#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (119)
رسمه للأستاذ يحي الحمادي |
مقدمة :
• شاعرنا مُجيدٌ للغة ببراعة وإتقان؛ حيث تبدو متبرجة أمام جمرية غضب الاستبصار. يهندس معانيها، ويرسم صورها.. ومجيد ـ أيضا ـ لاختيار الكلمات والصور.. يفكر ثم يتكلم، بحصافة هامسة.. لا عجب.. تلك صفة المحامين ورجالات القضاء.
• في مطلع العام 2004م وعلى رصيف الكتب بالتحرير لمحت هذا الكتاب(يقصد ديوان بين ايقاد الشموع ولعن الظلام ) ، وبدأت أقلب صفحاته، فعلق البائع: هذا أحمد مطر اليمن..! وكان هذا الكتاب بداية الاتصال، ومن ثم المتابعة حتى اليوم.
• مهدي الحيدري.. قبل أن أتكلم عن أدب الثورة في أعماله نظما ونثرا، ألفت انتباه القارئ إلى أنه كاتب استطلاعات صحفية من طراز رفيع، تشبه لغته في هذا الجانب لغة رسول حمزاتوف؛ ولولا ظروف عمله كمحام، وموظف في سلك التربية والتعليم لكان أحد أبرز كتاب الاستطلاع الصحفي على مستوى اليمن، وربما الجزيرة؛ هذا إضافة إلى قليل من كسل المثقف والشاعر الذي غلب نشاط المحامي..!
• لو واصل الشاعر الحيدري مسيرته على ذات النهج الذي ابتدأ به، لتسلم الراية "المطريَّة" بثقة واقتدار، ليس يمنيا فحسب؛ بل وعربيا؛ إنما جنح إلى مجال آخر، منشغلا بهمومه الخاصة كأي مبدع يمني..
• شعر الحيدري ثوري "ملحمي" بلغة أفلاطون" وهو ليس من الشعر الذي يقدم العلاج فحسب؛ بل ومما يقدم المتعة أيضا وفقا لأرسطو. أظنكم قرأتم عن فكرة التطهير الأرسطية...الخ.
الولادة والنشأة :
ولد المحامي الشاعر والاديب مهدي عبده بن مهدي قايد الحيدري في عام 1390هجرية الموافق 1970م محل الصروف قرية بني الشماخ عزلة #الضبارة مديرية #كسمة محافظة #ريمة.
الحالة الاجتماعية:
التعليم:
• انهى المرحلة الابتدائية ، 1982م ، في مدرسة القرية في الضبارة مديرية كسمه محافظة ريمه
• انهى المرحلتين الاعدادية والثانوية ، 1987م ، بمعهد الشوكاني لاعداد المعلمين في العاصمة صنعاء
• التحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة العلوم والتكنولوجيا صنعاء وحصل على درجة الليسانس في العام 1998م وبعد تخرجه عمل في مهنة المحاماة .
•
المهام والمناصب التي تقلدها:
• مدرسا بعد تخرجه من معهد المعلمين
• محام بعد تخرجه من كلية الشريعة والقانون
• مدير عام الثقافة محافظة ريمة 2011م الى 2015م
• عضو مكتب محامي عام النيابات العسكرية )حكومة عدن)
• قائم بأعمال رئيس النيابة العسكرية المنطقة الثالثة )حكومة عدن)
العضويات :
• عضو نقابة المحامين اليمنيين
• عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين
• حاصل على جائزة رئيس الجمهورية في الشعر عام ٢٠٠٥م عن محافظة ريمة.
• عضو رابطة الادب الاسلامي
• عضو نقابة المعلمين اليمنيين
• حائزة على درع صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م
• حائز على درع المشاركة والتكريم في ملتقى صنعاء للشعراء الشباب العرب.
• رئيس تحرير مجلة صناع النجاح .
مؤلفاته:
• بين ايقاد الشموع ولعن الظلام
مجموعة شعرية ،صدرت عن التوجيه المعنوي،عام 1997م.
• الكهف المهجور ،
رواية ،صدرت عن الهيئة العامة للكتاب عام 2003م.
• ألف لاشئ له
، مجموعه شعرية ،صدرت عن الهيئة العامة للكتاب عام 2004م
• تفاصيل وردة
،مجموعه نصوص سردية،صدرت عن وزارة الثقافة والسياحة ،عام 2004م.
• الخيرون ( ديوان اليتامى)،
مجموعه شعرية،صدرت عن مؤسسة اليتيم،عام 2008م.
• الطوفان... يوم تحت التخصيب
،مجموعه شعرية،صدرت عن دار الآفاق للطباعه والنشر عام 2009م.
• وحده يموت واقفا
،مجموعه شعرية،صدرت عن دار الآفاق للطباعه والنشر عام 2009م.
• فلسفة الاخلاق ... المهندس قاسم الريمي
صدرعن جمعية اليمانية الاجتماعية الخيرية 2010م.
• متون الجوامع القضائية
صدر عن دار الكتب اليمنية عام 2014م. وصف الكتاب فضيلة القاضي / محمد بن إسماعيل العمراني في التقديم بأنه "كتاب يكتب بماء الذهب .. وأنه لا يستغني من الاستفادة منه القاضي أو المحامي أو العالم أو طالب العلم في الجامعات والمعاهد القضائية".
من عنوان الكتاب يتضح ابتداء أن الكتاب عمل إبداعي قضائي التقت فيه قريحة الشاعر بمهنية المحامي لتخرج عملاً قضائياً إبداعياً رائعاً في ثلاثة متون شعرية كأول ابداع نظمي يجمع مبادئ العدالة والمبادئ القضائية مقرونة بالقواعد الفقهية وضوابطها في متن واحد على مستوى العالم الإسلامي، إضافة إلى القواعد الخاصة بقانون المرافعات والتنفيذ المدني.تضمن العمل ثلاث مجموعات : الأولى شملت متن القواعد والضوابط الفقهية، وتضمنت المجموعة الثانية متن المبادئ والقواعد القضائية والعدلية، وتناولت المجموعة الثالثة متن القواعد العامة لقانون المرافعات والتنفيذ المدني اليمني.
أسند المؤلف كل قاعدة أو مبدأ أو حكم تضمنه البيت الشعري إلى نص قاعدته أو مادته الأصلية المدونة في هامش الكتاب.
وفاته:
مرثية الشاعر البكالي
صور من أدب الاستاذ مهدي الحيدري :
وفي ديوان الحيدري "المقاومة" حمم بركانية صامتة من غضب الشعر الثوري الذي تشعر معه بهزج الشعر وأراجيز البندقية معا.. سجالات المَدافع وحوار الكلمة..!
ألم يقل الزبيري قبل اليوم: "كنت أحسُّ إحساسًا أسطوريًا بأنني قادرٌ بالأدب وحده على أن أقوض ألف عام من الفساد والظلم والطغيان". للأديب المصري الدكتور إسماعيل عز الدين كتاب قريب من هذا "الشعر في إطار العصر الثوري".
فكرية الصورة وفلسفتها:
الصورة الاولى:
"تاريخنا الثوري يولد ميتا.. وإذا ما استهل أماته الثوار"!!
هذه من روائع شاعرنا، وهي وسم على عتبة "واتسه" ومثلها كثر على عتبات أخرى أكثر..
الصورة الثانية:
مثل هذه أيضا، نثرا: "أن تقف محايدًا بين ظالمٍ ومظلومٍ، باختصار: أنت مع الظالم". هذه الإشراقة من تجليات المهنة..!
ومثل هذا الومضة: صورة ملونة أخرى، لا تعبر عن ذاتها كصورة فحسب؛ بل عن الفكرة وما وراء الفكرة، عن المعنى وظل المعنى، كما هو الشأن في شعر الحيدري كاملا تقريبا، الصورة غلاف الفكرة، وزينة المعنى، وهي كذلك تأطير للخيال الجامح؛ ومثلما في شعر أحمد مطر من المعادلات المنطقية التي كسرت رتابة الصورة التقليدية في القصيدة السياسية، ففي شعر الحيدري ما يناظرها كذلك:
أرى بلدي بكل الأرض تسعى وكل الأرض تسعى في بلادي
و ايضا :
وبي وجع الدواء بلا دواء سوى صمتي وفي صمتي ارتغامي
وبي وجع السكوت وليس أدهى علي من السكوت سوى الكلام
وبي وجع العروبة أثخنتها يد العربان في الزمن الحرام
بمعنى آخر.. "عقلنة العاطفة" التي تغلب على الفن الشعري بشكل عام؛ لذا فشعره ينتمي إلى رحم القضية التي يحملها، وإن كانت بعيدة، أكثر من انتمائه إلى قلب المكان الذي يسكنه:
وَبِي صنعاءُ تغفُو تحتَ جَفْني فَيَسْهَرُ فوقَ غَفْوتِها منامي
تُصَادرُ نِصْف أَوْجَاعِي بِوَعْدٍ وَيَشْرَبُني بِمَوْعِدِها غَمَامي
بِإحْرَامٍ حلالٍ قَدْ أَهَلَّتْ لعامٍ حَلَّ في الشَّهْرِ الحَرَامِ
يَقُولُ ليَ الهْوَى لابدُّ منها ولو وطأَ الزِّحَامُ على الزِّحَامِ
الصورة الثالثة:
وما ذا بعد؟ وفي أي قالب نضع النص التالي؟!
ألم يقل الغزالي المتصوف قديما: "من لم يحركه الربيع وأزهاره، والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج" وهاتوا لي إنسانا سويا لا تحركه الأسجاع أو تطربه الأسماع..
"ما زلت أرحل رغم التيه في سفري
منها على سفري فيها على ألمي
من أين أبدأ يا من حبها خبر
من غير خبر ومختتم؟!
وكيف تبحر في عينيك قافية
تشطرت بين العين والقلم؟!
يامن تموت القوافي تحت بسمتها
كما تموت معاني اللاء في نعم
بأي خديك ترسو نهدة تعبت
من الرحيل ولم تفطر ولم تصم".
الصورة الرابعه :
بأي خديك ترسو نهدة تعبت
من الرحيل، ولم تفطر، ولم تصم..!
إنها "تساءالات" وليست تساؤلات.. بمعناها الفلسفي المضمخ قليلا بروح الشعر.
بأي خَديك تَرسو نهدةٌ تعبتْ
من الرَّحيلِ ولم تَفطرْ ولم تصم..!
هذه وحدها ليست فلسفة، وليست غزلا، أقل ما يقال عنها ملحمة من عاطفة جوعى، مشبوبة بأنفاس حراء، لها ألغازُ مثلث برمودا..! أو مجرة هائلة تجر وراءها حشودا من الضوء والضياء.. إنها ملحمة من المعاني وإن قلت فيها المباني.
بأي خَديك تَرسو نهدةٌ تعبتْ
من الرَّحيلِ ولم تَفطرْ ولم تصم..!
لوحة.. "على جبينها تتراقص الأضواء" اللوحة أيضا: للشاعر البديع جابر الشراخ..
الصورة الخامسة:
لا أدري هل يلحظ معي القارئ حجم تفاني الشاعر حد الذوبان والتلاشي في القصيدة أحيانا، بصورة قل أن نجد لها نظيرا لدى كثير.
ليتَ للمُمْكِنِ أبجدْ
كلَّما ناديتُ للحرف ...
رَغَى الحرفُ وأَزْبَدْ
ليس للمِنْجَلِ مهْيَدْ
تصرخُ الدَّهْشةُ...
في الرَّعشةِ ..
في الوَجْهِ الْمُرَبَّد..
إنّ للبركانِ مَوعِدْ
إن للبركانِ موعدْ
إن للبركانِ موعِدْ
ما الذي يبغيهِ هذا الزَّمنُ الْمَطْحونُ
مِنْ طَحْنِ هوائي
بعد أنْ حَطَّمَ بالفأسِ انْتِمائي
بعد أن صادَرَ مِنْ موتي عَزَائِي
بعد أن حاصرَ أنفاسي
وأَوْغَلَ في دمائي
بعد أن أحرقَ في شِعْرِي
حقول الدّمع
مِنْ أقصى
إلى أقصى بُكَائِي
ما الذي يبغيهِ مِني؟!!ْ
أنا في مُفْتَرَقِ الْخَيْبَةِ مُذْ كنتُ
ومُذْ كانَ رجائي
جِئْتُ مِنْ قِنِّيْنَةِ النَّكْسَةِ مسْكُوناً بمَنْ ؟
أين ؟
متى ؟
أنَّى ؟
لماذا ؟ ولـِمَهْ ؟
جئتُ مِنْ قَهرٍ إلى قهرٍ ثُنَائي .
لا أُبَالي بأَزِيْزِ الموتِ إنْ أزَّ إِزَائِي ..
يَلْهَثُ اليَأسُ
وَرَاءِ اليأسِ
مَيْؤوساً
وَرَائِي .
كُلَّمَا أَدْرَكَنَي
ألقيتُ في فَيهِ ..
فُتَاتِ الأَحرُفِ الْمُستَهلَكَةْ
كلُّما حاولَ أنْ يهلِكَنِي ..
ألْقَيْتُهُ في التَّهلُكَةْ
كلُّما ألقى شِبِاكَ الموتِ لي ..
أَنْجُو..
وَيلْقِىْ نَفْسَهُ في الشَّبَكَةْ
إنه تفانٍ كتفاني الحلاج في سبحاته الصوفية، أو كتفاني أبي بكر سالم بلفقيه في أغانيه "رسولي قم بلغ سلامي.."
ـــــــــــــ
الصورة السادسة
يافطة
أَلِفٌ لاَ شَيْءَ لَهْ
إنه العنوانُ.. والموضوعُ أسعدْ
ترقصُ الْحُرِّيِّةُ الأُنْثى على أكْنَافِهِ كيما يُغنِّي
فيُغنِّي تحتها..
من فوقِهِ عبدٌ يُغنِّي
تحتَ جاريةٍ تُغنِّي...
فوقها يافطة
كلنا من أجل أسْعدْ
والختامُ ا لْبَسْملَةْ
ألِفٌ لا شِيْء لَهْ.
عزيزنا الشاعر الكبير: هل قلت شيئًا؟!
تبارَكَ شعرُك..
الصورة السابعة:
..........
اعداد :
#شخصية_من_ريمه
بقلم م.محمد غالب السعيدي
اكتوبر ٢٠٢٠م
مراجع
1- مقال في صحيفة الجمهورية نشر في ١٧ مارس ٢٠٠٨م بعنوان
مهدي الحيدري. علم وقصيدة
2- موسوعة اعلام اليمن ومؤلفيه للدكتور الشميري
3- مقال للدكتور ثابت الاحمدي نشر في ٧ نوفمبر ٢٠١٦م على حسابه في فيسبوك بعنوان
الغضب الصامت. طيافة في الأدب الثوري للشاعر مهدي الحيدري
4- مقال نشر في صحيفة الثورة بتاريخ ١٧ ابريل ٢٠١٤م بعنوان متون الحيدري في الجوامع القضائية
5- مدونة الشاعر الرابط اضغط هنا
6-صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هنا وصفحة حديثة هنا
7- حسابه الشخصي على فيسبوك من هنا
...............
تنبيه هااااااام
نسمح بالنسخ والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريطة احترام حقوق الملكية . ذكر المصدر اسم كاتب الترجمه واسم الصفحة مع الرابط المرفق للصفحة على الفيسبوك من هنا
تنبيه هااااااااام جدا
الصفحة مختصة بتجميع الترجمات لشخصيات و اعلام من ابناء محافظة ريمة من جميع التيارات و الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية والدينية دون تمييز في العرق والجنس واللون والانتماء السياسي والمذهبي .