banner
recent
أخبار ساخنة

الشاعر والناقد / خالد الضبيبي شاعر القلق والوعي

#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (300)


الشاعر والناقد / خالد الضبيبي 

شاعر القلق والوعي


 تعريف:

خالد منصر مرشد الضبيبي: شاعر القلق والوعي
في أعالي جبال ريمة، حيث تُعانق السحب قمم الضباب، وُلد الشاعر والناقد خالد منصر مرشد الضبيبي يوم 28 يناير عام 1977، في قرية السورة، بني الضبيبي، بمديرية الجبين، تلك الرقعة القروية التي حملت في تضاريسها روح الشعر وسكينة التأمل. هناك، تفتحت موهبته الشعرية مبكرًا، وتكوّن وجدانه بين الأمثال الشعبية وارتجالات الجدّات ودفء المراعي.
لم يكن خالد شاعرًا فحسب، بل كان مشروعًا إنسانيًا ينمو في صمت، ويعيد تعريف الكتابة بوصفها موقفًا، والكلمة باعتبارها فعلاً. تابع دراسته الأساسية في أمانة العصمة ، ثم ارتحل إلى صنعاء ليكمل تعليمه هناك، قبل أن يبرز مزوّدًا بأدوات تحليلية جعلته من القلائل الذين جمعوا بين الأدب والنقد والشعر في بنية متماسكة.
لقد مكّنته خلفيته الثقافية من رؤية النصوص من زوايا حادة، باحثًا في التفاصيل عن جوهر الإنسان، وفي مفردات الواقع عن معنى يتجاوز الألم، ليصبح نصّه حلقة وصل بين المأساة والجمال، بين الغضب والقصيدة.

منهج شعري نقدي متكامل

لا يمكن الحديث عن خالد الضبيبي دون التوقف عند مشروعه الشعري. إنه شاعر التفعيلة، لكنه ليس تقليديًا، يحملُ على كتفه إرث نزار قباني وأحمد مطر، وينقله إلى مساحات محلية، حيث وجع اليمني وانكساراته اليومية. يتكئ على الرمزية دون أن يفقد قدرته على المباشرة حين يستدعي الموقف ذلك. تميّز نصّه بلغة دقيقة، مشبعة بالأسى والانفعال، متقشفة حينًا، ومتوهجة بالتمرد حينًا آخر.
يصف نفسه بأنه "أيقونة القلق والشك المطلق"، وهذا ليس وصفًا عابرًا بل رؤية كاملة للحياة، يتجلّى ذلك في قوله:
"عامٌ من النكباتِ... تنحرُ جيلها...
وحكمتنا تمرُ ولا نمر ببابها."
كما في نصه "رؤية"، حيث تتحول المفردات إلى صرخات في وجه العنف، تُعلن أن لا سبيل سوى الالتحام بالوجدان الوطني:
"لا صوت يعلو فوق صوت القنبلة...
ضع روحك الحسنى بكفك والتحق بالقافلة."

همٌّ وطني وإنساني مشترك

يمتلك خالد حسًا نادرًا في ربط القضايا الفردية بالهمّ الجماعي، لا سيما في تناوله قضايا المرأة اليمنية. في نصه "لعاشقة"، تصبح المرأة رمزًا للتحرر والمقاومة:
"تقاتل ألف معصية نسائية...
وتكسر ألف نافذة ذكورية."
ليست قصائده إلا دفاتر احتجاج مضمخة بجمال لغوي، وحالة تفكّر تنطلق من ريمة، لكنها لا تتوقف عند جغرافيتها.

الإبداع النقدي والانخراط الثقافي

على الرغم من أن إنتاجه الشعري ما زال قيد الجمع والنشر الرسمي، وعلى رأسه ديوانه المرتقب "حروف ثائرة" الذي أُعلن عن تحضيره منذ 2012، فإن خالد ظل فاعلاً في الساحة الثقافية من خلال مقالاته النقدية في صحف مثل الجمهورية، ومنصات رقمية مثل شعب أونلاين. وقد عرف بكتاباته الجريئة التي تنفذ إلى جوهر المشهد الثقافي اليمني وتحلله بوعي نقدي لا يخضع للسطحية أو الإطراء.
كما شارك في العديد من الندوات والأمسيات الشعرية، محليًا وعربيًا، وكان له حضور فعّال في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، حيث شارك في مناقشات ثقافية وفكرية مع رموز معاصرة منهم الدكتور قائد غيلان، وغيرهم.

رؤية متكاملة: الإعلام والشعر

في عالم خالد، لا يوجد فصل بين الأدب والشعر؛ كلاهما وسيلتان لكشف القهر، وتوثيق النبض الشعبي، وتجديد الوعي. يرى في الإعلام عينًا راصدة، وفي الشعر وجدانًا ناطقًا، ولهذا يكتب بروح شاعر يرى في القلم مقاومة، وفي الكلمة خلاصًا:
"القيمة الإنسانية لا تُقاس بالدموع، بل تُقاس بالممارسات".

خاتمة توثيقية

خالد الضبيبي ليس مجرد شاعر من ريمة، بل هو صوت من أصواتها المتجددة، الرافضة للخذلان، المتطلعة إلى يمنٍ أكثر إنصافًا وجمالاً. هو شاهدٌ على عصره، ومحرّكٌ لأسئلته، ورحّالٌ في اللغة بحثًا عن وطنٍ لا يُخذل ولا يُباع. ستظل كلماته تنبض ما دام في هذه الأرض من يحلم، ومن يكتب.


الهوامش والمصادر:

  1. مقابلة على موقع "شعب أونلاين"، 2 يناير 2015.
  2. مقال بعنوان "الشاعر.. أيقونة القلق والشك المطلق"، صحيفة الجمهورية، 29 يناير 2015.
  3. منشورات مدونته الشخصية: خالد الضبيبي
  4. مشاركاته في اتحاد الأدباء اليمنيين ولقاءاته الحوارية.
  5. مقاطع مرئية على YouTube لأمسيات شعرية.

 

بقلم: 

 م. محمد غالب السعيدي.

هااااااااام:

ــــــــ❀•▣ 💠▣•❀ــــــــ

يتم نشر السير الذاتية لشخصيات  من ابناء محافظة ريمة من جميع التيارات و الانتماءات الفكرية والسياسية والثقافية والدينية دون تمييز في العرق والجنس واللون  والانتماء السياسي والمذهبي والفكري

 ملاحظة :

نسمح بالمشاركه واعادة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى  شريطة احترام حقوق الملكية  ذكر المصدر

google-playkhamsatmostaqltradent