.
انتقل بعد ذلك مع والده إلى الحديدة، والتحق بأحد كتاتيب "المراوعة" شرق الحديدة، وفيها تعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب واللغة وعلوم الدين، بذهنية فتى متطلع طموح، استطاع بعد ذلك أن يشق طريقه بثقة وكفاءة عالية.
في العام 1956م التحق بالكلية الحربية، بأمر خاص من ولي العهد البدر حينها، كأول طالب يلتحق بالكلية من المنطقة كلها، ومن مذهبية مغايرة للمذهب المحتكر لهذه المزايا، وفيها زاد تميزه ونبوغه، ليتخرج منها في العام 1959م.
عمل بعدها موظفا في الحديدة، حتى قامت الثورة، وبعدها انخرط في صفوف المناضلين الأحرار باستماتة وبطولة، إذ غادر الحديدة عقب قيام الثورة إلى صنعاء، ومن صنعاء توجه فورا إلى حجة، معقل الإمامة، وفي حجة ابتدأت أولى فصول بطولاته التاريخية، في مطاردة فلول المخلوع البدر، واستطاع حسم الموقف العسكري في حجة خلال أيام قليلة فقط، إذ كان يعمل بجد ونشاط طوال اليوم ولا يكاد يستريح أو ينام إلا سويعات معدودة في تلك الأيام العصيبة، وفي تلك البيئة التي تعتبر الحاضن الأول للإمامة، وقد كان يدرك ذلك.
بعد حسم الموقف عسكريا لصالح الثورة في مدينة حجة عاد إلى صنعاء، والتقى الرئيس السلال، ثم توجه بعدها إلى جبهات ثوابة والعرقوب والأعروش وصرواح والتقى أبا الأحرار الشهيد مع محمد محمود الزبيري وعمل معه في خولان. وحين تأسست بواكير الحرس الجمهوري عمل مدربا للملتحقين الجدد؛ حيث كان يتم إعدادهم قتاليا في دورات مكثفة لأيام أو أسابيع، ثم إلحاقهم بجبهات النضال لمواجهة فلول الإمامة.
ولكون الرجل ذا طموح عسكري وسياسي فقد سافر إلى القاهرة، وأخذ فرقة قادة كتائب هناك، عام 64م، فتم تعيينه قائدًا لإدارة تدريب الجيش، لما يقارب السنة، وعاد مرة أخرى إلى القاهرة، ودرس أركان حرب، وتخرج عام 66م كأول ضابط يمني يحصل على الماجستير في العلوم العسكرية.
بعد عودته من القاهرة تم تعيينه قائدا للمركز الحربي في تعز، ثم استدعي إلى صنعاء حين اشتد حصار السبعين يوما، وتولى منصب رئيس عمليات الجيش، وكان من قادة عمليات فك الحصار إلى جانب القادة الثوار الآخرين. وتقديرا لبطولاته العسكرية تم تعيينه بعد ذلك ملحقا عسكريا في القاهرة حتى أغسطس من العام 1968م.
ولأن جبهات صعدة على وجه التحديد لا تزال في يد الإماميين حتى ذلك العام فقد تم تعيينه قائداً للواء صعدة، في عام 1970م، لأشهر معدودة، تم تعيينه بعدها عضواً في مجلس الشورى ممثلاً للقوات المسلحة بقرار من رئيس المجلس الجمهوري. وفي البرلمان بدأت اهتماماته السياسية أكثر، فجمع بين بطولة القائد العسكري وحنكة الرجل السياسي.
وفي حكومة الدكتور حسن محمد مكي تم تعيينه وزيرا للتموين والتجارة عام 1974، كما عين عضوا في اللجنة العليا للتصحيح التي شكلت إثر حركة 13 يونيو 1974 بقيادة الرئيس إبراهيم الحمدي. وكان من المتأثرين كثيرا بالرئيس إبراهيم الحمدي، ومن أقرب الناس له. وفي عهده شغل محافظا للواء ذمار، ثم إب، ثم محافظا للواء صنعاء، ولهذا فقد غادر اليمن نهائيا إلى العراق وسوريا عقب مقتل الرئيس الحمدي، ولم يعد إلا مع بداية فترة الرئيس علي عبدالله صالح؛ حيث تم تعيينه سفيرا ومفوضا لدى تشيكوسلوفاكيا في أغسطس من عام 1979، وحتى 1982م، وفي عام 1982م عين سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى دولة قطر الشقيقة.
عاد بعدها إلى اليمن وتم تعيينه محافظا لصعدة خلال الفترة ما بين 1983 – 1984، ثم محافظا لذمار مرة أخرى خلال الفترة 1985 – 1987م.
في العام 1988م تم انتخابه عضوا في مجلس الشورى عن مديرية السلفية وبلاد الطعام، ثم عضوا في مجلس النواب عن مديرية الجبين في العام 1993م. بعدها عمل مستشارا لرئيس الجمهورية، ولزم منزله متأملا بين الكتب ومتابعة كل جديد.
يقول الكاتب والمؤرخ اليمني حيدر علي ناجي العزي عنه: "إن من الصعب الإحاطة بشخصية مثل شخصية اللواء يحيى مصلح. فهو برصيده الوطني ومنعطفات حياته المليئة بالأحداث والمواقف ومشاركته في صنع القرار ترك بصماته التي أثرت في وعينا ووجداننا منذ نعومة أظافرنا، ليس في ريمة وحدها؛ بل على مستوى الساحة اليمنية، فهو علمٌ شامخ معروفٌ بذاته ولا يحتاج إلى تعريف".
د. ثابت الأحمدي ــ المقال نشر بموقع الساحل الغربي
كتب منشور اخر على صفحته الرابط هنا للقراءة
********

٣- م.محمد اسماعيل الابارة 

كتب ضمن رسالة التعزية 
 المناضل الكبير اللواء يحيى مصلح مهدي أحد رموز ثورة السادس والعشرين من سبتمبر  وأحد أهم رجالات اليمن الجمهوري  إلى جوار ربه، بعد سنين من العطاء العظيم للوطن والجمهورية والوحدة في كافة مراحل النضال من أجل تحقيق الغايات العظيمة للوطن وللشعب ، ومن خلال المواقع المفصلية التي تولاها كقائد عسكري وكوزير وكمحافط وكبرلماني محنك نذر للوطن وللشعب ولقيم الحرية والعدالة والتنمية روحه ، وخاض فارسا لا تثنيه العقبات والنتوءات والاصطفافات الضيقة مهما كانت في مختلف ميادين العطاء والبذل العظيم لينتصر الوطن ، ومضى غير هياب ليُسمع هدير صوته الملايين من خلال الاصطفاف مع قضايا الشعب من خلال عمله كبرلماني لفترتين منحازا لآمال وتطلعات الملايين.
 إليكم ومن خلالكم إلى كل أبناء الشعب اليمني وكل محبيه في ريمة و كل أفراد أسرتكم الكريمة ، نرفع أحر عبارات العزاء ..سائلين الله له المغفرة والرضوان وفسيح الجنان..
  إنا لله وإنا إليه راجعون.
************

٤-الاستاذ / محمد الوسد  الحسني

" إنّا لله وإنّا اليه راجعون "
.. ببالغ الحزن وعميق الأسى تلقينا فاجعة رحيل اللواء الركن / يحي مصلح مهدي أحد رجالات اليمن العظام بعد عطاء قل نظيره ، أخلص فيه ، بلا حدود ، لوطنه وأمته ، ومضى ـ كما عاش ـ نظيف اليد عاطر الذكرى وانموذجا وملهما للأجيال .. رحمة الله عليه وأسكنه واسع جناته..
**********************

٥- الشيخ محمد علي محمود الروم

خسارة محافظة ريمة والوطن بشكل عام برحيل الهامة الوطنية.. اللواء يحيى مصلح  مهدي. 
رحمه الله برحمته الواسعة.. ووالدينا جميعا. 
وتعازينا لريمة ورجالها العظماء.. وكافة أهل الفقيد.
**************************

٦- الاستاذ عبدالله عزي النوفاني 

رحمة الله تغشى الوالد اللواء الركن يحي مصلح مهدي.. 
هذا الرجل المخضرم الذي كان مبهراً في أداءه أثناء توليه الكثير من المناصب سواءً العسكرية أو البرلمانية أو السياسية أو الدبلوماسية.. كان كالمطر حيثما وقع نفع..
تولى في الجانب العسكري قيادة عدد من معارك الدفاع عن الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة، ثم تم تعيينه قائداً لإدارة تدريب الجيش، واشترك في حركة 5 نوفمبر 67م التي أطاحت بالرئيس عبد الله السلال وكان القائد الميداني لها، وعين قائداً للمركز الحربي في تعز، وعندما اشتد حصار السبعين تم طلبه إلى العاصمة صنعاء وعين رئيساً لعمليات الجيش حتى تم دحر الحصار، ثم عين قائداً للواء صعدة.
وقد بدأ عمله البرلماني كعضو في مجلس الشورى ممثلاً للقوات المسلحة، ثم كان عضواً منتخباً عن مديرية السلفية، ثم عن مديرية الجبين.
وقد كان وزيراً للتموين والتجارة وعضواً في اللجنة العليا للتصحيح التي تشكلت بعد حركة 13 يونيو، وقد عين محافظاً لمحافظات صنعاء وإب وذمار وصعدة.
كما أنه تقلد عدداً من المناصب الدبلوماسية، حيث عين سفيراً ومفوضاً لدى تشيكوسلوفاكيا، ثم سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى دولة قطر.
مواقف اللواء يحيى مصلح الوطنية وحكايات نجاحاته الإدارية يعرفها الكثير وتحتاج لكتاب كبير للإحاطة بها، لكن يكفي أننا نعلم أنه قد عرف عنه امتلاكه للمهارات الإدارية المتميزة، والقدرة على ابتكار الحلول ومعالجة المشاكل، كما عرف عنه النزاهة والأمانة والصدق والإخلاص.
**********************

٧- البرلماني الاستاذ /غالب احمد مهدي 

اللواء الركن يحي مصلح مهدي أحد ثوار ال٢٦ من سبتمبر الظافره الظافره عام ١٩٦٢ م وأحد رواد وقادة حركة ١٣يونيو التصحيحيه عام١٩٧٤م عمل وزيرا ومحافظا لأكثر من وزاره ومحافظه دأب في مسيرته العطره على ترسيخ مبدأ النظام والقانون والثواب والعقاب على الجميع  كذالك عهدناه في مجلسي الشورى و النواب زميلا مدافعا عن المكتسبات الوطنيه؛ وعلما برلمانيا قادرا على إيصال الفكر الذي يود إيضاحه بقدرات ثقافيه وجرأة وطنية رحم الله فقيد الوطن رحمة الأبرار واسكنه الله جنات تجري من تحتها الأنهار وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة 
****************

٨- علاء الضباره

‏أيُّها الراحِلُ الكبيرُ سلاماً
قد تسَامى مجدُ البلاد ِ بمَجدهْ
أنتَ سيفٌ وهذهِ الأرضُ غمدٌ 
أعجيبٌ يعودُ سيفٌ لغمدهْ
‏نجمٌ يمانيٌ آخر يغيب عن سمائنا وشمس من شموس الحرية  ورجل وطني من الطراز الأول وثائر اختار طريق الكفاح والتحرير مع زملائة الضباط الأحرار ضد الظلم .أحد أبطال الجمهورية  واحد أبطال حصار السبعين واحد الأصوات الحره في مجلس النواب  يعرفه الجميع بوقفاته القوية في صفوف الحق
‏رحم الله المناضل الجسور اللواء الركن يحي مصلح مهدي  أحد من صنع لنفسه واسمه مكانة في وجدان اليمنيين كثائر جمهوري برز في ميدان السياسة ورجل من رجالات الدولة المميزين بالقدرة والكفاءة  والسمعة الطيبة .
رحمه الله وتعازينا لأبنائه وأحفاده وكافة أقاربه ومحبيه..
****************************

٩- د . محمد صالح عبد الله الريمي

يحيى الذي سَطّرَ التأريخُ صولتَهُ
بالنًُورِ و التبرِ ، ما أسمى اعِنَّتَهُ  !
للهِ دَرُّهُ إكسيرًا و مِئذنةً
للمجدِ ، و الخُلدِ ، حيَّا اللهُ عِفَّتَهُ !
مهما المَعالي تَجِشْ بالدمعِ مُبدِيَةً
حُزْنًا عليهِ فَلمْ تُنصِفْ مَجَرَّتَهُ
مِن حُسْنِ ظَنٍّ بِمولانا نقولُ : لقدْ
أهْدى لِيَحيَى بلِمحِ الطَّرْفِ جَنَّتَهُ
ابيات من قصيدة رثاء في الفقيد  ل / د . محمد صالح عبد الله الريمي
*******************

١٠- الشيخ محمد صالح الحوري

 ببالغ الحزن والأسى، تلقينا نبأ وفاة والدكم المناضل السبتمبري اللواء / يحيى مصلح مهدي الذي وافاه الأجل يومنا هذا 
بعد حياة حافله بالنظال والتضحيه والمواقف الوطنيه وبرحيله خسر الوطن واحداً من رجالاته الافذاذ ، ورجلاً من جيل المناظلين الكبار الذين تقدموا الصفوف لتحرير الشعب اليمني من براثن الإمامة والكهنوت، وأفنوا حياتهم في إرساء دعائم الدولة وبسط الأمن وإيصال خير الدولة والجمهورية لعموم ابناء اليمن.
 ▪️وقد جمع رحمه الله  بين العطاء الوطني المنقطع النظير كأحد ابرز رجالات ثورة ٢٦سبتمبر المجيدة، وبين الصلاح والعطاء والإخلاص في كافة المجالات والاعمال التي شغلها، ولم يدخر جهداً في خدمة ابناء وطنه في كل المناصب التي تولاها بنزاهة وعفه تحكمه مبادئ نبيله عاش ومات عليها.
**********

يتميز السجل النضالي للواء الركن / يحيى مصلح بالتنوع في الخبرات والمعارف، والتدرّج في المهام العسكرية والمناصب القيادية، والأدوار النضالية المختلفة، مما يعد مصدراً لمعظم المواقف والقضايا التي تشغل بالنا جميعاً . فقد كان أول من تحدث عن معاناة ما قبل الثورة بإحساس المحكومين لا بإحساس الحكّام فتدفقت الصور والمشاهد والوقائع متجانسة من حيث المعاناة ،ومختلفة بإختلاف المناطق التي عايشها في ريمه ،والمراوعه ،والحديده وصنعاء مع ماتحملة كلاً منها من خصوصيات في البيئة، وتنوع في الصعوبات فضلاً عما عرفه من معاناة بقية المناطق وكفاح بعض الشخصيات التي كان لها كبير الأثر في تكوين شخصيته، ورصيد تجاربه مثل الحاج محمد مكي الذي كان له تجارب قاسيه في كل ً من السعودية واليمن قبل الثورة .في قضايا سياسية وإقتصادية . فتراكمت الخبرات والتجارب والصور وتنوعت المعاناة والذي تفاعل معها هذا المهاجر الباحث عن العلم والتوّاق إلى مستقبل أفضل بحسب مداركه وقدراته وشكلت مصدراً من مصادر معارفه ومكونات شخصيته ومنطلقات أفكاره الثورية.

١١-‏ د/ احمد عبيد بن دغر 


بقلوب مكلومة، ومشاعر حزن جارفة، ينعي حزب المؤتمر الشعبي العام المناضل الكبير، القائد يحيى مصلح مهدي الريمي، بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني والتضحيات، والبطولة والفداء المكتوب بأبجديات الثورة والجمهورية. 

رحل اليوم وفي هدوء بطلًا آخر من أبطال الثورة، أبطال السبعين الذين غيرت مواقفهم تاريخ اليمن، ورسمت معالم جديدة من الحرية والمساواة والتقدم نحو العصر، رحل المناضل الكبير يحيى مصلح مهدي الريمي، بعد عقود من العطاء المميز، وحياة حافلة بالمواقف الوطنية. 

يحيى مصلح نموذج للمناضل الذي عرف معنا الحرية مبكرًا في شبابه، تشرب قيم الثورة والجمهورية، وآمن بأن للحرية ثمن، وأن للأوطان واجب، فكان في طليعة ثوار سبتمبر، الذين دكوا حصون الإمامة، وكان أحد أبطال الدفاع عنها في ملحمة السبعين التاريخية المجيدة، وما بعدها. 

خاض مصلح معارك الدفاع عن الثورة في حجة، ثم في ثوابة وخولان، والقفلة وحرض، وفي جبال صنعاء، ساهم في بناء القوات المسلحة اليمنية، تولى مناصب مهمة في وزارة الدفاع وفي لواء تعز، لم يترك بطلنا المرحوم يحيى مصلح، منعطفًا هامًا في حياة الثورة إلا كان في مقدمة الصفوف. 

وزيرًا للتجارة، ومحافظًا لذمار، وإب، وصنعاء وأخيرًا محافظًا لذمار مرة أخرى عام  1985م، كان رمزًا من رموز التصحيح في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي، عضوًا في اللجنة العليا للتصحيح، وقياديًا بارزًا في عهد الرئيس صالح، سفيرًا، وعضوًا بارزًا في مجلس الشورى قبل الوحدة، وعضوًا منتخبًا في مجلس نواب دولة الوحدة. 

برلماني، عمل في برلمان الوحدة، حمل قضية التغيير الثوري في اليمن على عاتقه في كل مرحله من مراحل حياته، دافع عن الوحدة، ووضع نصب عينيه قيم الحرية والعدالة والديمقراطية، ينتمي سياسيًا للمؤتمر الشعبي العام، قياديًا بارزًا بين قادته، وفي أعلى هيئاته القيادية.

رحم الله فقيدنا الكبير المناضل يحيى مصلح مهدي، السياسي والقائد الثائر ضد الإمامة الكهنوتية، والسلالة العنصرية، والذي كان له فضل إسقاطها، وصناعة اليمن الجمهوري الجديد، عاش ثائرًا ومات ثائرًا، لم يبدل، ولم يغير، وكان وسيبقى مثالًا للقائد الحر، والإنسان المحب لأهله ووطنه، ورمز يقتدى به لأجيال معاصرة وقادمة من شباب اليمن. 

رحمه الله، وغفر له، وأحسن مثواه، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، اللهم ارحمه، ووسع نزله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة ألا بالله. 
*********

12- علي محمود يامن

عندما تغادر الجبال الرواسي الارض لا شك انها تميد بمن عليها  غادرنا الى دار الخلود الأبدي احد اهم جبال اليمن وأكثرها صلابة البطل الجمهوري والقائد المحنك والدبلوماسي المخضرم والإداري الناجح والمناضل الجسور اللواء الركن / يحي مصلح مهدي .
صاحب السبق النضالي والجهاد المبكر ضد نظام الكهنوت الإمامي البائد 
فكان اول طالب من المناطق الوسطى يلتحق بالكلية الحربية في سياق جهد نضالي وبأمر من ولي العهد البدر حينها على عريضة قدمها المرحوم يدعوا فيها للمساوة بعيدا عن الفرز المناطقي والمذهبي 
وكان هو ذاته اول ضابط يحصل على الاركان في اليمن 
وقاد اول معركة لتثبيت النظام الجمهوري في محافظة حجة عقب الثورة مباشرتا وأول قائد يتوجه الى مارب برفقة ابو الأحرار محمد محمود الزبيري 
وهو اول رئيس للعمليات الحربية إبان ملحمة السبعين يوم المجيد 
وهو اول وزير لوزارة التموين والتجارة 
ومن اوئل مؤسسي هيئات التعاون الأهلي للتطوير وأول ممثل للقوات المسلحة في مجلس الشورى وأول مؤسس للتنمية والتعليم في ريمة 
كان رحمة الله علية قامة سامقة وصاحب أردة قدت من صخر يقتحم الصعاب ويتقدم الصفوف في الدفاع عن الثورة والجمهورية وله في كل مضمار قصب سبق وأثرا منقوش على الصخر 
ونحن نعالج الصدمة لفرقة لا نستطيع ان نقف على تفاصيل سيرته العطرة وسفر نضاله المشرق 
ان مد الله في العمر لا شك اننا سنكتب ما هو حق للأجيال في معرفة قامات هذا البلد ورجالات هذا الوطن ومن الصف الأول 
رحم الله فقيد اليمن والأمة وحفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه ،،،،
************

١٣- علي قايد الجبل

اللواء الركن يحي مصلح لم يموت
يموت من خملت مكانته يموت من انتفخت بمال الغلابا معدته يموت من استغل الوظيفة العامة لقرابته يموت من كانت المناطقية والسلألية لغته يموت من احتسب نفسه وطن ووضع أركان طغيانه بين الفرقة والمحن ـ
المناضل يحي مصلح كان رائد الكلمة الصريحة وقائد العبارة الفصيحة
يحي مصلح كان كل اليمن واليمن فيه حسن يحي مصلح كان نائب الشعب والشعب نائبه اليوم ـ
عزائي إلى الجمهورية اليمنية لفقدها قطب من أقطابها وعلم من اعلامها ـ
عزائي إلى محافظة ريمة لفقد جبلها ذو المعاني العظيمة 
عزائي إلى الكلمة المعبرة وجملة البيان الشاغرة
عزائي إلى كل مؤمن بالتواضع ومن قدره بالسماء رافع عزائي إلى اهله وذويه ومحبيه ـ
اللهم اكرم فقيدنا فإنه كان مكرم للكرامة الإنسانية ـ
الأسيفون
احرار الأرض
************

١٤- الشاعر / ياسين البكالي 

ماتَ الذي
 كانَ في أعماقِنا وطناً
من الجمالِ 
ألِفنا فيهِ أن نَحيا

"يحيى" ابتسامةُ مجدٍ 
حينَ نقرأُها
نرى الأماني 
إلينا تُحسِنُ السعيا
____
ياسين البكالي

 في عزاء فقيد الوطن والجمهورية
اللواء الركن/ يحيى مصلح 
_____
يَحيى هنا فقِفُوا 
جميعاً واكتبوا
سطراً يَليقُ بهِ ؛ ومنهُ تقرّبوا

 يحيى هنا ؛ 
وطنٌ بكاملِ جأشهِ
أضحى على منهاجهِ يتدربُ

يا أولَ الثوارِ ريمةُ كلمَا
ذكرتكَ يبكي شرقُها والمغربُ

أرحلتَ ؟ 
يا رجُلَ المروءةِ والندى
وطني بدونِكَ 
قد كساهُ الغيهبُ

يحيى بقلبي أنتَ نصٌّ ثائرٌ
ولأنتَ من خُلجانِ شِعري أعذبُ

يحيى أتسمعني ؟ 
أظنُّكَ هكذا
إذ أنتَ مِن قلبي لقلبي أقربُ

حشدٌ من الأبطالِ
 كنتَ وكنتَ في
وطني فتىً 
يزهو بطلعتهِ أبُ
***
كتبتْكَ أقلامُ الشموخِ قصيدةً
تُتلَى على صنعا فتَخشعُ مأربُ

في كلِ مجدٍ 
كنتَ رمزاً مشرقاً
تزهو به قبلَ النجومِ كواكبُ

فعليكَ رحمةُ خالقي وسلامُنا
يُلقيهِ بينَ يديكَ 
حرفٌ ثاقبُ
____
ياسين البكالي
**********

١٥- السفير علي العمراني

رحم الأستاذ القدير يحيى مصلح مهدي.. 
زاملته يرحمه الله، في أول برلمان منتخب 1993، بعد الوحدة .. 
كانت تتميز أطروحاته بالصراحة والشجاعة والوضوح .. 
كان قائداً عسكرياً في حرب الستينات ضد الإمامة، وقال لي ذات مرة؛ مقارنا بما آلت إليه الأمور : كنا نحمل الملايين على سيارات، إلى الجبهات والوحدات، دون أن تسول لأحد نفسه، أخذ فلس واحد، ليس له فيه حق.. كنت أدرك أن ما قاله حقيقة، فقد مات القادة الكبار؛ السلال، والإرياني والحمدي،وسالمين وعبد الفتاح، وجمال عبدالناصر، وهواري بو مدين، وسواهم من قادة العصر الذهبي المجيد ، دون أن يخلفوا ثروات أو أمولاً تُذكر.. 
ولكنهم تركوا ذكرى طيبة تخلدهم وتعتز بها شعوبهم..
كنت ليلة أمس، اتذاكر مع صديق عزيز، طرفاً مما تميز به ذلك العصر المجيد ، فقال : ليتني عشت في ذلك الزمان ولَم  أعش حتى يأتي حتى هذا الزمن القبيح!  

وأقول : إن وجود العمالقة في كل ميدان، في عصر لم يفصلنا عنه إلا عقود؛ يؤكد إن هذه الأمة ولادة.. والسماء تُرجَّى حين تحتجب! 

رحم الله النماذج النيرة ، رموز الإباء والشموخ في أمتنا .. ورحم الله الفقيد اللواء والبرلماني،والدبلوماسي يحيى مصلح، وعظيم العزاء لعائلته الكريمة ومحبيه ..

١٦-✒  مهدي مرشد تاره 

  (((رحم الله فقيد الوطن ))))
رحل عن الدنيا  فارس الوطن اليمني المغوار اللواء / يحي مصلح مهدي الريمي  احد رجالات ثورة ٢٦سبتمبر الظافرة ، عرفته  ساحات النزال و ميادين القتال فارسا لا يشق له غبار ، عرفه البرلمان فارس الكلمة لا يخشى في لله لومة لائم ، عرف بالوطني المخلص الخالي من اي شائبة فساد تميز با لنزاهة والكفائة واستحق ان يكون في اعالي سُلم القيادة في زمن الرجال الرجال  ، ابتداء من عضو القيادة العليا لحركة ١٣ يونيو جنبا الى جنب شهيد الوطن المقدم / ابراهيم  الحمدي رئيس الجمهورية ، ووزيرا للتموين في حكومة الشيهد الاستاذ / عبد العزيز عبد الغني ثم محافظا لمحافظة صعده ، ثم محافظة ذمار ، ثم محافظة صنعاء ، ثم عضو مجلس الشورى سابقا  في عهد شهيد الوطن الزعيم / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وغير ذلك من المناصب القيادية ، عرفه كل اليمن واليمنيين كان رحمه الله وهو في مجلس الشورى كل اليمنيين يوميا في مجالس القات ينتظرون جلسات مجلس الشورى والنواب لاحقا حبا للفقيد وما يطرحه من الهموم تحت قبة البرلمان ، فكان رحمه الله  لسان  حال كل يمني رحمات ربي تتنزل عليه ، اللهم اغفرله وارحمه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج و البرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ، وعزائي لكل الوطن بصورة عامة ولا هلنا في محافظة ريمة بشكل خاص ، وعلى وجه الخصوص أ بنائه وكافة اسرته واحفاده ومحبيه وانا لله وانا اليه راجعون
***********

١٧-✒ د عبدالسلام الجندلي 

اليمن تودع احد اهم رجالها وبرلمانييها المخضرمين وسياسييها المتميزين الدبلوماسي  الكبير بحي مصلح مهدي
صوت الشعب في البرلمان  اليمني السابق وكونه واحدا من ابرز ما انجبته ريمه العطاء فابناء ريمة جميعا خصوصا  وابناء اليمن عموما يعزون في وفاته 
أدعو الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون البقاء لله
***************

١٨-الاعلامي/ إبراهيم العامري 


 ريمه تودع صوتها الحر ونائبها الشجاع 
الوطن يودع ابرز الوطنين الاحرار وابرز قياداته الشجاعه الحره التي حافظت على ثوابت الحريه والوطنيه وبناء الدوله اليمنيه
 اللواء يحي مصلح مهدي عاصر جميع الحقب السياسيه والثوريه ولم تلوثه المطابخ التامريه والانقلابيه ومستنقع الخيانات والاغتيالات  
اللواء يحيى مصلح مهدي تقلد العديد من المناصب بحقب سياسيه وعسكريه مختلفه لكنه لم يرتهن لمنصب ولم يقع بمستنقع ابتزاز المناصب والارتهان لها والتنازلات من اجلها  عاش بمبادئه وحريته ووطنيته ومات بها
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته والهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
**********

١٩- الشيخ/ حسين بن عبد الله الأحمر

مما ورد في برقية التعزية
 فقد خاض الفقيد رحمه الله معارك الدفاع عن الثورة وكان في طليعة ثوار سبتمبر، وواحداً من أبطال الدفاع عنها في حصار السبعين .
عرفنا الفقيد رحمه الله ذلك البرلماني والسياسي الذي ساهم في الحياة السياسية داعماً لكل ما من شأنه السلام الإجتماعي من خلال المناصب التي تقلدها في الدولة .

وبرحيله يودع اليمن رمزاً من رموزه و أحد رجالاته الأوفياء المخلصين المحبين لوطنهم .
‏‎إننا ونحن نعزيكم في هذا المصاب الجلل وكافة أسرتكم الكريمة وأبناء محافظة ريمة الكرام لنسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهمكم جميعاً أهله وذويه الصبر والسلوان.
‏‎  إنا لله وإنا اليه راجعون،،،
*********

٢٠- الاعلامي /علي صلاح احمد 

رحمة الله تتغشاه ، لقد كان شخصية استثنائيه في كل مراحل حياته... 
إنا لله وإنا لله راجعون ..
************ 

٢١- عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية 


واشار في برقية التعزية  الى المواقف البطولية للفقيد ودفاعه عن الثورة والجمهورية من خلال مشاركته الفاعلة في ثورة الـ 26 من سبتمبر واشعل تنصيرة الثورة بمدينة حجة وسيطر على الاوضاع فيها في ايامها الاولى، كما كان الفقيد احد ابطال حرب السبعين.
*********

٢٢- الشيخ صادق الأحمر

قال "لقد خسر الوطن برحيله رجلا من جيل الكبار الاوائل الذين اسهموا في الثورة ودافعوا عن الجمهورية ، وبطلا عرفته ميادين النضال كقائد عسكري ومناضل جمهوري عتيد وسياسي خدم وطنه بتجرد وانتماء صادق في مختلف المراحل وفي كل المواقع الذي تبوأها سواء العسكرية أو المدينة".
وعبر الشيخ صادق الأحمر عن خالص تعازيه في هذا المصاب الأليم، مبتهلاً إلى المولى القدير أن يتغمد الفقيد الراحل الكبير بواسع الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم الجميع الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون".
************

٢٣- ✒ الشيخ صادق بن أمين ابوراس  رئيس المؤتمر الشعبي العام

مما ورد في رسالة العزاء (ثمن أبوراس مواقف المناضل يحيى مصلح السياسية والوطنية القوية، والذي يعد أحد الأبطال المغاوير لثورة 26 سبتمبر وممن كان لهم دوراً حيوياً في الدفاع عن الثورة والانتصار لها وقيمها الوطنية والأخلاقية، منوهاً بالسجل العسكري الحافل للفقيد منذ التحاقه رسمياً في القوات المسلحة عام 1956م حتى شغله لمنصب قائداً للمركز الحربي في تعز وعمل مدرساً ومدرباً فيه.

وأشار رئيس المؤتمر إلى إسهامات الفقيد، حيث عمل وزير للتموين، ثم سفيراً ومفوضاً فوق العادة للجمهورية العربية اليمنية لدى جمهورية تشيكوسلوفاكيا في 1979 ولدى قطر والبحرين عام ۱۹۸۳م، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، كما كان عضواً في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، ثم انتُخب لعضوية مجلس النواب عام 1987، وأُعيد انتخابه في الدورة البرلمانية عام 1993، كان مثالاً للسياسي والقائد الإداري الراشد والمراعي لمصالح الشعب والدولة قولاً وفعلاً.

وأكد الشيخ صادق أن الوطن خسر برحيل الفقيد يحيى مصلح مناضلاً من الرعيل الأوائل الذين سخروا كل طاقاتهم الذهنية والبدنية من أجل خير الوطن وأبنائه كافة، كما فقد شخصية وطنية سياسية فذة ونادرة ورجل دولة ذو ضمير حي وأخلاق رفيعة.

وعبّر رئيس المؤتمر باسمه شخصياً ونيابة عن قيادات وأعضاء وكوادر المؤتمر الشعبي العام، عن ألمه وحزنه وأحر تعازيه ومواساته لأبناء الفقيد الكابتن عبدالله يحيى مصلح مهدي والمهندس محمد يحيى مصلح مهدي وبقية أفراد الأسرة وكافة آل مهدي والوطن عموماً بهذا المصاب الجلل..

مبتهلاً إلى المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان
 ***********************

٢٤- الأديب نقيب الصحفيين سابقاً / عبدالباري طاهر

اللواء/ يحيى مصلح مهدي و دور لاينسى

ارتبط اللواء الراحل (يحيى مصلح مهدي) باكرا بالحركة الوطنية بدءا بالدراسة في جامع المراوعة . تعرفت عليه في خمسينات القرن الماضي (العشرين الميلادي) ، حيث تزاملنا عند الفقيهة (دحمانة ) بالمراوعة .
كان حينها يافعاً و طالباً مجداً . انتقل الى الحديدة ليتلقى التعليم الحديث فدرس حتى الثانوية العامة ، و من ثم التحق بدأب و مثابرة و صبر بالكلية الحربية بصنعاء بعد التحضيرية . 

كان قريباً جداً من كبار الضباط الذين اشتركوا و اضطلعوا بدور في حركة (١٩٤٨م) امثال الشهيد (قاسم الثور ) و العميد ( عبدالله الضبي ) و المشير (عبدالله السلال ) ، قائد الثورة اليمنية سبتمبر (١٩٦٢م ) . حينها كان ذكاء الطالب (يحيى مصلح ) و نباهته و شجاعته في الصدع بالحق تلفت الانتباه . و له في ذلك مواقف كثيرة ، سيلاحظه القارئ في هذه المذاكرات ، و لعل أبرزها و أكبر دليل على موقفه في تهدئة المواجهة في ( الفوقر _ قضية الزرانيق ) لولا ان اطرافا مؤثرة كانت لها مصالح في قطع الطريق على الحل اللادموي . 

و اشتهر (يحيى مصلح ) بكفاءته الادارية فيما أن بعض الضباط من المناضلين لم يوفقوا عندما أسندت اليهم مهمات ادارية ، و نلحظ ذلك من خلال توليه عدة مناصب منها ، عندما تولى مسئولية وزارة التموين و بعدها محافظا للواء ذمار فلواء اب ، فلواء صنعاء و الامانة ، فلواء صعدة، ثم محافظا للواء ذمار مرة ثانية مثلا ، و كان قدوة لرجل الدولة النظيف و الحازم رغم انه قبل ذلك كله كان مناصلاً و محارباً و مدافعاً عن الثورة و النظام الجمهوري . و عندما أصبح في مجلس الشورى ثم في مجلس النواب قبل و بعد الوحدة في ال (٢٢ ) من مايو (١٩٩٠م ) . كان صوته مجلجلاً ، و من أعلا الاصوات الناقدة و الجريئة . و قد تعرض لمشاكل جمة بسبب صدقه و صراحته .

ابتدأ اللواء الركن ( يحيى مصلح ) التفكير في جمع و تدوين مذكراته مبكراً . و قد بدأ في اوئل الثمانينات . حيث سجل بعض جوانب حياته خصوصاً دوره في الثورة ، و تحديداً في حجة التي كان واحداً من قياداتها الثورية . و قد نشر جانبا منها في مجلة ( دراسات يمنية ) . 

إن الاهتمام بالتدوين لواقع و احداث الثورة اليمنية سبتمبر و اكتوبر امر على جانب من الاهمية ، و قد صدرت العديد من الكتب لبعض رجال الثورة ، و قد اشار استاذنا الدكتور ( عبدالعزيز المقالح ) الى بعضها في كتاب صدر عن مركز الدراسات و البحوث اليمني . 

تصفحت ذلك الكتاب الضخم أو بالأحرى بعض فصوله و رأيت ان مجهوداً كبيرا قد بذل في تتبع الاحداث و الواقع فهو يعطي صورة جليه لاحداث فترة زاهية و مجيدة في تاريخنا المعاصر . 
و يقينا فإن اللواء الركن ( يحيى مصلح ) واحد من صناع هذه التجربة الرائعة و احد شهودها الاحياء . و مذكراته تضيف _و لا شك _ الكثير ، و لعل الميزة الحقيقية لهذه المذكرات و لصاحبها المناضل ( يحيى مصلح ) انها تكشف جوانب لم يسبق ان تطرق اليها احد قبله . 

فالثورة اليمنية سبتمبر (١٩٦٢ م) قد شارك فيها الوان طيف سياسي و مجتمعي مختلف و متباين . و يستطيع كل واحد من الضباط الاحرار سواء الضباط الكبار امثال المشير ( عبدالله السلال ) و (حمود الجايفي )، و ( عبدالله الضبي ) ، و ( قاسم الثور ) و غيرهم ان تبوءوا مكانة مرموقة في هذا السياق باعتبار انهم قد ظلوا على صلة و تواصل بالحركة الوطنية . و تستطيع البقية منهم و من ضباط بعثة ( ١٩٤٧ م ) _بعثة الاربعين _ و منهم : ( عبداللطيف ضيف الله ) ، و ( عبدالله قايد جزيلان ) ان يضيفا الكثير ، فقد كانا في الصف الاول للثورة .

 و اللواء الركن ( يحيى مصلح ) _ المناضل _ لم يكن بعيدا عن بعض رجال الصف الاول الذي اكتسب مكانة ليس فقط من الابوة الروحية فحسب و انما _ايضا _بالتواصل و النضال مع الاجيال الجديدة و الشابة من الضباط الاحرار ، و شباب الحركة من مختلف التيارات السياسية . 
فتحية للمناضل ( يحيى مصلح ) ، و تحيه لدوره المشهود . 
شكراً لتقديمه إضافة توثيقية جديدة رافدا مهما للتوثيق للحدث العظيم .. يوم السادس و العشرين من سبتمبر المجيد . 

من مقدمتي لمذكراته شاهد على الحركة الوطنية سيرته و نضاله.
*************

٢٥- الشاعر / فاروق الظرافي

كم عرفناك لاتخاف الرزايا*
فالرزايا يصدها الأحرار*

واحد أنت من لديه سجل*
لزمان أناخه الأشرار*

كنت أنت الوحيد في قول حق*
وكثير تملصوا واستداروا*

ورأينا شوامخا تتهاوى*
وتولي ليعتلي الأقذار*

واطاع الأسود أمر نعاج*
وتراضوا بأنها الأقدار*

كل من هان لا يروم علوا*
تتساوى العجول والأبقار*

فعليك السلام مادام ليل*
في بلادي تخيفه الأنوار*

وإلى أن نرى خيوطا لفجر*
سوف يبقى لمثلك الإكبار* 

فاروق الظرافي 
٣فبراير٢٠٢١م
***********
٢٦- د.معين عبدالملك رئيس الوزراء حكومة عدن

عاش ومات المناضل مصلح على العهد في إخلاصه لوطنه شجاعاً نزيهاً مثل كل أبطال سبتمبر الحقيقيين، لا يساوم على جمهورية أو يقر على الباطل كما لا يهادن على السيادة الوطنية".
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن فقيد الوطن قدّم أنموذجاً مشرفاً للثائر الحر المحب لوطنه والمخلص له في مختلف المناصب التي شغلها، حيث ظل ساعياً في سبيل المصلحة العامة ومعبراً عن أوضاع المجتمع وتطلعاته بكل تفان ونزاهة دونما منً أو ضجيج.
وأكد أن الوطن خسر برحيل الفقيد اللواء مهدي مناضلاً جسوراً وسياسياً وبرلمانياً كبيراً وشخصية وطنية استثنائية.
وعبر رئيس الوزراء عن أحر التعازي وصادق المواساة لنجلي الفقيد وذويه ورفاقه من الرعيل الأول من المناضلين السبتمبريين ممن لا يزالون على قيد الحياة ومحبيه وكافة أبناء محافظة ريمة في هذا المصاب .. سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويعصم قلوب أهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان.
" إنا لله وإنآ إليه راجعون ".
****************

٢٧- محمد عيضة شبيبة  وزير الاوقاف والارشاد حكومة عدن


في غمرة الحديث عن الوطن والجمهورية وروح 26 سبتمبر المجيد، يغادرُ حياتنا قامات وهامات وطنية رائدة كان لهم الفضل في تأسيس الجمهورية ودحر الكهنوت الإمامي البغيض، وعلى رأس هؤلاء المناضل الوطني الكبير والسبتمبري العتيد اللواء يحيى مصلح مستشار رئيس الجمهورية، صاحب الرصيد النضالي الضخم على أكثر من صعيد، فهو جندي عتيد من مناضلي 26 سبتمبر من أول يومٍ لها ، عرفته قشلة حجة بأول "تنصيرة" جمهورية، كما عرفته تباب وأودية العرقوب والأعروش وصرواح وجحانة، ملاحقًا فلول الإمامة. 
   على الصعيد السياسي عمل وزيرًا للتموين والتجارة في آخر حكومة للقاضي عبدالرحمن الإرياني، كما عمل بعده محافظًا للواء صنعاء، وذمار، وإب، وصعدة، وعلى الصعيد الدبلوماسي عمل سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدى جمهورية تشيكوسلوفاكيا. 
وعلى الصعيد البرلماني كان المناضل يحيى مصلح عضوا في مجلس الشورى مطلع السبعينيات، عن القوات المسلحة، وفي العام 1988م ترشح في محافظة ريمة عضوًا لمجلس الشورى، ثم النواب، ثم عضوًا لمجلس النواب مرة ثانية ما بين 93 و 97م، بعدها عمل مستشارًا لرئيس الجمهورية، وهو صاحب التصريح المشهور: أنا المستشار الذي لا يُستشار..! 
   كان الفقيد رجل دولة من طراز فريد ونادر، كما كان مضرب المثل في النزاهة المالية، وفي حسن السمعة وحب الجماهير له، لأنه كان منتميًا للسواد الأعظم من الناس، منحازًا لمصالحهم إذا حل في منصبٍ ما فرض هيبة الدولة بقوة، وكان ذلك مما يقلق البعض ويضايقهم. 
   اللواء يحيى مصلح ظل حتى آخر نفسٍ في حياته متوجسًا من خطر الإمامة، ولطالما كان يردد: "لم تقم الدولة بعد". وينصح الشباب: "انتبهوا لبلادكم". 
  رحم الله الفقيد الكبير رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأخلف علينا بخير 
تعازينا الصادقة لأبنائه وأهله وللشعب اليمن كله  وإنا لله وإنا اليه راجعون
**************

٢٨- الاستاذ / مفضل الابارة   عضو مجلس النواب 

*(في وداع المناضل يحي مصلح)*

هل قُدِّر للأبطال العظماء في بلادي أن يموتوا غرباء في منافيهم !
هذا السؤال المبكي هو أول ماتبادر إلى ذهني أول ما وصلني النبأ المفجع برحيل المناضل الكبير اللواء يحي مصلح مهدي الذي انتقل الى جوار ربه في منفاه الأختياري في عاصمة العروبة القاهرة.
البطل الوطني الجسور يحي مصلح مهدي احد ابطال الجمهورية الأولى الذي تشهد له جبال حجة وصعدة وهويقود كتائب ثوار سبتمبر ليطارد جحافل الإماميين بجسارة واقتدار والذي تشهد له كل ساحات النضال الوطني في مختلف مواقع المسؤلية التي تقلدها بالنزاهة والشجاعةسواء في المواقع الرسمية اوالشعبية من خلال عضويته في مجلس النواب كأشجع برلماني يمني كان صوته مجلجلا بقضايا الناس وهموهمهم وطموحاتهم دون أن يخاف في الله لومة لائم ..
اسألوا عن يحي مصلح المشاريع التعليمية والتنموية التي أقامها في محافظة ريمة واقليم تهامة ..اسالواعنه كل مواقع المسؤلية التي تسنمها وخرج منها نظيف الكف لايملك من حطام الدنيا الاحب الناس ودعواتهم .. اسألوا عنه البسطاء في بلادي الذين عاش لهم وبهم غير مستند الا لله ولارادته الفولاذية في نصرة الحق ومواجهة الطغاة والظالمين .
ماكان أجدر هذا الرجل أن يموت معززا مكرما في بلاده وان تقام له جنازة لائقة يحضرها رئيس الجمهورية وكل قادة البلاد ومن بقي من رفاقه الميامين من ثوار سبتمبر .
الراحل الكبير يحي مصلح مهدي سفر من النضال الوطني وتاريخ من النزاهة والسمو يجب أن يدرس للأجيال لتستلهم منه معاني البطولة وقيم الطهارة الوطنية والتفاني من اجل الغايات الوطنية الكبرى .
ولذلك واذا كانت الحقبة السوداء التي يعيشها الوطن في ظل الانقلاب الحوثي الإرهابي قد اقتضت ان يموت هذا الرمز الوطني الكبير خارج وطنه غريبا فإن الواجب يقتضي أن نوجه الدعوة لكتاب اليمن ومثقفيها الى اعطاء هذا الرمز حقه من خلال استقصاء مسيرته التضالية ومواقفه الوطنية وتدوينها عبر مختلف الوسائط الثقافية والإعلامية ليكون ملهما لهذا الجيل في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا .
وأخص بهذه الدعوة كتاب ريمة ومثقفيها وبالأخص الاخوين الكريمين الدكتور ثابت الأحمدي والاستاذ المؤرخ الكبير حيدر علي ناجي لأني على ثقة انهما يملكان كنزا من المعلومات المهمة عن الراحل العظيم ..
لقدغاب عنا يحي مصلح في الوقت الذي وطننا بأمس الحاجة فيه الى امثاله من الرموز الملهمة والقيادات التاريخية الجسورة ..
رحم الله فقيدنا الكبير واسكنه الفردوس الأعلى 
وعزاؤنا لكل اولاده واهله ومحبيه والى كل ابطال سبتمبر واكتوبر والى كل ابناء شعبنا الكريم ..
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك ايها الثائر العظيم لمحزونون . ولكنا لانقول الا مايرضي ربنا 
*(إنا لله وإنا إليه راجعون)*
*************

٢٩- الشاعر  المحامي /مهدي الحيدري 

فارس ريمة الأول يترجل على روحه سحائيب رحمة الله وعفوه ومغفرته  شهدت له الأمة بالمجد والإباء والأنفة والشموخ والمواقف الوطنية الثابتة التي لم تهتز رغم اهتزاز الزمن 
فقد اليمن أحد نبلائه العظام 
رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وجميع محبيه الصبر والسلوان  وإنا إليه راجعون تعازينا
************

٣٠- ابو الفضل الشاوش

رحمة الله عليك أيها المناضل الجسور / يحي مصلح مهدي ، كنت صوت الحرية ومنبراً صلباً لمحاربة الفساد والفاسدين .. لم يسعفني النت لأقدم تعزيتي في وقتها .. 
انا لله وانا اليه راجعون رحمة الله تغشاه .. وكل احترامي وتقديري لمن انصفوا هذا العملاق بكلماتهم وتعازيهم ..
**************

٣١- الشاعر زين العابدين الضبيبي 

بكَ يابنَ "مصلحِ" كلُّ حرٍّ يفخرُ
مذ كانَ صوتكَ بالحقيقة يجهرُ

عمرٌ من الأمجادِ أنتَ نقشتهُ
بقلوبنا في كلِّ نبضٍ يكبرُ

يا فارسَ "السبعينَ" واليمن الذي
أحببتهُ.. وعففتَ حين استأثروا

ووهبتَ نفسكَ في سبيلِ خلاصهِ
حباً فكان على جبينكَ يُزهرُ

يمنٌ فُتنتَ بهِ وعشتَ لأجلهِ
وإذا دعاكَ، فلستَ من يتأخرُ

قيلٌ يمانيٌّ وسفرُ كرامةٍ
في كلِّ معنىً للتسامي يحضرُ
 
يا نبضَ ريمة يا نبي نضالها 
وأعزَّ من فيها يجلُّ ويذكرُ

سلمْ على "السلال" في أصحابهِ
منَّا فإنَّا بالمكيدةِ نشعرُ
 
إذ تنبئ الأقدارُ، أن خلاصنا
آتٍ وأنَّ دمَ الظلامِ سيُهدرُ

طبْ يا رفيقَ الفاتحينَ لشعبنا
باب الصباح، وكالأهلةِ أسفروا 

أبطالُ أيلول الذينَ بفجرهِ
داسوا على وجهِ الطغاةِ وجمهروا

من رسخوا الحلمَ الكبيرَ وشيدوا
صرحَ العدالةِ بالفداءِ وسوروا

يكفيكَ.. يكفينا.. بأنكَ منهمُ
يا من بمثلكَ يزدهي سبتمبرُ

فلقدَ رأينا فيكَ من أهدافهِ
ضعفَ الذي نهواهُ أو نتصورُ

وبقيتَ تحملهُ بصدركَ باسطاً
أحلامهُ للناسِ حين تعثروا

وبقيتَ بين الناسِ "تحيا مصلحاً"
من أجلِ راحتهمْ تقوم وتسهرُ

في الأرضِ مثلكَ لا يموتُ إذا مضى
نحو السماءِ بغيمها يتدثرُ

لكنكَ اخترتْ الإيابَ قناعةً
مذْ صارت الدنيا بعينكَ تصغرُ

لم تحتملْ وجع البلادِ وأهلها 
إذ كانَ قلبكَ مثلها يتكسرُ

لكنها ستقومُ بعدْ سُباتها
وغداً _كما شئتمْ لها_ تتحررُ

....
زين العابدين الضبيبي 
5 فبراير 2021م

مرثية لروح الفقيد المناضل الوطني الكبير الفريق يحيى مصلح.  أحد أبطال أيلول وحصار السبعين.
**************

٣٢- ابنه المهندس محمد يحي مصلح 

من الظلم تعلمت العدل ومن الفقر تعلمت غناء النفس، و من البغضاء  تعلمت المحبة و من الدموع تعلمت الرحمة

شعارك الدائم يا والدي
هل من رثاء لك!

رثتك اليمن و ربوعها، جبالها و سهولها، رجالها و نساءها، اكابر قومها و شعبها. 
والدي العزيز وفاتك و مغادرتك الدنيا لم يكون شيء عاديا مثل ما كانت حياتك غير عادية، فقد تلقينا الدعم و العزاء من المئات بل الالاف، رثاك الرؤساء و الوزراء، رثاك الوجهاء و المسؤولون، رثاك الكتاب والادباء، أما الاحبة فقد بكوا كثيرا، كثيرا جدا. 

قد كنت أحد اهم الشخصيات التي شكلت اليمن في تاريخه المعاصر، عرفوك بالقائد الثائر، عرفوك بالسياسي المخضرم، بالدبلوماسي الرائد، بالبرلماني القوي، بالصادح بالحق، بالإداري المجيد، بالباني والمربي والاب

لكني اعرفك ابي، سندي، فخري، ما كنت امضي في مكان معرفا عن نفسي إلا و رأيت الايادي تمتد لي و الأبواب تفتح و الألسنة تمدح اعجابا. كنت فريدا يا والدي في كل شيء في حياتك حتى في تربيتك. فقد ربيت فينا عزة النفس، وعفه اليد، وتقوى الله، وحب العلم، حتى البنات فينا جعلتهن في مقدمة الصفوف، دفعتنا جميعا نحو العلم و تحمل المسؤولية كنا ذكور او اناث.

والدي العزيز هي تفاصيل لكنها بالنسبة لي جزء كبير في حياتي، و عبرات في صدري، لم استطع ان التحق بك و أنت لازلت في وعيك، على مدار 4 أيام كنت احرث الأرض حتى استطيع ان ألتحق بك في مرضك الأخير، احسست اني قد لا أراك مرة أخرى، فكل الأبواب كانت مغلفة بسبب مرض الكرونا الخبيث، كان علي ان اجتاز العقبات واحدة تلو الأخرى و انا أقول في نفسي "انتظرني يا أبي" إلى ان استطعت ان اضع نفسي في طائرة من ارض هولندا إلى أرض الكنانة.

اول وجهتي كانت انت منذ وصولي لارض الكنانة، و كم شق قلبي عندما رأيتك في غرفه العناية، كان يبدوا انك فاقد للوعي و لم تعرف بوجودي، لكني اقتربت إليك، سلمت عليك في أذنك، قبلت جبينك ويدك و قدمك، وضللت اتحدث معك، غلبتني دموي بشدة، لكني كنت وحيد، و كنت حريصا ان يرى من حولي جلدي و صبري، و لكني لم اتردد ان اضعف امامك.
على مدى ثلاث أيام كنت اتناوب مع اخوتي بالبقاء في المستشفى، ندعوا لك نقرا حولك، نتحدث معك، كانت اللحظات تمر سريعا لكني كنت اخرج فيها كل يوم و قلبي يحرقني عليك، كنت اختلي بنفسي كثيرا بعدها حتى ابكي المي ووجعي، كنت اتحدث مع قليل حول وجعي، و كانت تعزيني كلمات بعض الأصدقاء و كثير من الذكر الحيكم. كنت ادعوا الله عز وجل دائما ان يجعل في قلبي جلد في المحن، و جلد عندما أرى والدتي المتألمة عليك، و أني اذكر من حولي في وقت الشدة بالحمد و الشكر و الاسترجاع إلى الله عز وجل.

والدي العزيز، لم اكن اتخيل اني من سوف يبحث لك عن قبرك و يرسم ملامح مكانك و منزلك الأخير، لم استطع ان انام يومها لاني لم اكن مطمئن اين سوف اضعك، امسيت يومها في المقابر ابحث و اسأل إلى أن دجى الليل، وضللت في شكي، إلى ان اتصلت بمن كنت تحبهم في هذا البلد الطيب، فأعانوني على إيجاد مكان أمين لك، و جزى الله الوالد السفير عبدالولي الشميري على عرضة دفنك في مدافنهم الخاصة.

والدي، هل تعلم اني كنت ادعوا لله من سنين ان يجعلني محمول إلية قبل ان أرى هذا اليوم، لاني اعرف انه لن يكون عاديا، وأن قلبي لن يتحمل، لكن شاء الله اني انا من احملك. حرصت ان احضر غسلك لاني اعلم انها اخر لحظات اراك فيها و المسك، غسلتك، قلبتك و طيبتك مع المشائخ الذين حضروا دفنك، كنت حريص ان تودعك والدتي و انت في ابهى طله كما عرفناك، طيب الرائحة كما عهدناك. و كانت لحظات الوداع قبل ان يغلق الكفن، امسكت امي إليك، ودعتك هذه الام العظيمة و هي تدعوا الله و ترجع له، تبكي وتحتسب. حملت لك اختي و شقيقتي، وقد كان الامر ثقيل عليها جدا، ضعفت وهي القوية امام هذه اللحظة و حق لها ان تضعف فهي تودع حبيبها و سندها، سلم عليك اخي ثم احفادك، كنت حريص ان أكون اخر من يلمسك و يسلم عليك ، كنت اقبلك بشدة و ابكي بشدة و بهدوء، قالت لي امي بعدها " اعطاك الله جلد و قوة، ذكرتنا جميعا، و كنت بجانبنا جميعا"، للحظه كدت افقد جلدي، و لكن يد على قلبي مسحت، و ذكرت الله و استرجعت، و كنت من اغلق عليك كفنك.

والدي حملتك على كتفي وأي حمل حملت، حملت الجبال علية ، صليت عليك، قربتك إلى قبرك، كنت اول من نزل قبرك، و حملتك انا و اخي إلى لحدك ووضعناك، و لكني لم انسى اهم لحظه في حياه المرء، لحظة سؤالك، و جدت نفسي انضر إلى حفيدك و حبيبك ليث و انا أقول له ارسل للبيت يدعوا له انه الان يسأل، كنت اذكر و أقول ادعوا له انه الان يسأل، لم اتركك انا و اخي و حفيدك على الاطلاق حتى قراءنا و استرجعنا و دعينا لك، لم نتركك حتى سوي قبرك. 

انتهى كل شيئ بعد ذلك بالنسبة لي، فلم يعد شيئ مهم بعدها، كانت مجرد تفاصيل على الهامش

أبي العزيز لم ينساك الكثير، فقد أقيمت الصلوات و الدعوات في أماكن كثيرة، فتحت بيوت في هولندا و القاهرة و صنعاء و الحديدة و ريمة للدعاء لك و الذكر لك، اليوم الجمعه تقام عليك صلاة الغائب في صنعاء والقاهرة و ريمة و الحديدة، ما هذا الحب يا ابي؟؟؟؟ ما هذا الرضى؟ بكي عليك الفقراء و المساكين و الضعفاء و الايتام و المظلومين 

قلت لنا ذات يوم قبل عشرات السنين انه جاءني هاتف في مزدلفه و انا نائم اني سوف أعيش و اموت في مصر، و اوصيتنا ان ادفنوني في مصر إذا مت فيها، لقد أحببت ارض الكنانة و هي احببتك و اكرمتك حيا و ميتا، و اليوم انا و اخوتي و امي نحب مصر لانها سوف تكون منزلي و سكني لانك فيها و احببتها.

اشفق على نفسي و على اخوتي و احفادك فقد خلفت بين أيدينا تاريخ كبير نفتخر به لكننا لن نستطيع ان نجاريه
ابي سوف اجتمع معك في دار البقاء، انتظرني، فأنا سائر على دربك للقاء ربي، 

اغلق علي باب من أبواب الجنة و لكن بقي باب واحد مفتوح وهي امي، اللهم أجعلن انا و اخوتي مرضيين برضاها 
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا

طبت حيا و طبت ميتا يا والدي
******

٣٣-جمال عامر 



هذه الصورة وان بدت غير واضحة الا انها تمثل لي اولى مراحل تشكل الوعي عن معنى الدولة التي لم يكتمل واصبح مجرد ذكرى مشوشة كما هو حال الصورة وحلم لم يتحقق الى اليوم
هذه الصورة مضى عليها اكثر من اربعين عاما تم التقاطها في منتصف عام 78 ويتوسطها  الفقيد يحيى مصلح مهدي رحمه الله الذي كان حينها محافظا لمحافظة إب وعلى يسارها والدي الحاج احمد علي عامر رحمة الله عليه وبين الرجلين الطفل الذي كنته وابنة الفقيد أمل اما من هو على يسار الصورة فهو صوت إب واليمن المرحوم الاستاذ محمد الربادي 
وكانت المناسبة حينها افتتاح طرق ومشاريع مياه ومساجد في منطقة السحول جميعها كانت بتمويل من والدي احسن الله اليه في فترة استثنائية من تأريخ اليمن خلق فيها الشهيد ابراهيم الحمدي اعجاز التحول بالتكامل الطوعي بين الشعب والدولة
لازال الاستاذ يحيى مصلح حاضرا في ذاكرتي وهو يتفقد مدارس المدينة ومنها المعهد العلمي الذي كان مديره استاذنا احمد الراشدي الذي فصله عن الاخوان المسلمين والحقه بوزارة التربية 
كنت في الفصل الرابع وكانت ابنته في ذات الفصل حين دخل محافظ المحافظة يسأل الطلاب ليعرف مستوى تحصيلهم العلمي ومنهم ابنته التي تعامل معها كبقية زملائها هكذا كان الاهتمام بالتعليم وهكذا كانت بساطة المسؤول الأول طريقة حياة ليس فيها ادعاء
رحم الله الرجل الشجاع والنزيه يحيى مصلح الذي عاود حضوره الوطني  بعد ان تم ابعاده خارج اليمن لفترات حينما تم انتخابه عضوا في مجلس النواب وكان صوتا وطنيا غير هياب 
نتقدم لأسرته الكريمة بخالص العزاء والمواساة والدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة
google-playkhamsatmostaqltradent