#شخصية_من_ريمة الشخصية رقم (175)
بريشة الاستاذ غالب علي مهدي الجعدي |
صورة المناضل محمد مهدي إبراهيم السعيدي |
محمد مهدي ابراهيم السعيدي
المناضل الجمهوري والرجل التنموي
رجال سيخلدهم التاريخ ..
مقدمة :
كان محمد مهدي ابراهيم السعيدي أحد الشخصيات الاجتماعية التنموية الشابة التي برزت في ريمة خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكان لها دور في تأسيس هيئات التعاون الأهلي للتطوير، التي أنشأتها المجتمعات المحلية وازدهرت حينها لتوسيع عمليات التنمية والتطوير بعد قيام الجمهوية ومدها إلى الريف المحروم لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث. فأسهمت في الدفع بعجلة التنمية الريفية إلى النواحي البعيدة والنائية، في مجالات الطرقات والمياه والصحة والتعليم وغيرها من المشاريع.
انخراط محمد مهدي في الأنشطة المجتمعية لتأسيس مجالات التنمية وتنشيطها في منطقته المحرومة.
الولادة والنشأة:
ولد محمد مهدي إبراهيم البدوه السعيدي عام 1942م في محل المغارب، قرية عبثا، عزلة بني سعيد، مديرية الجعفرية – محافظة ريمة .
الحاله الاجتماعية:
تزوج في ٣٠/٧/١٩٧٢م وله ثمانيةمن الاولاد اثنين ذكور وست وإناث
العمل السياسي :
سكرتير اول الحزب الاشتراكي اليمني، قاعدة مديرية الجعفرية
التعليم :
تعلم القرآن أولا، ثم الفقه والحديث. وكان الفقيه العلامة أحمد علي يفوز في فترة خمسينات القرن العشرين، يقوم بالتعليم متطوعا في بيته في قرية نُعمَة، وكان محمد مهدي يتجشم عناء الذهاب إلى هذه القرية المعلقة رأس الجبل، والبعيدة نسبيا، مشيا على الأقدام، بدافع من الرغبة في الحصول على التعليم. وقد تعلم على الفقيه أحمد علي يفوز الفقه والحديث والخط..
ويحكي محمد مهدي بعض المواقف الطريفة التي كانت تحدث معهم في بيت الفقيه أحمد يفوز فيقول "كانت قدرتنا على الكتابة ضعيفة فكان الفقيه يدعو ابنته الصغيرة لتعلمنا الكتابة، فكنا نخجل من أنفسنا بأن فتاة صغيرة تكتب أحسن منا، فكان ذلك يدفعنا لتحسين قدرتنا على الكتابة".
وبسبب الفقر والجوع في تلك الفترة اضطر إلى ترك التعليم عند العلامه احمد علي يفوز رحمه الله كي يساعد والده في العمل لإطعام اسرتهم المكونه من زوجه وثمانية ابناء وبنات، فعمل معه في فلاحة الارض والعمل بالاجر اليومي لدى الرعية الآخرين، حيث كان العامل الزراعي يحصل على ريال واحد مقابل عمل لمدة اربعه او خمسة ايام. ويذكر ان عام ١٩٦١م كان عام مجاعه نظرا لشحة هطول الامطار. وحدثت فيه مجاعة مات منها العشرات من أبناء اليمن، وهذا ما أُجبره على ترك قريته للبحث عن عمل.
الهجرة الى عدن :
ولكي يحقق حلمه بالحصول على فرصة عمل لتحسين وضعه ووضع اسرته خطط للخروج من قريته واضطر لاستخدام الحيله على والده وعمه محمد عبر استخدام أمر مزور من الشيخ، على أنه سوف يتعسكر على شخص خارج قريته، فطلب من عمه محمد أن يعيره جنبيته الفضية ورهنها بريال واحد. وكان يملك ربع ريال وفره مسبقا من قيمة حزام باعه (أعاد الجنبية إلى عمه لاحقا كما ذكر في مذكراته) فتوفرت بذلك مصاريف زهيدة لطريق الهجرة بحثا عن فرصة عمل .
خرج من قريته بداية العام ١٩٦٢م مشيا على قدميه من بني سعيد الى بيت الفقيه، ثم زبيد، ثم الجراحي، ثم تعز، وسافر إلى عدن مرورا بكرش حتى أوصله دربه الى مستعمرة عدن البريطانية سيرا على الأقدام لا يملك ما يدفع به أجرة السيارات على طول الطريق غير المعبَّدة إلى عدن. وقد وصل بالتحديد الى دار سعد التي كان أحد أبناء قريته يعمل فيها، في مطعم، فاستقبله واستضافه. ويذكر في مذكراته انه عند وصول عدن اكل حتى شبع لاول مره منذ سنين. وقد واصل العمل مع صديقه في المطعم لمدة سته أشهر ، ثم انتقل إلى العمل في متجر الكترونيات يملكه تاجر يهودي في التواهي. ويذكر ان ذلك التاجر عامله معامله حضارية وعالجه عند طبيب من مرض البلهارسيا الذي كان يعاني منه منذ قرابة عقد من الزمن. وقد استمر في العمل في متجر الالكترونيات من نهاية ١٩٦٢م حتى نهاية ١٩٦٤م حين بدأت التوترات في عدن بعد ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م إلى سنة ١٩٦٤م ، إذ كان الكثير من ابناء اليمن في مستعمرة عدن يركبون السيارات التي توفرها النقابات في عدن ويذهبون باتجاه صنعاء للدفاع عن ثورة ٢٦ سبتمبر 1962م التي حاول الإماميون اخمادها والقضاء على النظام الجمهوري.
عاد محمد مهدي إلى مسقط راسة في منتصف عام ١٩٦٥م لزيارة والديه واخوانه الذين كانوا لايزالون يعيشون في فقر مدقع. وكان قد وفر من غربته مبلغا جيدا اراد ان يبدأ به حياته، فقرر ان يتزوج ابنة عمه. وحين ذهب خاطبا مع ابيه وعمه رفضت أمها تزويجه منها بحجه انهم فقراء ولن يتمكن من اطعامها. عندها قرر شراء أرض كان والده يعمل فيها شريكا لدى الشيخ مقابل تقاسم محصولها بينهما، فحقق حلم والده بامتلاك تلك الارض التي كان مهتما بها ويعيش على خيراتها.
الهجرة إلى صنعاء:
في منتصف العام ١٩٦٥م بعد عودته من عدن الى قريته قرر الذهاب الى صنعاء لأول مرة، ووصل اليها بلا مؤهلات، لا يدري ماذا يصنع، خاصه بعد الصدمة التي اثرت على نفسيته برفض زوجة عمه تزويجه ببنتها التي كان معجبا بها.
التقى في صنعاء بعلي محمد زيد القليصي الذي كان طالبا يدرس في إحدى مدارس صنعاء، قسم داخلي، فأقام عنده في السكن المدرسي يشارك الطلبة في السكن والتغذية. وكان يتمنى الالتحاق بالمدرسة لإكمال تعليمه ولكن سنه الذي يزيد عن العشرين عاما لايؤهله للالتحاق بالمدرسة، اضف الى ذلك ان لا احد سيساعده ماديا إن اراد التفرغ للتعليم، وعليه التزامات ماليه لمساعدة اسرته، ويشغله الرد على رفض زوجة عمه تزويجه ويطمح لتحقيق حلمه بالزواج من امرأة أخرى.
وعند ذلك اقترح عليه صديقه علي محمد زيد بأن يلتحق بالعمل في مصنع الغزل والنسيج بصنعاء(الذي اهدته الصين لليمن) حيث كان الخبراء الصينيون يركِّبون الآلات والمعدات للمصنع في بداية العام ١٩٦٦م .
قدم طلبا للعمل في المصنع وتم قبول طلبه في ٢ مايو ١٩٦٦م. وتمت الموافقة على طلبه. وعندها عمل مع الخبراء من المهندسين الصينيين في تركيب معدات الأقسام المختلفه في المصنع،
النضال الجمهوري :
بعد ان ترك العمل في مصنع الغزل والنسيج نظرا للنشاط السياسي الكبير للحركات الطلابية والنقابية والعمالية (حركة القوميين العرب) في فترة الاضطراب التي حدثت بعد الانقلاب على الرئيس عبدالله السلال، أول رئيس للجمهورية، وقيام سلطة الانقلاب بمحاربة الجمهوريين المتحمسين المؤيدين للسلال.
وقد مارس محمد مهدي النشاط النقابي ضمن الحركة العمالية التي نشأت بعد قيام الجمهورية، وقيام الاتحاد العام لعمال اليمن الذي كان رئيسه النقابي العريق المرحوم علي سيف مقبل، أحد الذين أنشأوا في تعز منظمة نقابية سرية في مشروع طريق المفرق تعز الذي تبرع به الأمريكان وكانوا يقومون بتمويله وتنفيذه وهو ما تسبب في فصل علي سيف مقبل من العمل إلى أن قامت الجمهورية فاندفع يوم قيامها للمشاركة في المظاهرات، وبدأ في الشهور الأولى من عمر الجمهورية في حشد الشباب للتطوع في الحرس الوطني للتطوع للقتال دفاعا عن الجمهورية في صفوف الحرس الوطني. وقد كان محمد مهدي من النقابيين الناشطين في مصنع الغزل والنسيج، وانضم إلى نقابة العمال في صنعاء، عضو الاتحاد العام لعمال اليمن، والتي كان يراسها النقابي العريق النزيه المتواري حاليا في قريته في تعز، عبده سلام، الذي بدأ العمل النقابي حين كان مهاجرا في الكويت قبل قيام الجمهورية. وكان مقر النقابه في قصر البشائر في صنعاء، وكان يضم مكتبه تحتوي على كتب متنوعه، فانفتح محمد مهدي على القراءة والاطِّلاع والتثقيف الذاتي والتعويض عن التعليم النظامي الذي فاته.
وحين اشتدت الهجمة على الجمهورية وتعرضت صنعاء للحصار لمدة سبعين يوما من بداية شهر ديسمبر ١٩٦٧م إلى ٨ فبراير ١٩٦٨م انضم محمد مهدي إلى جيش المقاومه الشعبية للدفاع عن الثورة والجمهورية ضمن المتطوعين من نقابة العمال. وكان من الفريق المكلف بحماية بعض المنشاءات الهامه في صنعاء التي بدأت تتعرض للقصف ولزرع الألغام والتفجيرات، ومن ضمنها فندق الزهراء بجوار سينما بلقيس في شارع علي عبدالمغني، والذي تحول إلى مخازن للدقيق والماء. وعند قصف المبنى بالمدفعية خرج الاستاذ محمد مهدي ورفاقه من الجهه الخلفيه من المبنى.
وحين بدأت فيما بعد حملة ملاحقة القوى الجمهورية الجديدة التي دافعت عن الجمهورية وتصدت لحصار صنعاء اخفى بندقيته وتوارى، كما فعل بقية رفاقه. وعاد بعدها للعمل في مصنع الغزل والنسيج فألقي عليه القبض وسيق إلى سجن وزارة الداخليه، ثم اقتيد إلى سجن القلعه – أو قصر السلاح في صنعاء- وهناك وجد في السجن رفاقه القوميين الذين تم القبض عليهم من أماكن اعمالهم امثال:
1- جار الله عمر الذي كان كبير المعلمين في كلية الشرطة وهي التي كانت تتولى حماية مطار صنعاء أثناء الحصار ومنعت سقوطه بأيدي القوات المعادية.
2- عبدالعزيز عبدالولي، وزير التخطيط فيما بعد في دولة اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن)
3- عبد الله الخامري وزير الثقافة فيما بعد في دولة اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن)
4- محمد عبدالولي، الكاتب اليمني الشهير
5- علي سيف مقبل، امين عام اتحاد عمال اليمن
6- محمد الانسي مدير عام مكتب البلدية بصنعاء
7- علي مثنى جبران، قائد قوات المدفعية وأحد أبطال التصدي للحصار.
8- هائل محمد سعيد. قائد قوات الصاعقه التي قامت بدور بطولي في التصدي للحصار. وقد حاول الانتحار عدة مرات في السجن وفشل.
9- النقابي احمد الشيباني الذي قبضوا عليه من الحديده واودعوه معنا في سجن القلعه-
10- عبده سالم غانم (نقابي قتل في احداث يناير ١٩٨٦م)
11- شرف القدسي من طلاب كلية الشرطة.
13- المناضل احمد قاسم دماج، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فيما بعد ووالد وزير الثقافه السابق مروان دماج.
وهكذا سُجِن محمد مهدي لمدة عام كامل بدون تهمه حتى اخلي سبيله ليعود للعمل في مصنع الغزل والنسيج.
كان عضوا في نقابة عمال مصنع الغزل والنسيج وعضوا في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني الذي تحولت إليه حركة القوميين العرب سنة ١٩٦٨.
مابعد سجن القلعه :
ظل محمد مهدي ابراهيم تحت رقابة الامن السياسي مثل رفاقه إلى أن قررت قيادة الحزب إرساله إلى عدن في منحة دراسية لمدة عام في مدرسة الاشتراكيه العلمية حتى العام ١٩٧٢م، بعدها قررت قيادة الحزب ان يعود إلى قريته ليتزوج ويعمل على إنشاء منظمة الفلاحين الثوريين.
عاد من عدن الى تعز عبر رحلة جوية. ولحسن حظه أنه كان يعرف الضابط الذي فتش حقائبه منذ كانا معا في سجن القلعه. حذره من ان الكتب والوثائق التي يحملها تعرضه للاعتقال والسجن. وساعده صديقة في الوصول الى صنعاء عبر رحله برية برفقة ضابط صديق لهذا الضابط خشية أن يتم القبض عليه من قبل الامن السياسي كونه ضمن تنظيم اشتراكي غير مسموح به في نظام شمال اليمن انذاك. وقد وصل الى منزل عبدالرب نعمان المقطري الذي كان موظفا في البنك اليمني للإنشاء والتعمير، ومن هناك تواصل بصديقه علي محمد زيد الذي ساعده في العودة الى مسقط راسة في الجعفرية.
مرحلة النضال التنموي :
مرحلة ما قبل العمل في التعاونيات:
بعد أن تزوج في ٣٠/ ٧/ ١٩٧٢م باقل من شهرين غادر إلى صنعاء للعمل، وايضا للإعداد لإنشاء منظمة الفلاحين الثوريين في الجعفرية .
ألقي القبض عليه أثناء تواجده في صنعاء وسجن في سجن قسم شرطه خلف سينما بلقيس لمدة ثلاثة أيام حيث تمكن من إرسال رسالة إلى الاستاذ طلال يحي زيد عبر شخص من أبناء ريمة كان يوصل الطعام للمساجين، قام بايصال الرسالة المكتوبة على ورقة الحماية التي بداخل باكت السيجارة، تطلب من طلال ان يبلغ اللواء يحي مصلح مهدي الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة التعاون في ريمة، وكان مقر الهيئة قريبا من القصر الجمهوري، و العلامة احمد زيد القليصي عضو مجلس الشورى عن الجعفرية - خال الدكتور على محمد زيد - بمكان سجنه. وبالفعل تم الإفراج عنه.
وعاد الى قريته في ١٩٧٣م /١٩٧٤م وهو العام الذي فُرِضت فيه الخدمة الإلزامية للتدريس لمدة عام على خريجي الثانوية العامة، فتعاقد معه مكتب التربية في ريمة، الذي كان طلال يحيى زيد مديره، كمدرس في المرحلة الابتدائية.
عندها عمل مدرسا في مدرسة الفتح باللمهين لمدة عام. ولم يكن في المدرسة سوى مدرس واحد هو الأستاذ والتربوي الكبير المرحوم العلامة محمد زيد القليصي الذي كان يتولى تعليم الأطفال القراءة والكتابة والحساب. ولحسن حظه وصل للمدرسة ثلاثة معلمين من خارج المنطقة كانوا ينتمون للحزب الديمقراطي الثوري اليمني، ساعدوا في تقسيم الطلاب إلى فصول دراسية من الأول إلى السادس وفق اختبار تحديد المستوى.
عمل بداية العام ١٩٧٥م مشرفا على بلدية قضاء ريمة ولم ينفذ سوى مهمه واحده في التفتيش على سوق رباط النهاري بمعية عسكريين اثنين كلفهما مدير عام قضاء ريمة ليكونا تحت امرته لاداء مهمته على أن يدفع أجرتهما من الغرامات على المخالفين. وقد وجد نفسة غير راضٍ عن هذا العمل فتركه.
العمل لدى هيئة تعاون قضاء ريمة:
بعد أن ترك العمل كمشرف لبلدية ريمة اتجه إلى الحديده وأثناء زيارته لصديقه المهندس الكهربائي علي طاهر البلول في منزله التقى باللواء الركن يحي مصلح مهدي رحمه الله الذي كان يتولى رئاسة هيئة التطوير في قضاء ريمة والذي سبق وتعارفا عندما أخرجه من سجن قسم الشرطه في صنعاء في عام ١٩٧٢م . وكان ضمن مشاريعنا التعاونيات مشروع شق طريق السخنة بلاد الطعام بني الضبيبي، فأوكل إليه الإشراف على تنفيذها باستخدام حراره (استؤجرت من اخوان ثابت ) وكمبريشن عادي وكمبريشن هواء، واستخدام الدنميت للتفجير. وتوقف الشق تحت منطقة البِرار ببلاد الطعام نظرا لعجز الحراره عن العمل في المناطق الجبلية، لكنه واصل الشق يدويا.
قام الاستاذ محمد مهدي بإقناع رئيس التعاونيات يحي مصلح بأن يتم نقل الحرارة والكمبريشن إلى بيت الفقيه للبدء بشق طريق من بيت الفقيه إلى سوق علوجه بالجعفرية، فاستحسن الفكره وأمر بتنفيذها حيث سحبت المعدات إلى سوق الصعيد التابع لبيت الفقيه للبدء بشق المسار نحو سوق علوجه واوكلت مهمة الإشراف للأستاذ محمد مهدي، فبدات عملية الشق من سوق الصعيد إلى أن وصلوا إلى الخوش، حيث نصبت خيمة فريق الشق هناك. وتم إنشاء جامع في مكان التخييم لايزال قائما إلى اليوم. وكان وصول الطريق إلى صنيف مهدي اول قرى عزلة الحوادل من الجعفرية والذي خيم فيه فريق الشق واستمر الشق قرابة ستة أشهر حتى وصل الشق إلى سوق علوجه. وافتتح الخط بحضور وزير الادارة المحلية واللواء يحي مصلح رئيس التعاونيات في ريمة.
وبعد وصول الطريق إلى سوق علوجه بالجعفرية سحبت المعدات للعوده لاكمال الشق في طريق السخنه بلاد الطعام بني الضبيبي الجبي.
وقد واصل محمد مهدي فيما بعد الشق من سوق علوجة بهدف الوصول إلى مغربة اللمهين، وواجه صعوبات كبيرة ومعارضة من بعض مَن لم يدركوا أهمية الطريق إلا فيما بعد، فانصرف للعمل في مجال الصحة.
تأسيس هيئة تعاون ناحية الجعفرية:
لم يكن الاستاذ محمد مهدي راضيا عن جمع المديريات الخمس تحت تعاونية واحده حيث حظت الجبي بمعظم حصة التعاونيات. لذلك لجأ إلى الأمين العام للاتحاد العام لهيئات التطوير في اليمن المرحوم عبدالحفيظ بهران، والذي ايد الفكره بأن تكون هناك هيئات تعاونية على مستوى المديريات. وقد عقد اول اجتماع في مركز الناحية باللمهين انذاك لانتخاب هيئة تعاونية للجعفرية، وباشراف من لجنه ارسلها الاتحاد العام لهيئات التطوير في اليمن. وجرت الانتخابات في ١٩/١١/١٩٧٦م وفاز سبعة أعضاء من خيرة شباب المديرية برئاسة الاستاذ طلال يحي زيد رحمه الله والأمين العام الاستاذ مهدي عبدالوهاب السعيدي رحمه الله بينما شغل الاستاذ محمد مهدي منصب المسئول المالي.
تم انتخاب لجنه عمومية وهيئة إدارية لمجلس تعاون ناحية الجعفرية وتم اعلان ذلك عبر وسائل الاعلام المقروءة والسمعية والمرئية.
بعدها تواصل تشكيل هيئات تعاونية في بقية المديريات.
استمر محمد مهدي في العمل مع هيئة تعاون الجعفرية إلى بداية ١٩٨٤م
العمل في قطاع الصحة:
مديرا للصحة في ريمة:
ولمن لم يعرف تاريخ الصحة في ريمة عامه، والجعفرية خاصة، فقد كان الأستاذ / محمد مهدي من أوائل المؤسسين لهذا القطاع في ريمة. ونظرا لسعيه الحثيث لتقديم الخدمات الصحية والطبية في كل أنحاء ريمة، تم تعيينه مديراً للصحة في ريمة، فبني في كل مديرية مركزاً صحيا. وبعلاقاته وعمله الدؤوب تعاونت معه منظمة أوكسفام في تطوير هذه المراكز، فوفرت الأدوية واللقاحات ودربت القابلات والمرشدات الصحيات لهذه المراكز. وبمساعدة اوكسفام تعرف على المنظمة البريطانية للتطوير الاجتماعي التي تبنت
بناء مركز صحي في كل عزلة وانجزت بعض خطتها ، ووفر محمد مهدي الكوادر الطبية اللازمة لتشغيل المراكز. التي تم افتتاحها. وعرف عنه المتابعة المستمرة لتوفير مستلزمات تشغيل المراكز الصحية من ممرضين وأطباء كانوا ما يزالون قليلين في اليمن ولا يقبِلون على العمل في الأرياف وبخاصة الأرياف النائية مثل ريمة.
مديرا للصحة بمديرية الجعفرية:
بعد أن تولى إدارة الصحه بريمة وبعد تعيين مدير جديد للصحه في ريمة، تم تعيين محمد مهدي مديرا للصحة في مديرية الجعفرية .
وهو الذي بنى أول مركز صحي في الجعفرية في عام 1984م ، وواصل المتابعة مع الجهات المعنية في وزارة الصحة حتى تم إعتماد المركز الحالي في سوق الحدية الذي أصبح مقر المديرية، وتعيين أحد الأطباء المصريين.
وبعلاقاته وعمله الدوؤب في المتابعة والاتصال بالمنظمات حتى توطدت علاقته مع العاملين في منظمة أوكسفام التي ساعدت في تطوير هذا المركز فوفرت الأدوية واللقاحات ودربت المرشدات الصحيات، وتعاونت معه المنظمة البريطانية للتنمية الاجتماعية.
ظل مديرا لمكتب الصحة بالمديرية حتى العام 2009م .
حين عين بقرار محافظ محافظة ريمة مستشارا للمحافظة للشئون الصحية.2009م
وقد اهتم محمد مهدي خلال العمل بمواصلة تأهيل نفسه عن طريق القراءة بشغف، وحضور دورات تأهيل في المركز القومي للإدارة في صنعاء، وحصل على منحة تأهيل وتدريب في مجال إدارة الخدمات الصحية، في الاسكندرية، من مكتب منظمة الصحة العالمية في شرق البحر المتوسط، وكذلك عن طريق حضور دورات قصيرة للتدريب تنظمها وزارة الصحة والتعاونيات.
حكايته مع المرض :
وبسبب اصابته بمرض القلب تقاعد من وظيفته ليبدأ مشواره العلاجي على نفقته الخاصة، فبعد أن حقق ما حقق من إنجازات في الخدمة العامة، نساه الجميع ونسوا فضله على المحافظة. حتى وزارة الصحة التي هو أحد موظفيها لم تهتم به ولم تساعد في رعايته،، فقد أجرى عام 2014م عملية قلب مفتوح في القاهرة فلم تساعده أو تلتفت إليه وزارة الصحه أو الحكومات المتعاقبة. كانت تكلفة العملية باهظة فأضطر لبيع بعض أملاكه ليسدد تكاليفها.
لم يستخدم محمد مهدي رصيده النضالي ليحصل على منصب أو وظيفة، أو لينعم برغد العيش وراحة البال، بل إلى جانب حمله بندقيتهُ دفاعا عن الجمهورية، حمل هم محافظته ريمة، التي كانت تفتقر لأبسط مقومات التنمية، فأصبح لا يشغلهُ شاغل عن قضية تنمية المحافظة، فأولى اهتماما خاصاً لقضايا التنمية والصحة في محافظة ريمة، وكانت مطالبه واقعية تلامس هموم الناس.
وها هو اليوم طريح الفراش منسياً يُعاني من أمراض أسقمت روحهُ وأنهكت جسده الذي قدم الكثير لأهله وأبناء محافظته وساهم في عملية تنمية بلاده. عاش حياتهُ وفترة شبابه مدافعا عن الجمهورية ومنجزاتها، ويعود إليه فضل التفكير بإنجاز مشاريع شق عدد من طرق ريمة وربطها بطرق الحديدة، وكان له الدور الأول في إنشاء المراكز الصحية وتطوير الخدمات الصحية في ريمة.
الوفاة:
الإعداد:
كتبها :
م.محمد غالب السعيدي
عن الاستاذ محمد مهدي إبراهيم
٢٨ يوليو ٢٠٢٢م
راجعها:
المراجع
السيرة الذاتية للشخصية
مذكرات مخطوطه كتبها الاستاذ نمحمد مهدي إبراهيم بتاريخ ١٥/٨/٢٠١٦م
مقال نشره موقع ريمة بوست عن الاستاذ محمد مهدي إبراهيم مقال نشره موقع ريمة بوست عن الاستاذ محمد مهدي إبراهيم
بتاريخ ٢٩ فبراير ٢٠٢٠م
الرابط هنا
بعض المرثيات التي كتبت عنه:
م.محمد اسماعيل الابارة كتب :
ودعت ريمة اليوم ابنها المناضل محمد مهدي إبراهيم السعيدي ، من أبناء مديرية الجعفرية.
أحد أهم رجالات التعاون في ريمة واليمن في حقبة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وأحد الكوادر الصحية التي تفانت في خدمة وطنها في كل مجال عمل به أو منصب تبوأه.
عرفته مناضلا اشتراكيا وحدويا صلبا ووطنيا يعطي حياته لوطن خال من الفساد ويناضل بكل مدنيته وحبه الكبير لليمن لتحقيق الحكم الرشيد المدني العادل.
كان شغوفا رحمه الله بمتابعة ما أكتبه من شعر ، يحفظ عن ظهر قلب كثيرا من قصائدي وكنت أوافيه بكل إصدار جديد عدى آخر إصداراتي أوان الزيزفون الذي وعدته بنسخ منه حين يطلع إلى صنعاء.
إلى كل أولاده وأهله في بني سعيد والجعفرية وعموم اايمن ورفاقه الأعزاء في الحزب الاشتراكي اليمني ، أرفع خالص آيات العزاء سائلا من الله له الرحمة والمغفرة والرضوان وفسيخ الجنان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
✍️ كتب الاستاذ / حيدر علي ناجي العزي ما نصه :
كان رفيق درب الرعيل الاول من قادة المنطقة ووجهائها عرفناه مؤسسا للقطاع الصحي في الجعفرية في الايام الصعبة ثم مسؤلا ماليا في تعاون الجعفرية مع الاستاذ طلال يحي زيد تنقل معه في العزل وفي كل مكان لتنمو فكرة التعاون وتزدهر عطاءها ويؤتى اكلها وفعلا اثمرت واينعت تزاملنا في هذا الدرب واختلفنا خلاف الاصحاب على المعدات الموروثة من تعاون ربمة وتشارعنا على طريق علوجة كسمة ولكن ظلت الجسور متينة والصداقة تفوقت على كل الخلافات البسيطة . وهي خلافات تصب في مصلحة المنطقتين ولم تصل في اي مرحلة الى خلافات شخصية. ولم تغير الخلافات الحزبية ما بيننا من عمق المودة وصدق المشاعر عرفناه محبا لمنطقته شديد الاخلاص والوفاء لمبادئه وافكاره قوي الارادة في عمله. رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه جنات عدن تجري من تحتها الانهار . وتعازينا لكل محبيه والى كل تلاميذه وزملائه في القطاع الصحي والى كل من عرفوه من ابناء ريمة والوطن الكبير🇾🇪
الدكتور محمد سعد طاهر الضبارة كتب:
رحمة الله تغشاك ايها المكافح، المناضل ، الذي وهب لمنطقته وأهله جل وقته . لم ينل حقه من التكريم ، خاصة من المجتمع الذي خدمه
هكذا هم الشرفاء يموتون منسيين ويكرم المتزلفون.
نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته
الكاتب الأستاذ منير طلال كتب
الأستاذ المرحوم محمد مهدي إبراهيم مناضل يساري بارز في ريمة واليمن، وكان أحد أوائل قادة اليسار في المنطقة.
تميز بنضاله الشجاع والمستمر من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة في المجتمع، وقد أسهم بشكل كبير في تنظيم وتوجيه الحركة، ظل يعمل على توعية الناس وتحفيزهم للمشاركة في النضال السياسي والاجتماعي.
بفضل نشاطه وتأثيره، تمكن من جذب انتباه العديد من الناس وكسب دعمهم، كقائد شعبي ورمز يساري، على الرغم من التحديات والمخاطر التي واجهها، استمر في نضاله حتى نهاية حياته.
توفي الأستاذ محمد مهدي إبراهيم، لكن إرثه باقٍ ويستمر في إلهام الأجيال اللاحقة من المناضلين والناشطين في ريمة واليمن.
لقد كان من اصدقاء والدي المقربين الذين ظلوا مرتبطين ببعض فكريا ووجدانيا حتى آخر مراحل حياتهم رحمة الله تغشاهم جميعا.
م.محمد غالب السعيدي كتب:
رحل بصمت كما عاش
حتى حضور دفنه حرمنا منه
فقد دفن في أرض لم يشأ أن يدفن فيها يقينا مني بذلك
ظلم هذا الرجل من مجتمعه الذي افنى جُل حياته يكافح في سبيل اخراجه من بوتقة الجهل والفقر والمرض إلى افق العلم والصحة والسلام
عرفته عن قرب منذ 2008 عندما بدات العمل في مشاريع الصحة بالمحافظة، رغم أننا من قريتين متجاورتين الا أني لم أعرفه الا وانا في العقد الثالث من عمري ربما لكوني كنت أدرس في المدينة وكونه يعمل في المديرية وخارجها من قبل أن اولد لم أكن أعرف قبل ذلك التاريخ أنه ممن ساهموا في كسر عزلتنا عن العالم الخارجي بايصال طريق السيارة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لم أكن اعلم بأن الأثر الذي احمله على كتفي شق بيده كي يطعمني من أمراض قاتله وانا لازلت في الثامنة من عمري تقريبا لم أكن أعرف بأن هناك رجل يبحث عن سبيل لاخراج المجتمع من مثلث الموت الجهل و الفقر والمرض ناضل بصمت كما رحل بصمت
فبدا حياته معلما متطوعا ثم انتقل إلى نضال اخر في سبيل الحد من انتشار الامراض القاتله التي تفتك بالابرياء وتقتل الامهات في الولادات كثير من الامراض كانت تفتك بابناء اليمن عامه وريمة خاصه حاول بجهده وطموحه وانسانيته أن يحد منها،سعى وتعاون مع منظمات دوليه جاءت لدعم قطاع الصحه اسس أول مرافق الصحه بمديرية الجعفرية وعمل فيها وسعى باحضار أول طبيب مصري د. محمود ظل يعمل في مركز الحديه عقود رحمهما الله
اسس العشرات من مرافق الصحه في مختلف العزل سعى لتاهيل وتدرب العديد من الصحيين والقابلات من ابناء وبنات القرى والعزل كي يخفف من الآم الناس نظرا لعدم قدرة آي طبيب من خارج المنطقة المكوث طويلا في مناطق نائيه
حاول ونجح في كسر عزلة الجعفرية عن العالم الخارجي فمكث أشهر يعمل في الميدان لشق الطريق ومعه الشرفاء من ابناء المديرية امثال الراحلون قبله طلال يحيى زيد و عباس احمد السعيدي
فربطوا المديرية ببيت الفقيه
قرأت ماخطت يده من صفحات فعرفت في ثناياها مايحمل الرجل من قلب ومن فكر
ظل يناضل في سبيل التغيير ولكونه يحمل مبدا واحد لاتلون فيه تم تهميشيه كغيره من المناضلين خاصه اليساريين خوَّفوا الناس منهم وجعلوهم يعتقدون بأن أفكارهم هي افكار إلحادية وتكفيرية أنهم ماركسيون يؤمنون بأن لا اله والحياة مادة ....كل ذلك لعلمهم أن لو عرف الناس حقيقتهم وهدفهم لخسروا مناصريهم
فهموا الحزبية عكس من اسسها
فالحزبية وضعت للتنافس على تقديم الافضل في خدمة المجتمعات وليس الأشخاص ..
بكيتك مرتين أستاذ محمد مهدي ابراهيم حزنا على فراقك وحزنا على خذلاننا لك
احلت للتقاعد و تحملت نفقات عملية قلب مفتوح خارج الوطن صراع طويل مع السكري تذكرت أني كنت بعض الأحيان أحمل لك بعض انبولات الانسولين من الجبين وأنت كنت من يوفرها لمرضى السكر
انزلقت قبل أقل من عام في الحمام فتاثر عمودك الفقري وظللت صامتا متحملا معناتك لوحدك لقلة ما باليد دون علم الكثيرون ومنهم نحن الذين نتباكى عليك بعد رحيلك
ولا أظن دفنك في الحديده الا هربا من عادات مجتمعية بغيضه ما انزل الله بها من سلطان فتكاليف العزاء تفوق تكاليف الأعراس
وداعا أيها المظلوم منا أولا ومن الجهات الرسمية ثانيا
وداعا رغم حسرتنا التي لا فائده منها الأن وداعا ياصاحب الخلق الرفيع والصوت الهادئ والفكر المنير
وداعا ياوطنا بلا موطن
وداعا أيها الأب والاخ والصديق
وداعا أيها المنسي
عزاؤنا فيك انك بيد كريم لايظلم عنده أحد
اللهم إن (محمد مهدي ابراهيم) في كفالتك وفي ضيافتك فهل جزاء الضيف إلّا الإكرام والأحسان وأنت أهل الجود والكرم. اللهم ان (محمد مهدي ابراهيم) في حاجة إلى رحمتك وأنت الغني في غنى من. اللهم حرم لحمه ودمه وبشرته عن النار. اللهم استقبله عندك خال من الذنوب والخطايا واستقبله بمحض إرادتك وعفوك وأنت راض عنه غير غضبان عليه. اللهم افتح له ابواب جنتك وابواب رحمتك أجمعين. اللهم إني أسالك يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. اللهم اجعل (محمد مهدي ابراهيم) من الذين إذا احسنوا استبشروا. اللهم إني أسالك يا أرحم الراحمين أن يكون (محمد مهدي ابراهيم) ممن بشر عند لموت بروح وريحان ورب راض غير غضبان. اللهم يا باسط اليدين بالعطايا يا قريب يا مجيب دعوة الداع إذا دعاه يا حنان يا منّان يا رب يا أرحم الراحمين يا بديع السموات والرض يا أحد يا صمد اعطي (محمد مهدي ابراهيم) من خير ما أعطيت به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم عطاء ماله من نفاد من مالك خزائن السموات والأرض. عطاء عظيماً من رب غظيم. عطاء ماله من نفاد عطاء أنت له اهل عطاء يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك. اللهم اغفر (محمد مهدي ابراهيم) وارحمه عدد من قالها ويقولها القائلون من اول الدهر إلى آخره عدد من أحصاه كتاب الله واحاط به علمه واضعاف ذلك اضعاف مضاعفه وكل ضعف يتضاعف من ذلك مضاعفة ابد الأبد ومنتهى العدد بلا أمد لا يحيط به إلّا علمه الله يغفر له ويرحمه.
منظمة الحزب الاشتراكي اليمني م/ ريمة
الاخ / نشوان محمد مهدي ابراهيم السعيدي
الاخ / وضاح محمد مهدي ابراهيم السعيدي
بحزن وألم بالغين تلقينا نبأ وفاة والدكم الرفيق الدكتور/ محمد مهدي ابراهيم السعيدي والذي وافته المنية يوم امس الثلاثاء 23 رمضان 1445 هجرية الموافق 2 ابريل 2024م في مدينة الحديدة بعد معاناة طويلة مع المرض ،بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح في سبيل دولة المواطنة المتساوية والعدل وقدم في سبيل قناعاته تلك جهودا جبارة وتضحيات جسيمة وتعرض للإعتقال والمطاردة والاقصاء ولم تتمكن كل تلك الممارسات التي طالته من النيل من مبادئه وقيم الخير التي انتمى لها وتمسك بها.
لقد قضى الراحل معظم حياته في خدمة الوطن ابتداء بالعمل في التدريس ثم التعاونيات في سبعينات القرن الماضي وختمها في العمل في قطاع الصحه العامة كان آخرها قبل تقاعده مديرا للخدمات الصحية في مديرية الجعفرية حيث اوصل الخدمات الصحية في المديرية إلى معظم العزل وعمل على توفير صحيين وقابلات في معظم قرى وعزل المديرية عبر الاستقدام والتأهيل.
وفي سن مبكرة من حياته التحق بصفوف الحركة الوطنية وعاش تفاصيل الكثير من الاحداث كعنصر فاعل ومؤثر الى جانب العديد من قادة العمل الوطني، واعتقل مع رفاق دربه الشهيد / جار الله عمر، والمناضل/ يحي الشامي، والاديب الكبير / محمد عبدالولي والكثير من الرفاق في سجن القلعة الذي كان يخفى فيه المعتقلين السياسيين.
لقد خسر الوطن برحيله هامة وطنية كبيرة، وتجربة فريدة وثرية امتدت لعقود من الزمن وتركت تاريخا حافلا بالعطاء، وسيرة عطرة جديرة بالاعتزاز والتقدير والاستنارة.
وبهذا المصاب الجلل نرفع اليكم خالص العزاء والمواساة وهي كذلك الى كل رفاقه ومحبيه، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وان يسكنه فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان.. وانا لله وانا اليه راجعون..
صادر عن منظمة الحزب الاشتراكي اليمني م/ ريمة
3 ابريل 2024م
البرلماني السابق الدكتور غالب احمد مهدي كتب:
الأخ والزميل العزيز الوفي محمد مهدي إبراهيم عرفته منذ العام ١٩٨١م حيث أستلمت حينها أول طلبية ادويه من وزارة الصحه للمركز الصحي في مديرية كسمه والمركز الصحي في مديرية الجعفريه حيث عمل مديرا للخدمات الصحيه في مديرية الجعفريه وأنا كذالك مديرا للخدمات والرعايه الصحيه في مديرية كسمه حتى العام ١٩٨٨ حينها انتخبت من دائرتي عضوا لمجلس الشورى ،لكنني لاأنسى على الإطلاق عندماجاء محمد مهدي إلى مدرسة الأنوار بكسمه وأنا فيها طالب في الخامس إبتدائي في العام ١٩٧٣/ ١٩٧٤م وكان لابسا ملابس المهندسين وأخرجوا كمبريش جديد من الصندوق وقاموا بتجريبه وتشغيله بإشرافه وهو حينها في هيئة التعاون الأهلي للتطوير حينها لأول مره نشتم رائحة البترول والذي أشتغل عليه الكمبريش وكانت فرحتنا وسعادتنا كبيره بهذا الإنجاز والذي تم تسخير العمل بالكمبريش لتعبيد الطرقات الوعره على الناس والحمير والبقر وغيره، هءه من الصفحات المرسومه في ذاكرتي عن الفقيد، كذالك كان له حضوره التنظيمي والحزبي المبكر فكان شعله من النشاط التنظيمي والتنموي في شتى المجالات للجعفريه خصوصا ولريمه ولليمن عموما، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يغفر له ويرحمه ويسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار وان يجعله من عتقاء شهر رمضان المبارك وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنه اللهم جازه بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا ومغفرة ورضوانا وبالغ تعازينا ومواساتنا إلى اولاده وأحفاده وأسرته الكريمه وإلى كل أصدقائه ومحبيه سائلا الله العلي القدير ان يعصم قلوبهم بالصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون