banner
recent
أخبار ساخنة

العلامة النحوي حاتم الواقدي المتوفى عام 2000م عن عمر يزيد عن 100 عام 

 #شخصية_من_ريمة الشخصية رقم(144)



بريشة الاستاذ غالب علي مهدي الجعدي 


الولادة والنشأه:

العلامة النحوي حاتم عبدالله زيد الواقدي ولد في قرية عنتوره عزلة بني واقد مديرية الجعفرية محافظة ريمة وحسب إفادة ابنة عبدالله فانه مات بعد أن تجاوز عمره المائة عام اي انه من مواليد ما قبل العام 1900م .وحسب ماذكر الدكتور علي محمد زيد القليصي ان عمر العلامه حاتم الواقدي في بداية الستينات كانت تزيد عن الستين سنه أي أن ذاك يوافق ما ذكره ابنه عبدالله 

الحالة الاجتماعية: 

تزوج رحمه الله اربع نساء انجب منهن ١٢ ولدا وبنتا

 عدد الأبناء الذكور 8 والبنات 4

هذه الصوره الوحيده الأحدث له رحمه الله


 التعليم :

 تعلم على يد ابيه ثم على يد اخيه علي عبدالله زيد الواقدي رحمهما الله  وبعد ذلك تلقى تعليمه على أيدي علماء بني سعيد في معلامة دار الحيم وبيت الفقهاء بيت الناهي وفي معلامة القوز علي يد محمد الصغير القليصي  فأخذ عنهم علوم القرآن الكريم والحديث والفقه وعلوم اللغه العربيه ومنها النحو الذي برع فيه وأصبح ممن يرجع إليهم في علوم اللغة والنحو وكان ذو خط جميل حسب ما ورد في مقال كتبه البروفيسور علي محمد زيد القليصي عن هذه الشخصية لصفحتنا( حصريا ) والذي سنرفقه لكم ضمن هذا التعريف بهذه الشخصية التي فقدت معظم المعلومات عنه وما كتبه بسبب حريق التهم داره حسب إفادة احد ابناؤه .

 الوظائف التي عمل فيها : 

*- طائفي لبيت المال في العهد الملكي لفتره طويلة. *- قابض لبيت المال في العهد الملكي لفتره طويلة. *- مساعدا لعامل الجعفرية في العهد الملكي واستمر في ذلك العمل حتى قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م .

 *- تفرغ لتدريس القرآن الكريم وعلومه والعلوم الشرعية الاخرى وعلوم اللغة العربية في مسقط راسة بقريته عنتوره لفترة طويله . 

من طلابه : 

1- الشيخ العلامه حيدر حسن سالم الواقدي حفظه الله . 

2- الشيخ العلامه حيدر علي عبده الواقدي حفظه الله

 3- المامون الشرعي نعمان عبده علي الواقدي حفظه الله

 4- الشيخ علي حسن سالم 

 وآخرين ممن يعملون في سلك التعليم من الأساتذة المتميزين.

 وفاته: 

فقد بصره وظل يمارس مهنة تعليم القرآن الكريم وعلومه وعلوم اللغه العربيه من نحو وصرف وبلاغة حتى وافته المنيه اوائل العام 2000م حيث دفن في مسقط راسه الصورة المرفقه له من جواز سفرة الذي استخدمه في أداء فريضة الحج . 


ونظرا لقلة المعلومات عنه نرفق لكم مقال كتبه عنه البروفيسور علي محمد زيد القليصي حفظه الله والذي يعود الفضل له في تعريفنا بهذه الشخصية

من قصائده

رويدا لصب حليف الكمد 

و رفقا بقلب حواه اتقد

فوارحمتاه لمحب عميد براه النوى وبه الوجد حد 

ولي بدر حسن رمى اذ رنى وقد فؤاي بلحظ وقد 

ولي شاهد من بقايا دمي على وجنتيه اذا ماجحد

فلا تاخذوا قودي إن أمت ففي شرع اهل الهوى لا قود

مليح اذا مابدى قال من راه تعالى الحكيم الصمد

على خده خال حسن به تلظى فؤادي وصبري نفد

وفي ثغره برد لحظته حماها غاضيه ممن قصد

فواحرنا من لحاظ حمى 

رحيق الثنايا وثغر برد

وفي الخد ماء البهاء جامد وقلبي يذوب بماء جمد

وسقمي اقام ودمعي جرى من العين عينا وفي الخد خد

ولم انسى عهد ليالي الوصال ليال بها زال عنا النكد

وشد السرور على همنا بعود ففرقه حين شد

واتبعه اسهما ريشها واوتارها منه توهي الجلد

ليال هي العيش لا مثلها ليال ولا مثلها للابد

كان الزمان بها عاشق وفي مورد العشق مثلي ورد

فطابت وطابت وطاب الهوى

فهلا لحالي عهدها من مدد

ولكن معيني اله العباد 

بيوسف صالح علي الجدد

له همة همها شاءها بها نال مالم ينله احد

صورة لإحدى رسائله بخط يده إلى العلامة يوسف صالح السعيدي 

 حاتم الواقدي 

 يستحق الشيخ العلامة اللغوي النحوي حاتم الواقدي الاهتمام به والبحث عن معلومات عن حياته وعن دراسته لتكون درسا لشباب اليوم. فقد عاش في زمن مظلم كان من الصعب فيه، وأحيانا من المستحيل، على أيٍ من أبناء الريف، في أي مكان من اليمن الحصول على العلم والمعرفة، ما لم يعقد العزم ويشد الرحال ويسافر وينتقل من معلم متطوع لنشر العلم إلى آخر، ويفرض ضيافته عليه وأحيانا يقيم عنده لسنوات ويستفيد من علمه ومن معارفه. فقد كان يتم توارث العلم في بيوت أو مناطق متناثرة في بحر الأمية الطامي في الجبل وتهامة، وهي التي سماها المؤرخ إسماعيل الأكوع "هجر العلم ومعاقله" ( وكتب عنها أربعة أجزاء). أما إذا أراد أحدهم الحصول على وظيفة رسمية حتى لو كانت وظيفة معلم أطفال في الريف فهذا يكاد يكون مستحيلا في ذلك الزمن. لا أقول إنني عرفت حاتم الواقدي، ولكنني حينما كنت طفلا أدرس في العَنَم، في مطلع ستينات القرن العشرين كنت أراه يأتي ومعه موظف المالية ناجي الصغير الجعدي من مركز الحكومة القديم في اللمهين إلى بيت خالي أحمد زيد القليصي. (بالمناسبة، لا أميل إلى العادة الجديدة التي يقوم البعض فيها بجراحة تجميل للأسماء القديمة للأماكن، مثل تحويل "اللمهين" إلى المهيل، والجبي إلى "الجبين"، فعلى ما في هذا التغيير من سطحية في التفكير فإنها تعيق تتبع تاريخ هذه المواقع في الوثائق القديمة) نظرا لبعد المسافة بين بني واقد ومركز الحكومة، كان حاتم الواقدي يقيم لبعض الوقت في بيت خالي، وكان مرتبطا بالمركز لا أدري ما إذا كان موظفا حكوميا رسميا أم يساعد بقدراته في عمل إدارة المالية مقابل مكافأة مما يدفع المواطنون من رسوم باسم "قُبَّاظة". أما ناجي الصغير فكان قد غامر وسافر إلى تعز، مقر الإمام أحمد حميد الدين حينذاك، والتقى بالشيخ محمد علي عثمان الذي أعجب بخطه وبأناقته وحضوره فسعى وألح في السعي حتى حصل له على وظيفة كاتب مع أنها كانت متواضعة فقد كانت معجزة من معجزات ناجي الصغير رحمه الله. كان حاتم كما قلت يتردد للإقامة في بيت خالي أحمد الذي كان كبير الأسرة وكان خالي محمد يقيم معه في نفس بيت والدهما إلى تمكن بعد قيام الجمهورية من الحصول على وظيفة معلم ويحصل بالشراء والتنازل من الورثة (النذر) على بيت خارب مجاور كان يسمى بيت الرحيمي ورممه بمساعدة الأهالي (نظرا لتعليمه لأطفالهم ولمكانته بينهم) بعد أن كنتُ قد أصبحت طالبا في المدرسة في صنعاء، وهو البيت الذي أقام خالي محمد فيه ومعه أولاده حتى وفاته. كان عُمرُ حاتم في مطلع الستينات يزيد عن الستين سنة لكنه كان قوي البنية قادرا على السير راجلا من بني واقد إلى المركز. وكان عمر خالي محمد نحو نصف عمره، ولكن كانت تجمعهما كيميا الحب للغة والفصاحة والتعمق في النحو وقوة الحفظ. وكنت أسمع اسم الفقيه يوسف صالح الناهي يتردد في مناقشاتهما باعتباره مرجعا في النحو. وكان حاتم لا يمل من سماع خالي محمد يسرد من الذاكرة مقامات الحريري، فيشاركه بطرب في السرد ويغيبان عن بقية الحضور في المقيل كأنهما لا يحسان بما يدور من حولهما. ومع أنني لا أعرف أين درس حاتم وعلى مَن، لكنني كلما تذكرت اليوم مستواه العالي وعمق معارفه في علوم الدين واللغة والفرائض أحسست أنه ربما تردد على بيت الناهي في مضناي الحِيم القريب من بين واقد، وعلى القوز وزبيد. ويدل مجيؤه للقاء الفقيه أحمد علي يفوز عند زيارته لتلاميذه في عتمة على أنه كان مقربا من الفقيه أحمد، وقد يكون تزامل معه في الدراسة في القوز على محمد الصغير بن زيد القليصي. لأن عمر الفقيه أحمد أصغر بنحو عشر سنوات من عمر حاتم ومن المرجح أنه ليس أحد تلاميذه. ولا أدري أين وكيف تولى حاتم الوظيفة التي عرفتُ عن ممارسته لها في وصاب والجعفرية. لكن الموهوبين والمؤهلين في تلك الأيام كانوا يفصحون من خلال المقايل ولقاء المسئولين والعلماء عن مواهبهم وقدراتهم ومعارفهم، في عصر لم يوجد فيه شهادات ولا "سيفي"، وحتى الإجازات العامة كانت شكلية لأن الشخص قد يدرس على عالم ويحصل على الإجازة العامة منه لكن إذا لم يمتلك الموهبة ويعبر عن قدراته ويكتسب اعتراف الجميع بجده وعمله من خلال مناقشاته، فإن إجازاته تظل مطوية في أوراقه دون قيمة. وقد كان حاتم من أولئك الذين يتركون صدى في مجالسهم من خلال حسن الحديث وعمق المعارف والخط الجميل. فهل يمكن الحصول على ما يكمل سيرة رجل معرفة مميز مثل حاتم في عصر ساد فيه الجهل؟ ولعل من الوفاء أن أنتهي بالحديث عن بعض نوادر ناجي الصغير الجعدي، الذي كان رجلا ذكيا أنيقا على نحو غير معتاد ووسيما يشرق البشر والبسمة من محياه وكان له حضور مميز. كان، كما قلت، يأتي مع حاتم من مركز الحكومة في اللمهين حيث يعمل في المالية إلى بيت خالي في العنم ويستمتع صامتا بمناقشات حاتم مع خالي محمد مع أنه كانت له عادة، بعد ساعة من بدء تخزين القات يغرق في صمته وينشغل بما معه من أوراق العمل. كان يلفت نظري بخطه المميز الجميل بشكل استثنائي، الذي يجمع بين الوضوح ودقة الرسم مما جعلني في ذلك السن المبكر أتمنى أن يكون خطي مثل خطه. كان قد انتقل بعد قيام الجمهورية للعمل في وزارة الخزانة في صنعاء (وزارة المالية فيما بعد) وسافرتُ أنا للدراسة في صنعاء وفي الخارج. ولم نلتق منذ مطلع الستينات حتى عدتُ من فرنسا وقد حصلتُ على الدكتوراه وأحضرت معي ست شنطات كبيرة مملوءة بالكتب، هي كل ثروتي التي جمعتها في فرنسا وما أمكنني استعادته من بيروت، ودفعتُ غاليا لنقلها بالشحن الجوي إلى صنعاء. ذهبتُ إلى المطار وبيدي تصريح حصل لي عليه الزملاء في وزارة الإعلام والثقافة من إدارة المصنَّفات التي كانت تتولى الرقابة على المطبوعات. وكان ناجي الصغير قد انتقل من وزارة المالية إلى جمارك المطار وقد كان في عام 1986 متقدما في السن نسبيا. فرِح حينما رءاني وزاد فرحه لأنني عدت ناجحا ومعي ثروة من الكتب. أخذ مني التصريح وقال "دع لي الموضوع". لكن بقية الموظفين اعتقدوا أنني رشيته وإلا ما الذي يجمع بيني وبينه ليتحمس لي بهذه الطريقة، فكان يصرخ محتجا ويردد "هذا إبني". وتنقَّل بين المسئولين وأنهى الإجراءت بحماسة حتى استلمتُ الكتب. ودعاني لزيارته للغدا والمقيل في اليوم التالي. استجبت لدعوته الكريمة فاستقبلني في بيته المتواضع بكل ترحاب وبِشر، وكان يذكرني بأنني كنت ضئيل الجسم صامتا لا يكاد يراني حين كنت أدرس في بيت خالي. وما أن بدأ بالمقيل وهو يكرر الترحيب بي ويتذكر أيام العَنَم والجعفرية في مرح وسرور حتى عادت له عادته القديمة فغاب بينه وبين نفسه كأنني غير موجود. وكنت لا أخزن قات فودَّعته وقلت له ما تزال كما كنت. فاستغرق في الضحك معتذرا قائلا: ما أزال ناجي الذي تعرفه. رحمه الله وغفر له.  

بقلم د.علي محمد زيد القليصي 

جمعها م.محمد غالب السعيدي 

المراجع : الدكتور علي محمد زيد القليصي 

عبدالله حاتم الواقدي 

حافظ يوسف حاتم الواقدي 

صورة الرسالة بخط يده من د.محمد علي يوسف صالح السعيدي 

تنويه:

نسمح بالنسخ والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريطة احترام حقوق الملكية . ذكر المصدر اسم كاتب الترجمه واسم الصفحة مع الرابط  المرفق للصفحة على الفيسبوك  من هنا

    تنويه هااااااااام 

الصفحة مختصة بتجميع الترجمات لشخصيات و اعلام  من ابناء محافظة ريمة من جميع التيارات و الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية والدينية دون تمييز في العرق والجنس واللون  والانتماء السياسي والمذهبي 

google-playkhamsatmostaqltradent