#شخصية_من_ريمة الشخصيةرقم(315)
![]() |
المناضل السبتمبري محمد حسن مهدي الضبيبي رحمه الله |
المناضل السبتمبري
محمد حسن مهدي الضبيبي(رحمه الله تعالى)(1935 – 2025)
المقدمة
تُعَدّ ثورة
السادس والعشرين من سبتمبر 1962 محطةً فارقة في تاريخ اليمن الحديث، إذ أخرجت
البلاد من حكم الإمامة الاستبدادي إلى عهد الجمهورية. وقد كان للمناضلين من أبناء
مختلف المناطق اليمنية دورٌ محوري في الدفاع عن الثورة وترسيخ مبادئها. من بين
هؤلاء المناضل السبتمبري محمد حسن مهدي، الذي يُعَدّ واحداً من أبرز الشخصيات
الريمية التي التحقت بالثورة منذ أيامها الأولى، وساهم في الدفاع عنها في مختلف
الميادين العسكرية.
الاسم الكامل: محمد حسن مهدي الضبيبي
الميلاد: نحو 1935م، قرية المصرع، بني الضبيبي، مديرية الجبين، محافظة ريمة
الوفاة: 19 يوليو 2025م، مسقط رأسه، المصرع، ريمة
1. النشأة والبدايات
ولد محمد حسن مهدي الضبيبي نحو 1935م، قرية المصرع، بني الضبيبي، مديرية #الجبين، محافظة #ريمة في بيئة جبلية وعرة، وعاش يتيماً منذ صغره، ما أكسبه صلابة بدنية وقدرة على مواجهة تحديات الحياة منذ سن مبكرة.
كان صوته الجهوري وجرأته الفطرية أبرز سماته، وهو ما جعله مميزاً بين أقرانه. نشأ على الصراحة والصدق، وامتاز منذ طفولته بالقدرة على التعبير المباشر عن آرائه، وهو ما لاحقه طوال حياته العسكرية والنضالية.
2. الحالة الاجتماعية
تزوج الضبيبي ثلاث مرات، توفيت إحدى زوجاته قبله، وله من الزوجتين الباقيتين ثمانية أولاد ذكور وخمس إناث.
واحدة من زوجاته كانت ابنة فضيلة العلامة محمد أحمد بن عبدالخالق سبأ، مفتي ريمة السابق.
3. الالتحاق بثورة 26 سبتمبر
انضم محمد حسن مهدي للثورة في أسابيعها الأولى، وكان من بين أول سبعة شبان من قضاء ريمة الذين حملوا السلاح للدفاع عن الجمهورية.
دخل ميدان النضال مسلحاً ببندقية وقنبلتين وشكة رصاص متقاطعة على صدره، ليصبح نموذجاً للمقاتل الجسور الذي لا يرهبه شيخ ولا سلطة.
4. المسيرة العسكرية والقتالية
انضم إلى لواء النصر بقيادة المناضل علي عثرب، وأظهر مهارات لياقية عالية في الجري والقفز، فلاحظ المدربون المصريون قدراته الفائقة ورشّحوه لقيادة سرايا الدفاع عن الروضة.
شارك في عدة معارك بارزة، أبرزها:
- معارك الروضة ضد القوات الملكية بقيادة قاسم منصر.
- حصار السبعين يوماً عند مفرق الحيمتين (طريق الحديدة)، قبل أن يقود الفريق حسن العمري عملية فك الحصار.
- معركة غرب الرحبة شمال صنعاء، إلى جانب الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب.
5. القادة والرفاق
تعامل الضبيبي مع أبرز القادة العسكريين:
- الفريق حسن العمري: قاد عمليات فك الحصار، وأشاد بشجاعته.
- عبدالرقيب عبدالوهاب: صديقه ورفيقه في الميدان، أشار إلى سرعته وشجاعته الفائقة.
- الرائد وهاب: ضابط مصري أشرف على تدريبهم في الروضة.
- المقدم إبراهيم الحمدي: تجسد تعاطفه مع الضبيبي أثناء تواجده بالمستشفى العسكري، حيث وعده بالوفاء لظروفه الصحية.
6. المواقف والصفات الشخصية
- صراحة وجرأة في مواجهة القادة والسلطات، دون أن يؤذي الآخرين.
- أنيق المظهر، منضبط، لكنه متواضع وبسيط في حياته اليومية.
- ذاكرة قوية تحفظ تفاصيل دقيقة عن المعارك، القادة، والأحداث.
- عبارات صارخة كالرصاص في وجه الظلم، دون أي تردد.
7. التحديات والإقصاء
واجه الضبيبي الإهمال والتهميش نتيجة صراحته ورفضه المجاملات:
- حُرم من الترقيات والامتيازات العسكرية.
- سُرّح في أواخر الثمانينيات وطُلب منه تسليم بندقيته والتنازل عن راتبه.
- أثّر لقاؤه باللواء علي عثرب في إدارة الأحوال المدنية، حيث بكى عثرب حزناً على وضعه، في مشهد يعكس التقدير الصادق لشخصه.
8. الوفاة
توفي محمد حسن مهدي الضبيبي يوم السبت 19 يوليو 2025م الموافق 24 محرم 1447هـ، نتيجة وعكة صحية مفاجئة لم تتجاوز ساعات.
كان من أمنياته الأخيرة أن يرحمه الله بساعة هادئة لا يشقى فيها ولا يتعب، وهو ما تحقق له في مسقط رأسه.
9. الإرث النضالي
ظل الضبيبي حتى أيامه الأخيرة محتفظاً بصوته المجلجل وذاكرته الحية، ممثلاً نموذج الرجل الريمي الصادق والشجاع، وواحداً من رموز جيل الثورة الأولى.
تجسد سيرته التضحية والإصرار والوفاء لمبادئ سبتمبر والجمهورية، وما زالت شهادته عن تلك المرحلة مصدر إلهام للأجيال الجديدة.
10. خط زمني لأبرز الأحداث
- 1935م: الميلاد في قرية المصرع – ريمة.
- 1962م سبتمبر: الالتحاق بالثورة ضمن أول سبعة شبان من ريمة.
- 1963م: الانضمام إلى لواء النصر بقيادة علي عثرب.
- 1967م: الدفاع عن صنعاء – حصار السبعين.
- 1970 – 1980م: الاستمرار في الخدمة العسكرية.
- 1975م تقريباً: لقاء بالرئيس إبراهيم الحمدي في المستشفى العسكري.
- أواخر الثمانينيات: التسريح من السلك العسكري وحرمانه من الراتب.
- 19 يوليو 2025م: الوفاة في المصرع – ريمة.
11. رفاق درب بارزون
- اللواء علي عثرب – قائد لواء النصر.
- الفريق حسن العمري – قائد عسكري بارز.
- الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب – قائد عسكري متميز.
- الرئيس إبراهيم الحمدي – قائد وطني.
- الرائد وهاب – ضابط مصري مشرف على التدريب.
12. مراجع توثيقية
- شهادات شخصية للمناضل محمد حسن مهدي نفسه.
- مقال الصحفي علي حسين الضبيبي (2022).
- روايات رفاقه (علي عثرب، عبدالرقيب عبدالوهاب، الفريق حسن العمري).
- معلومات من ابنه عبدالكريم محمد حسن مهدي.
- أرشيف الثورة اليمنية (1962–1970م).
الخاتمة
يبقى محمد حسن مهدي الضبيبي واحداً من أعمدة الذاكرة الثورية اليمنية. سيرته ليست مجرد أحداث عسكرية، بل شهادة حية على ثمن الحرية، وصورة صادقة لرجل وهب حياته للوطن وظل وفياً لمبادئه حتى وهو يتعرض للتهميش والإقصاء.
كتبها لشخصية من ريمة:
م/ محمد غالب السعيدي
19 سبتمبر 2025