banner
recent
أخبار ساخنة

الشيخ القبلي / صالح عبدالله محفل (1918م -1999م) رحمه الله تعالى

#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (199)


الشيخ القبلي / صالح عبدالله محفل 
(1918م -1999م) رحمه الله تعالى 



إسمه ونسبه و مولده  :

هو صالح بن عبدالله بن  سعد بن احمد بن محمد بن حسن بن علي بن زيد بن احمد بن عبدالرحمن الهدادي الذي ولد في قرية محفل عزلة بني يعفر مديرية #مزهر محافظة #ريمه في العام 1918م .

 يعود جذور اسرته إلى بني زيد الهدادي يقال أنها جاءت من هدادية مهفل برط الجوف واستوطنت بني يعفر بداية بالشيخ علي زيد محفل والذي ربما تسمى قرية محفل باسمه مع تصحيف بسيط بين الهاء والحاء... عموما عاش مع والده الذي كان يمارس الزراعة والتجارة البسيطة في بعض الأشياء وساعد والداه في ذلك.
مع العلم أن والدته كانت تنحدر من أسرة يطلق عليها المعابشة  والتي تنتسب تقريبا إلى معبش الجمل من همدان صنعاء،
حيث وقد تصاهرا وتناسبا واختلطا مع بني زيد، وشكلا نسيجا واحدا فكانوا أهلا وأنسابا وصهرا.

نشأته وتعليمه:

نشأ وترعرع  وتعلم في مسقط راسة محفل بني يعفر في زمن كان التعليم فيه هو عبر الكتاتيب والفقهاء في المساجد او الاربطه العلمية التي عادة ماتكون في مناطق معينه يتم شد الرحال اليها . حيث كان التعليم في القرى يتم في كتاتيب بدائية بسيطة تكسب المتعلم القراءة والكتابة وشيئ من الفقه وتعلم ضروريات الدين كالصلاة وغيرها.

الحالة الاجتماعية: 

تزوج خمسا من النساء وكان له من الاولاد منهن ثمانية عشرا ولدا إحدى عشر من الذكور ومن البنات سبعا.

المشيخ: 

تم إختياره شيخا على أكثر من نصف عزلة بني يعفر تقريبا ليقتسما مشيخ هذه العزلة بينه وبين الشيخ المرحوم صالح يحي الخالد رحمه الله حيث تم ترسيم وتعميد مشيخهما في مصلحة شؤون القبائل وهما أول مشائخ بني يعفر ترسيما في شؤن القبائل  . وكان مشيخه على أربع قرى هي محفل وحزتها وسافع و حزتها والسادة وزعمه.
والشيخ صالح يحي الخالد بقية قرى بني يعفر...
وفي تلك الفترة كان المشيخ مسئولية يتحملها الشيخ في لحل مشاكل ابناء القبائل التي تحت مشيخه و تمثيل تلك القبائل لدى الجهات الرسمية و القبليه  الاخرى حيث كان المشيخ في تلك الفترة له صولة وجولة، وبعد تقلده المشيخ إنشغل بالمهام المناطه به كشيخ فكان نعم الشيخ ونعم المسؤول القائم في خدمة منطقته وأبنائها وكان في غالب وقته يعيش متنقلا بين بلاده والناحية كسمه والقضاء.. الجبين (الجبي ) لتسيير وحلحلة قضايا أبناء قبيلته فذاع صيته وانتشر وحظي بسمعة طيبة داخليا على مستوى الناحيه بل على مستوى القضاء (ريمة) وخارجيا في عتمه ووصابين و الحيمتين وارحب وبرط وغيرها ، وظلت تربطه بزعامات تلك المناطق علاقات متينه ، من أبرز المشائخ الذي توطدت علاقته معه الشيخ عبدالله بن ناجي دارس..قائدالجيش الشعبي آنذاك. 
ساهم  مع غيره من مشائخ المديريه والقضاء في حل  الكثير من القضايا العامة التي حدثت مع قبائل من خارج قضاء ريمة ،و له بصمات كبيرة في حل القضايا الداخليه  وإصلاح ذات البين سواء على مستوى الأسر في القبيله او على مستوى المديرية والقضاء (يقصد به قضاء ريمة ).
وفي فترة حياتهم خاصة ما قبل منتصف القرن العشرين إلى نهايته  مرت باليمن أحداث أثرت على المناطق كلها سواء المناطق الحضرية أو الريفية  حيث دخلت بعض النواحي (المديريات ) والعزل  في خلافات بين القبائل ، والتي وصلت في نهاية المطاف الى حروب داخلية على مستوى العزل والقرى المتجاورة.
ومع كثرة إنشغاله بمهمامه الا إنه لم يترك اهتمامه بإسرته وأولاده تربية وتعليما فكان نعم المربي والمعلم مما أثر  ذلك في سلوك وأخلاق أبنائه وأحفاده وأبناء أخويه حيث كانوا يمتازوا  بالأخلاق النبيله والعلم والصلاح فلم يحصل  يوما ان أحدا منهم اعتدى على أحد من أبناء العزلة وغيرهم سواء في ببوتهم أو طرقاتهم أو أسواقهم ، وهذه ميزة تحسب الى تربية الشيخ لابنائه وأحفاده ومن عاش في كنفه وتحت رعايته،   فأسرته تسودها الألفة والمحبة والمودة مع أبناء منطقتهم وغيرهم على حد سواء فتراهم سباقين في حضورهم المشرف في الأفراح والأتراح سباقين إلى كل خير بشكل عام دون من على أحد.

من صفاته و مزاياه (رحمه الله):

الكرم : 

فقد كان رحمه الله كريما مضيافا حريصا على اسعاد واكرام من نزل للمنطقه  فداره هو دار الضيافة فيستقبل ضيوفه هاشا باشا فرحا بهم دون تمييز او محاباة ، 
فيقدم  كل ما يستطيع تقديمه لراحة كل وافد عليه
يقول كاتب السيرة الذاتية للشيخ مكي ناصر ( ولم أعرف منذ صغري أن مسؤلا من مسؤلي الدولة أو لجنة أو مندوبا أو حتى عساكر الدولة المتنفذين على المواطنين إستضيفوا في بيت واحدا من المواطنين دونه في العزلة وإنما يصلوا إلى بيته مباشرة فيقوم هو وإسرته بواجب الضيافة والإستقبال حتى مغادرتهم العزلة)
وكان بيته مفتوحا ليلا ونهارا لكل من وصل إلى المنطقه سواء كان الواصل من أهل العزل المجاوره او من الناحية  أو من خارج الناحية ، سواء كان الواصلون اليه تجارا او من أصحاب المهن الباحثين عن ارزاقهم ، أو الباعة المتنقلين ببضائعهم على دوابهم  أو من  عابري السبيل  وينامون وياكلون ويشربون
وقد خصص جبر مروات ما يسمى (القرون )وغيرهم من الجبوروالأموال (اسم مزارع الشيخ في الوادي) صندوق الضمان الاجتماعي للشيخ رحمه الله فكان إذا نزل دورة سياحية إلى هناك خاصة وقت قطف الثمر (صعيف الشام) يأتيه المواطنون وغيرهم من كل حدب وصوب بغرض الحصول على الصعيف ولكن دون أن يسألوه ذلك فالسؤال كان يعتبر عيب في حق السائل وكان لا ينتظر السؤال من أحد مثله مثل غيره من المزارعين الكبار بل يأمر لكل من جاءه بتلم أو تلمين أو ثلاثة من الصعيف حسب مكانة الرجل ومنزلته.
وكان رحمه الله لا يبخل على رعيته بشيئ إما بالمال أو بالطعام أو الذرة والوقوف إلى جانبهم في كل نائبة وإن كان هناك بعض القصور والأخطاء فهي من باب اخطاء البشر التي لايسلم منها الا المعصومون لكنها تظل قليلة مقارنة بالمحاسن رحمه الله .

صنائع المعروف تقي مصارع السوء :

فقد جاء في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء 
نقل المدون لسيرة حياة الشيخ صالح عن حفيده الشيخ خالد محمد صالح محفل حفظه الله هذه القصة التي عاشها الشيخ أثناء الاعتقال ايام الجبهة حيث اعتقل الشيخ صالح وابنه الدكتورعبده - رحمهما الله- وعمه الشيخ هلال -حفظه الله- وحفيده راوي القصة :
 بعد ان تم اعتقالهم من قبل الجبهة في مسقط راسهم محفل و بطريقه غادره تم اقتيادهم الى مركز مديرية عتمه -   كانت تعد مقرا لقيادة الجبهه – بعد ايصالهم الى هناك تم ايداعهم في بيت أحد سكان المنطقة هناك والذي كان مواليا للجبهه والذي كان يعرف الشيخ تمام المعرفه ،فقد كان يبيت في منزل الشيخ كلما حل بالمنطقة فطلب من قادة الجبهة تسليمه هؤلاء ليتولى عملية التنكيل بهم وتعذيبهم كما هو الحال مع غيرهم.
فقاموا باحضارهم الى منزله فأوهم الرفاق  - مسمى اعضاء الجبهه الوطنية فيما بينهم – انه سيتولى المهمه فاودعهما أسفل المنزل بحضورهم وبعد ان غادروا اعتذر من الشيخ وابنائه ونقله إلى المجلس الخاص به، وقدم لهم كل ما يحتاجونه من الأكل والشرب والفراش ردا لكرم الضيافة و حسن المعامله التي كان يحضى من قبل الشيخ عندما يزوره  في منزله ، وتكرر هذا الرد للجميل في اكثر من 35منزل نقلوا إليه خلال عام كامل من الاعتقال والأخفاء ، حيث أن قادة الجبهه في المنطقة المعروفين بالرفاق كانوا يرون آثار الراحة ولا يرون  أثر للتعذيب ظاهرة على وجه الشيخ صالح وأبنائه كما بقية  الاسرى الآخرين فيقومون بنقلهم الى منزل اخر وهكذا  . حتى أن بعض زوجات أصحاب تلك المنازل كن يستغربن من تلك الحفاوة الزائدة من قبل أزواجهن تجاه الشيخ وأولاده فيرد أحدهم على زوجته ويقول لها إن أبقاري وحميري أكلن عند هذا الشيخ أكثر مني على مدى حوالي ثلاثين سنة على الأقل وهنا تحقق حديث رسول الله صلى عليه وسلم صنائع  المعروف  تقي مصارع السوء بعد 30 عاما من تلك الضيافة العفوية دون علمه بما ستؤل إليه الأحداث والمقادير.

العدل :

كان رحمه الله منصفا وعادلا يأخذ بحق المظلوم ويؤدب الظالم ، ابتداء بالاقربين من الاهل والارحام ووصولا إلى رعيته وانتهاء بمن تحكم بينهم من خارج رعيته فقد كان منصفا ياخذ بيد الظالم وينصف للمظلوم  فما شكى إليه مظلوما إلا وأنصفه  ، حتى النساء من الارحام وغير الارحام ممن كانت تأتي إليه  يشكين ظلم أزواجهن أو ابائهن فينصفهن ويأخذ بحقهن ويؤدب الظالم بالحبس او التغريم حتى لايعود الى ظلمه .
ومشهور عن الشيخ صالح عبدالله رحمه الله كان إذا تسوق سوق الأحد كان يجلس في محكمة السوق مع حاكم السوق والقضاة والمشائخ وكان لا يحكم في القضايا التي يتم تحكيمه فيها وبها أمور فقهية أو شرعية حتى يستفتي القاضي المشرع الذي كان على صلة به وبغيره من الحكام والقضاة في سوق الأحد ، وكان حاكما لسوق الثلوث الواقع في عزلته والمجاور لعدة عزل فيسمع منهم ثم يقضي بما قاله الشرع.

الشجاعه :

له الكثير من المواقف المشهورة التي دلت على شجاعته ونجدته لمن طلب منه النجدة خاصة في الصراعات و والنزاعات القبلية التي تحدث بين الفينة  والاخرى مرورا بالأحداث التي مرت باليمن عموما في الثمانينات ما كان يسمى بالجبهة الوطنية فقد صمام أمان لمنطقته وللعزل المجارة لعزلته ومديريته فقد وقف وقفة رجل لا يهاب الموت فكان يقود المعارك ليلا ونهارا  مع أولاده وأبناء عزلته المعارك والهجمات التي يقوم بها المخربين لغرض التخريب والقتل وإثارة الفتنة ومحو ما ما كانوا يسموه بالرجعية والاوصولية حتى صدهم وأرجعهم من حيث أتو .

ومن المواقف التي تشهد بشجاعته ورباطة جأشه عندما تم أسره عن طريق الخدعة والغدر حين جاء إليه بعض قادة الرفاق وأوهموه أن الرفاق مختلفين ويريدونه يذهب معهم  ليصلح بينهم كونه من أصحاب الرأي والحسم والقوة الذي لا يجرأؤ أحد في مخالفة أمره  فذهب معهم وكان فخا له بغرض أسره واعتقاله لكن ذلك لم يرهبه ولم يخفه بل كان رابط الجأش مقارعا لهم وأشار الى أحد أصحابه خفية بان يبحث له عن سلاح ويعطيه كي يقاوم به ويبدأ معركته مع من كانوا يسموا أنفسهم بالرفاق لكنه لم يتمكن فتم أسره واعتقاله ورغم ما كان يتلقى من التهديد والوعيد والتعذيب الا أنه كان ثابتا لم يلن أو يصعف ولم يتنازل عن مبدأه ولا عن أرضه وكرامته  فكان يواجههم دائما دون خوف أو وجل رغم التهديدات المتكررة له بالتصفية  له ولأولاده ، وأثناء سجنه لم يكن مستسلما لسجانه بل كان يفكر كيف الخلاص من السجن والسجان حتى وفقه الله والهمه إلى خطة لا يقوم بها الا من لدية قوة عقل وفكر  وشجاعة وصلابة ورباطة جأش حتى من كان معه من أبنائه لم يعرفوا بخطته الا حين أمرهم بالخروج من الطاقة التي ظل عدة ليال وهو يحفر فيها حتى اكتمل الحفر واصبحت جاهزة للخلع بعد أن عمل على تطمين من كان يحرسه أنه نائم ولا يحتاج إلى حراسة 
 فقدم على تنفيذها بعد تأكده أن الحارس قد نام  فنزل من الدور الثالث ولحقه أبناءه وحفيده فما إن وضع رجله على الأرض الا وأخذ كشافته فأسرجها دون خوف أو وجل لكن سرعان ما تنبه لهذا أحد أبنائه فعمد إليه وأخذ منه الكشاف فرماها  فخرج  من ذلك السجن وهومحاط بالحراسة المشددة على طوال المناطق والقرى والمحلات المحيطة بمكان تواجده وفعلا خرج وأولاده الثلاثه ووصل في الصباح إلى عزلته فما إن علم  ابناء العزله والقرى التي هو شيخا عليها الا وهبوا هبة رجل واحد لا ستقبال شيخهم وزعيمهم بالترحاب والزوامل وإطلاق الرصاص من بداية حدود العزله حتى وصوله  منزله بعد أن أمنوا الحدود بالحراسة المشددة حتى لا يلحق به الرفاق ويعيدوه الى سجنه وظل لمدة شهرين يستقبل الوفود والزائرين له  من ابناءالعزله ومن العزل المجاورة  في تلك الفترة بل ومن الناحية والقضاء .

  ومن  شجاعته وقوفه دائما  إلى جانب قضايا مواطنيه فإذا جاءه أحد شاكيا تعرضه لظلم أوحيف من أحد كان يقوم بواجب إستعادة الحق له وفي بعض الأحيان كانت تنشب حروب لأجل ذلك

الحكمة  :

كان يلجأ لحل القضايا عن طريق اللجوء للدولة والمحاكم إلا ماندر وبعد أن تصل الأمور إلي طريق مسدود يلجأ هو وأبناء قبيلته إلى أخذ حقهم والدفاع عن نفسهم وذلك  بإعلان المواجهه لمن يعتدي عليهم ظلما وعدوانا وسرعان ماتنتهي تلك القضايا بالصلح كماحصل في خلافهم مع  عامل كسمة آنذاك رحمه الله  وكذاماحصل بينهم وبين جيرانهم من أهل الرييم .
أيضا كان له إسهاما وحضورا في قضية الخلاف الذي حصل بين الشيخ سعيد المسوري وغالب المسوري والذي تطور إلى حرب نشب بينهما في عزلة، حيث جلس في بيت الشيخ سعيدالمسوري فترة طويلة بطلب من الشيخ سعيدالمسوري رحمه الله لانه كان يثق به وبشجاعته وأمانته ورجاحة عقله  حتى انتهى الخلاف  .....   وكانت تعتبرعزلة بني يعفرفي تلك الفترة أكبر عزل المديرية إنتاجا للحبوب والذرة في ظل ندرتها في تلك الفترة  فكان الشيخ ومنطقته مأوى للكثير من المواطنيين من ذوي الحاجة والفاقة  من العزل المجاورة كعزلة الجبوب ويامن ومديرية صاب وعتمة وغيرها من المديريات حيث أعطاء  الكثير منهم السكن ليسكن والأرض ليزرع وزرعوا فيها واستوطنوا فيها لفترة طويله من الزمن وكان بيته وبيوت أبنائه مأوى للكثيرمن المساكين والمعدمين حيث كانوا يجلسوا عنده يأكلوا ويشربوا ويسكنوا ويقيموا،  وكان ممن حل عنده وفي منطقته بعض الفقهاء والذي أستغل الشيخ وجودهم فحثهم للقيام بمهنة التعليم  وغيرها حيث كانوا يتولون الخطابة والتدريس والأمامة لأبناءالمنطقة فأسسوا الكتاتيب وبنوا المساجد الصغيرة و من هؤلاء السبدعبده محمدالاهدل  من عزلةبكال بني العامري والسيدحيدر وغيرهم كان للشيخ عدة منازل يسكن فيها في الجبل والوادي وكان له علاقة قوية تربطه ببقية مشايخ ريمة  ووصابين وعتمة  وكان يستغل تلك العلاقات لحل الكثير والكثير من القضايا والمشاكل .

الوفاه : 

توفي الشيخ صالح عبدالله محفل رحمه الله تعالى في العام 1999م ودفن في مسقط رأسه رحمه الله تعالى. 
        انتهى

أعاد كتابتها 

م.محمد غالب السعيدي 
١/ مارس / ٢٠٢٣م 

راجعها 

المراجع:

مقالان للاستاذ خالد هلال محفل 
و مكي ناصر احمد.
google-playkhamsatmostaqltradent