#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم ( 27 )
بني الحثيثي بني الضبيبي مديرية الجبين محافظة ريمه
الامام جمال الدين الريمي (الامام محمد بن عبدالله بن ابي بكر النزاري الصردفي الحثيثي الريمي)
علامة العلماء والبحر الذي لا ينتهي ولكل بحر سائل
اولا شهرته ومكانته العلمية
ربما توفرت لشيخ الاسلام الامام الشوكاني وابن الامير الصنعاني من عوامل الشهرة والانتشار مالم تتوفر للإمام الريمي رغم كثرة تلاميذه وغزارة انتاجه ولهذا قلما من تجده يتكلم عن الامام الريمي مثل الشوكاني وابن الامير وهذا ما جعلنا نخصص بعض الحلقات للتعريف بهذه القامة العلمية التي افاضت علما وعملا على طول الساحة اليمنية كلها .
يقول البريهي في تاريخه :
( فقبل اواخر المئة الثامنة كان المتصدر للتدريس جماعة اجلهم العلامة جمال الدين محمد بن عبدالله بن ابي بكر بن ابي السعود الحثيثي النزاري اشتهر بالريمي فهو الذي سلمت اليه الرئاسة في العلم فقصدته الطلبة من جميع اقطار اليمن وغيره واعترفوا بفضله واغترفوا من فوائده وفهمه ، فكان مجلسه جامعا للمبتدي والمنتهي يفيدهم من نخب علمه ويفيض عليهم من جوده ، قال فيه بعضهم
علامة العلماء واللج الذي لا ينتهي ولكل بحر ساحل
فمعظم من اشتهر في اليمن من العلماء بعده من تلامذته وتلامذة تلامذته . )
وللدلالة على مكانته العلمية في نفوس تلاميذه و مريديه نورد من القصائد جزء من قصيدة واحدة للفقيه الشاعر المشهور اسماعيل المقري وهو احد تلاميذه التي مدح بها شيخه الامام جمال الدين الريمي حسبما اوردها الاستاذ عبدالله الحبشي في كتابه (حياة الادب اليمني في عصر بني رسول ) حيث يقول
خذا بي نحو الصوت لا تتبعا الصدى فما كل نار عندها توجب الهدى
ولا تدعواني للفكاهة بعدها فقد ذهبت ايام عمري بها صدى
ثنيت عناني قارعا سن نادم لأفرغ ما فرطت اذ فاتني الأداء
ومن جد في تحصيل هاد يدله الى الرشد لم يعم دليلا ومرشدا
الا ان للعلم علة حائم يموت وبرد الماء في فمه صدا
سأهدي من التسهيد ميلا لمقلتي ومن صنعة الظلماء ما عشت اثمدا
ومن كان كسب العلم اكبر همه طوى بردة الليل التمام مسهدا
اذا كنت في دعواك اصدق طالب لعلم فلا تستمل الا محمدا
واعرض عن المظنون من فضل غيره ولا تعد عيناك اليقين وقد بدا
فما يسقط المكي فرض صلاته بظن ولا بعد التحري قلدا
وعند وجود الماء التيمم باطل ولا سيما ان طاب قربا وموردا
لقد نشر (الريمي ) بالعلم دارسا من العلم قد اودى وطال به المدى
وانقذ باقيه وقد عكفت به صروف الليالي شاحذات له المُدى
فكم من عويص حل معناه فهمه وقد كان في اسر الرموز مقيدا
وجلى ظلام المشكلات بواضح من اقول خلى ناظر الشمس ارمدا
يباهي (ابن ادريس ) به به كل قدوة فيأسف اذ لم يقتديه كما اقتدى
وصار عليهم حجة حين خالفوا ووافقه في القول اطولهم يدا
نصرت مقال الشافعي ولو تشاء سلكت طريقا كنت فيه مقلدا
وكم حجة ابرزتها لمخالف منعت بها انفاسه ان تصعدا
اليك زجرت العزم والشوق مزعج وفي القلب منه ما اقام واقعدا
اتيتك عطشانا وبحرك زاخر يفيض بموج قد تلاطم مزبدا
فدونك من جاء يعرض نفسه فان ترض بي عبدا رضيتك سيدا
يقول الحبشي والقصيدة طويلة وانه اختار بعض ابياتها للدلالة على بنية القصيدة في عصر بني رسول وقد شرحها شرحا ضافيا اظهر جمال القصيدة ومكانة الممدوح
قبل الاسترسال في متابعة شخصية الامام الريمي يجب الوقوف امام عبارة اوردها الخزرجي في العقود اللؤلؤية ج2 فقال ( لقد اتفقت للإمام الريمي اربعة اشياء لم تتفق لاحد غيره وهي: بسطة في العلم ، وامتداد في العمر ، واتساع في الجاه ، وكثرة في المال ) وسنحاول ان نعيد تركيب شخصية الامام الريمي بحسب هذه المكونات والجوانب التي اشار اليها الخزرجي .
ثانيا مكان مولده وبيئته ونشاته ( الجانب الشخصي )
حصل الدكتور محمد عبد الواحد الشجاع استاذ الفقه المقارن بقسم الدراسات الاسلامية في كلية الآداب جامعة صنعاء على درجة الدكتوراه على اطروحته المعاني البديعة في معرفة اختلاف اهل الشريعة للإمام الريمي دراسة وتحقيق ، وحيث قام بتحقيق مخطوط من مؤلفات الريمي فلابد ان يتضمن التحقيق دراسة شخصية المؤلف الامر الذي جعلنا نعتمد عليه دون تجشم العناء في تقليب المراجع التي بالتأكيد قد بذل جهدا في تقليبها ، غير انني فوجئت انه في تحقيق مكان مولد الامام الريمي لم يبذل جهد او انه لم يرغب ان يكون الامام مولودا في ريمه فتعسف في عرض المراجع ليجعله مولودا بالقرب من الجند ويعيش ويتوفى في تعز وكفى الله المؤمنين شر القتال .
يقول (( ولد جمال الدين محمد بن عبدالله بن ابي بكر الحبيشي الصردفي التراري الريمي سنة 710هـ في الصردف كما جاء في المخطوطة الاصل ص، واختلفت كتب التاريخ والبلدان في مكان الصردف او بمعنى اخر هناك اكثر من منطقة فيها قرية تسمى الصردف ، والاشهر انها صردف الجند بالقرب من مدينة تعز فقد ذكر انها قرية مباركة شرقي الجند .. وكذا صردف في وصاب العالي بعزلة يريس من مخلاف الجبجب وصردف جبلان رمية (هكذا ) ... وهذه الروايات تتحدث عن الصرداف او الصردف لعدم وجود مصادر تتحدث عن مكان مولد جمال الدين الريمي رحمه الله ))
وكان الاجدر بالدكتور ان يبدأ من ريمة ما دام الرجل اسمه الريمي ، وسيجد الكثير من المصادر ومنها كتب التقسيم الاداري وكتاب النتائج العامة للتعداد الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء محافظة ريمه وسيجد الاسماء متوفرة كما سنذكرها ، بل لو اكتفى بالمصادر التي اعتمد عليها فقد وردت ان الصردف في جبلان ريمه ولكنه صحفه وجعله جبلان رمية لكي يثبت انه لم يجد الصردف الا بالقرب من الجند .
ولم يكتفي بمكان مولده الصردف بل بقية اسمه وهو الحثيثي كما ورد في كل المصادر قال لعله الحبيشي بالقرب من تعز .
ويعود الدكتور ويستثني بقوله (( وقد يكون في صرداف جبلان ريمه لسبب ان والده من ريمه ولكنه احتمال ضعيف حيث ان والده وجده كما ذكرنا كانا مستقرين في كل من تعز وزبيد وصردف الجند قريبة من تعز))
اما شهرته بالحثيثي فيعترف الدكتور ان هذا اللقب موجود في جميع مصادر التراجم وفي المخطوطتين ولكنه اشكل عليه هذا الاسم ، يقول الدكتور (( فبدأت بالبحث في مصادر الاماكن والبلدان لكي احصل على ترجمة شافية له وبعد البحث الدقيق لم اعثر على ترجمة له ... ولعله حدث تصحيف لكلمة الحبيشي لان رسم الكلمة متشابه ويؤيد هذا تصحيح في حاشية نسخة ص بانه الحبيشي ... ولعدم وجود أي قبيلة باسم الحثيبثي ونظرا لوجود تصحيح الاسم في نسخة ص رجحت ان يكون الاسم الحبيشي ... ))
اذا فنحن مختلفون مع الدكتور في مكان مولد الامام الريمي وهو قرية الصردف التي قال ان الصردف في ريمة احتمال ضعيف ومختلفون في نسبته الى الحثيثي التي اكدته له جميع مصادر التراجم والمخطوطتان ولكنه اعتمد على تعليق فضولي في هامش احدى المخطوطتين واهمل الاصل . لماذا ؟ لأنه لم يبحث في مصادر ريمه اصلا .
وقد ذكر الهمداني في البطون الحميرية التي تسكن ريمه فقال (( ويسكن البلد بطون من حمير من نسل جبلان والصرادف وبنو حي بن خولان )) وهذا يعني ان الصرادف جمع صردف من السلالات الاصيلة في ريمه وكانت اشارة الهمداني كافية الى جانب معاجم البلدان التي وجد فيها الدكتور ان الصردف في ريمه والتي حورها الى رمية ثم قال انه احتمال ضعيف.
والى جانب هذه المصادر فان مصادر التقسيم الاداري ونتائج التعداد العام للمساكن والسكان الجزء الاول محافظة ريمه نجده يجيب بوضوح ويلبي رغبة الدكتور لو رجع اليها فالصردف التي هي مولد الامام الريمي حسبما جاْء في المخطوطة هي قرية مشهورة في بني الضبيبي مديرية الجبين كما هو في نتائج التعداد ص (62) . ويوجد محل الصرادفه في عزلة الرييم مديرية مزهر ايضا
اما ما يتعلق بشهرته بالحثيثي فهي نسبة الى قبيلة بني الحثيثي التي لا زالت تحمل نفس الاسم عزلة بني الضبيبي والصردف تابع لها حسبما ورد في نتائج التعداد ص (63) ولا يوجد تصحيف ولا حبيشي ولا هم يحزنون
ولم يناقش الدكتور النسبة الى التراري التي وردت في اسم الريمي ولعلها نسبة الى تاره وهي في بني الضبيبي ايضا . ص (67)
وهكذا تتجمع جميع الاسماء في مكان واحد هو عزلة بني الضبيبي مما يؤكد صحة الانتماء الى ريمه مولدا وبيئة ونشأة . اما لماذا لم تذكر بني الضبيبي في الترجمة فان اسماء العزل الراهنه نشأت معظمها في العصر العثماني الاول نظرا لعوامل اقطاعية وادارية وتنظيمات واستقرت اسماءها في العصر العثماني في التقسيمات الادارية المستمرة الى الان ولا يمكن اسقاطها على عصر اسبق من نشأتها.
اما شهرته بالريمي فلم نختلف مع الدكتور فقد ذكر بانها نسبة الى ريمة الاشباط وهي بلاد واسعة في الغرب الجنوبي من صنعاء على بعد اربع مراحل يتصل بها في شمالها جبل برع و وادي سهام ومن شرقها بلاد انس وعتمه ومن جنوبها وادي رمع(رماع) الفاصل بينها وبين وصابين ومن غربها بلاد تهامة .. .
وقد قال ابن مخرمة ونسب الى ريمه جماعة من الفضلاء منهم جمال الدين الريمي . وذكره المقحفي في معجمه " وينسب الى ريمه محمد عبدالله الريمي "
والى جانب ما اورده الدكتور فقد ذكر المرتضى الزبيدي في تاج العروس ان ريمه مخلاف واسع واليه ينسب الجمال الريمي
اذا نحن امام الامام محمد بن عبدالله بن ابي بكر التاري الصردفي الحثيثي الريمي وهو من بيت علم
وسنعتمد فيما تبقى من الترجمة على الدكتور الشجاع فقد بذل جهدا مشكورا. مع اعادة التركيب للمادة بما كان يجب ان تبنى عليه الشخصية من مكونات وجوانب.
فجده ابو بكر بن عبدالله الريمي من ذرحان ريمة الاشابط (عزلة من مديرية بلاد الطعام ) كان فقيها عارفا مدرسا تفقه بعلي بن قاسم الحكمي كما تفقه به جماعة كثيرون وكانت وفاته على وجه التقريب عام (680هـ ) وقام بالتدريس بالمدرسة التاجية بزبيد التي ابتناها تاج الدين المظفري وخصها بالفقه .
ثم خلفه ابنه عبد الله بن ابي بكر (والد جمال الدين الريمي ) بالتدريس وعمه محمد بن ابي بكر
وكان عبدالله معيدا بالمدرسة التاجية حينما كان والده يدرس ثم تخلى عنها لاخيه محمد فأقام بها مدة .
وهذا يدل على ان جمال الدين الريمي من بيت علم ونشأ في وسط علمي فجده وعمه وابيه كلهم من الفقهاء ثم ابنه عبدالله والذي سنذكره ضمن تلاميذه ثم ابن ابنه اسماعيل.
وكان جمال الدين اكثرهم شهرة لكثرة تأليفه وتدريسه وتوليه القضاء الاكبر في اليمن وتتلمذ على يديه العديد من العلماء في ذلك العصر في علوم شتى.
المكونات العلمية (مصادر التعلم والمحصول العلمي)
اولا مصادر التعلم
يبدوا ان الامام الريمي قد استقى مصادره التعليمية والعلمية من ثلاثة منابع
1- المنبع الاول اسرته في ريمه والذين تحدثنا عنهم (ابوه وجده وعمه )
2- المنبع الثاني : تنقله لطلب العلم في المدارس في كل من ريمه وزبيد وتعز
3- المنبع الثالث شيوخه الذين تتلمذ على ايديهم واقرانه الذين تبادل معهم المعارف وخاض معهم الجدل والنقاش لاختبار محصوله العلمي قبل نشره حيث تعامل معهم اخذا وعطاء .
وسنتحدث عن مشايخه وتلاميذه واقرانه في حلقة خاصة
ثانيا : محصوله العلمي
عندما نتحدث عن الجوانب العلمية فإنما نعني بها مصادر المعرفة الشائعة في العصور الوسطى وتتمثل في الفقه واصول الدين وعلوم اللغة العربية .. الخ .
ومثلما تعددت منابع ومصادر التعلم عند الامام الريمي فقد تعدد نتاجه ومحصوله والفئات المستفيدة منه حتى شملت الفئات والمجالات الأتية :
1- التدريس المباشر للطلبة من مختلف الشرائح حيث درس في المدرسة المؤيدية في زبيد
2- الافتاء والقضاء حيث تولى القضاء الاكبر الذي يشبه قاضي القضاة عام 778هـ في عهد الملك الاشرف اسماعيل وكان حينها اوحد اهل العصر علما ، حتى وصفه الخزرجي بانه (علامة العلماء واللج الذي لا ينتهي ولكل بحر ساحل )
3- نشر العلم عن طريق بناء مدرسة على نفقته وايقاف الارض التي يدر ريعها بما يمكنها من الانفاق على الطلبه والمعلمين ، وسنتحدث عن هذه المدرسة في الجانب المالي .
4- تبني وتعليم تلاميذ من الراغبين في التحصيل والمتفرغين لطلب العلم ، حيث بلغ تلاميذه عددا بفوق الحصر ويمكن ان نشير الى بعض المشهورين في ذلك العصر الذين خلدتهم المراجع ، في حلقة خاصة بشيوخه وتلاميذه . ويكفي ان نكرر ما ذكره البريهي في تاريخه بان جميع المشهورين في اليمن ، في القرنين الثامن والتاسع ، كانوا من تلامذته ، او تلاميذ تلامذته ، بل انه كان مقصد ومورد طلاب العلم من مختلف الاقطار ، حتى انتهت اليه الرئاسة في العلم فاعترفوا بفضله واغترفوا من فوائده وفهمه ، فكان مجلسه جامعا للمبتدي والمنتهي يفيدهم من نخب علمه ويفيض عليهم من جوده.
5- التاليف العلمي والذي تركه لنا مكتوبا فاستفاد منه اليمنيون لقون عديدة حتى اليوم وهو ما سنخصص له هذه الحلقة .
انتاجه العلمي (مؤلفاته )
(في علم العقيدة ):
يقول الدكتور الشجاع ان اول علم ينبغي ان نشير اليه في اثار الامام الريمي هو علم العقيدة باعتباره من اهم العلوم الاسلامية ، وبما ان الامام الريمي من اجلاء العلماء فلا ينبغي ان يغيب عن باله هذا العلم ومشاركته في توضيح غوامضه وتبيين جوانبه للناس ومعالمه .. وقد وجدت مجموعة من اسماءمؤلفاته في هذا المجال ، ولكن للاسف ليست حسب علمي موجودة في المكتبات التي رجعت الى فهارسها ن وهي على النحو الاتي :_
1- كتاب الانتصار لعلماء الامصار ذكره الاكوع في المدارس الاسلاميه والحبشي في المصادر
2- كتاب شفاء الضمان في الكشف عن مسالة الاسلام والايمان
3- كتاب الغامض المشروح في معرفة الانسان والنفس والروح
4- كتاب كشف الخيال عن مدعي الدجال
(في علم الحديث )
تأليف الامام الريمي في علم الحديث قليل وهو مؤلف وحيد اسمه ( الدر النظيم ، المنتقى من كلام الترمذي الحكيم
وكتاب الترمذي الحكيم ، اسمه ( نوادر الاصول في احاديث الرسول )
(علم الفقه والاصول )
يقول الدكتور الشجاع : اما المجال الذي برع فيه الامام جمال الدين الريمي ، وابدع فيه واشتهر به ، واصبح علما ومدرسة تهفوا اليه افئدة طلاب العلم ، فهو مجال الفقه واصوله ، ولأن الفقه الشافعي كان مذهب الدولة الرسولية ، ولأن جمال الدين كان مدرسا بمعظم المدارس اليمنية في الفقه الشافعي ، فقد كانت له مؤلفات عدة في الفقه الشافعي شرحا وتأليفا ، ثم حينما اصبح اماما معروفا متبحرا دخل في ميدان الفقه المقارن بجميع المذاهب التي الف فيها كتبا في الفقه .
اما مؤلفاته الفقهية حسب ما اوردها الحبشي في المصادر، والاكوع في المدارس الاسلامية في اليمن ، والدكتور الشجاع في تحقيق المعاني البديعة ، فهي على النحو الاتي :
1- كتاب اتفاق العلماء
2- بغية الناسك في كيفية المناسك
3- كتاب التحقيق في حكم مبغض الحرية من الرقيق
4- التفقيه في شرح التنبيه لأبي اسحاق الشيرازي في اربعة وعشرين مجلدا او جزءا وذكر البريهي انها ستة عشر مجلدا والاصح انها اربعة وعشرين مجلدا ، ويقول الشجاع انه عثر على الجزء السادس عشر مخطوطا ومحفوظا بجامع المظفر بتعز يعود الى عام 788هـ ، كما عثر على الجزء الثاني والعشرين بمكتبة عبد القادر الانباري بزبيد ومصوربمعهد المخطوطات في القاهرة وكلاهما في قسم المعاملات
وقد تم اختصار التفقيه الى ثلاثه مجلدات من قبل عبد الرحمن البريهي وتم اختصاره ايضا من قبل محمد ابراهيم الحسيني الزبيدي (ت 854هـ)
5- خلاصة الخواطر اللوذعية في كشف عويص المسائل اللغزية
6-دلالة المسترشد، على ان الروضة هي المسجد
7- عمدة الامة في اجتماع الائمة الاربعة . مخطوط بالجامع الكبير يصنعاء في 150 ورقة برقم 550فقه .
8- غرائب كتب المذهب ، يحتوي على ما ذكر في كتب المذهب الشافعي
9- مطلع الاشراق ، في اختلاف الغزالي وابي اسحاق ، الشيرازي
10- المعاني البديعة ، في اختلاف اهل الشريعة ، وهو المنشور بعد تحقيقه من قبل الدكتور الشجاع في مجلدين يقع المجلد الاول في (875) صفحة
(علم الفقه الدستوري )
- بهجة اللطفاء في الرد على من نقم على العلماء بصحبة الخلفاء
(علم الفلك والحساب )
1- النجم الثاقب في بغية الحاسب
2- الالقاءات في المسائل المختلفات في علم الحساب
(علم الرياضة والرماية وعلوم الخيل )
1- كتاب الكفاية في بيان فضل السبق والرماية
2- كتاب الاربعين في الحكمة الموافقة في فضل الخيل والرمي والمسابقة
(فنون وعلوم مختلفة )
1- المصان
2- تحفة الادب في تفضيل الرطب على العنب
المكون المالي ثروته وانفاقها
سبق ان تعرضنا لما ذكره الخزرجي في تاريخه عن جمال الدين الريمي فقال ( لقد اتفقت للامام الريمي اربعة اشياء لم تتفق لاحد غيره وهي: بسطة في العلم ، وامتداد في العمر ، واتساع في الجاه ، وكثرة في المال ). وسنحاول في هذه الحلقه التعرف على ثروته وكيف انفقها.
من الصعب الاحاطة بمصادر الثروة لعدم التعرض لها في المصادر المتاحة ولكننا سنكتفي بالاشارة الى مناسبتين منحه السلطان الاشرف والسلطان المجاهد في كل منهما منحة مالية او جائزة مادية على انجازاته العلميه وخدمته وعن طريقهما يمكن التعرف على المصادر الاخرى فقد كان له املاك ومزارع يستلم ريعها وله مرتبات عن منصبه قاضي القضاة وغيرها من المصادر .
اما المناسبتين التي حصل خلالهما على منحة مالية من السلطان فهما :-
المناسبة الاولى حينما اكمل تاليف كتابه التفقيه في شرح التنبيه المكون من اربعة وعشرين مجلدا فقد تم حمله من منزل الامام الريمي الى قصر السلطان الاشرف في زبيد على رؤوس العلماء والفقهاء وملفوف باطباق من الفضة ويتقدمهم فرق الموسيقى حيث كان يزف بالطبلخانه ، وعند وصوله الى السلطان منحه مكافئة له مبلغ وقدره اثناعشر الف مثقال من الذهب ، تكريما له وافتخارا بالنهضة العلمية في اليمن فكم يقدر هذا المبلغ بسعر اليوم ؟
المناسبة الثانية : منحه السلطان المجاهد اربعة شخوص من الذهب وزن كل واحد منها مائتا مثقال من الذهب . فيصل اجمالي وزن الاربعة الشخوص ثمانمائة مثقال من الذهب فكم تقدر قيمتها بسعر اليوم ؟
اجمالي المنحتين الماليتين اثنا عشر الف وثمانمائة مثقال من الذهب. وحيث ان وزن المثقال اليوم مختلف عليه بين المصادر حيث تقدره البعض خمسة جرامات وتقدره اخرى اربعة جرامات وربع. فقد رجحنا ان يكون الوزن المتوسط اربعة جرامات ونصف فيكون وزن المنحتين سبعه وخمسين الف وستمائة جراما (سبعة وخمسون كيلوجرام وستمائة جراما) وعليك ان تعرف سعر الجرام الذهب في السوق وتقدر قيمة الجائزة.
اما فيما انفقها فمن الصعب ايضا الاحاطة باعمال الخير والبر التي كان يقوم بها ويكفي ان نشير الى مجال واحد وهو مدرسة الامام جمال الدين الريمي في زبيد
فقد ذكرت المصادر ان الامام جمال الدين محمد ابن عبدالله ابن ابي بكر الريمي ابتنى مدرسة في زبيد وكانت له فيها مكتبة فيها تتكون من الفي مجلد في سائر الفنون ويأتونه من سائر الاقطار وكانت المدرسة تعج بالطلبة والمشتغلين بالعلم وقراءة القران ، كما يقوم باطعام الطعام وتقرير نفقة وكسوة للغرباء والمنقطعين من الطلبة والمشتغلين بالفقه ، وعمل على رصد مبالغ واوقاف لتوفير كل ما يحتاجه المتعلمون من ادوات كتابية كالورق والمداد .. او للصرف على المتعلمين لكسوتهم واطعامهم وما يحتاجون اليه حتى يصبح جل اهتمامهم منصبا على تحصيل العلم . وهذه المدرسة والانفاق عليها نموذج حي لمجالات الانفاق من قبل جمال الدين الريمي .
والخلاصة ان الامام الريمي كان يحرص على حسن اختيار مجالات البر والخير وانتشار العلم وتشجيع تحصيله ونشره في صفوق العلماء والمتعلمين ، فينفق فيها ما يحصل عليه من موارد ماليه .
وسنكتفي بهذا من تحقيق شخصية الامام الريمي الذي توفى يوم الاربعاء 24صفر سنة 792هـ بمدينة زبيد ودفن بباب تربة الشيخ الصالح احمد ابن ابي الخير بمقبرة سهام رحمه الله وافسح له جناته .
كتبها المؤرخ حيدر علي ناجي العزي
جمعها م.محمد غالب السعيدي
#شخصية_من_ريمه
رابط المنشور على صفحة شخصية من ريمه على فيسبوك هنا