#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم(129)
ابراهيم الحيث رحمه الله (1952م-1991م)
مدير اول مستشفى في ريمة ومدير الصحة في قضاء ريمة
الولادة والنشأة:
ولد “ابراهيم
علي محمد الحيث” عام 1952م، في قرية الحيث بمديرية الجبين محافظة ريمة ، وتربى في كنف والده وأسرته
المهتمة بالتعليم رغم ندرة المتعلمين .
تربى في أسرة
تهتم بالتعليم ، حيث كان والده متعلمًا أيضًا ، وكان والده “الشيخ / علي محمد
الحيث ” شيخًا على عزلتي بني بلحوت والقبلية، و عُرف عنه حرصه على إلحاق أبنائه بالتعليم
في المدارس الأساسية التي تأسست بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م، وكان عددها في ريمة
آنذاك لا يتجاوز أصابع الكف.
صوره خاصة بريمة بوست |
الحالة الاجتماعية:
رحل وله زوجتين، و 12 طفلاً، 8 ذكور، 4 إناث، أكبرهم “عادل” والذي تحمل مسؤولية الأسرة، وكان بمثابة الأخ والأب لأشقائه، حد وصف شقيقه “أمين”.
إرث لا ينسى
تميزت شخصية “إبراهيم الحيث” بالتواضع وحسن المعاشرة مع أسرته وكل من عرفوه، فكان لأولاده الأب والصديق الذي يشجعهم على التعليم والاعتماد على النفس، والعمل بأنفسهم دون الركون إليه، وكان يرد إذا ما سأله أحد عن سبب ذلك، قائلاً “لابد أن يعتمدوا على أنفسهم كما الآخرين، فأنا اليوم عندي القدرة للوقوف بجانبهم ولكن من أجل لو حدث لي شيء وتبدلتِ الظروف يكونون معتمدين على أنفسهم”
يستطرد نجله أمين “لم نشعر بالدلال الكثير واعتمدنا على أنفسنا وتعلمنا ومارسنا حياتنا كما كان يتمنى رحمه الله.. والآن جميعنا متعلمين، اثنين منّا حاصلين على درجة الماجستير، وخمسة حاصلين على درجة البكالوريوس، وواحد حاصل على دبلوم ما بعد الثانوية”.
لم يورث الحيث لأسرته إرثًا ماديًا يتلاشى بمرور الزمن بل ترك لهم إرثًا ثقيلًا من السيرة العطرة والمواقف الإنسانية الباعثة للفخر، حد تعبير نجله الذي يرى أن “السمعة الطيبة وأعمال الخير هي الثروة الحقيقية”، فحيث ذهب يجد الناس يتداولون مواقف والده الذي لم يألوا جهدًا في خدمة المجتمع بكل تفانٍ وإخلاص.
التعليم :
1- تلقّى تعليمه الأساسي في مدرسة
“الحيث” الابتدائية التي تعتبر من أوائل المدارس في مديرية الجبين .
2- حصل على معادلة شهادة الثانوية
العامة من وزارة المعارف؛ بعد
اكمال تعليمه للمرحلة الأساسية(ابتدائية +الاعدادية).
3- حصل على دبلوم في الإدارة الصحية من
المعهد العالي للصحة العامة بجمهورية مصر العربية في 1990.
4- حصل على العديد من الدورات التدريبية
في المجال الصحي.
حياته العملية :
بدأ حياته العملية في إدارة مستشفى الثلايا في مديرية الجبين، الذي
بُني في سبعينيات القرن الماضي، بتمويل من دولة الكويت، وكان “الحيث” الشاب الطموح
أول من تقلّد إدارته لعدة سنوات، قبل أن يحصل على قرار التعيين رسميًا في 1981م.
في 1983م عُيّن
“إبراهيم الحيث” مديرًا عامًا للخدمات الصحية والطبية بقضاء ريمة، بقرار من وزير
الصحة حينها الدكتور محمد أحمد الكباب، وقد كانت مهمة إدارة قطاع صحي في مناطق
ريفية نائية أمرًا بالغ الصعوبة، لكنه بدا على قدر تلك المهمة، ليبدأ مشواره بكل
عزم واقتدار من أجل خدمة الإنسان في كل المناطق بالرغم من الصعوبات التي فرضتها
الجغرافيا الجبلية الصعبة والواقع الصحي بشكل عام.
ويعتبر مستشفى
الثلايا في الجبين أول مستشفى في محافظة ريمة، حيث ضم العديد من الأقسام الطبية،
كما تم تزويده بالكوادر الطبية الأجنبية من جنسيات مختلفة، إضافة إلى توفير العديد
من الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة التي جعلته مؤهلاً لتقديم خدمات طبية متعددة،
وإجراء عمليات جراحية، وكان لإدارة الرجل جهودًا ملموسة فيما حققه المستشفى آنذاك.
ونظير جهوده
ونجاحه في إدارة مستشفى الثلايا و في
إدارة الخدمات الصحية بريمة حصل على العديد من الشهادات التكريمية التي نالها نتاج
جهوده الملموسة في كلتا الادارتين .
انجازات الحيث في القطاع الصحي لريمة :
1- عندما كان مديرًا لمستشفى الثلايا عمل على تطويره و جودة خدماته ،حيث حصل المستشفى على جهاز تخدير حديث
خاص بالعمليات وهو احد جهازين وفرتهما وزارة الصحة انذاك ، جهاز لمستشفى المستشفى
الثورة في صنعاء والآخر الثلايا في الجبين .
2- توفر سيارات الاسعاف ومولدات كهرباء وثلاجة للموتى وهي الثلاجة الوحيدة التي ما زالت موجودة حتى الآن في مستشفى الثلايا بالجبين.، وكان يعتبر أحد المستشفيات المتميزة بالكادر والأجهزة، وكانت تجرى فيه العمليات الجراحية.
مثّلت إدارة
الخدمات الصحية والطبية إلى جانب إدارة مستشفى الثلايا، مرحلةً جديدة في حياة
“الحيث” مليئة بالمسؤوليات، غير أنه استطاع التوفيق بينها.
3- خدمة المجتمع وتطوير القطاع الصحي كان
هو الهدف الأسمى الذي آمن به “الحيث” أثناء عمله في إدارة الخدمات الصحية والطبية،
حيث عمل على تحسين العمل الصحي بكل
مجالاته من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية لتوفير الخدمات الصحية وتدريب وتأهيل
العشرات من القابلات الصحيات ليعملن في مستوى مناطقهن على تقديم خدمات الصحة
الإنجابية الطارئة للنساء، خلال
تلك الفترة لم تكن مسألة إلحاق الشباب والفتيات بالمعاهد الصحية لتدريبهم وتوظيفهم
في القطاع الصحي، أمرًا سهلاً في مجتمع ريفي ينظر إلى الوظيفة العامة من زاوية
المثل الشعبي القائل “من خدم الدولة ما دفن أمه” أي من التحق بالوظيفة العامة
قيّدته مسؤولياتها ولا يستطيع حتى دفن والدته إن توفيت.. غير أن ” الحيث” بذل جهود
حثيثة من أجل تشجيع الأهالي وإقناعهم بتعليم وتوظيف أبنائهم وبناتهم الذين كانت
وظيفتهم الأساسية العمل في الحقول والمزارع.
4- عمل على توفير الخدمات الصحية لكثير من
مناطق ريمه فمنها على سبيل المثال متابعة إنشاء مستشفى “صرع” في بلاد الطعام،
والعديد من المراكز والوحدات الصحية في مديريات ريمة..
5- رجل التنمية:
لم تشغل ابراهيم
الحيث الوظيفة العامة عن الانخراط في
الأنشطة المجتمعية لتعزيز وتحسين كل مجالات التنمية، بل كان أحد الشخصيات
الاجتماعية التنموية الشابة التي برزت في ريمة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن
الماضي، وكان لها دورًا في تأسيس الجمعيات التعاونية التي ازدهرت حينها وساهمت في
الدفع بعملية التنمية الريفية نحو الأمام، في مجال الطرقات والمياه والصحة
والتعليم وغيرها من المشاريع.
يستطرد نجله
“كان يعمل على استغلال كل الإمكانات التي يصادفها بهدف تنمية ريمة، فقد عمل على
استقطاب المنظمات لدعم افتتاح مراكز لتعليم الكبار، وانشاء مراكز تعليم الخياطة
والحرف اليدوية، كما قام بتوفير بعض مشاريع المياه بدعم من المنظمات رغم وجود معارضة
محدودة لبعض تلك الأعمال”.
موقف لا ينسى:
ذكر نجله “أمين” ذو 44 عاما أحد المواقف التي مرت في حياة والده العملية حيث قال : وقعت حادثة انفجار أسطوانة غاز في منطقة بني أبو الضيف، وأصيب العديد من الأشخاص إصابات بالغة وخطيرة، تسدعي تدخلات طبية اعلى من قدرة مستشفى الثلايا ولأنه لا توجد طرقات سهلة لاسعاف المصابين بسرعة حيث يحتاج الانتقال من الجبين الى صنعاء او الحديدة إلى ساعات طويلة، لذا قام والدي بالتواصل مع وزارة الصحة بصنعاء وألح على توفير طائرة هيلوكوبتر لإنقاذ ارواح المصابين ، وبالفعل تم إرسال طائرة لإسعاف المصابين.. لذلك هذا الموقف لا يزال في ذاكرتي وذاكرة كثير من ابناء الناس المعاصرين للحدث.
.......
فاجعة الرحيل:
في 1991م توفي “إبراهيم الحيث” بحادث مروري، أثناء توجهه إلى العاصمة صنعاء في مهمة رسمية لمتابعة بعض الاحتياجات المتعلقة بعمله الصحي.
بدا رحيله مؤسفًا وموجعًا لكل من عرفه، فكُتبت فيه المراثي والتعازي التي تبيّن المكانة الرفيعة التي تبوأها في قلوب أصدقائه وزملائه ومحبيه، أبرزها قصيدة رثاء كتبها، إسماعيل حسين الكبسي، وكيل محافظة صنعاء لشؤون قضاء ريمة خلال تلك الفترة، ونشرتها صحيفة الثورة، نورد جزءًا منها:
سمعتُ نذير
النّبأْ فـ
انقسمْ
أمامي شموخ الجبي وانهدمْ
وخرَّ ظلملم من
هولِه
صريعًا وناحتْ جبال العنمْ
وكسمةُ نبّت
بما
مسّها
من الحزن في فقدهِ والألمْ
وماجتْ علوجة
في
نعيهِ
دموعًا؛ وهدَّ الرباط الندمْ
وأبلى بلاد الطعام الأسى
وسالت مسايل كدفان دمْ
وعزان زَلزلهُ
حزنهُ
عليهِ؛ وفتّتَ نوفان غـــمْ
نعم قد رأيت
شموخ الجبال
بريمة شاخت وخارت قممْ
رأيت الحقول
وأودانها
هشيمًا وكـــل نبــــاتٍ حِممْ
فلا تعجبوا ليس
هذا
سوى
قليلاً بحـــــــق فقيـد الكــرمْ
فإبراهيم كان
في
ريمةٍ
فؤادًا لها نابضًا بالهِممْ
وكان منارًا
لأبنائها
وبَرًّا بها، موفيًا بالذممْ
وإن طلبت ريمةٌ
مطلبًا
غدا عندهُ الأمر دَينًا وهمْ
وإن عزَّ في
الناس عزمٌ
لِما
يزيدُ البلاد نموًا؛ عزمْ
وإن قعدَ الناس
فهو
الذي
يقومُ، وإن هُم تراخوا قَدَمْ
وإن كلفّت
ريمةً
غيرهُ
بشـــــيءٍ تحمّلهُ والتـــزم
وإن غاب عن
ريمة
شخصه
فإنجازه ظاهرًا كـ العَلَمْ
وإن فقد الناس
إحسانه
فإحسانهِ بالقلوب ارتسمْ
......
المراجع:
مقال للإعلامي مطهر الخضمي في موقع ريمة بوست بعنوان:
“ابراهيم الحيث”: رحيلٌ مبكّر وانجازات باقية تجدوه على الرابط هنا
اعادة صياغة ونشر :
..............
تنبيه هااااااام
نسمح بالنسخ والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريطة احترام حقوق الملكية . ذكر المصدر اسم كاتب الترجمه واسم الصفحة مع الرابط المرفق للصفحة على الفيسبوك من هنا
تنبيه هااااااااام جدا
الصفحة مختصة بتجميع الترجمات لشخصيات و اعلام من ابناء محافظة ريمة من جميع التيارات و الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية والدينية دون تمييز في العرق والجنس واللون والانتماء السياسي والمذهبي .