#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (216)
الاستاذ / طاهر البزاز رحمه الله تعالى |
الولادة والنشأة :
ولد الراحل الأستاذ/ طاهر محمد عبد القادر البزاز - المولود (1362-هجرية) 1943م في بيت المداور - قرية ذاري القطو - عزلة بني أحمد - مديرية #الجعفرية - محافظة #ريمة ، تربى في كنف والده العلامة الفرضي الفقيه الشافعي و الأمين الشرعي : السيد محمد عبد القادر البزاز - رحمهما الله - فتعلم على يديه القراءة ، والكتابة ، ثم القرآن و علومه و تفقه في الدين على يديه ، وأخذ عن كثير من فقهاء الشافعية ، في بلاده ، وفي زبيد ، والمراوعه ، وبيت الفقيه ، والحديدة ، وغيرها ، تعلم حرفة الخياطة ، وعمل فيها فترة من الزمن،
التحق بمعهد الصحة - في الكبس - خولان ، محافظة صنعاء وخلال دراسته الصحة، في خولان ، تعرف على القاضي لطف الفسيل رحمه الله تعالى وأخذ عنه ، وهو من أوائل طلاب القاضي الفسيل -هناك- ثم رحل إلى بلاد الحرمين - مكة المكرمة والمدينة المنورة - وسمع من علمائها ، ودرس في معهد الحرم المكي فترة من الزمن ، ثم عاد إلى بلاده ، عاملا بما تعلم.
الحاله الاجتماعيه :
تزوج زوجتين رحمهما الله تعالى وانجب ستة أبناء ذكور اثنان على قيد الحياة وأربعة توفاهم الله ، ومن الإناث خمس ماتت منهن واحدة رحمها الله .
يقول كاتب السيرة الذاتية للراحل الاستاذ محمد إسماعيل القمراني البزاز
فقد زوجته الأولى ، وأولاده الثلاثة منها في سن البلوغ ، وريعان الشباب وعلى رأسهم الأستاذ : أحمد طاهر ، الذي كان يدير المعهد المذكور - في أوج ازدهاره - في بداية التسعينات ، عقب تخرجه من جامعة الحديدة ، ثم استشهد ابنه الرابع في عز شبابه ؛ بعد عرسه بأشهر قليلة ، وعقب حفظه القرآن الكريم، ثم فقد بعده بأشهرقليلة - أيضا- ابنته في عز شبابها ، وبعد عرسها - كذلك بستة أشهر- تقريبا - وقبل ذلك فقد ابن ابنه ، وأبوه ثم زوجته الثانية ، التي قضى معها معظم العمر، وكل هذه الصدمات ، والأبتلاءات ، في أعوام - بل وأشهر متقاربة – رحمهم الله جميعا.
خدماته لمجتمعه :
اولا: في قطاع الصحة
لقد كان رحمه الله تعالى أول صحي في عزلة بني أحمد – فكان يقدم خدماته كصحي متمكن تم تأهيله في معهد الكبس بخولان في كل قرى العزله بل وفي العزل المجاوره - متنقلا على قدميه حاملا حقيبته التي يضع فيها ادواته وادويته ، من قرية ، إلى قرية بل ومن عزلة إلى عزلة ، وقد يصل رسول المريض ، إليه أول الليل ، فينطلق معه ملبيا نداء الواجب الذي تحمله .مخففا الام المرضى المتناثرون في سفوح وقرى المناطق الجبليه التي لم تصلها اي خدمات ، وقد وفر بهذه الخدمة - الصحة والأسعافات الأولية - الجهد ، والمشقة ، والخسارة ، على كثير من المرضى ،؛كونهم ينقلون فوق الأسرة ، على أكتاف رجال القرية ، إلى أقرب فرع لطريق السيارة ، لتنقلهم إلى أقرب عيادة ، أو مستوصف ، أو مستشفى .. فسلموا كل هذه المشاق ، بوجوده ، وذهابه إلى المريض ، وتنقله بحقيبته ،وصرفه العلاج المناسب ، وممارسة مهنته المذكورة . ...
ثانيا : في قطاع التعليم
كان له الفضل بعد الله عز وجل في نشر العلم والسنة ، وكان له الفضل في تأسيس معهد عثمان بن عفان في - بني أحمد- الجعفرية - محافظة ريمة – والذي كان يعد ثالث معهد في - الجمهورية اليمنية – وعمل مديرا للمعهد بعد تأسيسه ثم تولى إدارته ابنه أحمد رحمه الله وبعد وفاة ابنه أحمد أدار المعهد ...
وقد سعى جاهدا في تأسيس المعهد حيث كانت تربطه علاقة وطيده بالقاضي الفسيل فقد درس على يديه في بيت الصلاحي بخولان وكان يرسل الطلاب اليه ، وقد تمكن من إقناع القاضي الفسيل من زيارة المنطقه و الذي وصل بمعية تلميذه الشيخ : حمود هاشم الذارحي رحمهم الله اجمعين إلى المنطقته مشيا على الأقدام ، رغم وعورة الطريق ، وبعدها عن آخر مكان تصل إليه السيارة ، قرابة-24كيلو- وبرغم كل هذه المعوقات ، وافق القاضي الفسيل على زيارة المنطقة واعتماد المعهد المذكور .
ثالثا :شق الطريق
لقد وضع رحمه الله هذا الحلم نصب عينيه فبذل في سبيل تحقيقه المال والجهد وتعرض للأذى فاستثمر وجود الهيئات التعاونيه التي انشأها الزعيم ابراهيم الحمدي رحمه الله وكان لريمة نصيب منها بقيادة اللواء يحيى مصلح رحمه الله ووصلت الطريق الى منتصف العزلة الا ان العقبات كانت كبيره وفاقت طاقته وقدرته.
وشاء الله أن يتحقق الحلم بوصول الطريق بعد بضع سنين من وفاته ست سنوات فقط إلى قرى في قمم بني أحمد بجهود المخلصين من ابناء العزله كثيرا من النشطاء في تنفيذ الطريق هم اصدقائه و طلابه تمنى أن يستفيد كل ابناء عزلة بني أحمد بل كل ابناء القرى الريفيه من شبكة الطرقات التي تمثل شريان حياه
والحلم يتحقق بفضل الله .
رابعا: الدعوه الى الله
لم يهمل رحمه الله رسالة المسجد ، بل تنبه - لها من وقت مبكر، بعد تأسيس المعهد (مدرسة عثمان بن عفان حاليا التي اعاد بناؤها الصندوق الاجتماعي للتنمية مؤخرا ) ، فبنى جامعا أقيمت فيه ، الجمعة ، والجماعة ، والدروس ، والمواعظ ، والندوات ، و الاعتكافات ، والمخيمات الدعوية ، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم ، وغير ذلك من الأنشطة ، التي تهم الدعوة ، ووقف له ، هو وأبوه ، من مالهما، الخاص ...
فقد كان خطيبا مفوها وفقيها عارفا و مرشدا ، معلما ، طبيبا ، مصلح آمر بالمعروف ، وناهيا عن المنكر ، مكرم للضيوف ، مطعم الجائعون ، و النازلون ، والمسافرون ، صاحب بشوشا ذو ابتسامة عريضة ، لا تفارقه
خامسا : خدمة الاتصالات
في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كانت وسائل الاتصال في المناطق الجبلية والريفيه هي الرسائل الخطيه إلا أن بعض الأشخاص اوصلوا خدمة الهاتف الثابت النقال إلى مناطقهم ليتكمن المغتربين في المدن أو خارج اليمن من التواصل مع أهلهم وذويهم بصوره سريعه .
وكان رحمه الله ايضا أول من وفر خدمة الاتصالات في العزلة في ثمانينات القرن الماضي فأنتفع منها أغلب المواطنين ، وخاصة المغتربين ، الذين يتواصلون مع أهاليهم من خارج اليمن، وكانوا قبل ذلك ، لا وسيلة لهم ، يتواصلون بها إلا الرسائل الخطيه ، التي لا تصل إلا بعد ايام او اسابيع وربما الردود تستغرق أشهر ، حتى يروح شخص من المدينه ...
سادسا : خدمة المكاتبات والمحررات الشرعية
اهم الأعمال والمناصب التي تولاها:
- عضو في اللجان الفرعية للميثاق الوطني في مديرية الجعفرية التابع للمؤتمر الشعبي العام
- عضوفي المجالس المحلية في مديرية الجعفرية
- مدير الصحة في مديرية الجعفرية - مديرمعهد عثمان بن عفان في بني أحمد - بعد التأسيس ثم بعد وفاة ابنه أحمد
- أمين المكاتبات الشرعية في بني أحمد .. إلى جانب الخطابة والإمامة طوال حياته.
تقلده عدة مناصب بعد التعددية الحزبية بعد الوحده المباركه حيث انتمى لحزب الإصلاح وحضي بعضويته في الهيئة التأسيسية وعضويته في الدائرة القضائية وعضويته في مجلس الشورى -في التجمع اليمني للإصلاح في محافظة ريمة - مديرية الجعفرية
مرضه ووفاته:
في يوم 5/ اكتوبر/ 2017- أصيب -رحمه الله - بجلطة خفيفه اسعف على اثرها إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا - فخضع للعلاج فتحسنت حالته بنسبة تسعين في المئة تقريبا
وبسبب خطأ طبي من الممرض المناوب فغير له أنبوب التغذية -القسطرة - المركبة من أنفه إلى المعدة .. فأعادها وغيرها، وأدخلها إلى الرئة عن طريق الغلط .. فأطعموه بعض السوائل عن طريق الأنبوب المركب - خطأ .. فنتج عن ذلك انسداد الشعب الهوائية مما أدى إلى منع وصول الأكسجين إلى الدماغ -فدخل في غيبوبة وتضاعفت الجلطات .. أدخل العناية المركزة شفطت تلك السوائل .. لكنه لا زال في غيبوبته وفي إنعاشه .. وقد يطول ذلك حسب قول الأطباء ، وكلما طالت المدة تضاعفت التكاليف والخسارة لا سيما والمستشفى خاص ، ويكلفهم - مئة وعشرون ألفا - يوما – ولعدم تحمل المسئوليه نتيجة الخطأ الذي قام به الممرض تحملت الاسرة نفقات العلاج .....وتخلى المستشفى عن مسؤوليته مما اضطر أبناءه إلى نقله إلى مستشفى الشرطة الحكومي لتخفيف الخسارات الباهظة و من أجل أن يستمروا في معالجته ومتابعة حالته ، ، كون كلفته أخف - بنسبة خمسين في المئة - من مستشفى جامعة العلوم والتكنلوجيا، وفي الساعة الثامنة صباحا من يوم الأثنين 13/11/2017/ إنتقل إلى جوار ربه في مستشفى الشرطة بصنعاء - فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالعفو ، والمغفرة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين.
المراجع والتحرير
اقتباس من ترجمه بعنوان
القطرالندية في ترجمة - الطبيب طاهر البزاز - مصلح الجعفرية
للاستاذ محمد إسماعيل القمراني البزاز
كتبها:
م.محمد غالب السعيدي
٥ أكتوبر ٢٠٢٣م