banner
recent
أخبار ساخنة

السيد /علي بن ابراهيم جحاف عامل بلغ مرتبة الاولياء (ولاية ريمه وحراز وتهامة )

 #شخصية_من_ريمة.  رقم الشخصية ( 15 )

 التابوت الخشبي على ضريح/ علي بن ابراهيم جحاف في كسمه

- الحلقة الاولى : 

 علي بن ابراهيم بن علي بن ابراهيم بن المهدي جحاف ، شخصية اليوم بعيدة عن الحرب  والحصون ، انها شخصية ذات قيادة ادارية ناجحة وسلوك نزيه ، تاثيره في ريمه يزيد عن ثلاثمائة وخمسين عاما فهو الجد الاول لبيت جحاف في ريمه وبيت الفقيه هذه الاسرة التي ظلت تتوارث العلم والقضاء والمكانة  الروحية في ريمه طوال هذه الفترة،  وهي نموذج للتعايش المثالي والنسيج الاجتماعي الواحد بين الطوائف والمذاهب، والاندماج الذي ينفي أي تمايز او اختلاف ، فقد قدم واليا على ريمه في عهد المؤيد محمد بن القاسم وهو اول عامل للدولة القاسمية يصل الى ريمه ، بعد خروج العثمانيين من اليمن عام 1038هـ ، ويبدوا ان الامام القاسم وابناءه قد ادركوا عيوب العثمانيين فتجنبوها واحسنوا الاختيار لولاتهم على المناطق بدقة فكانوا افضل القادة الاداريين علما وفقها ونزاهة حتى تحول علي بن ابراهيم جحاف في ريمه في قلوب السكان الى صوفي واحتل مرتبة الاولياء ولا يزال قبره الى اليوم يزار من عامة الناس وخاصتهم. واستمر بنو جحاف محافظين على هذه المكانه السامية ، ولاة ومرجعية دينية وروحية ،  وائمة مساجد وخطباء وعلماء وقضاة ومحل احترام السكان جميعهم . وقد ترجمه زبارة في ملحق البدر الطالع بقوله :

(( السيد العلامة علي بن ابراهبم ....جحاف مولده عام 991هـ وكان سيدا ، عارفا، عادلا ،ورعا ، له اخلاق رضية وشمائل مرضية ، تولى ريمه نحو ثلاث وثلاثين سنة ، وهو على حالة واحدة مستقيما على العدل والاحسان والسادة والفقراء ، ولم يذكر عند اهل الفضل والصلاح الا اثنى عليه ودعى له ، وهو والد السيد العالم النجيب زيد بن علي جحاف حاكم المخاء الشهير ووزير المتوكل على الله اسماعيل ، وكان وفاة صاحب الترجمة بكسمة من بلاد ريمه في رجب 1071هـ وقبر بجانب مسجده الذي عمره هنالك رحمه الله. 

ويذكر زبارة في نشر العرف : ان جحاف هو لقب جدهم محمد بن الحسين ، وفي عفبه الكثير من السادة،  والعلماء الفضلاء ، والادباء والشعراء،  والوزراء والامراء، تزوج الامام القاسم  الشريفه تقية بنت شمس الدين جحاف وهي ام ولده الامام المتوكل على الله اسماعيل (اشهر ائمة بيت القاسم وموحد اليمن ) فيبسم الدهر لهولاء السادة القادة ال جحاف بالقرن الحادي عشر ابتسامة جعلتهم بحق برامكة عصرهم واركان خلافة ابن اختهم المتوكل على الله اسماعيل بن القاسم وكان منهم الامراء والوزراء والعلماء والولاة الكفاة في تلك الدولة وطار صيتهم كل مطار وترجمهم وامتدحهم جماعة من اهل الاقطار ولهم في حبور المباني الفخمة والدور العظيمه والمحاسن العديدة . 

من كسمة امتد نفوذه الى حراز وبرع وتهامة،  وفي ريمه استمر ابناءه يحكمون بعد موته ، ومن الهند جاء تابوته العجيب النادر في اليمن،حسبما سنناقش ذلك لاحقا . 

- الحلقة الثانية: 

- القيمة الاثرية لتابوته الخشبي الجميل 

- تاسيس مركز كسمة والاثار العمرانية لبيت جحاف فيها 

- نبذه عن ابنيه زيد وابراهيم و ابني ابنه محمد ويحي

سبق ان ذكرنا في الحلقة السابقة ترجمة مختصرة بناءا على ما اورده زبارة وذكرنا تاريخ وفاته في رجب 1071هـ بعد تولى ريمه ثلاثة وثلاثون عاما ، وهذا يعني انه وصل الى ريمه عام 1038هـ ، فمن كان يحكم ريمه خلال العام السابق على الاقل اذا افترضنا ان دخول ريمه في تحت نفوذ الدولة القاسمية كانت اواخر عام 1036هـ. غير ان الوثيقة التي نشرناها يوم السبت الماضي من وثائق بيت الغانمي تؤكد ان علي بن ابراهيم جحاف كان موجودا في كسمة قبل شهر جمادي الاولى عام 1037هـ ، وهذا يعني انه تولى اربعة وثلاثين عاما وبضعة اشهر. 

ولايته على كامل ريمه وحراز وتهامة . 

بعد سبعة عشر عاما من ولايته على ريمه وبالذات في سابع عشر رجب (1054هـ) توفى الامام المؤيد بن القاسم ... ولما توفى المذكور بويع بالخلافة اخوه السيد الامام احمد بن القاسم في شهارة، وكان علي بن ابراهيم جحاف في شهارة فبايع ضمن بايعوا الامام احمد بن القاسم الملقب ابو طالب ، غير ان ما تم عليه الاتفاق في شهارة لم يوافق عليه بقية افراد الاسرة المتواجدين في مناطق مختلفة والذين رجحوا حقنا للدماء مبايعة الامام المتوكل اسماعيل وكان متواجدا في ضوران ، والذي بادر بارسال الفقيه بدر الدين محمد علي جميل فدخلها عن طريق الدنوة ، ولم يكن علي بن ابراهيم موجودا في ريمه حيث كان ابنه زيد يقوم مقامه، فماذا حدث ؟ 

يقول الجرموزي في تحفة  الاسماع والابصار : 

فأما بلاد رَيْمَة فوقع فيها بعض اختلاف، فأرسل الإمام -عليه السلام- الفقيه بدر الدين محمد بن علي بن جميل، وكان مولانا أحمد أرسل عسكراً كذلك من طريق تهامة فصار غالب ريمة مع أصحاب الإمام -عليه السلام- وواليها السيد الجليل الكامل علي بن إبراهيم بن المهدي بن جحاف، وكان في شهارة حضر البيعة الأولى لمولانا أحمد، وبقي ولده السيد ضياء الدين زيد بن علي فيها حتى وصل والده، وترك العسكر الذين معه من جهة مولانا أحمد في بعض تهامة، ووجد الطريق إلى الإمام -عليه السلام- فوصل إليه ، وكذا ولاه البلاد الحرازية والمغربية وصلح الحال في 

ويقول محمد الطاهر البحر في تحفة الدهر: 

((... ولما تفاقم الامر وتفرقت الاحوال اتفق رأي العقلاء من الناس .. ففوضوا الامر لاسماعيل المتوكل على الله وكان رأيا سديدا وعزما حميدا فجهز الفقيه محمد بن جميل الى ريمه فدخلها عن طريق دنوه وفيها يومئذ السيد زيد بن علي (43)

وهكذا تولى على ابن ابراهيم في عهد الامام المتوكل على الله اسماعيل الى جانب ريمه البلاد الحرازية والمغربية، واصبحت كسمة مركزا لكل هذا الاقليم الواسع والغني . 

فهل يعني المؤلف بالمغربية تهامة ام جزء منها ؟ من يتابع ما اورده محمد الطاهر البحر في تحفته يعرف انها تهامة ، فقد تابع نشاطات زيد بن علي ابن ابراهيم. من كسمة الى بيت الفقيه الى المخاء والعودة الى كسمة مرة اخرى حيث ينفذ المهام الذي يكلفه ابوه . لكن لم يتم توليته هذه المناطق دفعة واحدة خلال زيارته للامام المتوكل في انس ومبايعته له بل تمت خلال مراحل ومستجدات ، بدأت ببلاد حراز ثم بيت الفقيه ثم تم تعيين زيد بولاية المخاء واخيرا تعيينه وزيرا للامام المتوكل الى جانب ولاية المخاء حسبما سنناقشه في الحلقة القادمة . 

ساختم هذه الحلقة بما اورده محمد الطاهر البحر في تحفته عن خبر وفاة علي بن ابراهيم جحاف والتي تلقي الضؤ على المكانة  التي كان يحتلها عند اهل تهامة فكيف بمكانته عند اهل ريمه الذين لا يزال بعضهم يتبرك به الى الان.

((وفي رجب (1071) توفى مولانا السيد الجليل الصالح الولي الكامل راس الفضلاء وتاج الكبراء نور الدين علي بن ابراهيم بن المهدي من ال جحاف في كسمة عن نحو ثمانين عاما وقبر هنالك في جانب مسجده الذي اسسه وكان سيدا مباركا عادلا عارفا له الاخلاق الرضية والشمائل المرضية وصلاحية الطوية وكانت ولايته على الجعفرية وما اليها نحو ثلاثة وثلاثين سنة ما تخلا فيها قلمه وبعده الا نحو ثلاث سنين الحاشي والحبواني وتعب لموته الخاص والعام رحمه الله تعالى وكان من المحسنين الينا احسن الله اليه وبل ثراه بوابل الرحمه وله من الاولاد النجباء السيد النجيب فخر اهل الزمان المرتفع بالاخلاق الرضية على الاقران عظيم الشان شديد الاحسان قوي السلطان زيد بن علي جحاف وصنوه السيد العلامة ابراهيم بن علي بن ابراهيم، ولهم ذرية مباركة)). 

 بقي ان ارد بشكر وتقدير على بعض المعلقين على الحلقة الاولى والذين ربطوا بين ظهور هذه الحلقة والاحداث التي تشهدها اليمن . مع ان التاريخ لايرتبط بزمن ولا احداث فنحن نؤرخ لثورة اليمن ثلاث ايام في الاسبوع وهو مايفسره البعض ابراز لعيوب الاسرة الهاشمية الحاكمة انذاك، ولكن الحقيقة لا تحتاج الى وقت لابرازها وانا ملتزم بجدول اسبوعي تم ترتيبه قبل عدة اشهر ونشرنا الشخصيات التي سندرسها من حينه ، ربما كانت الصدفة قد لعبت دورها فقط فعلى الجميع ان يحسن الظن خصوصا وان بعض الظن اثم . 

- الحلقة الثالثة: 

- لنشاطات زيد التي نفذها نيابة او بتكليفات من ابيه ، 

- كما سيتم القاء نظرة على البرك والمسجد والتابوت والمؤلفات 

- على اهم الشخصيات بعدهما وبالخصوص ابنه ابراهيم وحفيديه  محمد ابن ابراهيم ويحي ابن ابراهيم جحاف

عندما توفى علي بن ابراهيم جحاف عام 1071هـ كانت جذوره في ريمه عميقة اصلها ثابت وفرعها في السماء  فقد اصبحت اسرته  من اهم العشائر في ريمه ومعالمه  واثاره من اهم المعالم  التي لازالت ساطعة وحية في ريمه الى اليوم . 

اولا اسرته:  لقد خلف  عددا من من الابناء البالغين منهم زيدبن علي بن ابراهيم و وابراهيم بن علي بن ابراهيم  ، وخلف  ابراهيم ابنيه  محمد بن ابراهيم ويحي بن ابراهيم ومن محمد ابراهيم ، ابراهيم بن محمد ابراهيم ويمكن القاءنظرة سريعة على كل منهم: 

1- زيد بن علي بن ابراهيم جحاف ، الابن الاكبر كان عند وفاة والده قد اصبح  وزير الامام المتوكل على الله اسماعيل اشهر الائمة على الاطلاق ففي عهده توحدت اليمن من عمان الى جيزان مع جزء من الشاطئ الشرقي لا فريقيا ، وقد احتفظ الى جانب وزارته بولاية المخاء التي كانت الميناء الرئيسي لليمن بل واهم الموانئ في البحر الاحمر ، اذ كان العثمانيون قد منعوا ابحار السفن المسيحية من البحر الاحمر حتى لا تطل على الاراضي المقدسة فكان المخاء هو اخر مكان لتبادل البضائع فضلا عن شهرة البن اليمني الذي ارتبط اسمه بهذا الميناء كما احتفظ بولاية بيت الفقيه ، وكانت بيت الفقيه مع المخاء تشكلان كل منطقة تهامة ، وبعد وفاة المتوكل حاول المهدي احمد بن الحسن تقليص نفوذه وولايته فقد ذكر يحي بن الحسين عن زيد في عهد الامام المهدي بقوله ((وأزيلت يد السيد زيد عن ولاية بيت الفقيه بعد حيس، ولم يبق مع السيد زيد إلا بلاد زبيد، والسيد قد توسع كثيراً في بيوته وجواريه وخدامه، فحصل معه ومع بني جحاف ما حصل من الشدة والضرر هذه المدة. وكذلك تقاصرت أحوال تقاريرهم في بلاد حبور وما يعتادونه من سباراتهم ، وكذلك بلاد شهارة حتى رحل كثير من أهل شهارة عنها من الذين كانوا في الأصل من غيرها، والدنيا تقلب بأهلها، وفيها عبر لمن اعتبر فيها)).

ولن نذكر حياته خارج ريمه في  الوزارة وولاية المخاء وولاية بيت الفقيه فهي طويلة ولا تهمنا ومن يرغب معرفة المزيد عنه فعليه ان يقرا ترجمته في نشر العرف الجزء الاول لمحمد زبارة و سنذكر فيما بعد اهم النشاطات التي مارسها في عهد ابيه كمساعد له في ريمه. وله 

2- ابراهيم بن علي بن ابراهيم جحاف تولى عمالة ريمه بعد وفاة والده من عام 1071هـ الى عام 1091هـ أي ما يقرب من عشرين عاما وتشمل ما تبقى من عهد المتوكل على الله اسماعيل وجزء من عهد الامام المهدي احمد بن الحسن اذ تكر المراجع ان الامام المهدي  احمد بن الحسن في سنة (1091ه‍/1680م) يأمر بزيادة العائدات من بعض المناطق، ومنها حجة التي كانت عائداتها من قبل أربعة آلاف، فأمر بزيادتها إلى سبعة آلاف. كما أمر بزيادة عائدات منطقة ريمة إلى ستة آلاف. ويؤكد المؤرخ يحي بن الحسين بن القاسم في بهجة الزمن هذه الزيادة ذاكرا اسماء الولاة فقال ((وفي هذه الأيام  زاد المهدي في دفعة بلاد حجة قدر ألفين حتى أوفاها إلى السبعة، وكذا زَيَّد على والي ريمة السيد إبراهيم بن علي بن جحاف، وأزيلت يده عن ولايتها وتولاها حسن ناجي من الكلبيين، ودفع إلى محمد بن المتوكل كل شهر ستة آلاف بعد أن كان يدفع السيد إبراهيم ثلاثة.

3- يحي بن ابراهيم بن علي بن ابراهيم جحاف (ابن السابق) لم يمارس الولاية ولا الادارة ولكنه كان شاعرا مشهورا ترك شعره الرقيق في ديوان مخطوط اسمه درر الاصداف منشعر يحي بن ابراهيم جحاف له نسخ متفرقة في الجامع الكبير وغيرها  وقد حققه احد الباحثين العراقيين للحصول على الدكتوراه كما يوجد له قصائد متفرقة في ريمه وردت في مخطوطة محمد عبدالله اللاحجي في كسمة ومخطوطة سدلد ذوي الاعواز في سيرة السادة بيت البزاز وقصائد موجهة الى بيت العوبلي ومناظرة ادبية نشرها الحبشي في كتابه مقامات يمانية ،  ومن يرغب في معرفة المزيد عنه يراجع الجزء الثالث من نشر العرف لزبارة وربما نخصص له ترجمة مستقلة مستقبلا يكفي ان نذكر ان القصيدة الغنائية الجميلة التي يتغنى بها الفنانون (الشوق اعياني ياقرة الاعيان ) من شعره وقد اثبتها الدكتور محمد عبده غانم في كتابه شعر الغناء الصنعاني مع ترجمة للشاعر المذكور  وقد توفى عام 1117هـ وقبر في كسمة في مقبرة بيت جحاف

4- محمد بن ابراهيم بن علي بن ابراهيم (اخوالسابق ) تولى عمالة ريمه بعد عمر بن المغلس في عهد المهدي صاحب المواهب في بداية القرن الثاني عشر ودفن في كسمة في 20 صفر عام 1110هـ يقول زبارة : له طريقة في النظم والنثر حسنه واكثر نظمه يعود الى الهزل 

5-  ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن علي بن ابراهيم جحاف له عدد من المؤلفات  منها زهر الكمائم في في محاسن ادب العترة الاعاظم وهو من جمع ديوان يحيجحاف وترجمته في الجزء الاول من نشر العرف لزبارة  وفي مصادر الفكر العربي والاسلامي في اليمن للحبشي. 

6-  وهناك عدد من الشخصيات المشهورة من بيت جحاف مثل طاهر بن هاشم جحاف وغيره من المعاصرين سيتم التطرق اليهم في حينه 

- الحلقة الرابعه:

اولا : مركز كسمة ومرافقها 

لاشك ان العثمانيين هم اول من اتخذ من قلعة كسمة مقرا لهم خصوصا مع صراعهم مع سعيد صبر بن رسام الطليلي والذي تمركز في حصن حزر وسيطر على بقية الحصون بما فيها ظلملم المقر السابق ، وكانوا يشكلون حامية عسكرية خالية عن العوائل وبعيدة عن السكان .

غير ان هذه القلعة لم تتحول الى مركز ماهول بالسكان ومدينة حضرية الا في عهد علي ابن ابراهيم جحاف الذي استقر بعائلته واولاده وتوافد معه موظفين العاملين في جباية الضرائب والرسوم ورجال القضاء وغيرهم ممن سيقدمون الخدمات لهولاء السكان الذين تزايدوا وكانوا بحاجة الى العديد من المرافق والتي تطورت كالاتي : 

1- المسجد قام علي ابن ابراهيم فبنى فيها مسجدا صغيرا ومقبرة بجانبه لا زالت قائمة الى اليوم ولكن المسجد يبدوا انه توسع بعد موت علي بن ابراهيم على نفقة ابنه زيد لان جميع المصادر تشير انه دفن خارج الجامع الذي بناه بينما الضريح قائم داخل الجامع مما يدل على التوسعة اللاحقة والتي استمرت حتى تمت التوسعة الاخيرة قبل عدد من السنين من قبل حمود جحاف 

2- بركة الجامع وعدد من البرك المجاورة للجامع والتي يبدوا ان بيت اللاحجي قد اضافوا اابركة الجنوبية المسمى بركة الجفنة واوقف عليه اموالا طائلة في كسمة والمغارم وغيرهما .  

3- شريج الماء : الممتد من حقل اسفل جبل برد حتى يصل الى البرك المذكورة وقد تم تصميمه وسقفه وتسوية ممرة بشكل جميل لا يزال قائما حتى اليوم  

ثانيا تابوت الضريح

يوجد على قبر علي بن ابراهيم جحاف تابوت خشبي اية في الجمال وفريد في نقوشه وزخرفته وتركيبات المثلثات والمربعات والدوائر المتداخلة والمترابطة والتي تشكل زخارف مختلفة تعتليه قبتان جميلتان ولا يمكن وصفها وقد حاولت ان اقارن بينه وبين التابوت القائم على قبر المتوكل القاسم بن الحسين في التحرير وتابوت قبة المهدي وغيرهما فلم اجد له مثيلا في اليمن . 

وحينما سألت بيت جحاف عن مصدر هذا التابوت فقالوا انه هدية من سلاطين الهند اهدي لابنه زيد الذي كان والي المخاء ووزير المتوكل . وعندما حاولت التأكد وجدت كثير من المراجع تحكي عن توطيد علاقته بسلاطين الهند بل انه في نفس السنة التي توفى فيها علي بن ابراهيم جحاف ، وصلت الى المخاء سلطانة هندية في طريقها الى الحج اطنبت المصادر في وصف موكبها والسفن  والخدم والحشم والاموال التي كانت في موكبها ومن ضمنها منزلا خشبيا مكون من عدة طوابق كان يتم تركيبه من قطع خشبية مفصلة عندما تحب الاقامة ويتم فك اجزائه وشحنها على السفينة عندما تسافر .وتحدثت المصادر عن العلاقة الوطيدة التي ربطت بينها وبين والي المخاء  زيد بن علي جحاف. مما يؤكد الصلة القائمة بين التابوت وهذه الزيارة. 

وساقتصر على الاستشهاد باحد هذه المصادر وهو ما اورده الجرموزي في تحفة الاسماع والابصار في سيرة الامام المتوكل على الله اسماعيل كما وردت بدون زيادة ولا نقصان 

((و خرجت إلى بندر المخاء، عمره الله بالعدل امرأة […..] وهي من بيت السلطنة متجهزة للحج في عام إحدى وسبعين وألف عظيمة الحال كثيرة الأثقال، يقال أن الذي حمل أثقالها من طريق البحر مركبين. وأنها لما أخرجت إلى المخا احتاجت إلى أربعة عشر داراً لأثقالها التي كانت طريقها البر من غير ما في البحر، ونزلت خارج العمران من المخا بأثقال لا يعلم أهل المخا أن فدرأوا مثلها في الكثرة، وأن خدم المضارب وما يتعلق بهما فوق ثلاثمائة[280/ب]. وقال بعضهم سبعمائة، وصحح ذلك الحاج صالح بن علي بن مطر خادم مولانا الإمام عليه السلام، وهو رسوله أيضاً للقيام عليها، وهم من أهل الجلد والقوة والخفة وأنهم كانوا يغمزون لها المضرب العظيم ويجعلون في أوسطه سبية البيت الجامع لمرافق مفصلاً بالأخشاب المطلية بالذهب والفضة والطرازات العجيبة، فإذا عمروها وأقاموها كانت بيتاً كاملاً ويصعد أهل الخدمة على طبقاتهم لحوايجهم وبينهم وبينها درج كدرج البيت الواسعة، ولا يتصل بها أحد من الحشم، وإنما أمرها يتعلق بخدمة وسايط الخدم والخصيان فإذا أرادوا السفر خلوا اللوالب من ذلك المضرب، وحملوها الإبل في جوالق فإذا نزلوا عمروها كذلك كما كانت وقال بعضهم إنها بيتان.

ولهذه المرأة سعة في الإنفاق على الفقراء، وذوي المسكنة فلا يزال الطعام موجوداً في كل وقت، والمنادي فيهم للطلاب، من قبلها كذلك، ثم لا تزال تخرج الصدقات عموماً وخصوصاً من الدراهم والكساء. فلما أرادت الارتحال من المخا من طريق البر، احتاجت أثقالها أكثر من أربعمائة جمل، فأعطت أهل الجمال لكل جمل كرى خمسين قرشاً، وباعوا منها كذلك بخمسين قرشاً، فضج الناس لذلك أهل التجارة إلى جهة مكة المشرفة، وكذلك الحجاج، وعرفوا أنهم مع هذا الحال لا يقدرون على حمل أثقالهم، فشكوا إلى السيد الجليل، رضي الدين زيد بن علي بن إبراهيم الجحافي الوالي على المخاء، فراسل إليها والتزم بإعانتها وأن تترك علاج أهل الجمال إلى نظره، وتم له ذلك، وقد تجاوز كرى الجمل مع وجود هذه المرأة أضعافاً على المعتاد، وكان ذلك حالها إلى مكة المشرفة، وأما أموالها التي كانت في البحر فلقتها إلى القنفذة وجدة. وكان بعض ولاة تهامة أراد أن يأخذ شيئاً من المجبأ المسمى قانوناً لأهل الطرقات فأعطته ما طلب من ذلك فبلغ مولانا الإمام طلابه لها، فغاضبه كثيراً وأرسل على ذلك الوالي من يرتجع منه ما أخذ منها، وأعاده عليها، وعاقبه على ذلك، وقال الحاج عبد الله خدا وردي الملصي، يعني ساكناً في بلد ملص، وهو من أهل الهند، أن بلدها مملكة في الهند تسمى دكن متصلة بمملكة سلطان الهند الأعظم، وكان زوجها السلطان، عادل شاه، وهو ملك البلد المذكور فمات فملكت بعده، وأسرفت في القتل، وتوسع ملكها، وكان لها وزير عليه مدارها[281/أ]، فقتلته فلاذ أولاده بملك الهند الأكبر، فأرسل إليها من يحضرها

لإنصافهم، وهي وأهل مملكتها في رسمهم طاعة ملك الهند، فاختارت الخروج إلى مكة المشرفة كالمغاضبة، ولعجزها عن مقاومته، وفرقت أموالها، وأخذت منه ما قدرت على حمله، قال واسمها [ ] . بنت السلطان قطب شاه.

وأخبرني بعض أصحاب السيد الجليل، زيد بن علي بن إبراهيم، أطال الله بقاه عن مقامها في المخا، وإنها فعلت دعوة حافلة وأمرت أن يحضر السيد زيد مع كبار أصحابه، ومن ورد المخا وأمرت لهم بعطاء كثير من ذلك، وطلبت من السيد أن يضع اسمه على بيان من قبض ذلك من عموم الناس، فقال، أبقاه الله: ما صار إلى أصحابي ومن يتعلق بي فأفعل أو قال فعل، وسايرهم لا يلزم، قال الراوي: فتذممت من ذلك وإعادت إليه أني لم أذهب إلى ما ذهبت إليه، وإنما أنا امرأة محجوبة، فلا أدري ما يفعل أهل خدمتي أو كما قال وأخبروا عنها، وتدبيرها بعجاب انتهى.

بقلم المؤرخ الدكتور حيدر علي ناجي العزي 

#شخصية_في_ريمة

جمعها م.محمد غالب السعيدي 

رابط المنشور على صفحة شخصية من ريمه على فيسبوك هنا 

google-playkhamsatmostaqltradent