recent
أخبار ساخنة

إبراهيم الخواص المدفون في الصوفية قريبا من سوق علوجة

#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (174)



إبراهيم الخواص
المدفون في الصوفية قريبا من سوق علوجة 

 حركة الخواص في بني القحوي العتم ريمة 

قد يظهر المتصوف من بين غمار الناس ، وسرعان ما يتصدر الصفوة ويؤثر في مريديه وإتباعه أكثر من تأثير أي طبقة اجتماعية أخرى. من هذه البيئة ظهر إبراهيم الخواص والذي يذكر ابن الديبع انه أعلن دعوته من بيت الأكسع حيث أقام فيها أياما بعد أن كان من إتباع ودراويش الفقيه المشرع. 

أعلن دعوته في محرم 909هـ فاستجاب له الكثير من تهامة واتبعوه ووصل خبره إلى الأمير ريحان الذي كان حينها يقود حملة على المعازبة ، فأرسل إليه للحضور إلى حيث يقيم الأمير في بيت الفقيه ، ولكنه أمتنع عن الوصول ، وتحصن بقرية الهيجة وهي مقر المعازبة. وقد وصفه الديبع بأنه يعمل بالتمويه والكذب والسحر حتى ظنوها الناس كرامات ، فراج سوقه وظهرت له عندهم مكانة . 


استجاب له العبيد العامريون وأطاعوه وروجوا لدعوته حتى أطاعه كثير من سكان الجبل في ريمة وغيرها. وحينما شعرت الدولة بخطورة هذا التمرد جهزت جيشا بقيادة إسماعيل بن حتروش وصل الى زبيد يوم الأحد 17 ربيع الثاني ويضم عددا كبيرا من الفرسان لتعزيز الأمير ريحان الذي خرج في اليوم التالي ومعه بن حتروش للقبض على الخواص المتحصن في الهيجة أسفل وادي اللوى. وتواجه الطرفان في معركة أدت إلى هزيمة جيش الأمير ريحان والذي وصفه الديبع بأنه ثبت يومئذ ثباتا حسنا وقاتل قتالا عظيما وكانت سلامة الناس له. 

انسحب الأمير ريحان بما تبقى من جيشه إلى بيت الفقيه، وطلب تعزيزات جديدة من قبل السلطان ، حيث وصل إلى زبيد الفقيه جمال الدين محمد النظاري على رأس جيش يوم الخميس 19جمادي الأولى من نفس العام ، وأقام في زبيد ثلاث أيام ، حتى وصلت تعزيزات أخرى بقيادة الأمير شجاع الدين عمر بن مفتاح الجبني وكان لا يقل رهبة عن الجيش الذي سبقه ، وتقدم الجيشان إلى الأمير ريحان في بيت الفقيه. وقد تمكن هذا الحشد من فرض الحصار على الخواص في الهيجة ، حتى أعلن العبيد طاعتهم للأمير ريحان وتخليهم عن الخواص الذي تمكن من الفرار واللجوء إلى بني القحوي العتم من قبائل ريمة ، ومكنوه من التحصن في أحد حصونهم ، وأعلنوا وقوفهم معه والامتناع عن تسليمه، فاضطر الأمير النظاري تركه في بني القحوي العتم وتقدم إلى الجهات الشمالية من تهامة بينما عاد الأمير ريحان بمن معه إلى زبيد. 


خلال الخمس السنوات التالية تمكن الخواص من التغلغل في الجبال المطلة على وادي علوجة ،وأقيم سوق علوجة، كما هي عادة الاسواق، التي تقام تحت حماية الصوفيين، فقد اقيم سوق الحدية بجوار الشيخ الأسدي (البلاع ) ، وأقيم سوق الرباط بجوار الشيخ النهاري، ويبدو أن سوق علوجة أقيم بجوار الخواص، واستمر تأثيره في الجبال وتهامة.

 

وفي حركة لا تخلوا من الاستعراض والاستفزاز توجه يوم الثلاثاء 10 ربيع الأول في محمل على جمل ومعه جمع كبيرمن العبيد والأهالي إلى قبر الفقيه ابن عجيل فزاره وصلى ثم قفل راجعا إلى مقر إقامته في بني القحوي ، وفي طريق عودته تعرض له جماعة من الدولة والمعازبة فقتل منهم ثلاثة ولم يلحق باصحابه أي أذى. 

استفحل أمر الخواص فتم إرسال حملة جديدة في العام التالي بقيادة الأمير شمس الدين علي بن محمد البعداني الذي دخل إلى زبيد بجيش كبير من الخيل والرجل في محرم عام 915هـ قوامه ثلاثمائة فارس واكثر من خمسة الاف راجل. وقد حاول الأمير أن يدس إلى الخواص من يغتاله قبل وصوله بجيشه إلى ريمة فدخل على الخواص جماعة مجهولة ليلا ليقتلوه ولكنهم لم يتمكنوا منه الا بطعنات غير مثخنه. 

وصل الأمير البعداني إلى قرية الكدحة شرقي بيت الفقيه فلما علم الخواص والعبيد بذلك تحصنوا بالهيجة وحصنوا أماكنهم وسدوا جميع الطرقات لكنه تمكن من فرض الحصار عليهم وحاز المياه عليهم فأغرقهم ، فطلبوا الصلح فصالحهم على أشياء بذلوها قبل دخوله الهيجة ، أما الخواص فقد هرب واستجار ببني القحوي مرة أخرى فأجاروه فأقام عندهم. 

أسدل الستار على حركة الخواص الذي لا يزال قبره هناك ويقال انه قبر الخواصة التي ترد في امثال متداولة في ريمة تدل على أن الخواص قد ورثته ابنته ونشطت بعده في الدعوة حتى يقال في المثل ما معناه لقد عجز ابن علوان برجولته فكيف تتمكن الخواصة بأنوثتها.

كتبها الاستاذ / حيدر علي ناجي العزي 
المراجع :
الفضل المزيد على بغية المستفيد في اخبار مدينة زبيد
لابن الديبع الشيباني 

google-playkhamsatmostaqltradent