#شخصية_من_ريمة رقم الشخصية ( 50 )
صورة لمنازل بيت امين عاصمة محافظة ريمه الجبين
بعدسة الفنان الاستاذ عبدالرحمن الغابري
قائد انتفاضة ريمه ضد الامام يحي حميد الدين 1339هـ / 1920م
سبق ان عرضنا عدة حلقات عن الانتفاضة التي عمت ريمه عام 1339هـ / 1920م بعد سنتين فقط من انسحاب العثمانيين عن اليمن وبعد سنة واحدة من سيطرة الامام يحي على ريمه وتعيين عماله وحكامه على نواحيها الاربع قبل ان يقرر فصل بلاد الطعام عن الجبي كناحية خامسة ، فقد جعل عمالة جبل ريمة اوائل عام 1338هـ للسيد محمد علي الشامي (الاب )وجعل القضاء نفس العام الى محمد بن حسين الكبسي وعين مامور الاموال في قضاء جبل ريمة علي حسين الشرفي ،كما عين عامل كسمة اوائل عام 1338هـ حمود بن غالب بن الامام وعامل السلفية علي المنتصر وعامل الجعفرية محمود النهاري ثم السيد محمد الكبير علي النهاري، وقد اعتمدنا في عرض تلك الحلقات على ما ورد في كتاب كتيبة الحكمة لمؤلفها عبد الكريم مطهر.
ويمكن تقسيم المادة التي عرضناه الى فترتين ، وتشمل الفترة الاولى بداية عام 1339هـ والتي شملت الانتفاضة كل نواحي ريمة تقريبا وكان يقود الانتفاضة في هذه الفترة الشيخ محمد امين محمد احمد الجبي (شخصية اليوم ) وكان حينها شيخ مشايخ ريمه وكان ابوه قائم مقام ريمه في العهد العثماني الاخير .
وقد تعرفنا في تلك الحلقات على هذه الشخصية ودورها في قيادة الانتفاضة ، رغم ان مؤرخ الامام المؤلف عبد الكريم مطهر يسند هذه الانتفاضة الى الامام الادريسي ويدعي ان الشيخ محمد امين وغيره كانوا يعملون بدعم الادريسي والتعاون معه لبسط سيطرته على ريمه .
غير ان بين ايدينا وثيقة يعود تاريخها الى نفس العام مقدمة من الشيخ محمد امين الى الحاكم السياسي البريطاني في الحديدة تضمنت تذمر ريمه من كل من الامام يحي والادريسي معا ويطلب حماية المنطقة منهما حتى تتضح نتيجة مؤتمر الصلح بين القوى المتصارعة في الحرب العالمية الاولى ، اعتقادا منه باحتمال عودة العثمانيين الى اليمن وهي السلطة الشرعية ، واعتقادا منه ايضا ان مهمة بريطانيا في الحديدة هي حماية اليمن من قبل مؤتمر الصلح حتى يعاد ترتيب الوضع ، او هكذا كانت بريطانيا قد اقنعته واقنعت وجهاء الحديدة بمبررات تواجدها و إحتلالها للحديدة .
ولتدعم بريطانيا حجتها في عدم اقدامها على احتلال الحديدة فقد حصلت من شيخ مشايخ ريمه محمد امين رسالة التي يطلب فيها حمايته وقبيلته التي يزيد تعدادها عن مئة الف ويزيدون من الامام وقواته ولعل القادة البريطانيين في عدن يشيرون الى رغبة التجار في الحديدة في انشاء مملكة تكون ريمه احد ملحقاتها .
وسنورد ادناه الرسالة كما وردت في الوثائق البريطانية التي نشرها الدكتور صالحية في تحقيق كتيبة الحكمة حيث جاء في رسالة محمد امين ما يلي
النص
حضور مقام جناب الحاكم السياسي من طرف الدولة البريطانية بلواء الحديدة
1- عند ابتداء الحرب بين الدول والدولة ما علمنا هل هو حرب دولي ام حرب ديني
2- حسب المسموع انه انعقد الصلح بين الدول وصارت هدنه وصار مؤتمر الصلح في فرانسه
3- اخذت الدولة العلية العثمانية وهي حاكمية القطعة اليمانية وكان تحت ادارتها خمسة مليون نفس
4- انه لما انسحبت القوة المحاربة العثمانية من قطعة اليمن بقت قطعة اليمن تحت مخالب الوحوش ومهددة بالانتهاك حتى استولى على قسم منها الامام يحي وقسما منها الامام الادريسي
5- حسب المسموع بموجب المقاولة بين الدول المحاربة تكون الحكومة العظمى البريطانية محافظة لحقوق اهالي القطعة اليمانية حالا وما لا ولم صار اجراء المقاولة الا بنفس الحديدة فقط.
6- بعد انسحاب الدولة العلية من ولايات اليمن لم حصل من طرف الحكومة البريطانية المحافظة على عموم الاهالي حسبما كان جل اعتقادنا وحسبما كنا نؤمل من جلالة ملك انكلترا فقط استلمت اليمن السيدين الجليلين الامام يحي حميد الدين والامام الادريسي ، ولما استولى الامام يحي على اغلب قطعة اليمن نشر فيها الوية الظلم وخربت دورهم وديارهم واخذ حالهم واموالهم وكان المؤمل من الحكومة المعظمة البريطانية حسن الادارة لأجل جلب قلوب الاهالي وتامين راحتهم .
7- المرجو من الحكومة المعظمة البريطانية رفع ايدي السيدين الجليلين المومى اليهما من بلادنا وبلاد امثالنا وكلا منهما يقف على حدوده المعلومة لاجل اراحة الاهالي من سفك الدماء ونهب الاموال الى عند ظهور نتيجة الصلح باي صورة كانت الان وجعلت اراجع مقام دولتكم والعاجز شيخ مشايخ ريمه واهاليها الى نحو مائة الف او يزيدون مما وقع بنا من الظلم حسبما ذكر اعلى في المواد ملتجئا بالدولة العظيمة انا ومن بمعيتي دفع المومى اليهم عن تعديهم الى بلادنا وبلاد امثالنا واراحة الاهالي من سفك الدماء ونهب الاموال فان سيحصل مطلوبنا من مقام دولتكم فنعم المطلوب واذا لم يحصل فنرجوا من مقام دولتكم ارسالنا انا ومن بمعيتي الى مقام ولاية عدن وهنالك سيكون الخطاب باللازم ودمتم في 8صفر الخير 1339هـ 23اكتوبر 1920م
الجامع الكبير والحكومة في الجبي
يقول الشيخ احمد علي النهاري امام الجامع في مقابلة تلفزيونية مع ابراهيم العامري في الفيلم الوثائقي ، ريمه ثنائية التاريخ والجمال ان بناء الجامع بدأ في عام 1302هـ حسب التاريخ المضمن في بيت شعري منقوش على سقف الجامع ومع هذا فقد تضمنت لوحة زخرفية اخرى تاريخا اخر مضمنا في بيت شعري يعود الى عام 1318هـ مما يرجح ان عملية بناءالجامع استغرقت اكثر من ستة عشر عاما، ويحوي الجامع زخارف نقشية ملونه وزاهية ولا زالت تحتفظ برونقها وابهارها والوانها الى اليوم ويقول الامام الهتاري ان هذه الزخارف تزيد عن الف وثلاثمائة نوع او نقشة كل واحدة منها مختلفة عن الاخرى.
ويعتبر الجامع بزخارفه ومخطوطاته ومجموعة ملحقاته واروقته وانفاقه وطابقه السفلي المبني تحت الجامع وشكله المنتصب على ربوة وبناءه المرتفع بجانب بيوت بيت امين ، من اهم المعالم الاثرية في مركز الجبي ولوحة بديعة تزين غلافات الاصدارات الخاصة بمحافظة ريمه.
ويبدوا ان الباني للجامع هوقائم مقام ريمه والد محمد امين (احمد محمد الجبي ) وهو الذي بنى مقر الحكومة التي تقع في شمال الزيلة الواقعة شمال القشلة وهي لازالت بحالة جيدة وتم ترميمها في عهد المحافظ السابق احمد مساعد حسين وذكر الشيخ يحي الشرف في ايضاحه قائلا تصحيح بالنسبة لباني الجامع هو والد الشيخ محمد امين قائم مقام ريمة الشيخ محمد احمد ابن احمد ابن ابراهيم الدروبي نسبا الجبي سكنا اي الشيخ محمد احمد الجبي اما بانسبة لبيت امين فلم تاتي الا من خلال شهرة الشيخ محمد امين ابن الشيخ محمد احمد الجبي واطلقه بعض الموظفين القادمين من صنعاء من خلال علاقتهم بابناء الشيخ محمد امين يحيي ومحمود واحمد وعلي انتهى
بقلم المؤرخ الدكتور حيدر علي ناجي العزي
#شخصية_من_ريمه رابط المنشور على صفحة شخصية من ريمه على فيسبوك هنا