#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (113)
الولادة والنشأة:
ولد العلامه أحمد بن زید بن محمد الصغیر بن زید بن إبراهيم بن محمد الصغير بن زيد بن علي بن أحمد القليصي في أسرة عُرِفت بالعلم والصلاح.
ذكر في كتابه ( تاريخ بني القليصي في الجعفرية ) الذي لا يزال مخطوطا بقلمه والذي تناول فيه ترجمة وتعريف بني القليصي منذ وصول العلامة علي بن احمد القليصي إلى الجعفرية مهاجرا من بلاد الطعام عزلة الجمام بداية القرن الحادي عشر للهجرة ،
ويجب أن نشير إلى المعلومات التي حصلنا عليها من البروفيسور علي محمد زيد القليصي الذي كتب الترجمات على الكمبيوتر من المخطوطة في كتاب تاريخ بني القليصي في الجعفرية أن جدهم الاول /العلامة علي بن احمد القليصي الذي جاء من الجمام بلاد الطعام استقر في قرية ذي راشد بمصبحي بني الحرازي ثم انتقل جدهم زيد بن إبراهيم بن محمد الصغير بن زيد بن علي من ذي راشد إلى القوز ، ومن المعلوم أن قرية القوز التابعة اداريا لعزلة بني سعيد (والتي صارت مركزا صوفيا مشهورا في الجعفرية، يقصده العلماء والدارسون من مناطق مختلفة من ريمه وأحيانا من خارجها) ولكن العلامة زيد بن محمد صغير القليصي انتقل من القوز إلى قرية العَنَم من عزلة بني الحرازي المجاورة والتي استقرت فيها الاسرة حتى وقتنا الحاضر.
وقد تناول كتابه حياة والده العلامة زيد بن علي القليصي صاحب الضريح والقبة التي في قرية العنم عزلة بني الحرازي متتبعاً هجرته الى المدينة المنورة لتلقي العلم ومدة مكوثه هناك ثم عودته وتوليه القضاء الشرعي في الجعفرية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها ، وقد ذكر في الكتاب ترجمة لكل أبناء القليصي في الجعفرية حتى وصل الى المعاصرين له واختتمه بنبذة قصيرة عن حياته وهو ما استند عليه الاستاذ منصور احمد زيد القليصي حفظه الله نجل شخصيتنا في كتابة سيرة مختصرة عن والده والتي بدورنا استندنا عليها في كتابة هذه الترجمة واضفنا معلومات من البروفيسور/علي محمد زيد القليصي المقيم في فرنسا والذي تتلمذ على يد اخواله احمد ومحمد زيد القليصي في بداية حياته كما أشرنا إلى ذلك في سيرته الذاتية المنشورة مسبقا.
وكان مولده يوم الثلاثاء 16 من ربيع الثاني سنة 1341هـ / الموافق 5 ديسمبر 1922م
الحالة الاجتماعية :
تزوج رحمه الله ثلاث نساء أنجبت له الاولى منهن ولدان وخمس بنات والثانية ماتت بعد عام واحد تقريبا من زواجه منها في شبابه ولم تنجب والثالثة أنجبت ولدان واربع بنات.
مات رحمه الله ولديه اربعه من البنين وتسع بنات
تعليمه :
عاش مراحله الأولى في كنف أسرته وبدأ بتلقي العلم منذ وقت مبكر علي يد مجموعة من المشائخ والعلماء؛ وقد حمل على عاتقه مسئولية تربية اخوانه وتعليمهم بعد رحيل والده في العام (١٣٦٣ هـ /١٩٤٢م) كما أشرنا الى ذلك في سيرة شقيقه الاستاذ محمد زيد القليصي رحمهم الله اجمعين
نذكر منهم ؛
1- أول تلقيه للعلم على يد أستاذ وفد إلى المنطقة للتعليم اسمه إسحاق بن إبراهيم جمعان وقد قرأ على يده القرآن الكريم إلى سورة الأحقاف.
2- أكمل تعلمه للقرآن الكريم والتجويد ومبادئ القراءة والكتابة والحساب وبعض النصوص الأدبية والشعرية والأخلاق والتوحيد على يد الأستاذ عبدالله المحني وهو مدرس جاء من صنعاء للتعليم فدرس على يده الى عام ١٣٥٨ھ الموافق 1939م. وتعتبر هذه الفترة التي امتدت قرابة عشر سنوات من التعلم هي المرحلة التأسيسية في حياته العلمية لينتقل بعدها الى المرحلة المتقدمة من أخذ العلوم الشرعية بعد أن بلغ السابعة عشرة من عمره.
3- درس على يد عمه العلامة علي محمد الصغير زيد القليصي كتاب "متن الزُبَد" في الفقه على مذهب الإمام الشافعي، ومختصر أبي شجاع، وملحة الإعراب، و الرحبيه في الفرائض، والمنهاج للإمام النووي وأبواب ومسائل الفرائض، ومتن "تحفة الصبيان في عقائد الإيمان" وهو أرجوزة شعرية – مازالت مخطوطة – تشرح مبادئ العقيدة بأسلوب مبسط نظمها جده الشيخ العلامة محمد بن زيد بن إبراهيم القليصي.
4- انتقل للدراسة عند الشيخ العلامة أحمد بن علي يفوز(الذي درس في القوز ونقل تراثها إلى قرية نٌعمَة التابعة العزلة بني الجعد) وأكمل عنده تعلم علم الفرائض كما درس على يديه صحيح البخاري وبعض كتب السنة وقد أجازه شيخه في رواية وتعليم ما تعلمه على يديه،
5- درس على يد الشيخ العلامة داود علي أحمد العياشي -رحمه الله- حيث استكمل على يديه تعلم صحيح البخاري ومسلم .
6- درس على يد عدد من العلماء من خارج منطقته كالشيخ عبدالله محمد الأهدل المروعي (من علماء المراوعه (بأن يروي كتابه اﻟﻤﺴﻤﻰ "اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم".
7- والقاضي العلامة عبدالوهاب محمد السماوي الذي أجازه في مراجعة كتابه التعامل في الإسلام وتصحيح أخطائه وتعليمه.
8- درس في العاصمة صنعاء على يد الشيخ العلامة أحمد أحمد سلامة مصطلح الحديث وعددا من كتب السنة، وذلك أثناء فترة عضويته لمجلس الشورى، وأجازه أجازه مطولة في علمه ومروياته حررها بخط يده بتاريخ 26 ربيع الثاني عام 1394ھ الموافق 18/5/1974م.
9- التقى الشيخ العلامة محمد علي الصابوني في مكة المكرمة وحصل منه على إجازة في جميع مؤلفاته العلمية رواية ودراية وظل على تواصل معه لسنوات طويلة.
10- حصل على الإجازات العلمية من عدد من المشائخ والعلماء الذين التقى بهم وأخذ عنهم سواء في ريمة أو خارجها.
الحياة العملية :
بدأ المُكَتَّبات الشرعية منذ شبابه ولا يزال عمره ثمانية عشر عاما أي عام 1359ھ – 1940م وتولى القِسَم الشرعية (قسمة التركات) وكان والده رحمه الله مازال حيا يرزق، وقد اشتغل بالمُكَتَّبات الشرعیة وتولى العمل مأمونا شرعيا لعموم مدیریة الجعفریة بل وأجزاء من المديريات المجاورة.
كان الناس يتوافدون إلى بيته لحل مشاكلهم والفصل في خصوماتهم فلا تكاد تخلو بيته من أصحاب القضايا المختلفة على مدار العام، وكان يقوم بالفصل بينهم ويكتب مواثيق الصلح التي كانت بمثابة أحكام يقبلها المتخاصمون حتى الذين طالت خصوماتهم لسنوات وأصبحت قضاياهم بنظر المحكمة.
- وقد كان رحمه الله ملماً بأحكام الشريعة الإسلامية بارعا في سبر غور الأحكام الشرعية بارعاً في كتابة الطعون ضد الأحكام واستئنافها ونقضها وتحرير المراجعات والطعون والردود للراغبين في الطعن في الأحكام واستئنافها فكان يدرك مكامن الخلل فيها وجوانب المخالفات فيها ولذلك كان القُضاة يعملون له الف حساب عند إصدار الأحكام لمعرفتهم أنه لن يتوانى عن إنصاف المظلوم ولو أدى الأمر إلى إغضاب أي مسؤول أو قاضٍ.
كان القُضاة يثقون بعلمه وكفاءته وحنكته في مجال القضاء والإفتاء حتى أنهم كانوا ينيبونه عنهم وكيلا للقضاء عند غيابهم.
عرض عليه ﺗﻮﻟﻲ اﻟﻘﻀﺎء رسميا (بموجب التكليف الذي صدر له من وزارة العدل) بعد انتهاء عمله في مجلس الشورى الذي تم إحلاله عام 1975م .
حيث عُرِض عليه أن يكون قاضيا ﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﺠﻌﻔﺮﯾﺔ واعتذر عن ذلك فخير ان يتولى القضاء في اي ناحية من نواحي ريمة، أو حتى خارجها ، لكنه تورَّع عن تولي القضاء زاهدا منه مدركا ثقل حمل أﻣﺎﻧته .
- كان عامل الناحية (مدير المديرية) آنذاك يراسله ويخاطبه بأمين الأمناء نظرا للمكانة التي يحظى بها لدى مسؤولي المديرية حسب ما وُجِدَت في مكتبته من مراسلات وتوجيهات منذ عام 1384هـ
- كانت له مكانة وحظوة واحترام وتقدير عند المسؤولين في المديرية فكان يستغلها في منفعة المواطنين وتوصيل مطالبهم ومظلماتهم إلى المسؤولين لينصفوهم.
- جمعته بالعديد من المسؤولين من حكام ومدراء صداقة وكان المدير يسمى عامل ومنهم العامل الشيخ منصور عبدالقادر باشا ( 1966م - 1974م )جمعته به صداقة قوية حتى انه عندما ولِد له ولد عام 1968 سماه منصور تخليدا لذكرى صداقته بالعامل المذكور
وقد تولى الوعظ والارشاد والخطابة في مسجد العنم وعدة مساجد
عضويته لمجلس الشورى
كان رحمه الله شجاعاً صادعا بقول الحق ونصرة المظلوم وكان خدوما للناس لا يتردد عن تقديم العون لكل من يحتاجه ولذلك حظي بحب المواطنين وثقتهم فانتخبوه عضوا في مجلس الشورى ممثلا عن مدیریة الجعفریة من عام 1971م آخر فترة حكم القاضي عبدالرحمن الإرياني واستمر عضوا بمجلس الشورى لسنوات حتى عهد الرئيس ابراهيم محمد الحمدي رحمه الله حتى تم حل مجلس الشورى نهاية عام 1975
- كان أثناء فترة عمله عضوا في مجلس الشورى خير سفير لمنطقته وللمواطنين الذين منحوه ثقتهم وانتخبوه حيث كان مع زملائه من المديريات الاخرى في ريمة وهم الشيخ يحي محسن جمعان والشيخ سعد طاهر الضبارة والاستاذ عبدالله عزي النوفاني يعملون كفريق عمل واحد في المطالبة بما تحتاجه مناطقهم من مشاريع وخدمات، وكان لهم دور في متابعة قضايا المواطنين في الوزارات المختلفة.
وكان له دور متميز في متابعة شق طريقين رئيسين في المديرية يشكلان شريان حياة للمواطنين (طريق عَلُوجة وطريق الحدِيَّة) أثناء فترة عمله عضوا في مجلس الشورى.
- في فترة عمله بمجلس الشورى كان أخوه العلامة محمد زيد القليصي حلقة الوصل بينه وبين مجتمعه ومنطقته عبر المراسلة الدائمة بينهما نظراً لأن الرسائل كانت هي وسيلة الاتصال الوحيدة ذلك الزمن.
وكانت علاقته بأخيه متميزة جدا فليست علاقة أخ بأخيه فقط ولا علاقة الصديق بصديقه بل علاقة الأخ الصديق في الوقت نفسه وكان يحنو على أخيه حنواً كبيراً وكان أخوه يجله إجلالاً كبيراً فهو من تولى رعايته بعد موت أبيه وعلمه وزوجه وسانده حتى استطاع الاعتماد على نفسه رحمهما الله جميعا.
- وكان يأخذ إجازة من مجلس الشورى لمدة أسبوعين ما بين فترة وأخرى ليزور البلاد فيتوافد المواطنون عليه طوال فترة زيارته للبلاد حتى أن مجلسه يزدحم بلقاءاته بهم كل يوم فيسمع منهم قضاياهم حتى إذا سافر يكون واعيا لمطالب ناخبيه ويعمل على خدمتهم لدى الجهات ذات العلاقة بتلبية مطالبهم.
استمر في عمله بعد ذلك مأموناً شرعيا لمديرية الجعفرية ومفتيا وعالماً اشتهر بغزارة علمه وبلغت شهرته الآفاق.
بعض سجاياه
الكرم والجود:
اشتهر الشيخ العلامة أحمد بن زيد القيصي بالكثير من الخصال الحميدة أهمها الجود والكرم فقد كان جواداً سمحا لا يبخل بشيء مهما كان ثمنه وكان مندفعاً في مكافأة كل من يكرمه أو يهدي إليه شيء حتى أنه في مرات كثيرة كافأ من أهدى اليه شيئاً يسيراً بأضعاف قيمته بل أنه يتناول ما تقع عليه عينه مثل جنبية أو بندقية أو أي شيء ثمين ويناوله ويحلف له بأيمان أن يقبلها.
وكان كل من يدخل عليه في مجلسه أو بيته يجد منه حفاوة وترحيباً ويعطره بأكثر من نوع من العطور وهكذا بقي حتى توفي رحمه الله حتى أنه في مرض موته وهو يعالج سكرات الموت ولم يعد يستطيع الكلام كان إذا دخل عليه زائر يعوده يؤشر لمن كان حاضرا من أبنائه بيده أن يعطره ويكرمه.
الصراحة وسلامة الصدر:
ومن السمات الطيبة التي تميز بها هي فضيلة الصدق وسلامة الصدر وعدم السماح للوشاة بإيغار صدره ضد أحد ، فمن جاءه واشياً أو نماما وينقل إليه كلاما عن أن فلان قال عنك كذا ويقول له لا تقل أني كلمتك يقول له لا أقدر أن أكتم في نفسي كلاما ضد أحد، وعندما يجد الشخص الذي نسب الواشي إليه قولا أو فعلا يقول له يا فلان جاءني فلان وقال أنك قلت ضدي أو عملت ضدي كذا وكذا فما قولك فإن كان مخطئاً قبل اعتذاره وإن كان بريئا يتضح كذب الواشي ولا يعود لمثلها ، وهكذا ما كان يجرؤ أحد أن يشي له بأحد خوفاً من صراحته.
البشاشة واللطف:
- كان العلامة أحمد زيد القليصي بشوشاً ضاحكا مازحاً متواضعاً مع الصغير والكبير حتى أثناء فترة مرضه فما كان متضجرا أو شاكيا حتى أحبه كل من عايشه وكوَّن صداقات واسعة وكسب أصدقاء من كل المناطق، وأثناء إقامته في صنعاء الذي استأجر فيها مقرا له ولزواره في بستان السلطان من الأخوين عوني ونوري العجمي لم تبق العلاقة بينه وبينهم علاقة بين مؤجر ومستأجر بل سرعان ما تحولت إلى صداقة حميمة حتى أنهم عرضوا عليه إهداءه قطعة أرض مجاناً ليبني له بيتا ويعيش قريباً منهم ولكنه شكر لهم كرمهم واعتذر لهم بأنه لا يستطيع العيش في مدينة صنعاء بشكل دائم نظراً لارتباطاته الاجتماعية في مديريته ، وكان لديهم مكتبة كان يستعير منها الكتب ويقرؤها هناك في صنعاء.
الورع والزهد :
- رفض تولي القضاء حاكما لناحیة الجعفریة أو غیرھا؛ فبعد حل مجلس الشورى حررت له رئاسة الجمهورية مذكرة إلى وزارة العدل بتعيينه رئيساً لإحدى المحاكم ولكنه رفض تولي القضاء ورعاً وخشیة من تولي أمانة القضاء، وحين سئل عن سبب رفضه تولي القضاء بشكل رسمي برغم ممارسته له عمليا لعقود قال أين أذهب من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قاضٍ في الجنة وقاضيان في النار)
حب العلم وكثرة القراءة والاطلاع:
كان رحمه الله غزير العلم نشطا في طلبه سواء من خلال لقائه بالعلماء أو مراسلتهم أو من خلال اطلاعه الواسع؛ حيث شغوفا باقتناء الكتب نهما للقراءة لا يكاد يضع الكتاب عن يده حتى يقرؤه من الغلاف الى الغلاف ويملؤه بالملاحظات والتعقيبات والردود في هوامش صفحاته إلا أن يكون كتابا مستعارا فلا يكتب فيه حفاظا على حق مالكه، ولم يكن منكفئا على لون واحد من القراءة والاطلاع فمكتبته الضخمة عامرة بمئات الكتب في مختلف علوم الدين واللغة والتاريخ وعدد من العلوم المختلفة.
وقد ظل نهما للقراءة والاطلاع حتى آخر عمره بل زاد نهمه حين قلَّت مشاغله وخفّ ارتباطه بالناس وقضاياهم؛ فكان لا ينام من الليل إلا قليلا، وقد عُرِف عنه أن الضوء لا ينطفئ في غرفة نومه لكثرة قراءته ومسامرته للكتب.
وفي السنوات الأخيرة حين ضعف بصره ولم تعد النظارة تكفيه للقراءة كان يستخدم عدسة مقعرة يمسكها بيده اليسرى والكتاب بيده اليمنى والنظارة على عينيه وهو منكب على الكتاب أو المصحف لا يمل ولا يفتر عن القراءة إلا قليلا.
وكان مقيله مع الناس الذين لا يخلو منهم مجلسه مطعما بالفوائد والمناقشات؛ فتارة يفسر آية وتارة يشرح حديثا أو بيتا شعريا أو مسألة فقهية حتى أضحت مجالسه أشبه بالحلقات العلمية التي يستفيد منها كل من يرتادها.
وقد كان مرجعاً وحجةً في الافتاء ترد اليه الأسئلة والمسائل التي تحتاج الى فتواه وجواباته الشاملة والشافية من عموم مديريات ريمة وغيرها فيرد عليها ردا مفصلا ينم عن غزارة علم وسعة اطلاع، وكان لا يؤخر السائل فيرد على سؤاله من فوره حتى أنه يأخذ الورقة التي كُتِب فيها السؤال ويرد عليه ولو كان ماشيا في الطريق، وقد جُمِعت بعض تلك الأسئلة والأجوبة وحررها بخطه في كتيب مازال في مكتبته.
إصلاح ذات البين:
كانت حياته حافلة بالعمل على إصلاح ذات البين وفض النزاعات والفصل في الخصومات وإصدار الأحكام ومواثيق الصلح بكل كفاءة واقتدار في عموم المديرية ما جعل الناس يقصدون منزله لفض نزاعاتهم وحل مشكلاتهم وخصوماتهم على مدار العام سواء كانت هذه الخصومات تتعلق بالحقوق كمشكلات الإرث والشراكات والبيوع أو حتى المشاكل الأسرية والعلاقات الاجتماعية نظرا لما تميز به من غزارة العلم وحدة الذكاء والفطنة والورع والتقوى.
أعماله العلمية:
كان لانشغاله باستقبال المواطنين وحل قضاياهم وارتباطه بهم على مدار العام أثر في قلة تأليفه تصانيف علمية برغم غزارة علمه، إلا أن لديه أعمال فقهية مجمعة لم تطبع ولديه مؤلف بعنوان (بغية المشتاق في أحكام الطلاق ) أجازه وقدم له الشيخ العلامة محمد بن إسماعیل العمراني عافاه الله ولم يطبع بعد .
- أعد وجمع تاريخ بني القليصي في الجعفرية في كتاب خطه بقلمه تناول فيه ترجمة وتعريف بني القليصي منذ وصول العلامة علي بن احمد القليصي إلى الجعفرية مهاجرا من بلاد الطعام عزلة الجمام بداية القرن الحادي عشر للهجرة ،ثم تناول حياة ولده العلامة زيد بن علي القليصي صاحب الضريح والقبة التي في قرية العنم عزلة بني الحرازي متتبعاً هجرته الى المدينة المنورة لتلقي العلم ومدة مكوثه هناك ثم عودته وتوليه القضاء الشرعي في الجعفرية وغيرها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد ذكر في الكتاب ترجمة لكل أبناء القليصي في الجعفرية حتى وصل الى المعاصرين له واختتمه بنبذة قصيرة عن حياته.
عصر أحمد زيد !!! ؟
لا يمكن تناول حياة الشيخ العلامة أحمد بن زيد القليصي دون التطرق إلى هذا العنوان ألا وهو ( عصر أحمد زيد) فكثيراً ما يتعذر من يريد أن يقدم صلاة العصر بالقول عصر احمد زيد أي : نصلي العصر في الموعد الذي يصلي فيه أحمد زيد وهذا الكلام فيه جانبان الجانب الأول الثقة في صوابية فعل أحمد زيد لما يعرفونه عنه من غزارة علمه وقوة حجته وهؤلاء ممن يعرفونه وهم مقلدون له عن معرفة وعلم.
أما الجانب الآخر فهو التماس المبررات ممن يبحثون عن عذر لتقديم صلاة العصر عن موعدها غير ملتزمين بالضوابط الشرعية التي استند عليها العلامة أحمد زيد القليصي في فتواه عن وقت صلاة العصر وإنما هم يبحثون عن مبرر ليقدموا صلاة العصر قبل دخول وقتها ليبدؤوا تناول القات والتخزين من وقت مبكر، حتى أن البعض في مناطق ومحافظات أخرى يطلقون هذا الكلام وهم لا يعرفونه ولا رأوه، وفعل هؤلاء حجة عليهم وليس عليه.
وخلاصة القول أن عصر أحمد زيد الحقيقي هو ما أفتى بوقته مستنداً إلى أدلة الكتاب والسنة وما رواه أهل الحديث عن أقوال وأفعال رسول الله وأقوال أصحابه من بعده الذين صلوا بصلاته كأنس بن مالك وعبدالله بن عمر وابن عباس وغيرهم وما ورد في جوامع وصحيح الحديث التي ترجح أن ما زاد عن ظل المثل للشمس هو آخر وقت الظهر وأول وقت العصر وما عدا ذلك فليس بحجة على أحمد زيد رحمه الله.
مرضه ووفاته:
في السنوات الأخيرة من عمره عانى رحمه الله من الأمراض؛ فكان مرضه الأول "عرق النساء" الذي أقعده عن الحركة سنة كاملة قبل موته باثني عشر عاما ثم شفي منه وعاش بعدها حوالي أحد عشر عاما ظلت تتعاوده فيها أمراض شتى؛ منها مرض البروستات والحمى وضعف سمعه وبصره فقل تواصله بالمجتمع وكان ضعف السمع أكبر عائق من التواصل بالآخرين فزاد شغفه بالقراءة التي كانت متنفسه وملاذه.
لكنه ظل أنيقاً مهتما بمظهره لا تكاد الابتسامة تفارق وجهه، مرجعا وحجة ترد إليه الأسئلة ومسائل الفتوى، وخلال الثلاثة الأعوام الأخيرة كان أغلب وقته محتضناً لكتاب الله منكباً على تلاوة القرآن الكريم ليلا ونهارا حتي توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 7 صفر 1432ھ الموافق 11/1/2011م عن عمر ناهز التسعين عاما
رحمه الله وغفر له
اعداد الترجمه:
الاستاذ/ منصور احمد زيد القليصي
جمعها ورتبها:
م.محمد غالب السعيدي
مراجعة وتدقيق:
البروفيسور علي محمد زيد
١٦ رمضان ١٤٤٢ هجرية
٢٧ ابريل ٢٠٢١م
#شخصية_من_ريمه
#رمضان_كريم
.............
تنبيه هااااااام
نسمح بالنسخ والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريطة احترام حقوق الملكية . ذكر المصدر اسم كاتب الترجمه واسم الصفحة مع الرابط المرفق للصفحة على الفيسبوك من هنا
تنبيه هااااااااام جدا
الصفحة مختصة بتجميع الترجمات لشخصيات و اعلام من ابناء محافظة ريمة من جميع التيارات و الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية والدينية دون تمييز في العرق والجنس واللون والانتماء السياسي والمذهبي